مقالات وآراء

السرج المقلوب الجزء الثاني

عثمان يس ودالسيمت

هذا الطرح مقترح يمثل وجهة نظر شخصية تتفق او تختلف معها أمر وارد وهي قابلة للنقاش ومن يختلف معها نطلب منه تقديم مقترح بديل حيث وضع الناس على الأرض ومعاناتهم لم يعد أمراً قابلاً للجدال غير المثمر.
بعد كل ما خلفته الحرب من ضحايا ومصابين ومشردين وبعد أن فقد المواطن حصاد عمره من مسكن وأثاث وبنية دفع فيها شقاء عمره ، وبعد أن تشتت العائلات بين الولايات والمدن والدول ، وبعد أن ضُرب النسيج الاجتماعي في مقتل بفقدان اللحمة وتغلغل الشكوك في العلاقات الأسرية نتيجة العشم وفقدان العشم.
وبعد أن تم تدمير البنية التحتية للوطن بصورة شبه كاملة : فلا ماء ولا كهرباء ولا نفط ولا غاز ولا وسائل مواصلات سلمت من التدمير والنهب ليصبح المكون الريفي والحضري غير صالح للحياة الآدمية.
وبعد أن فقد المواطن جميع مصادر رزقه بتدمير البنية الاقتصادية والإدارية حيث أن تدمير ونهب وحرق المنطقة الصناعية بحري وحدها أفقد 660 ألف عامل وموظف مصدر رزقه، فماذا عن المنطقة الصناعية أم درمان والخرطوم. وجميع المصانع في أنحاء السودان المختلفة.
ومشاريع الزراعة مثل مشروع الجزيرة وغيرها التي فقدت دورة إنتاجها وتجهيزاتها ولا تسأل عن البذور التي تحتاج لمعجزة لإعادة الحصول عليها وآليات المشاريع التي نُهبت وقنوات الري التي قفلتها الحشائش وتراكمات إهمال الصيانة ، ومشاكل زراعية أخرى لا حصر لها ، فقدنا الحيوانات وفقدنا المصانع التي كانت تعتمد على الزراعة  بل يبدو أننا سنحتاج لبناء كل شيء من جديد.
لا يمكننا تشغيل مصفاة الجيلي والأجدى أن ننشئ مصفاة جديدة ولا خطوط نقل البترول والتي كان يستخدمها الجنوب لنقل بتروله وهو الان يبني خطاً ناقلاً عبر أفريقيا الوسطى فالكاميرون وبذلك فقدنا حصة تقارب 20% من قيمة البترول الصادر عبر خطوطنا.
إن تكلفة الحرب ستتضح أول ما تتضح حين يعود المواطن فلا يجد مركزاً صحياً ولا شفخانة ولا مستشفى ولن يجد مخازن للدواء ولا المحاليل ولا الطعوم ولا المعينات الجراحية ولا أي شيء له علاقة بالعلاج ، وعلينا أن ننسى صحة البيئة لعدة سنوات قادمة.
استمرت الحرب حتى اليوم لما يزيد عن 500 يوم فقد فيها الطلاب والتلاميذ فرصة الالتحاق بعامين دراسيين والتخرج لدفعتين وأكثر من الجامعات. ولم تعد هناك بنية تعليمية يمكن التعويل عليها فور انتهاء الحرب لتعود الدراسة فوراً. إن الأثاث المدرسي المنهوب وطباعة جميع مناهج الدراسة وتعويض جميع ما فقدناه من معينات العملية التعليمية والوسائل التربوية يحتاج من الأموال ما لا قبل لنا بها. أما كوادرنا التعليمية التي هاجرت قسراً فلن تعوض.
إن فقدان المواطن العامل في القطاع الخاص لمصدر رزقه (ورشته أو متجره أو مطعمه أو دكانه أو بقالتة أو صيدليتة أو أي تجارة حتى الكوافيرات) عملية يحتاج التفكير فيها لتناول المهدئات.
لكل هذه الكوارث التي حاقت بنا علينا كشعب سوداني القيام بعمليتين عقليتين ضرورتين كانتا معطلتين تماماً في حياتنا وواقعنا ألا وهما :
تغيير المفاهيم السلوكية والنماذج العقلية :

Conceptual change and Paradigm shift

المفهوم إما أن يكون مجرداً ويشير أو يدل على شيء لا يمكن إدراكه بالحواس كالإخلاص والحب والوطنية والمستقبل وعدد كبير من المفاهيم غير المحسوسة وهي عموماً تمثل بناءً معرفياً في الدماغ تشكل بالوراثة والتنشئة والتفاعل مع البيئة. أما المفاهيم المحسوسة فهي تشير لشيء محسوس وهو أقل تعقيداً من المفاهيم المجردة. وهناك مفاهيم أخرى لكن يبدو أن معضلتنا التي نحن بصددها الآن تتعلق أكثر بالمفاهيم المجردة برغم أن كثيراً من مفاهيمنا المحسوسة معطوبة أيضاً. فنظرتنا للأشياء قد تكون متفق عليها لكنها قد تكون مختلة جداً في الميزان العقلي ، ويعني ذلك أن علينا تغيير نظرتنا لكل ما كان يدور في حياتنا من (نشاط) ذهني عقلي أو عملي تطبيقي جزء كبير منه صار من المسلمات. ولفهم ذلك نبسط أو نحاول تبسيط هذا الأمر بضرب مثال على (دور المفاهيم) في حياتنا. مثلاً ارتبط مفهوم العبودية عندنا باللون الأسود رغم أننا جميعاً خليط من الألوان أكثرها الأسود ، فكلمة (يا عب) تقال غالباً لمن لونه أسود وليس غير ذلك هذا من المفاهيم المحسوسة استخدمناه بمنتهى اللامبالاة حتى بدأ الوطن يتقسم. كما أن الجهوية والمناطقية والاجتهاد في رد كل سوداني (يلتقيك صدفة أو على موعد) لمنطقة محددة من السودان ويجتهد هو من طرفه بذات المفهوم بتشغيل نفس العملية الدماغية ، من أجل ماذا؟ لا تدري وضربنا زلزال المناطقية والجهوية حتى برز في (ابهى) صوره في هذه الحرب. أيضاً قبل الحرب السوداني يشتري ويبيع مع المهرب مع علمه التام أنه مهرب لم يدفع عوائد الصادر وكأن هذه العوائد تذهب لخزينة غير التي يفترض أنها (خزينته العامة) فمفهوم التهرب والتهريب لا نبذل جهداً كبيراً في محاولة فهمه وفهم آثاره. يبيع الفحم لمهربي الفحم والصمغ والسمسم وكل غال ونفيس للمهربين حتى الآثار والوثائق دون أن يرف له جفن. المواطن كان يضارب في كل شيء ولا يهمه سعر عملته ويعتبر ذلك شأناً حكومياً أن تثبت الحكومة سعر العملة. بل كان المواطن على استعداد على الارتشاء وإرشاء غيره لتسريع المصلحة ، يساعد في تهريب الذهب ويشتم الفاعلين في الوسائط، ذلك لأن مفهوم الفساد والذي ينبغي أن يكون (محسوساً) في السودان لكثرة تداوله إلا أن المواطن يفصل بين الفهم القليل للفساد كمفهوم مجرد وبين الممارسة السلوكية التي تنتمي للفساد المحسوس. المواطن يضرب الطبيب النائب الذي يسهر على خدمته ويتزلف الشرطي والضابط الفاسد ويعينه على فساده. هذه كلها ضمن عدد لا يحصى من الممارسات دخلت تحت مسمى (الشطارة والفهلوة) ومعناها العريض الكبير هو (الفساد). فما لم تتغير كل هذه المفاهيم التي ذكرتها هنا والتي ضاق المجال لذكرها فلن يكون هناك تغيير يرتجى ولن يكون هناك حل ، بل أقول علينا ألا نحاول التغيير مالم (نغير ما بأنفسنا من مفاهيم فاسدة). لا يتحجج علينا أحد بأن الحكومة فاسدة والمسئولين فاسدون، لأنني سأرد عليه وما موقفك أنت من الفساد. إن المفاهيم السودانية الخاطئة والتي كانت سائدة قبل الحرب وأثناءها والتي لا تجد مشكلة في بيع وشراء مواد الإغاثة مع تمام العلم أنها جاءت كعون يوزع مجاناً (وتحتار أنت في فهم لماذا يفعل البائع والمشتري ذلك) هذه معضلة مفاهيمية تتطلب نقلة في النموذج العقلي السائد تتطلب أن نجنب اللامبالاة ونتبع نموذج الجدية في حياتنا. وهذا التغيير النموذجي سيتطلب في أولى مراحله أن نقوم بعملية تشريحية تفصل بين عواطفنا وتفكيرنا ، بين العقل الباطن في عقلنا والعقل الواعي الذي يرقد على العقل السوداني الباطن دون فاصل من ضمير يعمل كوازع وحامي للعقيدة والإيمان والقانون والقيم والتنشئة السليمة . هذا النموذج التشريحي قد نجده في شخص مختل يعاني من الفصام العقلي (الشيزوفرينيا) لكنه للأسف مطلوب مرحلياً في فترة إعادة تكوين مفاهيمنا القومية الجديدة وسيعود تفكيرنا وتعود مفاهيمنا لمستوى طبيعي كما لدى المواطن في الدول المتقدمة ريثما أدركنا أن لهذه العملية التشريحية فائدة. واضرب مثالين على عجل : (الإفلات من العقاب ممارسة سودانية كرستها مجموعة مفاهيم خاطئة مثل عفى الله عما سلف ، والحساب ليوم الحساب ، وغيرها كثير) فمفهوم عفى الله عما سلف مستمد من القرآن الكريم في الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ ۗ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ ۚ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَام) ٍ (95)المائدة وورد معنى قريب من ذلك في سورة البقرة (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.(275) لكن في سورة المائدة ماورد من العفو عما سلف يختص (بالصيد في الحرم أثناء الإحرام) وما ورد في سورة البقرة فهو في رجل أكل الربا ثم تاب . فالأمرين لا يمسان حقوق الغير ولا الحق العام، فالقيام بانقلاب عسكري أو قتل الناس باسم الحفاظ على السلطة أو ارتكاب الإبادة الجماعية والاغتصاب ليست كقتل الصيد في الإحرام ولا أكل الربا والتوبة عنه. فهذا مبدأ صالح أُستخدم في السودان استخداماً فاسداً وتم تجييره ليعبر عن مفاهيم رغبوية تريح العقل الباطن السوداني بالاستجابات الفورية المبنية على تلك التفسيرات والمفاهيم الفطيرة.
تغيير الطبع والتنشئة :

Nature and nurture change

يحتاج الشعب السوداني لتغيير الكثير من طباعه ، ربما على حساب شهرة (وسمعة) زائفتين لا يغنيان ولا يسمنان من جوع. فلا يفيدنا أن نكون طيبين ، ولا أن نفرش موائد رمضان على الطرقات ولا أن يغشانا الطير فيشبع، هذا كله ضرب من التفكير الساذج بمعيار بناء الدول نتيجته إهمال المهم من الطباع مقابل أن تطفو الطباع السيئة البراقة. ضربت مثلا قبل ذلك بشعب النمسا حين (أحس) بقرب دخول القوات البريطانية في الحرب العالمية الثانية ، حينها خرج كل الشعب وتوجه للمتاحف والمصارف ودور الوثائق وأخذ كل محتوياتها وخبأها في البيوت لمدة 11 سنة ، ويوم استقلال النمسا رد كل مواطن ما أخذ لمكانه بالضبط حتى خزائن المحتويات الخاصة بالبنوك. قارن ذلك بما حدث من نهب وسلب لكل ما هو ملكية عامة وخاصة وبيع الوثائق والآثار. كيف نفهم هذه الطباع مع ما نغني له من طباع في اغانينا (لا يقولن أحد أن هذا الطبع والسلوك قام به بعض الناس) هذه حجة واهية ، فالدودة في التفاحة أو التمرة تفسدها كلها (وتطمم البطن منها). كما أن التنشئة السليمة يعول عليها جداً للقضاء على الطبع (الشين) والمفاهيم (الضارة) غير أن التنشئة لا يمكن أن تتم إلا في بيئة صحية معافاة تماماً يكون فيها الوالدين والأسرة (نموذجاً) لما يراد من طباع. سنحتاج بعد الحرب لمعلمين مدربين وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين أكثر من احتياجنا لكثير من الشرطة أو التخصصات التي (تعالج ولا تنشئ)، أي سنحتاج للتربية أكثر من القانون.
قد يسأل بعض الناس هل هذا هو التغيير الذي نحتاجه فقط؟ هل تغيير المفاهيم السلوكية والنماذج العقلية وتغيير الطباع واساليب التنشئة سيعيد بناء الوطن كما كان؟ وأقول ، بل سيبني وطناً جديداً أفضل بكثيرٍ مما كان، بل لا يقارن بما كان وسيأتي علينا زمن نتحدث فيه عن جاهليتنا وكيف كنا. ألم تكن في الجاهلية قبل الإسلام مناقب طيبة تطفو على السطح لتخبئ جميع مساوئ الجاهلية ويتفاخر بها بعض الناس ، نعم سنتحدث عن جاهليتنا في السودان.
كيف يتم ذلك: (خارطة طريق الحل)
تطبيق البند السابع ووضع السودان تحت الحماية الدولية:
1. قبولنا تفويض المجتمع الدولي ليسهم في إيقاف الحرب :
ويتم ذلك بقبولنا (لدور) للمجتمع الدولي يساعد في خروجنا من حالة الحرب التي نحن فيها. يمكن أن نساهم مع المنظمة الدولية في وضع أطار زمني وتنفيذي لتلك الحماية على شكل (تفويض) mandate تحت ضمانات عدة دول وليس مجلس الأمن وحده على أن نستبعد تماماً الدول التي لديها مصلحة حالياً أو آنياً في تواجدها بالسودان بأي صورة من الصور. هذا ليس بالأمر الصعب ولا نفتقر للعقول القانونية التي يمكنها صياغة مثل هذا التفويض. لقد احترمت دولتا الحكم الثنائي (اتفاقية الحكم الثنائي) برغم عدم تفويضنا لأي منهما في حكم السودان، وحين أعلنا الاستقلال من داخل البرلمان اعترفت به الدولتان. إن تجربة العراق تختلف كثيراً عن تجربتنا (لو صارت) ، حيث أن موقف الدول التي تدخلت في العراق كان مبنياً على مبدأ تهديد السلم العالمي واحتمال وجود أسلحة دمار شامل ، ووجود بعض الدوافع (الإقليمية في منطقتنا العربية) دفعت نحو التدخل. نماذج العراق وأفغانستان بعيدة ولا تشبه حالتنا نحن. فنحن حالة احتراب داخلي لا تسعف نظرية المؤامرة في تجييرها بعيداً عن سببها المحلي الواضح، فتجربتنا هي صراع على السلطة بين طرفين كانا جزءً من مكون متحالف في حكومة واحدة ثم اختلفا.
2. إيقاف الحرب بتدخل قوات أجنبية:
الهدف الأول للتدخل الدولي هو إيقاف الحرب بكل الوسائل المتاحة وفي أقرب فرصة ممكنة دون استفادة أي من أطراف الحرب منها. فالحرب تدور بين طرفين تسلحا جيداً بدرجة حيدت كل الأطراف (التي تحمل السلاح) ثم ما لبثت أن استدرجت هذه الأطراف الأخرى لتؤازرها في الحرب ، فلم يبق بعد ذلك طرف ضعيف غير الشعب. ولكي تتوقف الحرب يجب تحييد القوتين المتحاربتين ، ولا يمكن حدوث ذلك إلا بتدخل قوة أكبر منهما ، إما باستخدام القوة المباشرة أو بالتهديد باستخدامها. ويتطلب ذلك:
أ‌. نشر قوات دولية (قوة ضاربة) وكافية في السودان خاصة في مناطق التماس بين الجيش والدعم السريع.
ب‌. تأمين الحدود السودانية.
ت‌. تحييد القوات المتحاربة على الأرض.
ث‌. فرض حظر الطيران لضمان سلامة المدنيين. والبدئ الفوري بتدفق الإغاثة جواً للأقاليم السودانية الستة عبر مطارات كسلا للشرق، دنقلا للشمال، نيالا لدارفور ، الأبيض لكردفان، مدني للأوسط والخرطوم للخرطوم مع تسهيل دخول منظمات الإغاثة لتوزيعها مباشرة للناس.
ج‌. فرض حظر دولي (وإقليمي) لتزويد أي طرف في السودان بالسلاح.
ح‌. نزع سلاح القوات المتحاربة (الجيش والدعم السريع والحركات).
خ‌. إعلان السودان دولة منزوعة السلاح تحت حماية دولية طوال الفترة الانتقالية ولحين تشكيل جيش الدفاع الوطني.
د‌. قيام محكمة دولية لجرائم الحرب في دارفور وكردفان والنيل الأزرق.
ذ‌. قيام محكمة لجرائم الحرب الأهلية الحالية.
ر‌. إدارة الدولة تحت الحماية بعناصر مدنية (وجوه جديدة تماماً) لفترة انتقالية تتزامن مع فترة الحماية الدولية مع تدريب طواقم شابة لتقلد المسئولية في اقرب وقت.
ز‌. تطبيق برنامج إعادة التعمير وفق الملحق الخاص المرفق بهذا البرنامج (الجزء الثالث).
3. كيف تنتهي فترة الحماية الدولية:
يوضع في التفويض تأريخ محدد لتقييم فترة الحماية الدولية ويكون ذلك بعد مرور 10 سنوات من بداية الحماية الدولية. ويحدد التقييم الآتي:
أ‌. مدى نجاح عملية نزع السلاح.
ب‌. أي احتمال لعودة الصراع المسلح في السودان.
ت‌. حالة الأمن العام في السودان.
ث‌. مدى ما تحقق من تقدم في محاكم جرائم الحرب.
ج‌. تقييم حالة الاستقرار.
يلي ذلك:
4. التأكد من اكتمال إنشاء جهاز الشرطة الجديد وتزويده بما يؤهله للقيام بدوره في حفظ الأمن.
5. إنشاء جيش الدفاع الوطني على ما تبقى من الجيش السوداني على أسس تستبعد تماماً العناصر المؤدلجة.
6. إكمال إنشاء قوة لحرس الحدود برية وميكانيكية والكترونية مدعومة بالأقمار الصناعية بعد (تسوير) الحدود بالكامل.
يلي ذلك:
7. قيام استفتاء لتحديد رغبة الشعب في استمرار أو إنهاء الحماية الدولية.
8. إذا صوت الشعب لإنهاء الحماية تعقد انتخابات محلية وبرلمانية ورئاسية في مدة لا تزيد عن سنتين.
9. تتولى الحكومة المنتخبة أمور البلاد وتنتهي الفترة الانتقالية وفترة الحماية الدولية.
10. إذا صوت الشعب لصالح استمرار الحماية الدولية، تستمر الحماية والحكومة الانتقالية لفترة خمس سنوات أخرى ويعاد التقييم مرة أخرى.
11. تتم عملية مراجعة استمرار فترة الحماية الدولية كل خمس سنوات إذا لزم الأمر.
12. أخيراً:
إن الدوافع الأساسية لاقتراح هذا الحل هو:
1) اليأس الكامل من رجاحة عقل الطرفين المتحاربين وإمكانية التفاوض بينهما لإنهاء الحرب وتهربهما من مجرد الجلوس سوياً لنقاش وقف إطلاق النار.
2) المجاعة التي اجتاحت كل ولايات السودان ولا تريد حكومة الأمر الواقع حتى مجرد الاعتراف بها وإعلانها.
3) عدم السماح للجهود الدولية في مجال الإغاثة للدخول أو توزيع الإغاثة، بل وفرض جمارك عليها.
4) استمرار مسلسل الموت بصورة يومية نتيجة الإصابات المباشرة من أسلحة وطيران ومسيرات أطراف الحرب وآخرها حادث حافلة ربك الخرطوم حيث احترق جميع من بالحافلة.
5) انتشار الأوبئة والأمراض مثل الكوليرا وعودة انتشار السل والأمراض التي تم القضاء عليها بالتطعيم كشلل الأطفال لعدم توفر وتوقف برنامج التطعيمات تماماً.
6) عدم توفر جميع الأدوية بصورة لم تحدث في أي بلد من بلدان العالم.
7) موت الناس من الجوع لأول مرة بالسودان كما حدث أخيراً في بحري، واعتماد من بقي حياً على كمية ونوعية من الغذاء لا تلبي أي احتياجات للجسم مثل (السخينة وماء العدس) مع عدم توفر الخبز.
8) الحالة المريعة للنازحين داخل وخارج البلاد وعيشهم في مستوى دون الكفاف واضطرارهم للتسول.
9) لم يعد المغترب قادراً على مقابلة الانفاق على عدد كبير من الأقرباء حتى وصل معدل ما يرسل المغترب للشخص الواحد من أقربائه إلى حوالي 5 دولارات فقط في الشهر.
لذلك:
أرجو ممن يتفق مع هذا الطرح إعلان رأيه (قبل فوات الأوان) فالناس يموتون كل دقيقة والبطون خاوية ولا أمل مطلقاً في نهاية قريبة للحرب. وأحيلكم لجزء مقتطف من تقرير الأمم المتحدة بمناسبة مرور عام على اندلاع الحرب:
(ورسم تقرير صدر الأحد عن الأمم المتحدة صورة قاتمة عن الأوضاع الإنسانية في البلاد. وقال التقرير إن السودان يواجه واحدة من أسرع الأزمات التي تتكشف على مستوى العالم، حيث يحتاج نحو 25 مليون شخص – منهم أكثر من 14 مليون طفل – إلى المساعدة والدعم الإنساني.
ووفقا للتقرير فإن 17.7 مليون شخص – أكثر من ثلث سكان البلاد – يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، من بينهم 4.9 مليون شخص على حافة المجاعة. وأشار التقرير إلى فرار أكثر من 8.6 مليون شخص – حوالي 16 بالمئة من إجمالي سكان البلاد – من منازلهم منذ بدء النزاع.) انتهى
نحن لسنا أول دولة تطلب الحماية أو الوصاية الدولية وليس عيباً أن نتمتع بوضع هو من حقنا بحكم انتمائنا للأسرة الدولية، خاصة وأننا عجزنا تماماً عن إيقاف هذه الحرب.
من يختلف مع هذا الطرح مرحباً به لكن عليه تقديم خطة مفصلة (منطقية وقابلة للتنفيذ) لإنهاء الحرب.
حتى الآن لا يلوح في الأفق أي احتمال لحل عسكري بانتصار أي من الطرفين في هذه الحرب.
ولا حل تفاوضي أو سلمي من أي نوع.
سنبقى منفتحين على الحلول التي تقترحونها ما دامت منطقية وعملية .

 

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. للأسف الحل قدري و ليس عملي او منطقي. الحل هو انتصار احد الأطراف في الحرب او الانتظار عام اخر حتى يعرف الشعب انهم مجرد رعاع و يعترفوا بهذه الحقيقة ثم يعتمدوا العقل فقط الوسيلة الوحيدة لتسيير الحياة كما امر الخالق

    1. انتصار الجيش ومن ورائه الكيزان سيدخلنا في ثلاثينية سوداء أخرى قد لا نخرج منها أبدا وستكون هي النهاية. أما انتصار الدعم السريع فسيدخلنا في حكم الخليفة عبدالله التعايشي للمرة الثانية.

    1. للأسف لا يلوح في الأفق أي حل آخر نعول عليه. أعياني التفكير، وكل دقيقة تمضي ونحن (نفكر) ولا نعمل يموت المزيد من الناس. شكرا لك على رأيك.

    2. شكرا لرأيك المنطقي وللأسف آخر الدواء الكي وقد يكون أشد إلاما من المرض لكن تعقبه العافية. حتى الانتداب يججب أن يكون بتفويض mandate يحدد جميع التفاصيل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..