أخبار السودان

خير الأمور .. ماذا دهاها.

لم يعرف السودان حتى عهد قريب طريقاً للعنف بإسم الدين ولا إنغلاقاً في الحياة وغلواً يستعدي المجتمع ولا صوفية تتجاوز حدود الخلاوي التي تحيي نار القرأن و تمارس من الطقوس ما لايصل الى حد الشعوذة التي إرتبطت بالمال وإغواء الشباب ..كنا كما أوصانا نبينا الكريم أمة وسطا .. إذا بكى منا المسلم إستغفر الله ومسح أدمعه و إن هو ضحك فعل الشي ذاته.. فلا إفراط في حزن يغضب الله ولا تفريط في وقار يميت القلوب ..!
بيد أن تلك الرابطة الوسطية تفتت الى يمنة تتعسف في التشدد الذي يسعى الى قلب الأمور راساً على عقب في ظل وجود الحاضنة السياسية التي تسعى الى شغل الآخرين بأنفسهم فأنزلقنا الى هوة فقدان الشباب الذين كنا ندخرهم الى مستقبل بناء الوطن بالعلم والوعي و الحس الوطني .. فأغواهم من أراد لنفسه الحياة و وهو غير مستعجل على جنته في الآخرة وحبب لهم الموت المبكر إبتغاءاً للجنة على حساب دنياهم التي خصهم بتعميرها الخالق !
كانت الصوفية تقشفاً حتى بالغ بعضهم بالعيش على أن يلوكوا القرضة إمعاناً في إذلال الأمارة بالسوء والباسها الخشن أو المرقع !
الان باتت هنالك فرقتان في الساحة .. فسطاط الغلو الذي يريد أن يطبق القانون بمعاوله ويهد القباب والأضرحة قبل أن يكرس الوعي و الإرشاد وسط الناس حتى ينقلهم بالتدرج الى ماهو مناهض للبدع والخرافات وهو بذلك المسلك العدواني يصب على نار الفتنة زيتا ولا يطفئها بماء الموعظة الحسنة وإن طال به المشوار !
فيما جنحت الصوفية الى أحضان الحاكم و تمسحت بعطاياه و أتخذت من المال مطية للتغرير بالشباب وتجهيلهم بفباتوا يزحفون منكسين الرؤوس لتقبيل الأياد التي تحصد الذهب و تهديهم تراب الكرامات الزائفة لتتمرغ فيه أجسادهم العاطلة أما كفاقد تربوي وإما دارسين لتخصصات هامشية لا هي مفيدة لهم ولا فيها من النفع للوطن !
لا للإفراط مثلما نقول لا للتفريط .. ونعم للوسطية التي تجنبنا الأصطدام بالجدار يمينا أو السقوط في الهاوية يسارا ..ولكن لكي نجيب عن سؤال الحيرة الكبير لنعرف مالذي دفعنا للإنحراف عن ذلك المسار في طريق حركتنا الإجتماعية .. فلنتسأءل من المستفيد من كل هذا الإستقطاب الذي يلهي مجتمعنا لاسيما قطاع الشباب من الجنسين عن دورهم الوطني منقسمين بين الغلو المدمر و الشعوذة المتخلفة ..ليخلو له الجو .. في غمرة تلك الغفلة التي طالت ولا زال يخطط لتجديد بيعة تلك الخيبة لسنوات قادمة ..!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لفت انتباهي في هذا الموضوع كلمة (يلوكوا القرضة)
    دي نفس الكلمة التي ترددها الفنانة ندي القلعة عن الحياة الزوجية
    والله ندي طلعت فاهمة جد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..