دكتور أحمد الطيب والمسرح

٭ أصوات وحناجر كتاب للدكتور أحمد الطيب.. جمعه وقدم له الأستاذ عثمان حسن أحمد وصدر في عام 5791.. ونحن في مارس والسابع والعشرين منه هو اليوم العالمي للمسرح.. تذكرت دور أحمد الطيب وتصفحت أصوات وحناجر.. وقفت عند عنوان «الفن والبخل في القرية».. رحم الله أحمد الطيب وعثمان حسن أحمد.. ولنقرأ من مذكرات أحمد الطيب ماذا قال عن الفن والبخل في القرية..
٭ الأهلون في القرية يصنعون الحوادث.. والحوادث فيها المآسي وفيها المهازل وفيها العبث وفيها الجد.. وقريتنا ليست بدعاً من القرى في هذه الدنيا العريضة.. ففيها كل الأصناف وقد أذكر نموذجين اثنين لصنفين من الناس أولهما فنان حقاً وهو اليوم كفيف البصر ولا أدري متى كف بصره.
٭ وقريتنا راقدة على النيل في الشمال والشيخ الذي أتحدث عنه قد بلغ اليوم الستين وقد مات أبوه وشبع موتاً وكان يحبه وحين كان صبياً رفض التعليم.. رغم ان نار القرآن موقدة في قريتنا حتى اليوم.. فما ثار والده بل تركه وشأنه.. ثم هو يذكرني بعاشقي البحر فقد عشق البحر وفتنه البحر وسحره وأثارته مفاتنه وصار نونيا والمراكب الشراعية شغل أهل الشمال منذ الأزل يبلغون بها من أبي حمد وبربر الجنوب يحملون عليها العيش «الذرة» وغيرها من البضائع والنونية سفها يبدأون سفاهتهم مع الحديث مع أم العول التي تطعمهم وهم لا يزالون يعملون خير العمل وأفواه وأفواه ثم يتحدثون ويسمرون حين يناجي النجم الماء يتحدثون عن عرائس الماء وعرائس الماء عندنا أيضاً.. لا ينفرد بها الاغريق ولا المرحوم علي محمود طه.
شغل الربانية السارين من قدم
تزهى بهن عشيات وأسحار
٭ وقد جمع صاحبنا قصصاً كثيرة عن عرائس الماء وعن اخواته الملاحة وعن «ريسه» وعن الموانيء وعذاراها.
٭ والناس في قريتنا يحبونه جميعاً فهو مغرم بالمناصير وأدبهم وقد جمعت منه شيئاً كثيراً وكتب عنه لي تلميذ ذكي محبوب.
٭ وفي قريتنا شخص آخر بخيل مثل «شايلوك» بل ان شايلوك أكرم منه فبخل شايلوك يمليه الحقد والغيظ والذكاء وبخل صاحبنا مرض واستهبال والبخلاء كما يزعم الجاحظ لا يموتون مطلقاً. وهذا البخيل عن لي في القرابة القريبة وله في قريتنا حمير وديار يبيعها «جره» أي يبيعها بأثمان باهظة ليزرعها الفقراء فيطعمون بها المساكين من أطفالهم.
٭ وقد كان صاحبنا البخيل هذا متزوجاً من فتاة جميلة ولكنها مصروعة ماتت وبقى هو يجمع الأموال ويحرسها ولا شك عندي أنه قتلها بنظراته التي كان يرسلها من عينين تشبهان قدود الجلد ثم تزوج بعدها أختها وسكن معها وهي قوية جداً تطعمه من حر مال أبيها وأمها وتسقي له حميره وأبقاره وهو لا يهتم.
وكان صاحبنا البخيل يدفن محصولاته من الفاصوليا والذرة في المطامير سنيناً عددا وصاحبنا فوق ذلك يصلي للله تعالى ويسبح ويصلي في جماعة ولا يغضب مطلقاً وهو يسعى للمسجد ويلقي شيخنا الكريم واخوانه ويأكل الطعام الجيد.
٭ ومثل عمي هذا كثيرون في القرى فأذكروا أعمامكم من أمثاله وأذكروا القرية وأسألوا أهلها ففي القرية فنانون وفيهم الافاقون والعمى وبعضهم أذكياء أو هكذا يحدثنا المشائخ الذين يدرسون علم النفس فأذكروا قراكم فالقرية هي مصغر الدنيا الطويلة العريضة.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة
?And Where is it “Masrah Ahmed ELTayeb wa Kul al Masarih
Fidhooha Seera ! Laisa fi Sudan any Marah; Siwa Masrah Al Abath