سلَم تسلم!؟؟

هويدا سر الختم

لا شيء أصعب على صاحب القلم من أن يكون مراقباً للأحداث من على البعد، وقد كسر قلمه وجف مداده.. وما أقسى أن تكون الحرية طائراً جريحاً محبوساً في قفص (الصياد) ينتظر أن يفتح له صياده الباب لأنه لا حول ولا قوة له بجرحه العميق.. وما أصعب على طائر الحرية أن ينال حريته وفق مزاج (الصياد) مسلوب الكرامة مربوطاً بسلاسل يمسكها الصياد متحكماً في عودته للقفص.. لا الحرية هنا يصبح لها طعم.. ولا جرح الكرامة يمكنه أن يندمل.. فالحرية تُؤخذ عنوة ولا تُمنح ليكون لها لون وطعم ورائحة تعطر سماوات الشعوب.. ولكنا نعيش في زمن التشرذم والتفكك والضياع.. وحدة الصف والكلمة والقرار أصبحت شعارات للاستهلاك السياسي والمناورات وإسكات الضمير.. صنفان من الناس.. صنف تحكمه الأطماع الشخصية والمكاسب الدنيوية.. وهؤلاء هم الذين يتاجرون بالوطن والشعب.. وصنف آخر يتحكم فيه (الخوف).. ويجعل منه شبحاً يسير في الطرقات دون وجود حقيقي وهم النسبة الأكبر التي تتغذى عليها (الفئة الباغية).. وتكمل ما انتقص من دماء الوطن.. والمضحك المبكي.. لا هؤلاء سئموا الاستغلال والابتزاز ولا اؤلائك ارتووا من شرب دماء الشعب والوطن!!
هل تجدي نظرية أن نكون بلا ملامح خير من ألا نكون.. وهل يمكن أن يصلح الوطن (الموتى السائرون) على حد تعبير أفلام الخيال العلمي (لمصاصي الدماء)..؟؟
من يمكنه أن يصنع غداً أفضل للأجيال القادمة إذا كان كل فرد من هذا الشعب الذي يتخفى خلف تاريخه البطولي يرفع راية (سلم تسلم)؟؟
الإنسان يأكل ويشرب حتى يعيش ليبلغ أمانة الله في أرض بكل مبادئها وعظمتها وليصنع مستقبلاً زاهراً للأجيال القادمة تزينه العزة والكرامة.. ولا يعيش ليأكل ويشرب مسلوب الإرادة والكرامة غاض البصر عن التعدي على العدالة وانتهاك ما حرم الله.. حينها تصبح الحياة بلا معنى.. كيف تستقيم الحياة ويشمخ الوطن وتستمر القيم والمثل والأخلاق ويسلم المجتمع بأجيال تربت على الخوف والاستسلام وغاب عنها بند الكرامة والوطنية.. الكل يلبس زريته النقاب ويغلق أذنيها حتى لا ترى ولا تسمع ولا تشارك من.. من الله.. عليهم بالعزة والكرامة ويسلمها شعار (سلم تسلم).. ما هكذا يا أبناء وطني يمكننا النهوض واسترداد عزتنا وكرامتنا وإنقاذ هذا الوطن الجريح.. قد يحميكم الجلوس في خنادقكم إلى حين.. ولكنه لن يمنع العدو من القفز داخل الخنادق إذا كان من بداخلها يملأه الخوف ويعجز عن استخدام السلاح الذي بيده.. وإني أرى القفز إلى الخنادق قد بدأ.. فهلا أعملتم أسلحتكم أم تريدون أن تكونوا قتلى وأسرى ثم عبيداً يأتمرون بأمر أسيادهم سقطت عنهم إنسانيتهم.. فإذا سقطت الإنسانية لا يكون للعيش حينها سبب ويصبح الموت أكرم آلاف المرات من العيش تحت رحمة من مات ضميره ولا يخاف الله في خلقه.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد

الجريدة

تعليق واحد

  1. بصراحه مقالك رائع وعالي مستواه بحق وحقيقة والله كلامك في المقال ده درر وانا متأكد انو لو كان ناس الرقابه القبلية فهموه ماكان سمحو بنشرة، انتي قلتي كلام مابطلع من زول ساهل ومابطلع الا من زول جوفو مليان بمشاعر وطنيه وعقلو مليان بالمعرفه والثقافه، سلمت سلمت وسلم قلمك

  2. كلام جميل و في الصميم يا ريت الناس تحس و تنتفض
    و نتخلص من كابوس الكيزان المظلم الفاسد القذر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..