أخبار السودان

هل تحتكر (تقدم) تمثيل المدنيين؟

 

أثارت قضية التمثيل والمشاركة في المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) جدلا واسعا خلال فعاليات المؤتمر الذي انعقد في أديس ابابا في الفترة من 27 إلى 30 مايو 2024. وشكك الكثيرون في شمولية التمثيل، بينما ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك بالتشكيك في صيغ اختيار المشاركين في المؤتمر والجهات التي يمثلونها. حملنا هذه التساؤلات في راديو دبنقا وطرحناها على شوقي عبد العظيم، الكاتب والصحفي وأحد المشاركين في المؤتمر التأسيسي لمزيد من الإيضاحات.

واعتبر شوقي عبد العظيم أن هذه الاتهامات هي محاولة للتشكيك في أهم نتائج هذا المؤتمر والذي تميز بأنه ضم سودانيين من مختلف الجهات. حيث جاء بعض المشاركون من الضعين، وآخرون من الجنينة، مجموعة من شرق السودان والبعض من كردفان ومن الوسط وأمدرمان والخرطوم ومن بورتسودان. كما جاء سودانيون للمشاركة من مختلف بلاد المهجر ومن بينها مصر، إريتريا، تشاد، الدول الأوربية، أمريكا ومن كندا وجميعهم ينتمون لتوجهات مختلفة ورؤى مختلفة. لكنهم جميعا متفقين على قضيتين، إيقاف الحرب من جهة ومن جهة أخرى قضية التحول المدني الديمقراطي وأن تحكم البلاد بواسطة المدنيين.

مشاركة متنوعة
وأشار الكاتب والصحفي في حديث لراديو دبنقا أن هذا التنوع انعكس على النقاشات خلال المؤتمر حيث طرحت أراء متباينة ومختلفة الأمر الذي انعكس في صعوبة إدارة الجلسات لأن الكل يريد التعبير عن وجهة نظره أو أن يعبر عن المنطقة التي جاء منها أو المكون الذي يمثله. واستشهد شوقي عبد العظيم على حديثه بالقول بأن (تقدم) كانت تضم 5 مكونات في أبريل 2023 وهي تضم اليوم 10 مكونات حيث انضم لها مزارعون وحرفيون ومبدعون وضمت نقابات ومهنيين وكثير من المكونات التي لم تكن حاضرة في اجتماعها الأول.

ونوه شوقي عبد العظيم إلى مشاركة بعض الجهات التي لم تكن على صلة بتنسيقية (تقدم) في السابق ومن بينها الحركة الشعبية شمال التي شاركت بوفد برئاسة عمار امون والحزب الاتحادي الأصل والمؤتمر الشعبي مما ساهم في أن يوفر المؤتمر التأسيسي تنوعا في الرؤى والأفكار والوجوه والمناطق، لذلك احتفى المؤتمر بشكل أساسي بهذا التنوع الكبير الذي ضم أيضا الشباب والمرأة ومن مختلف الفئات العمرية.

(تقدم) لا تحتكر تمثيل المدنيين
وحول الحديث عن احتكار (تقدم) لتمثيل المدنيين، قال شوقي عبد العظيم في حديث لراديو دبنقا أن هذا الحديث تكرر كثيرا خلال المؤتمر، وقد رد عليه الدكتور عبد الله حمدوك في خطابه في الجلسة الافتتاحية وبشكل صريح. ولكن بدون أي ادعاء تمثل (تقدم) الآن أكبر تجمع للمدنيين في السودان ووصفه البعض بالتجمع غير المسبوق في تاريخ السودان. ومضى شوقي عبد العظيم قائلا إن (تقدم) هي التجمع الأكبر وهي تمثل روح الشباب وروح الثورة وتمثل التغيير الحقيقي المنشود والذي نتطلع إليه منذ العام 2018.

وشدد الكاتب والصحفي أنه إذا كان المقصود أن (تقدم) تحتكر تمثيل المدنيين المناصرين للتغيير ووقف الحرب والقضايا المطروحة الآن في الساحة من قبل المدنيين، فأن أقول وبكل شجاعة أن (تقدم) تمثل هؤلاء جميعا. وهي أكبر تجمع للمدنيين المؤمنين بقضايا الثورة والانتقال المدني الديمقراطي وقبل ذلك مؤمنين بإيقاف الحرب. بالفعل هي لا تحتكر التمثيل وهناك أصوات كثيرة خارج (تقدم) ولكنها تمثل أكبر تجمع مدني للانتقال الديمقراطي وإيقاف الحرب عن طريق التفاوض بالعودة إلى منبر جدة أو أي منبر آخر يحقق السلام.

تعليق واحد

  1. برايي المتواضع انه الناس مفروض يضعوا مصلحة السودان ومصلحة المواطن امام كل اعتبارات سياسية حزبية او حتى قانونية ، انا كانت مصلحة السودان والمواطن حتى عكس القانون وعكس كل الاعراف فيجب ان ينظر الجميع لمصلحة السودان والمواطن لانه ده هو الاساس .
    لايوجد مصلحة للسودان ولا للمواطن في التناكف والتنازع السياسي بين اليسار واليمين في اطار خارج اطار التنافس داخل قاعات البرلمان وفي صناديق الاقتراع .
    لما يتخطى هذا التناكف والتنازع الى القتال عسكريا من اجل السلطة للاضرار بالبلاد والعباد يبقى هنا الناس مفروض تعمل خط رجعة .
    الحلول الصفرية لجميع الاطراف لن تقود الى للدمار والخراب يجب على تقدم ان تجلس مع ” العقلاء” من المؤتمر الوطني وان يتفقوا على وقف التنازع العسكري والدمار والقتل . وان لايتم استبعاد او اقصاء احد من المعادلة السياسية القادمة .

    يجب الاعتراف بان السودان بيئة غير صالحة للاقصاء لان الاقصاء يولد الحروب ، ماتفتكر انك حتقصي حزب حيمشي يقعد يربع يدينه ويقيف في الكورنة مستحيل لابد ان يستغل الجهل المترسخ في البلد دي ويحاربك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..