أخبار السودان

تصريحات مدير الأمن السابق تثير استنكارًا واسعًا في شرق السودان

 

تقرير: رشا حسن

في مقابلة بثتها إذاعة أم درمان يوم الجمعة، أطلق مدير جهاز الأمن السابق بولاية كسلا، اللواء الأمن المتقاعد بدر الدين عبد الحكم، تصريحات نارية. وأشار إلى أن إبراهيم محمود، وزير الداخلية الأسبق، وصالح عمار، والي كسلا السابق، وعبد القادر اقيراي، مستشار حميدتي السابق، هم من دولة إريتريا، بينما حميدتي، قائد الدعم السريع، من تشاد. وأكد على أنه لا يمكن أن يُسمح للاجئين بحمل السلاح للدفاع عن البلاد، مطالبًا بسحب الجنسية منهم. تلقت هذه التصريحات استنكارًا واسعًا من قبل السودانيين، خاصة مواطني شرق البلاد.

قنبلة و هدم
وتعليقًا على ذلك يصف عضو لجان مقاومة بروتسودان، نادر سعيد، حديث مدير جهاز الأمن السابق في الإذاعة بأنه “قنبلة” الهدف منها تدمير شرق السودان، خاصة وأن الولاية تشهد مبادرات لرتق النسيج الاجتماعي. وأضاف أن حديث مدير جهاز الأمن يهدم النسيج الاجتماعي.

ويقول سعيد في حديثه لـ “الراكوبة” إنه لا يوجد ما يدهش في حديث اللواء بدر الدين عبدالحكم، الذي أساء من خلاله لمكونات اجتماعية وأشخاص في الشرق، سوى أنها تأتي عبر قنوات رسمية ويتهمها بأنها كانت على علم بما سيقول بدر الدين. وأشار إلى أنها تهدف إلى إعادة الفتنة وخطاب الكراهية.

وأوضح أن لدى اللواء بدر الدين قصة معروفة في مواقع التواصل الاجتماعي ويعرفها أهل كسلا، حيث كان مديرًا للمخابرات في الولاية في العام 2020، وتمت إقالته وإحالته للمعاش بعد ثبوت صناعته للفتن القبلية في ذلك الوقت.

خطاب الكراهية
ويقول الصحفي ياسر جبارة، إن الهوية الوطنية تأسست على أساس التنوع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، وهو تأسيس أسهمت فيه الإذاعة السودانية بمستوى تأثير رفيع. ومن الغريب أن تسهم في تشويه هذا التأثير باتاحة فضاءها لخطاب الكراهية والعنصرية في ظرف يتزايد فيه الحساسية.

وحمل جبارة، في حديثه لـ “الراكوبة”، الإذاعة القومية المسؤولية الأخلاقية والوطنية، وطالبها بالتبرؤ من هذا الحديث الذي وصفه بالمعيب اجتماعيًا وأخلاقيًا وقانونيًا. وشدد على ضرورة التصدي لمثل هذا الخطاب، مشيرًا إلى أن الخطاب يجب أن يكون عمليًا قوميًا وليس جهويًا أو اثنيًا، حتى يُهزم مثل هذه التوجهات المهددة للسلام الاجتماعي.

وأشار إلى أن من المهم النظر في التأسيس المفاهيمي لمثل هذه المزالق، التي تمثل الجهة أو الأشخاص أو الشخص الذي يقف خلفها، لكي لا يصبح الحق في دحض خطاب الكراهية مدخلاً لمزيد من الكراهية باستغلال مثل هذه الحوادث لكراهية نظيرة.

مطالب وفتنة
أما ثناء عابدين، المقيمة بولاية كسلا، فتقول إن حديث مدير جهاز الأمن السابق لولاية كسلا، غير موفق وفي هذا التوقيت بالذات يدل على أن هناك أجندة خفية أراد بها المدعو بدر الدين بث سمومه في هذه الولاية الآمنة التي أصبحت ملاذًا آمنًا للفارين من جحيم الحرب.

وأشارت ثناء في حديثها لـ”الراكوبة” إلى أن ما يؤسف هو أن خطاب الكراهية هذا والدعوة للفتنة وتقويض الأمن بث من داخل استوديوهات الإذاعة القومية، وأضافت أنه لأمر مثير ومدهش وقالت إن الخطاب كان مرده إيجابيًا وسط مجتمع الشرق، فقد عمل على توحيد كافة المكونات في رفض هذا الحديث واعتباره فتنة وأثبتوا أنهم أكثر تماسكًا من ذي قبل وأن الوقت ليس للعنصرية القبلية، ويُلاحظ ذلك من بيانات الإدانة والشجب لعدد من مكونات الولاية.

وطالبت ثناء السلطات بالولاية بتكثيف دورات وورش نبذ خطاب الكراهية والعنصرية البغيضة على الرغم من أن هناك جهود مقدرة من بعض المراكز الثقافية ومنظمات المجتمع المدني، إلا أنها تحتاج إلى زيادة جرعات الوعي حتى نتدارك خطر مثل هذه التصريحات، خاصة أن الولاية قد شهدت أحداثًا مؤسفة قبل ذلك.

استنكار وإدانة
وصفت نقابة الصحفيين السودانيين، المقابلة مع ضابط أمن سابق بثته الإذاعة السودانية، بأنها بادرة تتعارض مع قواعد وأخلاقيات المهنة. وأضافت أنه تحدث في المقابلة بشكل لا يليق عن إحدى المكونات الاجتماعية بشرق السودان، مما يشكك في هويتهم السودانية وانتمائهم لتراب البلد.

نددت النقابة بقوة بتلك العبارات المسيئة واعتبرتها نموذجًا صارخًا لخطاب الكراهية، وأدانت بث المقابلة، معتبرةً ذلك سقوطًا جديدًا في مستنقع خطابات الكراهية التي ارتفعت معدلات انتشارها وتداولها بصورة مكثفة منذ بدء الحرب في السودان في أبريل الماضي.

وأعلنت نقابة الصحفيين السودانيين، رفضها الكامل والنهائي لكافة أشكال وصور خطاب الكراهية، وحذرت المؤسسات الصحفية والإعلامية بالسودان من خطورة نشر وتبني خطابات الكراهية والالتزام الصارم بأخلاقيات العمل الصحفي.

وطالبت النقابة الإذاعة السودانية بالاعتذار فورًا وعلى أثيرها العام عن الإشارات المسيئة التي لم يكن يجب أن تصدر عن أثير يحمل صفة “القومية”، وكان يجب عليها أن تكون لبنة لبناء الوطن والدفاع عن حقوق مواطنيها، وليس معولًا لهدم الوطن وانتهاك الحقوق.

‫4 تعليقات

  1. بالمناسبه والد سعادة اللواء مبارك الكوده كان عمدة مدينة كرن الارتريه و أولاده مولودين في كرن يعني ال ابكوده ديل ما سودانيين واللا شنو يا ابو جهل ؟

  2. السُّودانيين والإرتريين شعبٌ واحد في دولتين. الشعب الإرتري يرحب بكل أهل السُّودان في بلدهم إرتريا . يجب علَي السٌّلطات المختصة الإسراع في إلقاء القبض علَي مسؤول جهاز الأمن والمخابرات الأسبق وإيداعه السجن لكي يقضِي بقية حياته في غياهب السُّجون والمعتقلات حتي يريح البلاد والعباد مِن شروره وبذاءة لسانِه العنصري الطائفي البغيض و الكرِيه .

  3. تستاهلوا يا بني عامريين يا جبناء جريتوا وراء الشماليين الوسخين وحرضوكم على قتل النوبا في كسلا والان تضوغون الحنضل منه وهو ( بدر الدين عبد الحكم) اللي حرضكم لقتل النوبا والضغط عليهم لتهجيرهم من الشرق لارضاء اسياده العرب ، وكانت هنالك دلائل كثيره تشير الى تلك المؤامره الدنيئه من هذا الكوز الوسخ القذر وانتم البلهاء تجرون ورائه لتنفيذ هذه المؤامره ، لكن الله غالب على امره اذ نصر النوبا المساكين عليكم جميعا ؛ جهاز الامن الكيزاني القذر وبواسطة الكوز بدر الدين حسن عبد الحكم هو من خطط و قاد هذه المؤامره ونفذها الاغبياء المغرر بهم البنو عامر على النوبا الفقراء في كسلا وبورسودان في العام ٢٠٢٠ حتى انه تم حرق اسره كامله من النوبا في بورسودان وقتل امام مسجد حافظا للقران من ابناء النوبا في بورسودان ايضا، ان الله يجعل كيد الظالمين بعضهم في بعض ، قال تعالى ( اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير) صدق االه العظيم…

  4. بالعكس البني عامر لم يقتلو النوبه وليس بينهم اي أحقاد المكونين معروفين بالتصالح الاجتماعي وكل منهم في حاله منذ سنين لكن أصحاب الاجنده استغلو مشاجرة مواطن مع أخيه وتحويلها لحرب قبليه ومن ينفخ في هذه النار معروف لديهم حتي تكون له السياره وهذا ديدنه منذ الاستغلال وتصريحاتهم بأنهم لن يتركوها لغيرهم أن يحكم السودان فحكم السودان لهم فقط هم الحكام أو تخرب البلاد وأن يأتي غيرهم كخدام لهم أن ارادو الحياة في السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..