أخبار السودان

سيدي الحرامي … شكراً ..!

على الرغم من أنني أحسست بصداع كاد
يمزق رأسي حينما تحسست جيب الجلباب الذي شقه ذلك النشال الحريف ونفذ منه الى جيب العراقي الداخلي ليقتنص محفظتي بما فيها من نقود وبطاقات هامة .. إلا أنني لم أخفِ إندهاشي من تلك الحرفية العالية التي إتسم بها صاحب تلك الأنامل الخفيفة والذي أكمل عمليته بدقة متناهية الى درجة أنني لم أشعر بحركته ولم أكتشف عملية السرقة إلا بعد أن غادر المركبة التي كنت أستغلها وأنا منهمك في قراءة الصحيفة !
ويبدو ان صاحبنا كان يتتبعني منذ أن خرجت من إدارة جوازات المقرن التي غادرتها في طريقي الى حافلات بري .. ولعل منظر الجلباب الأبيض قد أغراه كثيرا وهو يتحسس ببصره الثاقب ولعابه السائل نفخة جيبي بتلك الأوراق التي إكتشف بعد ان لطش المفيد أنها لا تعنيه في شي .. ولكنه قدر أنها تهمني كثيرا فتعطف ووضعها في حافلة أخرى .. ولم يفته الا يضعها في المحفظة التي قد يكون رماها فارغة لانها قد تلتقط بصماته سيما لو كان من أصحاب السوابق الذين تحتفظ الشرطة بسجلهم ويسهل الوصول اليه مجرد رفع تلك البصمات عن العين المحرزة وهي محفظتي التعيسة ..!
غير أن دهشتي بل و إعجابي قد زادا بذلك الحرامي ..الذي يتمتع ببقية أخلاق لاتمت بصلة ٍ ما طبعا لما ابتلي به من مرض حينما استأثر بالنقود ثم ركب حافلة أخرى وترك فيها كافة الوثائف خاصتي التي كانت تشكل أهمية بالنسبة لي أكثر من المبلغ المفقود بل و قد أثقلني كثيرا هم التفكير في إجراءات التعميم باقسام شرطة المرور فيما يتعلق برخصة القيادة و مراجعة إدارة الرقم الوطني وبطاقة القيد الصادرة من اتحاد الصحفيين و بطاقات التامين الصحي الخاصة بجميع أفراد الأسرة للإبلاغ عن فقدان كل تلك الوثائق ومن ثم رسوم و إجراءات استخراج بدل الفاقد اللازم المضنية في لهاثها من مكان الى مكان !
فشكرا سيدي الحرامي على ما تبقى فيك من إحساس
والشكر أجزلله لسائق الحافلة الثانية الأخ قسم .. صاحب النبل الأصيل إنسانيا ومهنيا الذي التقط رقم الهاتف المدون بإحدى تلك الوثائق واتصل على المنزل ما أن وجد ها مبعثرة داخل حافلته .. وحدد لي مكانا لمقابلته لاستلام متعلقاتي !
لن أدعو عليك سيدي الحرامي بسوء ولكني سأدعو لك بالهداية وأن يتوب الله عليك ليكتمل فيك ما تبقى من شعور دفعك لإعادة ما هو أهم من المال !
وليت كل كبارالحرامية في مثل ما تبقى فيك من أخلاق .. فيعيدون ما سرقوه ولو بالإعتذار على اقل تقدير عما اقترفوه في حق ضحاياهم وهم كثر وعلى إمتداد وطن كامل تبعثر بين اياديهم مثل وثائقي التي عادت لي ولله الحمد !
فهل نأمل في ذلك .. و ربما تصرف ذلك الحرامي الصغير قد أحيا فينا بارقة بأن ما سرق يمكن أن يعود خاصة إن لم يكن نقودا .. لا نملك حيال فقدانها إلا أن نقول منه العوض ولا معوض إلا هو سبحانه تعالى ونساله الهداية لنا ولغيرنا إنه مجيب رحيم !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الكيزان الحراميه سرقوا وطن و خايفين من الاعدامات و لن يسلموا السلطه الا ان يتم خلعهم كخلع الضرس

  2. استاذ برقاوى بعد التحية ربنا يعوضك ويخلف عليك . الملاحظ انك بدأت المفقودات برخصة القيادة انت عربية ماعندك الرخصة داير بيها شنو؟ مجرد سؤال

  3. اقل تقدير عما اقترفوه.

    اغترفوه.

    حتى طالوت قال لجنوده ( إلا من اغترف غرفة بيده ).
    أما ناس اللهف قال الله فيهم.

    وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206).

    سبحان الله كنت أفهم ( تولى ) بمعنى انصرف.

    لكن بعد لهف ناس الحج كلما أقرأ هذه الآيات تحضر في ذهني صورة كبيرهم .

    وأصبحت تولى تعني لي نال ولاية مثلا مدير هئية حج

    يعحبك قوله في التلفزيون .

    وإذا قيل له اتق الله . سب نواب البرلمان.

    وسعى في الأرض يهلك الحرث والنسل دي فسروها براكم.

    تخيل صورة لودر يكسر يمن وشمال لا ضابط ولا رابط يفسد يفسد يفسد ويهلك يهلك حرث ونسل .

    الله معفوك ورضاك .

    أرجو أن أزورك يا برقاومي يوما وأشرب معك شاي سااااااااااااااااااااااااااااااي.

  4. حبيبنا ابوجعفر شكرا على المعلومة وانا معليش ماعندى خلفية عن الناس فى الخليج الكرهوا السواقة زي سعادتكم لان الحالة حدثت فى السودان واذا كانت الرخصة خليجية مافى داعى لحملها هى وبطاقات الائتمان وكدا شكرا على المعلومة ومنكم نستفيد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..