ماديبا .. آهـٍ .. ماديبا .. !

(إن شاء الله .. الله يخليه لينا عضم في قفة) .. دعاء (يُمه) جدتي لأمي ذا والذي كانت تقوله حينما يُذكر أحد عجائز العائلة، كنت أتساءل بفتوة الشباب وجموحه ماذا تريد (يُمه) بمن أكل منه الدهر وشرب حتى أصبح عضم في قفة!! ولكن وضعنا الراهن جعلني أدرك قيمة ذاك العضم فالعضم بـ(حكمته) تلك لهو البوصلة التي لو سار الأبناء على هدي تجاربها لما انكسر المرق واتشتت الرصاص!
لذا جنوباً.. جوف ليلة 30 يونيو شطري وادي النيل لعام 2013م!! .. جنوباً بات بصري معلقا وقلبي مترقبا قلقا على الحالة الصحية لـ(حكيم) وفخر أفريقيا ووجهها المشرق الزعيم (نيلسون مانديلا) الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب إفريقيا وأحد أبرز المناضلين والمقاومين لسياسة التمييز العنصري التي كانت متبعة في جنوب إفريقيا حيث لقبه أفراد قبيلته بـ(ـماديبا) Madiba وتعني (العظيم المبجل) وهو لقب يطلقه أفراد عشيرة مانديلا على الشخص الأرفع قدرا بينهم، علما أن معظم الجنوب أفريقيين باتوا يدعونه باسم (ماديبا).
فلولا حكمة (نيلسون مانديلا) والذي بالرغم من الاضطهاد والعذاب الذي ذاقه شعبه من تمييز عنصري لاسترخاص سفك دمائه والذي بالرغم من قضائه 27 عاما في سجن نظام الفصل العنصري إلا أنه بحكمته اجتاز بجنوب افريقيا أمواج والغبن والثأر والانتقام المتلاطمة التي لو كان أبحر مع تيارها لدخلت جنوب أفريقيا في دوامة حرب أهلية لما أبقت حجر على حجر بها قائما وبالتالي لم تكن لتنال شرف إقامة بطولة كاس العالم لاول مرة في قارة أفريقيا على أراضيها!
وأصدقكم القول أنني يوم افتتاح البطولة ومع مروري عابرة امام شاشة التلفزيون وحال وقوع عيناي على ماديبا لحظة دخوله المهيب للملعب محييا بابتسامته المشرقة تلك العالم ظللت واقفة على قدماي أسيرة أمام صورته التي تملأ الشاشة تحية له واحتراما له، لاتامله بكل محبة وتقدير جسدتها كلمات الرئيس الامريكي باراك حسين أوباما في مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره الرئيس الجنوب أفريقي في بريتوريا أن «شجاعته كانت مصدر إلهام لي شخصيا وللعالم بأسره»، مضيفا أن «انتصار مانديلا وهذه الأمة له وقع عميق في النفس البشرية». وادراك واحترام واعتزاز النفس البشرية هذه بقيمة وفضل (حكمة ماديبا) التي وقفت سدا منيعا دون انكسار المرق وتشتت الرصاص هي ما الهمتني للتوجه جنوباً.. جوف ليلة 30 يونيو شطري وادي النيل لعام 2013م!! .. جنوباً حيث بات ـــ ولا زال ــ بصري معلقا وقلبي مترقبا بقلق أخبار الحالة الصحية لـ(ماديبا) البالغ من العمر (95) عاما لادعو له الله خالق البشرية جمعاء كما (يُمه) بان يحفظه بتمتمتي بُغصة أن: ماديبا .. آهـٍ .. ماديبا .. إن شاء الله عضم في قفة!
الخميس 25 شعبان 1434ه الموافق 4 يوليو 2013م

رندا عطية
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ماديبا “marina” آخر الرجال المحترمين
    هؤلاء هم الرجال الذين يصنعون الحياة
    من لنا بأمثالهم يا” رندة عطية ” لصنع
    وطن معافى خالي من الأمساخ الذين
    حكموا أعز واجمل مكان في العالم طبعاً
    حسب ظني وعقيدتي على الرغم من أنني
    الآن أعيش في أمريكا لكنني لا زلت أهفو
    لسودان الزمن الجميل سودان الستينات حتى
    منتصف السبعينات
    المهم إنني لا زلت أحلم بذاك الوطن الذي أضاعوه
    وحتماً سنعيده بإذن الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..