أخبار السودان

حكومة البشير تشكو دولة سلفاكير إلى الاتحاد الأفريقي : أنقذونا أبيي تختطف .. ولا تلومونا

شكا السودان، نظيرته دولة جنوب السودان، إلى الاتحاد الأفريقي، في أعقاب استفتاء من جانب واحد في منطقة أبيي المتنازع عليها أسفر عن التصويت بنسبة 99.9% لصالح الانضمام لدولة جنوب السودان، وهو التصويت الذي لم تقر به حكومة الخرطوم، ولم تعترف بنتائجه، في وقت أعلن دولتا السودان وجنوب السودان، عن فشل المحادثات حول هذا الأمر حتى خلال القمة التي جمعت الرئيسين البشير وسلفاكير في جوبا قبل عدة أيام.

وفيما أعلنت الوكالة الرسمية التأكيد على أن البشير أرسل رسالة إلى الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي المتمثل في رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريام ديسالين.، حملها وزير الخارجية السوداني على كرتي وسلمها للرئيس ديسالين، قبل قليل في أديس أبابا، اكتفت الوكالة بتصريح مقتضب أدلى به كرتي، مؤكدا الرسالة وأنها تتعلق بالعلاقة مع دولة جنوب السودان، بوصف أثيوبيا الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.

إلا أن المصادر المؤكدة تشير إلى أن حكومة السودان اعترضت رسميا على الاستفتاء، معربة عن تخوفها مما له آثار سلبية على العلاقات التي يجب أن تتطور بين البلدين، مضيفة أن السودان يلمح إلى التداعيات الخطيرة التي يمكن أن تحدث بهذا الاستفتاء، في إشارة واضحة للتهديد بخطوات شمالية تجاه الجنوب، خاصة أن الحكومة باتت مكشوفة للشارع السوداني، والذي يرى أن فشلها في الحفاظ على أبيي يعد انتكاسة ودليل عدم شرعيتها في الحفاظ على دولة السودان الموحدة، وانفصال الكثير من المناطق عنها، بما فيها أبيي التي تعد غنية بالنفط، فيما تعد منطقة رعوية سبق أن وعدت بها الحكومة السودانية بأن تكون للقبائل العربية “المسيرية” التي ناصرتها في الحرب ضد الحركة الثورية لغرب السودان، والذين يعرفون بميليشيات “الجنجويد”.

لكن واقع القبائل الجنوبية التي تسكن المنطقة، وهم ينحدرون من قبائل الدينكا نقوك، أعلنوا لا للشمال في الاستفتاء الأخير، مما يعقد الأمور كثيرا.

وكشفت المصادر أن حكومة الخرطوم تريد من هذا الإجراء الدبلوماسي تقدير دور ورد العرفات للاتحاد الأفريقي الذي يناصرها ولا يعترف بمحكمة الجنايات الدولية التي تطلب رسميا الرئيس عمر البشير لمحاكمته في جرائم حرب في إقليم دارفور، مما يعد عملا بروتوكوليا أكثر منه خطوة يمكن أن تؤثر على مصير أبيي.

ويشير كثير من المراقبين أن استفتاء أبيي وإن لم يكن مقبولا من أي طرف، إلا أنه يعد سيناريو تمهيدي لانفصال هذا الجزء من الشمال نهائيا، وهو أمر حتما سيتم الإقرار به من دولة جنوب السودان لاحقا، حيث تحاول حكومة البشير حاليا على منع الاعتراف الرسمي بالاستفتاء، مما يعد في حالة الاعتراف به، توريطها في مزيد من الاحتقان الشعبي، وهو أمر محتمل خاصة مع انعدام الموارد المالية من وراء ذلك الإقليم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..