غربلة

٭ بكل ثقة تحدث وزير الإعلام أحمد بلال موضحاً أن هناك مخططاً أجنبيا لتقسيم السودان الى خمس دويلات، ولا ادرى لماذا اختار بلال او اختارت «الجماعة التى تريد التقسيم» الرقم «خمسة» فى وقت يسهل فيه تقسيم السودان الى ثلاث أو أربع لتسهل ادارة موارده جميعها بما فيها البشرية. وقد خرج علينا الوزير بلال فى مؤتمر اذاعى بهذا التقسيم، وكنت «أتوقع» أن يتبعه بخريطة توضح هذه الدويلات وحدودها وفق ما أعطى من بيان لوجودها فى جيب من يسعى لذلك.
٭ واسترسل بلال كغيره متخذاً من اتهام الغير فرصة ليسكب في أذن المواطن تصريحات يحمِّل فيها ما يجري جهات خارجية تعبث بنسيج الوطن الاجتماعى، وتسعى للنيل منه وتحاول أن تجره الى حرب عنصرية، وسرعان ما دفع بحلوله، وهى تفويت الفرصة عليها بعدم الاستجابة لـ «الوخز العنصرى»، لكنه رغم ذلك حاول «تلطيف الجو» بدعوة المعارضة الى حوار مثمر وجاد، ونعدها خطوة جيدة للرجل فى هذا التوقيت بالذات، بدلاً من إطلاق حديث للاستهلاك المحلى يظهر «عنتريات» مفقودة وينثر كلاماً خالياً من النكهة والطعم، ويخرج من اطار المعقول والمنطق السليم، فاقتسام المسؤولية الآن جزء أصيل فى الحل، والجدية فى دعوة المعارضة هى النصف الآخر من الحل، لكن «بلال» ليس إلا ناطقاً فقط بوصفه وزيراً للإعلام قادماً من حزب آخر، وليس عضواً أصيلاً فى الحزب الحاكم الذى يحرك قطع الشطرنج على الرقعة كيفما يشاء. وربما أراد بحديثه إضافة بعض البهار الحلو من عنده ــ مما يعنى ان «بلال» قد تروح دعوته «شمار فى مرقة» وربما لا توافق هوى الأغلبية الحاكمة، خاصة أن هنالك تضارباً تاماً فى كثير من التصريحات، فأمين العلاقات الخارجية فى المؤتمر الوطنى أوصد الباب تماماً أمام مطالب المعارضة بتكوين حكومة قومية او انتقالية، ورسم بقلمه الطريق لها مع «التوجيه».
٭ العناد والتمسك باحادية الرأي والانفراد به «فوت» الفرصة لبناء وطن ديمقراطى حر ينعم فيه المواطن بحقه الاصيل فى الحرية والتمتع بالرأى ونشره وتداوله، كما أن سياسة فرق تسد جعلت جسد الوطن يعاني ثقوباً متفرقة تمت عبرها الكثير من «الغربلة»، فهاجر الخبراء باجسادهم وافكارهم، وطلق آخرون السياسة طلاقا بائناً، واكتفت فئة ثالثة بـ «التنظير» وأخرى بـ «التخريف»، بينما الفئة العاقلة منهم حسب وصف نفسها، ظلت تردد اكثر من مرة ان «النظر» للأشياء يكفيها رغم انه لا يمتعها!!
٭ همسة:
كسلا
انتظر اللحظة كل الوقت
لأضع على صدرك وردة أخرى
وأمد خطوي جداولا
وأقول ما شئت من حب وقصيد
هذا عنوان خبر ورد الينا يا العمدة
والخطأ من عندنا
لك التحية على التنبيه