مواجهة مفتوحة

محمد لطيف

أمس تداولت الأسافير وعلى نطاق واسع مقالا للدكتور غازي صلاح الدين.. الرمز الإسلامي المعروف.. والقيادي بالمؤتمر الوطني حتى وقت قريب.. سماه نماذج من مؤسسة الاستبداد.. كما ورد في مواقع أخرى مكتوبا.. (مأسسة) الاستبداد.. ويرجح أنها الأصوب في الأصل.. باعتبارها الأقرب للغة الدكتور غازي الذي اعتاد على رصين اللغة والإتيان بغرائبها.. كما أن روح البيان ينحو إلى ترجيح المأسسة.. لا المؤسسة.. إذ يستعرض المقال وقائع.. يرى كاتبه أنها تقود إلى تكريس الاستبداد.. وتحويله إلى مؤسسة.!

يركز المقال على التعديلات الدستورية الأخيرة في أمرين.. الأول إلغاء ما يراه الكاتب كسبا ديمقراطيا.. لجهة انتخاب ولاة الولايات.. والعودة مرة أخرى إلى التعيين.. ثم تحويل جهاز الأمن إلى قوة مقاتلة.. وفي ظل حجب سلطة الرقابة البرلمانية عن الجهاز.. يكون المسؤول الأوحد والمطلق عنه هو رئيس الجمهورية.. وهذا بيت قصيد المقال.. الذي يقف مطولا عند مسألة إعادة انتخاب الرئيس البشير لدورة جديدة.. ولا ينسى الكاتب أن يذكر أنه من قال إن ما بعد المؤتمر العام للمؤتمر الوطني لن يكون كما قبله.. ويشرح كيف أن إقرار ذلك المؤتمر اعتماد البشير مرشحا قد كرس لتلك المأسسة.. ليأتي السؤال.. هل وصل غازي مرحلة المواجهة المفتوحة مع الرئيس البشير.؟!

قبل سنوات طويلة.. وغازي في أوج زهوه بعد إنجاز اتفاق ميشاكوس الإطاري.. الذي في رأي البعض.. قد فتح الطريق لاتفاقية السلام الشامل.. وفي رأي البعض الآخر.. فتح الطريق لفصل جنوب السودان.. الشاهد أنه وفي خضم ذلك الزخم.. أقصى الدكتور غازي صلاح الدين.. الذي كان كبير مفاوضي الحكومة من موقعه.. وكذلك من منصبه.. وحل محله السيد علي عثمان محمد طه.. قبل ذلك التاريخ بنحو ثلاث سنوات كتبت أن طموح غازي أن يدخل القصر نائبا للرئيس.. مكان علي عثمان.. وكان يومها وزيرا للإعلام.. يومها غضب غازي مما كتبت.. لكن حين أبعدوه من موقعه كنت قريبا منه.. وكنت أراه مظلوما.. ويوما سألت مسؤولا دستوريا كبيرا عن سبب إبعاد الدكتور غازي من موقعه.. كانت الإجابة.. غير متعاون مع مرؤوسيه في الوفد.. متعال.. حتى إنه يقيم في نيروبي ولا يذهب إلى مقر المفاوضات إلا في زيارات عابرة.. ثم كانت الإضافة التالية.. لا يرجع للخرطوم مستشيرا إلا نادرا.. وعلى مضض.!

ولكن ورغم هذا التقييم السلبي الحاد.. ورغم نقد غازي للنظام.. فقد عاد غازي شاغلا لمواقع عديدة ومهمة.. وحقق إنجازات كبيرة.. ولكن يبدو أن ثمة أمرا لم يدرك أحد كنهه ظل هناك.. خلال الانتخابات العامة الماضية.. وقبل الإعلان عن نتيجة انتخابات رئاسة الجمهورية.. وكانت جل الدوائر الجغرافية قد أعلنت.. وكان الدكتور غازي قد فاز في إحدى دوائر الخرطوم بحري.. حملت الصحف ذات صباح تصريحات منسوبة للدكتور غازي يؤكد فيها ترحيب حزبه.. المؤتمر الوطني آنذاك.. بتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة تستوعب كل الأحزاب السياسية دون التقيد بخوضها الانتخابات من عدمه.. ودون التقيد بالتالي بنتائج الانتخابات.. لكن.. لم يهنأ غازي بتصريحه ذاك.. فصبيحة اليوم التالي كانت إحدى الصحف تنشر تصريحا أدلى به السيد رئيس الجمهورية.. لم يكن أي مراقب في حاجة لكبير جهد لملاحظة أن التصريح هدفه تفنيد تصريحات غازي ونسفها.. سطرا سطرا.. أكد الرئيس يومها أن مشروعية المشاركة في الحكومة الجديدة لن تتحقق إلا بالمشاركة في الانتخابات.. ومضى إلى التأكيد أن.. نسب المشاركة في الحكومة الجديدة ستتحدد وفقا للأوزان الانتخابية لكل حزب.. ترى ماذا وراء الأكمة.!؟

تعليق واحد

  1. ليتهم كان فيهم الكثير مثل غازي، منع نفسه من كثير من ما خاضوا فيه، وألزم نفسه بقناعاته وتمسك بها يوم كان بينهم، وخرج عنهم ولسان حاله يردد (فإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم) وباع الذي هو أدني بالذي هو خير و وثب وثبة عظيمة نرجوا أن يكون قصد بها وجه ربه وصالح وطنه وعند الله التائب من الذنب كمن لا ذنب له، .

  2. وراء الأكمة.!؟ ما وراءها
    الزارعينا غير الله اليجي يقلعنا وصلت الحد (والمديدة حرقتني يا المعارضة والصادق المهدي بصفة خاصة)

  3. الاستاذ لطيف

    دعنا من د. غازي، نريد ان نعرف رأيك انت في دستور السودان المكبرت المدخّن المدلّك (دستور الثلاث ميمات “دممم”)

  4. لا تنسى يا دكتور الخيبه انك جزء اصيل فى هذه الانداية الحلال

    بعدين اذا عاوز تترشح اترشح عن دائرة اسطنبول لان هذا البلد اسمه السودان وهو بلد السود وليس الاتراك وسوف يحكمه اسود

  5. لم تناقش صلب الموضوع وانما ذهبت لنقد شخصى وهذا لا يهمنا كل الا مر عصابة سرقت كل شىء وبعض الناس والذين سجعوهم بقصد التمكين لاتفسهم وبعض المخدوعين الذين اعتقدوا انهم يمكنوا للدين قد وجدوا ان كل الامر خدعة . فوثبوا جميعا عندما احيط بهم لهذا الانقلاب.

  6. ليتهم كان فيهم الكثير مثل غازي، منع نفسه من كثير من ما خاضوا فيه، وألزم نفسه بقناعاته وتمسك بها يوم كان بينهم، وخرج عنهم ولسان حاله يردد (فإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم) وباع الذي هو أدني بالذي هو خير و وثب وثبة عظيمة نرجوا أن يكون قصد بها وجه ربه وصالح وطنه وعند الله التائب من الذنب كمن لا ذنب له، .

  7. وراء الأكمة.!؟ ما وراءها
    الزارعينا غير الله اليجي يقلعنا وصلت الحد (والمديدة حرقتني يا المعارضة والصادق المهدي بصفة خاصة)

  8. الاستاذ لطيف

    دعنا من د. غازي، نريد ان نعرف رأيك انت في دستور السودان المكبرت المدخّن المدلّك (دستور الثلاث ميمات “دممم”)

  9. لا تنسى يا دكتور الخيبه انك جزء اصيل فى هذه الانداية الحلال

    بعدين اذا عاوز تترشح اترشح عن دائرة اسطنبول لان هذا البلد اسمه السودان وهو بلد السود وليس الاتراك وسوف يحكمه اسود

  10. لم تناقش صلب الموضوع وانما ذهبت لنقد شخصى وهذا لا يهمنا كل الا مر عصابة سرقت كل شىء وبعض الناس والذين سجعوهم بقصد التمكين لاتفسهم وبعض المخدوعين الذين اعتقدوا انهم يمكنوا للدين قد وجدوا ان كل الامر خدعة . فوثبوا جميعا عندما احيط بهم لهذا الانقلاب.

  11. هسه ديل بيهللو ويكبروا وفي النهاية يموتوا اوانطة عشان واحد حلبي زي دا ما معروف اصلو من فصلو عليكم الله غازي ده سوداني ولا بيشبه السودانيين بلد بقت ملطشة .

  12. كلام غازي شهادة وفاة للنظام

    لاتتركو دفن الجنازة وتمسكو في غازي

    حزب حكم 25سنة ومافي ست شاي الا اصبحت عضوا في

    نرميهم كلهم في الزبالة ولاشنو

    من اتي منهم رحبو به

  13. لعلكم لاتعلمون ان محمد لطيف وراشد عبدالرحيم وضياء الدين انساب الريس كل واحدفيهم متزوج من قبيلة الريس فكيف لا يطعنون في ضل الفيل الا ترون ان النعمة بادية علي وجوههم

  14. إنسان ناضج يزن اﻷمور بميزانها الصحيح ومعني أنه يري تشكيل حكومه من كل اﻷحزاب بعد فوز المنطمر الوثني دلاله علي تزوير قومه ﻵخر إنتخابات.. ﻻ أعرف مدي نزاهته في إنتهاك المال العام لكن أري في إقصائه جزءاً من النزاهة المفقوده في باقي قيادات المنطمر الوثني الذي كان من مؤسسيه وخاصة في المذكرة التي أطاحت بعرابهم الترابي. ولو أنه ترك بعد إنجازه ﻹتفاق مشاكوس اﻹطاري مواصلا في جهود السﻻم لحصلنا علي إتفاقيه أكثر نضجا من إتفاقية علي عثمان التي فصلت الجنوب وزرعت بذور الفتنه في دارفور والجنوب الجديد ( ج كردفان والنيل اﻷزرق ).
    أري أنه أي غازي كان اﻷجدر بمكان علي عثمان لخصائص شخصيه ميزته ومواهب غير موجوده في باقي قيادات المنطمر الوثني لكن للقبليه التي زرعها علي عثمان وقوش ونافع واﻵخرون لم يجد غازي أي سند قبلي يسنده في هذا الوسط المنطمري الوثني..
    ﻻ أري أي غغضاضه لطموحه في أن يكون نائب الرئيس فإمكاناته ومقدراته وكفاءته تؤهلانه ﻷن يكون رئيسا ناهيك من أن يكون نائبا لرئيس أتي علي ظهر دبابه..
    للمعلقين في راكوبتنا راكوبة الحريه الكامله أقول أنا لست من عضوية حزب غازي وﻻ من عضوية المنطمر الوثني ، لكني رأيت في كتابة هذا التعليق إنصافا للرجل.
    طبتم وطابت أوقاتكم…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..