الثورة … والانشغال بالتفاصيل

التفاصيل فى جميع مجالات الحياة والموت فى السودان ، كانت ستكون مثيرة جدا لو انها حدثت فى غير بلاد السودان فى عهد الانقاذ . فما المثير، فى ان بيت السودان بلندن قد بيع بخمسة عشر مليون استرلينى بدلا عن اكثر من 300 مليونا ، هى السعر الحقيقى له ، ونحن نعلم علم اليقين ان المليارات من فلوس السودان قد سرقت نهارا جهارا واستثمرت فى ماليزيا والجارة اثيوبيا ، أو وضعت فى بنوك العالم ؟! وما المثير فى ان البشير يسعى لتعديل الدستور حتى يترشح لانتخابات 2020 ، ونحن نعلم انه قد فعل ذلك عدة مرات ليحكمنا خلال الثلاثين سنة الماضية ؟! بل وانه لايحتاج لتعديل الدستور لكى يفعل حسب تجاربه الماضية جميعا ابتداء من الانقلاب على الوضع الديموقراطى كامل الدسم ! وما المثير فى ان ود المأمون قد حكم عليه بالسجن المؤبد بدولة الامارات ، والقضية من أولها لآخرها تخصه والبشير وطه ولاناقة لنا جميعا فيها ولا جمل ؟!
كما قلت فى مقالات سابقة ، فان الامن يقوم بدوره على احسن وجه فى اشغال قوى الثورة ببعض سفاسف الامور ، وهذا واجبه الذى يراه لنفسه ، ولكنى استغرب فى انجرارنا جميعا فى وسائل الاعلام التى تخصنا وفى وسائل الاعلام الاجتماعى باثارة مالايثير ، بل ويخدم قضية الامن والنظام بشكل عام . لم يعد المواطن السودانى فى حوجة لتعريفه بفساد وظلم وعدوان النظام ، فهو ما يمارس عليه يوميا وبدون توقف او كلل وملل . المواطن يحتاج لمعرفة ماهو مطلوب عمله لازالة النظام ولاشئ غير ذلك . التوعية باساليب التنظيم فى الاحياء واماكن العمل وبالخطى المتتابعة التى تؤدى فى نهاية الامر الى اشتعال الثورة بالصورة التى تعلن نهاية النظام ولاشئ آخر! التوعية بما سيحدث لازالة آثار الفساد والظلم والعدوان : التوعية ببرنامجين : كيفية الازالة ومابعد الازالة ! فقط لاغير
[email][email protected][/email]