مقالات سياسية

السيادي يدرك الخطر !! 

صباح محمد الحسن

تعاملت الجهات النظامية والعسكرية، مع الأوضاع الأمنية بنصف اهتمام، وربع جدية، وانشغل قادة الجيش بالهم السياسي أكثر من المهام الأمنية بكثير، وبالرغم من أن الأجهزة النظامية والقوات العسكرية بمختلف مسمياتها، تتمتع بميزانيات ضخمة وتصب في خزائنها أموالاً مهولة، و(تكاوش) حقها وحق المواطن الا ان البلاد تعاني من هشاشة أمنية تثير القلق والخوف، وان الشارع السوداني اصبحت حكايات التعدي والإجرام فيه تسرد بصورة يومية، حتى اعتاد المواطن على سماعها، تختلف فيها الأساليب والطرق والجريمة واحدة.

وبعد مرور عامين من توقيع الوثيقة الدستورية وحتى يومنا هذا، فشلت الجهات الأمنية والعسكرية في توفير الحماية للمواطن الامر الذي يتناقض مع تصريحات قادة الجيش في استعدادهم او تلميحهم لجاهزيتهم لخوض الحرب على الحدود مع إثيوبيا او غيرها من الدول، فرئيس مجلس السيادة تحيط به أكثر من خمسة جيوش متنوعة يتباهى قادتها يومياً بعدد الرجال وثقل السلاح فشلت في حماية المواطن داخلياً.

لتضيع الوعود بتوحيد الجيش كما ضاعت غيرها كثير من مطالب وأهداف الثورة التي لم تلتزم بها حكومة الفترة الانتقالية، ومع هذا التنوع العسكري (الفريد)، تتزايد نسبة الانفلات الأمني بصورة يومية للكثير من الاسباب منها الفراغ الأمني وانتشار السلاح وتزايد عدد السيارات التي لا تحمل لوحات مرورية ، وغياب رجل الشرطة في كثير من المواقع وغيرها.

والغريب انه وبعد مرور العامين من عمر الحكومة قال الأمين العام لمجلس السيادة الانتقالي الفريق الركن محمد الغالي أمس إن الحكومة أدركت أهمية محاربة ظاهرة انتشار السلاح لتأثيرها على السلامة العامة، ( شفتو أدركت متين)، بعد عامين معلناً عن إعادة تشكيل اللجنة العليا لجمع السلاح والعربات غير المقننة برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، وتكوين لجان فنية بالولايات برئاسة الولاة، وتوفير الدعم الفني والميزانيات للجنة لوقف الانتشار وأكد الغالي أن الانتشار والحيازة والتداول غير المشروع للأسلحة بواسطة المدنيين ظل وما زال المهدد الأكبر للسلم والاستقرار، وتسبب في مخاطر جسيمة في الأرواح والممتلكات، وأن الصراعات المجتمعية والأهلية التي يغذيها الانتشار غير المشروع للسلاح، أدت إلى تبديد الموارد وتعطيل التنمية والهجرة والنزوح واللجوء وسقوط الضحايا، فضلاً عن المفقودين).

وهذا هو بعينه يثبت عدم المبالاة والاهتمام بأمن وسلامة المواطن، وإدراك الحكومة الآن فأين كانت الحكومة طوال هذه المدة ام انه فات عليها او تناست ان دورها الرئيس في حكومة الفترة الانتقالية يتمثل في أمن وحماية الوطن والمواطن، الذي فرض على نفسه حظر تجوال اختياري مابعد السادسة مساء في عاصمة كانت طول عمرها وتاريخها آمنة مطمئنة، والبرهان يجب أن يعيد النظر في قضية الانفلات الأمني على طاولة المجلس السيادي وتدخل الحكومة بشقيها المدني والعسكري في اجتماع لمناقشة هذا الملف الخطير فبما ان الشرطة لها شروط فيجب ان تبت الحكومة في هذا الأمر، وأن لا يمر كما تمر نسمة الهواء من شارع النيل على مكاتب الحكومة، والسؤال الصريح، أمن المواطن مسؤولية من ؟

جيش الحركات المشاركة في السلطة الآن حيث تقع عليها مسئوولية أمن الشعب الذي تحكمه، أم مسؤولية الدعم السريع الذي يجلس قائده على مقعد نائب رئيس المجلس السيادي، أم مسؤولية الشرطة بحصانة او بدونها أم مسئوولية القوات المسلحة التي يرأسها البرهان، هذا هو السؤال، فالبرهان لابد ان يفتح صفحة الأمن من جديد ليوقع قراراً مهماً هذا أهم بكثير من أن يفتتح البرهان مركز للبيع المخفض ببحري !!

طيف أخير:

أحسن الظن بالناس كأنهم كلهم خير، واعتمد على نفسك كأنه لا خير في الناس

الجريدة

‫2 تعليقات

  1. والله ما في شك أن كل ما قلتيه صحيح والأمر خطير ويحتاج لوقفة جادة جدا..
    في رأيي أن الانفلات الأمني والاضطراب السياسي والهشاشة الاقتصادية والمعاناة الاجتماعية كلها أعراض لمشكلة أساسية جدا حين نحلها سنحل كل التداعيات الناتجة عنها..
    المشكلة ان السودان يفتقد الشخصية الفذة التي تقود الدولة بكاريزما ورؤية واضحة وتستطيع أن تقرأ الصورة الماكرو والمشهد الكلي.
    يا صباح في قصة موسى والخضر عبرة.. فمثلا حين رأى جدارا يريد أن ينقض فأقامه ثم تركه وذهب ولم يطالب بالأجر فلم يستطع موسى السكوت فقال له لو شئت لاتخذت عليه أجرا!! مشكلته انه لم تكن له القدرة على قراءة المشهد الكلي، والا لو عرف ان الموضوع وراءه ايتام صغار ربما ما كان يقول ما قال!
    لو هناك مسؤول يقرأ المشهد كله ومن كل أطرافه لحاكم اللصوص والسارقين والقتلة داخل السجون وخارجها ونظف السودان، ثم بعد ذلك أقبل على الشعب كله كشعب وحدد له رؤية واضحة وأهداف محددة مبنية على المواطنة المتساوية وأوقف الاحتراب بينهم وخطاب الكراهية الذي نستخدمه اليوم بجهل مخجل معتقدين اننا نتفشى ولا نعلم أننا نجيش تجييشا الأعداء داخل صفوفنا، وهؤلاء يشعرون بالغبن الشديد وبأنهم يعاملون كعدو فيتعاملون مع مضطهديهم كأعداء فيسهمون بقوة في ضرب الامن وخلق الفتن القبلية ويقفون مع اثيوبيا اذا كانت هناك حرب مع السودان ومع مصر اذا طالبت الحكومة بحلايب ومع مخابرات الدول الإقليمية والأجنبية اذا طلبت منهم خدمة!!! لم لا فنفس حكام اليوم فعلوها بالأمس
    او كما قال قمر انهم من كتبوا وثيقة ادخال السودان قائمة الإرهاب ولا يستحون منذ ذلك، وجاء ذلك لأن النظام البائد عاملهم كعدو فردوا له العدوان كأعداء.. نفس الشي يتكرر .. لمصلحة من ؟ لجنة التمكين الجديد تفصل الالاف من وظائفهم وتجيشهم ضد بلادهم لانها تعمل ذلك دون أي اجراء محاسبة أو تبرير أو فرصة للدفاع عن النفس، فجاء متمكنون جدد كمدير الطيران المدني الذي يقول للصحف بكل هبل أن مطار الخرطوم مستباح ولا يستبعد زرع قنابل وحدوث تفجيرات!!
    نريد الخضر الذي يعمل شيء أو يمتنع عن فعل شيء لانه يعرف يقرأ الخريطة العامة دون الاستماع لصيحات المراهقين في اركان نقاش المدارس والجامعات.
    هذا الموضوع هو الأخطر عل وحدة وسلامة وأمن البلاد وللأسف البلاد بهذا التعقيد تحمل اليات تعمل تلقائيا على تدمير الامن والاستقرار ، فقد ظل على الدوام منذ الاستقلال جزء من أبنائها يدبرون لها الفتن بحجة محاربة الأنظمة الزائلة ودون النظر لمصلحة البلد والاهتمام بالثأر الذي هو ارث اشد القبائل والاثنيات تخلفا في العالم…
    غير كدا سنفضل نغني مع الراحل حمد الريح… الساقية لسه مدورة!!!!!!!
    مروجو الكراهية عايزين البل!!!!!

  2. والله ما قلت الا الحق يا حريكة
    اعرف ناس فصلوا ظلما
    انت تفصل زول من وظيفته ظلما وتشبع روح الانتقام وتنسى ان لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد في الاتجاه!
    تاني يوم يظهر تصرفك دا في عصابة نهب مسلح ولا فتنة فبلية ولا انقطاع موية أو انقطاع كهرباء أو عترسة في حياة الناس المهم ان الذي يسود البلاد روح التشفي والتشفي المضاد والانتقام والانتقام المضاد ولا يوجد رجل دولة يوقف ذلك ويعلنها دولة قانون الجميع فيها سواء ويتيح الفرصة لمناخ المصارحة والمصالحة بعد اجراء محاكمات عادلة بحق من أجرم في حق البلاد.
    البلد مشكلته الأولى مشكلة سياسية تجعل أبناء الوطن في تنافر وصدام مستمر وتآمر سري وعلني على البلاد بالانتقام والانتقام المضاد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..