حماية المدنيين اولا واخيرا

الحرب هي الموت والدمار والحزن والفقر، الحرب التي تدور رحاها في السودان الان لا تخلو من المآسي والقصص المؤلمة والمحزنة وان مشاهد ضحايا هذه الحرب من نزوح ولجوء وقتل واشلاء وتشريد لشيء يفوق معاني الالم.
كان اخر ما شاهدنا من فظاعة المشاهد الصادمة المحزنة لستة اطفال من منطقة هيبان بجنوب كردفان صور لاشلاء اطفال ابرياء فقدوا ارواحهم نتيجة للقصف العشوائي في مناطق الحرب بجبال النوبة ، وهي لم تكن الاولى وطالما الحرب واسبابها في استمرار المسؤلية الاخلاقية تحتم محاولة العمل على ان لا يتكرر مثل هذا المشهد ، لذا لابد من الوقوف في صف المدنيين والمطالبة بحمايتهم في ظل استمرار الحرب واصرار الحكومة على الحسم العسكري كل صيف وكل خريف وكل عام . لذلك على الاقل يجب المطالبة بلا ملل او وجل بوقف القصف الحكومي العشواءي في مناطق الحرب .وتذكير جميع الاطراف دايما بالالتزام بقوانين الحرب والالتزام بالاخلاق السودانية في ظل الحروب والمسؤلية الاكبر تقع على الحكومة فهي التي تمتلك القوة وسلاح الطيران هذه الاخلاق التي التزم بها من قبل جدود سودانيين في هذه المنطقة عندما اراد احد سلاطين الفونج ضم المنطقة لنفوذهم وسير جيشة الى الجبال ولكنه رجع بعد ان وجد صلابة في الدفاع عن المنطقة وكرم تمثل في اطعام جنوده من قبل من يحاربهم فقد. كانوا يحاربون من جاء لغزوهم نهارا ويقدمون له العشاء ليلا . الان الحكومة تمنع المساعدات والادوية من دخول المنطقة .
عند الحديث عن حماية المدنيين يجب ان نفرق بين ما هو سياسي وبين ما هو انساني، وان نقدم ما هو انساني على ما هو سياسي . ان مفهوم السلم يقوم على مبدا قبول التعايش والاختلاف فالذي يوقف الموت والدمار هو الاتفاق على مبدا التعايش في ظل الاختلاف والحكومة تريد اتفاقا بشروطها هي كما عقد اذعان لشروطها والمجتمع الدولي كما الحكومة ينظر للحرب من ناحية سياسية لذلك تجد ان رد فعل الحكومة تجاه السلام فعليا لا يوجد فهي تصر على القمع وفي المفاوضات تقدم الامني على الانساني وتواصل في عنفها ضد المدنيين ومستمرة في عدم اعتبار من تعتقله من ميدان الحرب اسير او معاملته كاسير حرب وتصر على محاكمته جناءيا وتواصل في قصفها واستعمال قوة الدولة في العنف ضد المواطنين وارهابهم بالقوانين والتعديلات الدستورية التي تفصل على مقاس ما تريد السلطة فهي تجيد حياكة القوانين كما الملابس على المقاس الذي يناسب قمعها ، وتذيد تضييقها كلما شعرت بان تمثل الحرية خطر عليها فتاتي بترزية القوانين الاشهر في السودان وهم معروفين لدا الجميع. والمجتمع الدولي لا يحركه صور اطفال او صور غيره ففي السياسة الخارجية لدول الغرب حقوق الانسان تعتبره شان داخلي لكل الدول ومعني بها الدولة ومواطنيها لذلك من الواضح ان المعارضة بشقيها ستستمر في المقاومة والحرب لن يسكت صوتها طالما اسبابها مازالت ونطالب كل مقاوم اختار طريق مقاومته بالسلاح ان يستوصي بالمدنيين خيرا اما المعارضة السلمية يجب ان تضغط وتذيد من الحملات التي تدعو لوقف القصف الجوي فلا توجد مبررات لقصف المدنيين مهما ,كانت الادعاءات وان تكثف من مخاطبة الضمير المحلي وليس العالمي وعلى نشطاء الخارج مخاطبة الضمير المحلي للمكان الذي يعيشون فيه اي مؤسسات المجتمع المدني نريد تحول نوعي في وقفاتكم الاحتجاجية بان نري مواطنين كل دولة وصحافته واعلامها المقروء والمشاهد مشاركا في جميع فعالياتكم ليؤثروا على حكوماتهم ، الصحوة الايجابية للنشطاء وتركيزهم المحمود الزايد على ما يدور للمدنيين في جميع مناطق الحرب يجب ان يستمر حتى يكف ازيز الانتنوف وحتى يكف القصف العشواءي الذي لا يفرق بين الاحياء والجماد والنبات فكل يجعله هشيم تذروه الريح نقولها بصوت عالي اوقفوا الطيران الحربي من القضف العشوائي اوقفوا حل مشاكل السودان بالقمع.

سامح الشيخ
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..