قصيدة جديدة – هنا أنتِ..لم ترحلِي!

(في عيد الأم: إلى روح الأنصارية العابدة،
الحاجة/ حبسة حسب الله البشاري.. أمي).
(1)
هل كان شائعةً ما أتاني؟!
أم كان رجْمَ الكوابيسِ؟
أسهو.. كأنيِّ أحاورُ ظنّي
وأمشي ، تدورُ بِيَ الأرضُ!
تخدعُني كاذباتُ الأماني
فأجلسُ، يجلسُ صمتي
تسِحُّ الدموعُ فأمسحُ دمعي
وأخرجُ من عالمِ الوهْمِ
أدخلُ برْدَ اليقينِ!
وأصرخُ: أمّي ..
وهل ترحلين؟
ومن ذا أناديه بعْدَكِ
عند الشدائد؟
من ذا يوزّع ما بيننا بالتساوي
ضياء التبسّم ،
كنز المحبّة
يُعطي ويجزلُ دونَ امتنانْ؟
وما باله اليُتْمُ ينزلُ ..
في لمحة البرق صاعقةً
يتخلل كل المفاصلِ!
أجلسُ، يجلِسُ صمْتي
فأمسحُ دمعي !
وأنظرُ في الأفْقِ ، في السقْفِ
في داخلي أو ورائي وحولي !
خواءٌ هو الكونُ بعْدَكِ يا أمُّ
بيتٌ كئيبُ الظّلال
بفقدكِ أيقنْتُ أنّ الأُمومةَ
حضْنُ الإلهِ الكبيرْ
وسرّ الوجودِ
عليكِ السلامُ
ومنكِ السلامْ
ويغشَى ضريحَكِ
صوبُ الغمامْ!
(2)
وأنظرُ في الأفْقِ ،
أرنو إلى الشفق القرمزي
هنالك في برْزخٍ
من وراءِ البرازخِ روحُكِ
نورُ التبسُّمِ ،
طبعُ الملائكِ فيكْ !
أودُّ لأبكي كما الطفلِ
لكنّ حضنَكِ يرحلُ
أجلسُ.. يجلسُ صمتِي
أكفُّ الدموعَ،
تحاصرُني كاذباتُ الأماني
فأسهو كأنِّي
أحاورُ ظنّي:
هنا أنتِ..لم ترحلي
وصوتُكِ هذا النشيدُ المقدّسُ
يلقي الدعاءَ الوصيةَ:
(أودعتك الله !)
أراكِ كما أنتِ
في الصّحْوِ والنوْم
عند الصلاةِ
وفي السرِّ والجهرِ
في كلِّ نبضي
لأنك كلّي وبعضي
أصدّقُ ظنّي
لأنكِ بعضي ومنّي
أصدق ظنيّ
لأنك حبِّي الوحيد
الذي لم يخنّيّ !
لندن- مارس 2016
[email][email protected][/email]
جميل يا استاذ
ه أخي العزيز فضيلي. لك التحايا وتعازينا الحارة في فقدكم الأليم. اري انك الآن في بلاد اللنقليز. هل ستعود الى البريمي ام لا . ارجو ان نراك قريبا هنا.