تمدد المؤسسات الرئاسية..!

قبل سنوات اتصل على مواطن قلق جداً..المواطن كان يشاهد عربة رئاسية فارهة تقف امام احدى طلمبات بيع الغاز..العربة تفرغ ما في جوفها من زيت لتبيعه لتاجر.المواطن يلتقط رقم العربة الرئاسية وفي الصباح نشرنا الخبر في شارع الصحافة بالزميلة التيار..بعد التحقيق اتضح ان العربة مستأجرة وتتبع للسلطة الاقليمية بدارفور ..إمعانا في التمتع بسهولة التجوال اصرت قيادة السلطة بتميز سيارتهم بلوحات سيادية.
قبل ايام أصدرت رئاسة الجمهورية قرارا بتكوين لجنة لتطوير منطقة وادي الهواد بولاية نهر النيل..اللجنة الرفيعة ترأسها الامير احمد سعد عمر وزير رئاسة مجلس الوزراء وضمت بين دفتيها وزراء المالية والاستثمار والزراعة بجانب والي نهر النيل ..مقرر اللجنة الدكتور محمد عطا المنان وحسب نشرة وكالة (سونا ) لم تحدد هويته الوظيفية..هذا المشروع ولائي بالكامل وتطويره يقع في صميم مهام والى نهرالنيل ..رغم ذلك الوالي في هذه اللجنة مجرد عضو عادي مثله مثل نافع علي نافع.
قبل سنوات ايضا صدر قرار بتكوين مؤسسة جبل البركل وباتت منذ ذلك التاريخ مؤسسة تتبع لرئاسة الجمهورية..معهد حضارة السودان ومجلس الفقه الاسلامي ومجلس الصحافة ومجمع اللغة العربية..هذه نماذج لمؤسسات تتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية..هنالك مؤسسات اخرى يتصل نسبها بشكل غير مباشر لرئاسة الجمهورية مثل وكالة سونا للأنباء وتلفزيون السودان ..هذه المؤسسات الإعلامية المتخصصة لا يستطيع وزير الاعلام التدخل في تفاصيل عملها لان القائمون على امرها يتم تعيينهم بقرارات جمهورية .
تمدد المؤسسات الرئاسية سيلقي بظلال سالبة على انسيابية الحكم..ستكون هنالك مؤسسات خارج السياق التنظيمى في الدولة..قبل فترة وأثناء وجود الاستاذ علي عثمان في منصب النائب الاول تم استصناع مؤسسة النهضة الزراعية..هذه المؤسسة لم تكن لها علاقة بوزارة الزراعة..بدلا من التناغم في الأداء حدث التنافر الذي وصل بعض المرات حد الاصطدام..عبر هذه الاستثناءات يجد بعض الولاة والوزراء انهم عمد بلا أطيان..الوجه الاخر من الأزمة انه هذه المؤسسات تصبح لها حصانة وامتيازات بسبب مكانتها السيادية..بل الاخطر من ذلك ان حدثت مصيبة او فساد عظيم يلقى بآثاره على مؤسسة الرئاسة التي منوط يها ادارة الكليات.
واحدة من الاثار السالبة لهذا الانفراط المؤسسي ان كل المسؤلين باتوا في انتظار مؤسسة الرئاسة لحضور مناسباتهم العامة..اذا تمكن وال من انجاز صهريج ماء فهو يطلب من مؤسسة الرئاسة تشريف الافتتاح..ما يصرف على الاحتفال البذخي كفيل بتشيد مشروع تنموي اخر..حكام الأمصار يعتقدون ان صوتهم لن يكون مسموعا الا اذا شرفهم مسؤول رفيع من مؤسسة الرئاسة ولهذا السبب يتم الضغط على هذه المؤسسة السيادية .
في تقديري ان ملف الاصلاح في الدولة الذي يتولاه النائب الاول عليه ان يهتم بتنظيف رئاسة الجمهورية من الأجسام الطفيلية ..كل كيان يجب ان يتبع للوزارة الأقرب..ليس هنالك أدنى حرج ان تتحول المؤسسات اليتيمة الى منظمات مجتمع مدني مستقلة عن ظل الدولة .
بصراحة..نحتاج الى مؤسسة رئاسة رشيقة تبرز تباين اهل السودان ..مادون ذلك يتحول للوزارات المتخصصة..هنالك اكتظاظ غير مبرر في هذه المؤسسة السيادية المهمة.
واين يتتطفل بني كوز علي لهف اموال الشعب المغلوب؟
الهم شتت شمل بنى كوز ومن يساندهم من العسكر.