وجدي صالح: لا نسقط الحكومة إذا أخطأت ولكن يمكن استبدالها. “حوار”

الناطق الرسمي باسم إعلان الحرية والتغيير وجدي صالح:
* يمكن أن نستبدل هذه الحكومة بأخرى، وسنخرج للشارع إذا لم تلتزم بأهداف قوى التغيير
* ( الكيزان ) كالثعالب يحاولون إعادة افتراس الشعب السوداني من جديد
* التجارة بالدين مرحلة تجاوزها الشعب السوداني ولن تعود
* رموز النظام السابق سيقفون أمام العدالة واحد تلو الآخر
*قوى التغيير ستحقق أهداف الثورة ومهام الفترة الانتقالية
حاوره : أحمد جبارة
يقول الناطق الرسمي باسم قوى إعلان الحرية والتغيير وجدي صالح ، إن رموز النظام السابق لن يفلتوا من العقاب ، وأن يد العدالة ستطالهم أين ماحلوا ، ويضيف ، أطمئن الشعب السوداني بأن الإجراءات ستسرع في مواجهة رموز النظام السابق وسيقفون أمام أجهزة العدالة واحد تلو الآخر . في المقابل اعتبر وجدي الحديث في المنابر من قبل رجال الدين عن الحكومة ، ماهو إلا حملة منظمة تستهدف قيادات الحرية والتغيير وإظهارها كأنها شيطان وأن قوى الحرية والتغيير تقف ضد الإسلام ، وأردف قائلاً : هؤلاء لا يستطيعون أن يزايدوا علينا في ديننا وإسلامنا وسيهبطون من هذه المنابر وسيعتلونها أناس يعبرون عن الدين الحق ورسالة الإسلام الحقة ولن يعتليها المنافقون وعلماء السلطان مرة أخرى .. كل هذه الإفادات وإفادات أخرى تجدونها في هذا الحوار الاستثنائي (للجريدة) فإلى مضابطه .
* حسناً .. لنبدأ بمعاش الناس وحياتهم اليومية ، هنالك الكثير من الأزمات اليومية التي يواجهها المواطن مثل المواصلات والخبز والوقود ، هل ثمة حلول منكم للخروج من هذه الأزمات ؟
– نطمئن الشعب السوداني وبالرغم من المعاناة التي يعانيها خلال هذه الأيام من أزمة مواصلات وشح في الوقود وكذلك في الخبز و الارتفاع في السلع حيث ارتفعت لأسباب غير منطقية ، نطمئنهم ونقول لهم الآن الجهاز التنفيذي يعكف على معالجة مشكلة المواصلات وهنالك حلول ستقدم أمام لجنة مختصة في الأيام القادمة وستفك الاختناقات، كما أطمئن الشعب السوداني بأنه ستكون هنالك رقابة أيضا وضبط للشارع والأسواق العامة و ستكون هنالك معالجة حقيقية لمشكلة المواصلات وستحل حلاً جذرياً وسنعلن عن ذلك خلال الأيام القادمة ، و علينا أن «نصبر شوية» ونتحمل كلنا مع بعض ، فالمرحلة الانتقالية بها تحديات وهذه التحديات تتطلب منا أن نكون جزءاً من صناعة القرار وجزءاً في الدفاع عن الحكومة والحكومة هذه «ماحكومة غريبة» جاءت من رحم الشعب وبالتالي نحن محايدون تجاهها و مؤيدون لها ولكن هذا التأييد لا يعني عدم النقد ومتى ما وجدنا تقصيراً للحكومة في مكان ما ننقد هذا التقصير ونقدم لها الحلول.
*على ذكر الانتقادات هنالك موجة انتقادات وجهت للحكومة من بعض رجال الدين يعتبرون فيها أن الحكومة جاءت لهدم الدين ؟
– موضوع التجارة بالدين والإدعاءات بمخالفته هذه مرحلة تجاوزها الشعب السوداني ولن تعود و لايمكن أن ينخدع الشعب السوداني مرة أخرى تحت شعارات الدين أو غيره والذين يتحدثون الآن عن الدين ومخالفة الدين نجيبهم بالقول : دستور 2005 ينص على أن المواطنة هي أساس للحقوق والواجبات ونحن لم نغير في ذلك الدستور شيئاً وإذا كان هذا النص مخالفاً للدين لماذا لم يعترضوا على ذلك منذ 2005 وحتى الآن ، أعتقد أن الحديث في بعض المنابر لا يعدو عن كونه تجارة باسم بالدين والذين يتحدثون عن ذلك لا يمكن أن نمنعهم الرأي وحرية التعبير ولكن الشعب السوداني يعلم لماذا يتحدثون باسم الدين وهم الذين وقفوا متفرجين وصمتوا عن الحديث حول مكافحة الفساد والمفسدين، ولذلك لعنات الجماهير ستطالهم لأنهم أفسدوا تحت مظلة الدين ونهبوا ثورة الشعب السوداني .
* هل الخطاب الديني في نظرك هو انحياز لرسالة الإسلام أم موالاة لنظام المؤتمر الوطني ؟
– لا يمكن أن يكون الإسلام السياسي انحيازاً لرسالة الإسلام ورسالة الإسلام عبرت عنها روح الثورة وروح التكافل والتعاضد والإخاء والمساواة دون تمييز .
* تأليب بعض الشيوخ الناس على حكومة حمدوك في المنابر، في نظرك هل هو نقمة أم نعمة ؟
– الذين يعتلون المنابر الآن اعتلوها في ظل النظام السابق، وأعتقد لا يستطيعون أن يزايدوا علينا في ديينا وإسلامنا وسيهبطون من المنابر وسيعتليها أناس يعبرون عن الدين الحق ورسالة الإسلام الحقة وليس المنافقون وعلماء السلطان .
* هل تعتقد أن هذه الانتقادات هي حملة تجاه قوى التغيير والحكومة أم هي اجتهادات شخصية من قبل العلماء أنفسهم ؟
– بالطبع هي حملة منظمة وهي حملة لمحاولة إظهار قوى الحرية والتغيير كأنها شيطان وأنها ضد الإسلام ولكن الشعب السوداني يعلم أن الشيطان هؤلاء الذين يتحدثون ويجعلون من الباطل حقاً ومن الحق باطلاً وفق رؤية السلطان، ونحن في المرحلة الانتقالية لا نريد مطبلين ، نحن نريد أن يوجه لنا النقد لكن أن يكون النقد بناءً فلسنا نملك الحقيقة المطلقة ويمكن أن نخطئ ولكن نصحح أخطاءنا .
* برأيك ماهي أبرز التحديات التي تواجها حكومة حمدوك ؟
– أبرز التحديات هي حل الضائقة المعيشية والاقتصادية وهذه الحلول تحتاج إلى حلول عاجلة جذرية ، وكذلك من تحديات الفترة الانتقالية قضية السلام .
* الحكومة متهمة بأنها دائماً تستخدم فزاعة الدولة العميقة في فشلها ؟ هل هنالك دولة عميقة ؟
– لا أريد أن أرفع الروح المعنوية للذين أسقطناهم ونقول هنالك دولة عميقة وأنهم قادرون على تغيير مسار الثورة ، ليست هنالك دولة عميقة بل هنالك بعض الرموز ستطالهم يد القانون والعدالة وسيعاقبون وستختفي هذه الأصوات التي ترتفع الآن قريباً .
* لكن البعض يرى أن رموز النظام البائد سيفلتون من العقاب بدليل محاكمة الرئيس المخلوع التي انحصرت في الأموال فقط؟
– لن يفلت أحد من العقاب ، والبشير بدأت إجراءت محاكمته قبل اكتمال الثورة وقبل أن يتم الاتفاق السياسي و التوقيع على الوثيقة الدستورية ، وهذه الاتهامات الموجهة ضده هي اتهامات بسيطة ، وعمر البشير ستطاله يد العدالة في كل من ارتكبه بصفته قائداً ، وأول الجرائم التي ارتكبها هي الانقلاب في عام 1989 ثم القتل الذي مارسه على شعبنا وطلابنا ، وعلى الدكتور علي فضل والمحاكمة التي طالت مأمون محمد حسين وكل الشهداء مروراً بشهداء سبتمبر ثم شهداء الثورة العظيمة، فالبشير رجل قاتل قتل في دارفور الآلاف وحينما قيل له قتلت الآلاف أقر بأنه قتل عشرة آلاف وهذه كلها جرائم ستطال البشير، وأنا أطمئن الشعب السوداني بأن الإجراءات ستسرع في مواجهة رموز النظام السابق وسيقفون أمام أجهزة العدالة واحد تلو الآخر .
* هنالك من يطالب بمحاكمة البشير في المحكمة الدولية ؟ هل ستؤيد هذه المطلب ؟
– الوثيقة الدستورية نصت على العدالة الوطنية والدولية وبالتالي طبيعة الجرائم التي يحاكم فيها البشير فيها جزء من اختصاص المحكمة الدولية وهي من الجرائم التي نصت عليها الوثيقة الدستورية ، ولكن هنالك بعض الجرائم التي ارتكبها ليست من اختصاصات المحكمة الجنائية الدولية بل تخص المحاكم الوطنية و سنأخذ حقنا فيها هنا داخليا .
* كيف ترد لمن يقول إن قوى إعلان الحرية والتغيير غير متجانسة وبلا مرجعية ؟
– إذا لم تكن مجموعات متجانسة كيف وضع الشعب السوداني ثقته فيها وظل خلفها طوال فترة الثورة، وأعتقد الحديث عن عدم تجانس قوى الحرية والتغيير هو حديث لإسقاط الهمم ومحاولة لإضعاف الروح المعنوية لقيادت التغيير ، ونحن كجسم واحد قادرون على أن نتجاوز هذه الفترة الانتقالية ، ونحقق أهداف الثورة ومهاهم الفترة الانتقالية و مثل هذه الأحاديث أحاديث ليس لها مايبررها .
* بعد تشكيل الحكومة هل إنتهت دور إعلان الحرية والتغيير ؟
– قوى إعلان الحرية والتغيير هي الحاضنة السياسية لهذه الحكومة وهي طرف في الوثيقة الدستورية والتي بموجبها تم تشكيل هذه الحكومة ومؤسسات السلطة الانتقالية سواء كانت مجلس سيادة او مجلس تشريعي ، والحكومة هي التي اختارتها قوى إعلان الحرية والتغيير والحكومة لم تأتِ من فراغ، وبالتالي كيف ينتهي دورها ؟ ، غير أن قوى التغيير تمثل حاضنة سياسية لهذه الحكومة وهي أم الحكومة وهي التي تساند هذه الحكومة حتى تحقق أهدافها ونحن مع الحكومة ولكن في ذات الوقت نشكل عليها رقابة ، بمعنى هل فعلاً ستنفذ الأهداف التي نصت عليها الوثيقة الدستورية، والأهداف التي وقع عليها في إعلان الحرية والتغيير؟.
* ماذا لو لم تلتزم الحكومة بأهداف الوثيقة الدستورية وأهداف إعلان الحرية والتغيير ؟
– نحن لا نعطي أحداً صكاً على بياض، ونحن منسجمون مع الحكومة ولكن هذا لايعني أننا فوضناها تفويضاً شاملاً ، وبالتالي إذا أخطأت نحن كحاضنة سياسية سنتحمل هذا الخطأ ، وبالتالي نحن جزء من الحكومة بشكل أوآخر وإذا رأينا خطأً في الحكومة بالطبع لا نجعلها تستمر فيه بل نحاول أن نصححه لكن بمفهوم النقد البناء وليس بمفهوم النقد الهادم ، والذين يتحدثون عن الإسقاط لن يسقطعوا هذه الحكومة ولكن نستطيع أن نستبدل هذه الحكومة بحكومة أخرى بمفهوم أننا يمكن أن نستبدل وزير بوزير آخر وهذا كله وارد .
* هل ستلجأون للخروج للشارع في حال لم تلتزم الحكومة بأهدافكم؟
– إذا تطلب الأمر سنخرج إلى الشارع ولكن هذه افتراضات ومن الصعب أن نتحدث عن افتراضات لن تحصل فقوى إعلان الحرية والتغيير شكلت هذه الحكومة ونحن قادرون على تصحيح مسارها وقادرون على إسنادها ، والملاحظ أن الحكومة حققت انتصارات في هذا الشهر فقط ، فلن نغمض أعيننا ونتحدث بالخيال كيف كنا نتخيل الواقع وكيف هو الآن ، حيث كان البعض يتخيل مزيداً من الفشل ولكن الآن مزيد من الانفتاح على العالم الخارجي وحدث تأييد دولي وإقليمي للحكومة ، وصورة السودان تغيرت خلال هذا الشهر في كل العالم ، والكل أصبح يحاول أن يقدم الدعم للسودان سواء كان دعماً سياسياً أو دعماً اقتصادياً أو دعماً فنياً ،وأرى أن العزلة التي كان يعيشها السودان قد انتهت ، وبالتالي لا يمكن أن نحاكم حكومة في 30 يوم وكيف نحاكم حكومة ونحن نقول : لدينا خطة إسعافية وسياسات إسعافية مدتها 200 .
* لكن بالرغم من هذا التأييد الدولي والانفتاح الدولي يرى البعض أنكم حتى الآن لم تتخذوا قراراً ملموساً يصب في معاش الناس ؟
– معلوم في العلاقات الخارجية «الناس مابتمشي وشايلة شنطة ويسلموك مصاريف مثل الرئيس السابق» فمسألة الدعم من الخارج ليست المسألة التي تتم ببساطة «يعني مافي زول بمشي زيارة ويجي شايل قروش في جيبو» ويمكن هذا النموزج الوحيد الحصل لعمر البشير الساقط الذي كان حينها وجه الفساد ، و«نحن مابنشيل قرعة ونمشي نمدها للعالم ونقول أدونا مثل البشير» ، نحن نتحدث مع العالم باحتياجاتنا الحقيقية ونتحدث مع العالم بموقفنا السياسي، والآن العالم كله يعتز بالتجربة السودانية وبالتالي يجب أن نتعامل مع هذه القضية بهذا الأسلوب ، أيضا نحن لا نبسط المهام ولا نعد بما لا نملك ، بمعنى آخر لا يمكن أن نعد الشعب السوداني بأن الأوضاع ستصبح جنة في يوم واحد، ولكن نضع البلاد في مسارها الصحيح وبعدها ستختفي كل الظواهر السالبة وسيتعافى اقتصادنا تدريحياً ويمكن أن يحدث التحول مرحلة تلو الأخرى .
* هنالك دعوة من بعض الإسلاميين للخروج للشارع والاعتصام في القيادة لتصحيح مسار الثورة ؟ هل حقاً الثورة انحرفت عن مسارها ؟
– إذا كانت هذه الدعوة من الثوار ستكون مقبولة بغض النظر عن اتفقنا معهم أو اختلفنا معهم ولكن حينما تأتي هذه الدعوة من الإسلاميين الذي كانوا جزءاً من النظام الذي أسقطناه حتى يوم 11 أبريل فهذا غير منطقي فكيف لمن أسقطناه أن يدعي أنه مع الثورة ثم يأتي ليقول هذه المواكب لتصحيح مسار الثورة ، وهذا حديث غير منطقي وهذه قوة الردة وهي قوة ظلام تحاول أن تجرف الثورة عن أهدافها وتحاول أن تخلق قطيعة مابين الثورة ومكوناتها وبين قيادات الثورة .
* كيف تقيم زيارة حمدوك والبرهان الخارجية ؟
– هذه الزيارات تحققت فيها إنجازات دبلوماسية كبيرة على مستوى العالم وعلى مستوى الإقليم والمنطقة وما من دولة الآن بريقها يلمع مثل الحكومة السودانية وزيارة حمدوك والبرهان للسعودية رسالة للعالم فحواها : تماسك السلطة الانتقالية مدنيين وعسكريين وقدرتها على تجاوز كل الصعوبات التي تواجها في هذه الفترة وأيضا رسالة تؤكد أن الحكومة ذاتها قادرة على ضرب قوى النظام القديم .
* كيف تنظر لحديث غندور حينما يقول سينتهج في المرحلة الانتقالية نهج «المعارضة المساندة» هل حقاً سينتهج هذا الأسلوب أم الأمر لا يعدو أن يكون سوى مغازلة للحكومة ؟
– من يقتل الشعب السوداني لا يمكن أن يساند ويناصر، هم خفافيش للظلام لا يستطيعون العيش إلا في الظلام وهم كالثعالب يحاولون إعادة افتراس الشعب السوداني من جديد ، ولن يستطيعوا ولن تمر مثل هذه المخططات التي يعتقدون بمثل هذه الكلمات سوف يجدون تأييداً من الشعب، والشعب السوداني رمى بالمؤتمر الوطني ورموزه وكل المسميات التي كان يتخفى حولها فيما يسمى بالحركة الإسلامية إلى مزبلة التاريخ ولن يعودوا .
* ماهي الدوافع التي جعلتكم تمددوا حالة الطوارئ ؟ و هل هي تتناقص مع الوثيقة الدستورية ؟
– نسبة لظروف البلاد، فالبلاد الآن تعيش في ظروف استثنائية والاوضاع الأمنية في البلاد عامة لا تسمح إلا بتمديدها ، والتمديد لا يتناقض مع الوثيقة الدستورية .
الجريدة