أخبار السودان

وما نيلُ المطالبِ بالتمني ..!

ما أكثر حديث مسئولينا على كافة المستويات .. ويا لضآلة ما ينجزون ..نشرات الأخبار في تلفزيون الدولة والقنوات المجاورة .. ربما تكون أطول من روح شعبنا على الحال المائل في كل شي.. فهي تبدأ بتتبع خطوات الدستوريين .. إن هم كبروا أو هللوا رافعين العصي أو السبابات أو اكلوا أو شربوا … ومن ثم تتدرج حتى تصل الى تصريحات أو تمنيات معتمد أصغر محليات البلاد … الكل يتحدث ويعدنا بالخير القادم في ربع الساعة الأخير من مباراة الإنقاذ الطويلة ..!
صوت الضجيج يملاْ الأمكنة ويعفر الأجواء بغبار المواكب .. وياليته كان طحينا في مخلاية العشم ..!
كلام في التجمعات وهتاف كله خواء من المضامين وصياح لا يغني المسامع بفائدة ولا يسد جوع الأعين التي تهيم في فضاءات الإحباط إنتظاراً للفرج ..!
البلاد التي بنت نفسها يا سادتنا .. لم يكن المال هو وحده الذي هيأ لها النهضة والنماء في فترات قياسية من حيث قِصِرِها .. فالمال كالسيف إن لم يجد سواعد قوية لتضرب به فلن يقطع ولو خيطاً واهناً .. لكن ما كان يميز أهلها أنهم يعملون في صمت ..فقلة الكلام عندهم تعني كثرة الإنجاز !
جماعتنا وجدوا المال ولكنهم بددوه في إتساع رقعة الفساد..وتأمين النظام على حساب أمان شعبنا وأمنه المعيشي في حده الآدنى ولا نقول رفاهيته المستحيلة وفوق كل ذلك ..أهدروا الزمن في كثرة الكلام !
الآن كل حصاد سنوات التردي و الفشل الذريع ..إرتد الى مربع الأحلام بأن تحدث المعجزة .. في وقت لم يعد هو زمن المعجزات .. !
فوزير الدفاع يعد في كل شتاء بأن يدلق لبن الحركات المسلحة في الصيف القادم.. ومضت أصياف والذي ينسكب على التراب هو المزيد من الدماء ..!
وزير المالية يوسع من كيس وزارته مبشراً بتجاوز عنق الزجاجة في كل أزمات إقتصادنا .. ولكن واقع الحال يلفت نظره الى أن كيسه مثقوب بسكين الديون التي بلغت اربعين ملياراً.. وأن رأس الإستهلاك أكبر بمراحل عن طاقية الإنتاج ..إن هو .. وُجد أصلاً ..!
وزير صحة العاصمة الذي يسير بماكينة أقوى من التي تحرك الوزير الإتحادي يشمت فينا وكأن الأمر لايعنيه في شيء وهو يطلعنا على حصيلة ملجأ المايقومة من أطفال الإيدز التي بلغت خمسمائة وكأنهم ولدوا في أيام نابليون بونابارت وليس في عهد الشريعة التي يتهافت مسئؤليه على شيوعيي الصين و ضريح لينين في الكرملين .. عسى أن يستجاب دعاء تسولهم المعونات لفك ضوائق البلاد من تلك القِبل التي هي أطهر من نجاسة أمريكا العصية عليهم بكفرها الشائن …!
با لأمس بسط الرئيس في خطابه أمام البرلمان الأماني العذبة التي تراقصت عرائساً في خيال النوام .. فاطنبوا في التقريظ وكأنها قد باتت شيئاً ملموساً وهم يعلمون أنها محض أسطر روتينية مكررة خالية من المعاني محفوظة في مضابط كل دورات برلمانهم المغتصب المقاعد وليس المنتخب المقاصد !
لو صمتنا قليلاً .. فسنعمل كثيراً …فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ..!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انا اصلا ما سمعت بدولة مسئوليها يتكلموا زي السودان
    من ايام الصادق وحتي عمر البشير ونميري
    كلهم يتكلموا ويملاوا التلفزيون والراديو بالكلام
    ولقاء شهري
    اما ايام البشير والانقاذ فكلها كلام في جميع وسائل الاعلام
    و مخاطبة الجماهير في الولايات
    وايضا برنامج الكلام و الهجاء اليومي الذي بدات به الانقاذ عهدها ايام الضابط محمود يونس و برنامجه اليومي
    فماذا استفدنا من الكلام
    ارجعوا لجميع الدول العربية والافريقية
    هل شاهدتم وسمعتم مسئولها يتحدثون بهذه الطريقة المهولة العدد كل يوم كل يوم
    هذه من سمات الدول المتخلفة
    لان البيان بالعمل وليس الكلام الكثير
    البيان بالانتاج و العمل وليس التنظير الفارغ والكتب والمراجع و التوصيات الكثيرة التي ملات خزائن الوزارات والمكاتب
    ما صرف علي التوصيات كان عمل مشاريع كثيرة جدا

  2. الآن كل حصاد سنوات التردي و الفشل الذريع ..إرتد الى مربع الأحلام بأن تحدث المعجزة .. في وقت لم يعد هو زمن المعجزات .. !افضل ما جاء فى هذا المفال

  3. اﻻستاذ برقاوي هل تعلم شيئا عن عدد الورش التي قامت وتكسرت محتوياتها في عهد اﻻنقاذ طبعا ﻻ يعلمها الله…لو صرفت على الزراعة ﻻخضر كل مكان ولكن الفساد وعدم المسؤولية احاﻻ البﻻد الى صعيد جرزا…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..