الكلام فيه كلام

كمال كرار
في كل غطاء زجاجة كوكاكولاهذه الأيام،دقيقة ونص من الاتصال المجاني عبر شركة زين. وتستفيد شركة الكوكاكولا من هذا العرض بالطبع في زيادة مبيعاتها،فالحالمون بالدقائق المجانية والذين كانوا يشربون البزيانوس مثلاً،سيتحولون عنه إلي الكوكاكولا،طمعاً في المكالمة القصيرة المجانية.. هذا مفهوم .أما غير المفهوم فهي الفائدة التي ستجنيها شركة زين من حكاية الدقيقة ونص في فيشة الكولا،يبدو أن الكلام فيه كلام .
لو كانت الدقائق المجانية عيدية للمشترك في زين،فما كانت الشركة في حاجة لطرف ثالث،كان يمكنها إضافة رصيد بخمسة جنيهات إضافية علي كل كرت شحن قيمته عشرة جنيهات مثلاً . أو بيع شرائح جديدة برصيد مكالمات مجانية أو .. أو .
وزين نفسها تقول لمشتركي الدفع الآجل يمكنكم دفع الفواتير عبر بنك فيصل،ولماذا فيصل بالذات فالكلام (تحته) كلام.
فلو أخذ البنك عمولة وهو المرجح،فإنه استفاد مادياً،علي حساب المشترك المغلوب علي أمره،ولو لم يكن يأخذ عمولة،فإنه استفاد من سيولة نقدية يستخدمها كيفما يشاء،ويحقق من ورائها أرباحاً طائلة.
وسبقت جامعة الخرطوم شركة زين،عندما فرضت علي الطلاب أن يدفعوا رسوم التسجيل عبر بنك فيصل (ذاتو)،واستفاد البنك وخسر الطلاب الذين أخذ البنك منهم عمولة،ولم تخبرنا إدارة الجامعة عن الفائدة التي جنتها من دخول بنك فيصل كطرف ثالث . الكلام فيه كلام .
وفرضت الحكومة علي موظفيها وعمالها عدم صرف مرتباتهم من شباك الصراف،فتحولت المواهي الشحيحة للبنوك(الكبيرة)،والفائدة استمتعت بها البنوك (الإسلامية)،والتلتلة كانت نصيب العاملين في القطاع العام .
ولمعرفة مدي الفائدة التي يمكن أن تحققها البنوك من هذه القرارات المشبوهة نقول أن جملة مرتبات عمال وموظفي القطاع العام الظاهرة في الميزانية السنوية لهذا العام تبلغ 12 مليار جنيه (جديد)،بخلاف العقود الخاصة والمرتبات (تحت التربيزة)والحوافز والرشاوي التي ستدخل البنوك أيضاً .
وعلي أيام الإنتخابات (المضروبة) الفاتت،صدر قرار بتمليك العربات الحكومية لشاغلي المناصب العليا ( ومعظمهم مؤتمر وطني)،فبيعت العربات آخر موديل بقيمتها الدفترية وبعد خصم الإهلاك والذي منه،وحصل هؤلاء علي عربات(الشعب) بثمن زهيد وبالأقساط كمان،ولم تنس الحكومة(الداقسة)أن تعطيهم (بدل ميل)معتبر،فازدادت مرتباتهم طالما كان بدل الميل 250 جنيها في حده الأدني وقسط العربية 200 جنيه في حده الأعلي (والكلام فيه كلام).
الكلام فيه كلام بلغة الشعر العاطفي يعني البوح بأسرار الهيام والذي منه،وقال شاعر مطبوع ذات مرة(كلام الحب كله قلتوه بس كلامي أنا الما عرفتوه!!)،أما الكلام فيه كلام،بطريقة التماسيح والتنابلة فهو (اللولوة)،والاستهبال علي الناس وهضم حقوقهم،وسلب أموالهم وحدث ولا حرج ..
وعندما تحتج وتتظاهر وتطالب بحقوقك،يضربونك بالرصاص والبمبان وتدخل (الليمان)،مطلوب الانتقال من محطة الكلام فيه كلام للكلام دخل الحوش .
وعندما يدخل الكلام الحوش،فتأكد من أن الجماعة أكلوا نيم،ولو كانوا بالمدفع والمكسيم،ولو قال لهم جنجويدهم(كلو سليم في السليم).
[email][email protected][/email]
يا أستاذ: كل الجامعات السودانية الحكومية تتلقى المصروفات و الرسوم الدراسية للطلاب عن طريق بنك فبصل الإسلامي!! مرتبات العاملين بالدولة -أغلبها-تم تحويلها لتُصرف عن طريق بنك فيصل الإسلامي!!