مقالات سياسية

جرائم أبناء الفقراء الكبري

تقول محكمة الجزاء الدوليه بلاهاي إن النظام السوداني متهم بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيه وأخيرا تضيف تهمة الإباده الجماعيه !!! حسنا هذه مجرد إتهامات من منظور تلك المحكمه وفقهاء القانون . وجلها ترتبط بمكان وزمان وفعل وقد تثبت وقد تضعف الأدله بفعل فاعل وغيره ولكن هنالك جرائم غير منصوص عليها فى قوانين تلك المحكمة وأغلب الظن هي أكبر وأبشع وأفظع من كل تلك الجرائم ولاترتبط بمكان وزمان محددين هي بمقام الفعل المتعدى بل هي سرمديه تسير معنا فى هذا المكان المسمي بالسودان وترافقنا شئنا أم أبينا السنين الطوال وستظل كالسوس ينخر فى عظام أمتنا ومجتمعنا مجدثا أثرا ومهيجا لمواجع ومواضع تزيد من أزماتنا وتبشرنا بمزيد من المشكلات إن ظل هذا النظام قائما لاقدر الله أو سقط ستظل هاجسا بل شرا مستطيرا.
لعن الله الفقر الذى قال عنه الفاروق لو كان رجلا لقتله ,وقبل الخوض فى جرائم النظام وهي لاتحصي ولاتعد ولكن هنا حريُ بنا أن نسأل ونتساءل عن هؤلاء الذين تساءل عنهم الكثير من الناس من أين أو من هم فسيان !!من هم مرتكبوا تلك الجرائم وفي حق من ؟؟ وببساطه هنا نتكلم عن تلك الجرائم التي أرتكبت بحق المساكين أو الفقراء تحديدا كأكبر شريحه فى مجتمعنا !!وللأسف الشديد مرتكبوا تلك الجرائم هم من ذات الشريحه !!!وبالطبع ليس كل بن فقير مجرم ولا كل بن غني كذلك ولكن المفارقه هنا أن يجتمع نفر من أبناء الفقراء ليزيدوا من بؤس بني جلدتهم ويمتد جرمهم لكل مواطن فى هذا الوطن !!!ويصبح الفقير وبن الفقير هو الجلاد والضحيه !!!ولو لم يفتح الله علينا (بالإستعمار) البريطاني الذى كان نعمة ونغمة معا لماوصلنا لهذا الدرك من البؤس والشقاء فقد قالوا أنهم أنشأوا المدارس لتخريج الكادر البشرى من الموظفين والإداريين الذين يسهمون فى دفع دولاب العمل لمصلحة المملكه المتحده ولكنهم جعلوا التعليم مجانيا وكانوا يقومون (بالكشات) للقبض علي من هم فى سن الدراسه حتي يلتحقوا بالمدارس وكان الأكل والشرب والترحيل مجانا وورثه عن البريطانيين الحكومات التي خلفتهم وسارت علي ذات النهج وتعلم ساستنا اليوم حتي آخر مراحلهم الدراسيه مجانا !!من درس الطب أو القانون والصيدله وغيرها كل تلك كانت علي حساب المواطن السوداني المغلوب علي أمره !!ولكن عندما وصلت الإنقاذ للسلطه قام أبناء الفقراء بإغلاق كل المدارس العريقه وجعلوا التعليم مدفوع القيمه لمن يستطيع فقط وتركوا أبناء جلدتهم للفقر وقد إغتني هؤلاء وأصبحوا من أثرى الأثرياء !!ولو فكرت أيا من الحكومات المتعاقبة لإتخاذ هذا الأسلوب لماوجدنا أيا من هؤلاء يحمل شهادة مدرسة أوليه !!فهلا سأل هؤلاء أنفسهم عن هذا الجرم الذى إرتكبوه فى حق الفقراء ؟؟ولنضرب بعضا من الأمثله لمآسي حدثت وتحدث.ولنبدأ.
قرأت عن تلك الفتاة الجامعيه التي (لاحظ) أنظر لاحظ( الخفير )أنها تخرج فى وقت معين لزمن قصير جدا ثم تعود مسرعة للداخليه وعندما تابعها وجدها تخرج ساعة رمي باقي الأطعمه علي مكب النفايات فتقتات وتعود!!! الخفير يلاحظ مافعله أبناء الفقراء بإخوتهم وأولئك عن تلك الملاحظه غافلون أو متغافلون !!أقسم بالله عند قرآتي لتلك القصه لم أنم !! وتخيل عزيزى القارئ أن أختك أو إبنتك أو أو فكيف يكون أحساسك ؟؟من دفع بهذه الفتاة لهذا المكب ؟؟هو بن فقير وفقير فى نفسه وعلمه وإحساسه !!وماهو شعور تلك الفتاه إن شاهدها زميل أو زميله ؟؟وأثر ذلك علي نفسها مستقبلا؟؟والجرح الذى خلفه هذا التصرف متي يندمل أويبرأ؟؟
شاهدت بأم عيني ثلاث فتيات من إحدي الكليات الجامعيه وقد حضرن إلي منزل للعزاء ووقفن بحثا عن الطعام وهن لايعرفن أحدا بالمنزل الذى حضرن إليه وعندما أحس البعض بمرادهن قدموا لهن من الطعام شيئا فأكلن وأسرعن بالخروج !!!فتيات جامعيات يتسولن الطعام والإنقاذ قدمت نموذجا فى الحكم تريد أن تقدمه للعالم كي يكون نبراسا وتسترشد به الدول والشعوب والأمم !!من قال هذا الحديث ؟؟هل هو شخص كامل الأهليه وعاقل؟؟؟
سمعت بأذني من أحد الموسرين أنه بعد سفر الخادمه الحبشيه قد قام بتعيين خادمه لمنزله ووهي طالبه جامعيه !!!!سيقول المتخمون إنه عمل شريف وهذه طالبه مثاليه وخير سبيل إتخذت حفظا لشرفها وهي تعد مكافحة وعصاميه ونقول حقا وصدقا نعم هذه حقيقه ولكن السؤال يظل قائما من دفع بها للعمل وفي المنازل وهي طالبة جامعيه والذين يديرون البلاد كان حال آبائهم أسوأ من حال أبيها ولكنهم لم يعمل أيا منهم خادما فلماذا تعمل ؟؟وخياراتها فقط إثنين العمل كخادمه أو ترك الدراسه !! من مـَن ساستنا اليوم وفر له أبوه تذاكر السفر للجامعات أو دفع له رسوما دراسيه ؟؟؟
قال الشاعر إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا ,,وقال آخر الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق !!!نحن لم نتناول الرجل أو الطالب هنا تناولنا شريحة النساء أو البنات وكل بنت جاءت من أسره وبالتالي يكون مامس تلكم الأسره مس المجتمع بأسره بل والأمه ولننظر مدى الأثر الذى لحق بهذه المدرسه أو الأمه !!قد تكون واحده ممن ضربنا بهن الأمثله تحمل فهما عاليا للحياه ولها روح ساميه متسامحه مع نفسها والمجتمع من حولها ,ولكن مهما أكثرنا من التفاؤل فلن نضمن أن يكن جميعا بذات الروح ويصبحن أمهات منهن من تحمل حقدا دفينا علي هذا المجتمع الذى أذلها فى أرخص الأشياء(ملء البطن)!!فإن هي أزدادت فقرا أو مًن الله عليها وجعلها من الأغنياء كيف تكون نظرتها ومعاملتها لمن حولها أو هي تبوأت موقعا قياديا , هل نلومها إن مرغت أنوف الناس ؟؟فقد ذاقت الذل والمهانه من أبناء الفقراء مثلها !!! وإمعانا فى الذل جعلوا صندوقا أطلقوا عليه (صندوق دعم الطلاب ) وهذا الصندوق لم يكن موجودا عندما كان الطالب يأكل ويشرب ويتم ترحيله لأهله من طقت وحنتوب وجامعة الخرطوم !!!حتي المدارس الوسطي أو الثانويه العامه كان كل شئ مجانا !!!
قل لي بربك أى مدة زمنيه يحتاجها نظام لإزالة مازرعته الإنقاذ فى النفوس وماخلفته من مآسي تنتج عنها مآسي وتداعيات تتلاحق كالسياط علي ظهر هذا الشعب المغلوب علي أمره وهذا التراب الملتهب ؟؟؟فتاه تقتات علي مكب النفايات وأخريات يبحثن عن الطعام فى منازل العزاء وأخرى تعمل خادمة منزل لتتدبر مصروفها اليومي للأكل والشرب وتقوم بحضور المحاضرات وتذهب للمكتبات تبحث عن المراجع للبحوث !!وقاصر يسرق الدواء من صيدليه !!!! ؟؟وإعلام النظام الحالي فى الديمقراطيه أسمع من به صمم عن تلك المسماه (أميره) التي إختفت .!!!
وتابت وماأدراك ماتابت وليتها لم تتب !!!ويقول مثلنا الدارج (عودا مافيهو شق مابقول طق) واليوم أقولها للجميع عليكم أن تصدقوا وزارة الخارجية السودانيه فيما أوردت علي لسان الناطق الرسمي بإسمها أو أي كائن كان فيما يختص بشأن تلك الممارسات التي تمت بواسطة جنود (اليوناميد) فتلك حقيقه وأى تجمع عسكري يضم خليط من الأمم لايخلوا من شواذ في كل شئ حتي فى الأخلاق !!ولكن الحقيقه المره بطعم الحنظل هي صمت خارجيتنا عن تلك الممارسات حتي تم كشف ممارسات جندها من( الجنجويد) ولهذا أخرجت هذا التصريح المتأخر جدا ولكن الحقيقه الغائبه حقا هي أن ممارسات القوات الأمميه للإغتصاب فرديه ولكن جنجويد الحكومه يمارسونها جماعيه !! وفى كل الأحوال الضحايا والجلادون من ذات الطينه !!! هل هو حقد طبقي ولكنه من منظور معكوس بحيث يرفض هؤلاء ويحقدون علي الطبقه التى منها جاؤا ؟؟؟نحن بحاجه لساسة يفهمون فى علم النفس حتي يخبرونا كيف يتم رتق هذا النسيج البالي من صنع النظام !!!!!
إسماعيل البشارى زين العابدين حسين

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. صدقت فقد نسى هولاء بيوت الجالوص والمراحيض البلدية وشنط الحديد التي جاءوا بها ولرسوخها في عقلهم الباطن وتشكيلها لعقد نفسية لديهم عملوا على إذلال الشعب للشفاء من مرضهم وهم في بروجهم العاجية والحديث يطول حيث لا شفاء لهم .. كسرة: العاجبني إنو هولاءالشرذمة الآفاقين المرضى شذاذا الآفاق من بشيرهم لأصغر حرامي أو انتهازي أو مغيب غير مرتاحين طيلة ال 25 سنة الماضية ولن يرتاحوا حتى يوم القيامةباذن الله ،، هكذا هي نظريات علم النفس فلا مهرب لهم من أنفسهم ووما يحيط بهم وبأسرهم،، والله من وراء القصد،،

  2. حقيقة هذا أمر محير كيف لمن ذاق مرارة الفقر والعوز والفاقة أن يتسبب هو نفسه في معاناة من كان مثلهم يوماًما؟ مثل هذا السلوك لا يصدر إلا من شخص شاذ أو معقد. مثل هؤلاء أولى بهم أن يكونوا أرأف الناس بالآخرين الذين يعانون اليوم ما عاناه هو بالأمس القريب. الإنسان السوي يتعلم من تجاربه وبتراكم المعرفة والتأمل في تجارب الآخرين أما هذه الشرزمة التي تحكمنا اليوم فهم أصحاب عقد نفسية حيث لم ينظروا للفقر برضاء بل أعملوا حقدهم القديم على المجتمع ليفقروه ويتحكموا فيه. منهم من كان والده يعمل خفيراً في حديقة الحيوانات القديمة فأصر على إزالتها لمحو تاريخه حتى قال عنه شيخه حين الفصال ” ماذا تتوقع ممن كان يقتات على بقايا الحيوانات” مثل هذا لا ينظر لماضيه بفخر لأنه لا زال يشعر بالدونية التي تتحول مع الطغيان بالسلطة- الزائلة يوما – إلى إستعلاء كإستعلاء فرعون.

    طرقت موضوعاً جدير بالتأمل والتدبر خلصنا الله منهم اليوم قبل الغد

  3. حقيقة هذا أمر محير كيف لمن ذاق مرارة الفقر والعوز والفاقة أن يتسبب هو نفسه في معاناة من كان مثلهم يوماًما؟ مثل هذا السلوك لا يصدر إلا من شخص شاذ أو معقد. مثل هؤلاء أولى بهم أن يكونوا أرأف الناس بالآخرين الذين يعانون اليوم ما عاناه هو بالأمس القريب. الإنسان السوي يتعلم من تجاربه وبتراكم المعرفة والتأمل في تجارب الآخرين أما هذه الشرزمة التي تحكمنا اليوم فهم أصحاب عقد نفسية حيث لم ينظروا للفقر برضاء بل أعملوا حقدهم القديم على المجتمع ليفقروه ويتحكموا فيه. منهم من كان والده يعمل خفيراً في حديقة الحيوانات القديمة فأصر على إزالتها لمحو تاريخه حتى قال عنه شيخه حين الفصال ” ماذا تتوقع ممن كان يقتات على بقايا الحيوانات” مثل هذا لا ينظر لماضيه بفخر لأنه لا زال يشعر بالدونية التي تتحول مع الطغيان بالسلطة- الزائلة يوما – إلى إستعلاء كإستعلاء فرعون.

    طرقت موضوعاً جدير بالتأمل والتدبر خلصنا الله منهم اليومقبل الغد

  4. قبل الانقاذ كان كل شئ مجانى فى المدارس من الابتدائى حتى الثانوى و كذلك الجامعات كل شئ مجان الأكل فى الداخليات و الترحيل و العلاج ليس فقط للطلاب بل كان العلاج و التعليم متاح مجانا لكل قطاعات الشعب بدون استثناء، و عندما جاءت الانقاذ التى لا ترحم و لا تعرف الرحمة انقلب الوضع و لم يعد هناك أي شئ مجانى، لا تعليم و لا صحة و لا علاج مع انى متأكد أن كل أهل الانقاذ قد تعلموافى المدارس الحكومية من الابتدائى حتى الثانوى و كذلك فى الجامعات مجاناً و سكنوا و أكلوا فى الداخليات و اترحلوا و اتعالجوا مجاناً على حساب الشعب فلماذا يحملون كل هذا الحقد للشعب الذى وفر لهم كل شئى حتى تعلموا و تخرجوا من الجامعات، لماذا لا يرحموا هذا الشعب الذى له كل الفضل عليهم؟
    و الله انه لشئ يفطر القلب و يثير الأسى و يحز فى النفس أن ترى فتاه تقتات علي مكب النفايات وأخريات يبحثن عن الطعام فى منازل العزاء وأخرى تعمل خادمة منزل لتتدبر مصروفها اليومي للأكل والشرب وقاصر يسرق الدواء من صيدليه لأمه المريضة، يا للأسى و يا للأسف و كل ذلك لا يحرك فى ناس الانقاذ ساكناً بعد أن تحجرت قلوبهم من أكل مال السحت ، أعوذ بالله.

  5. عليكم برأس الأفعى على عثمان محمد طه … فهو من دبر لانقلاب الكيزان وهو صاحب فكرة اعادة صياغة الانسان السوداني ..وهذه الصياغة هي افقار الشعب السوداني ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..