شباب الوطني المهمشون

على مدى سنوات وشباب حزب المؤتمر الوطني يكتبون ويذرفون دموعهم من خلال مقالات ينشرونها في وسائل التواصل الاجتماعي، ندماً ويصفون حزبهم بالدكتاتورية والفساد والعجز والانغلاق، وأنه أصبح (حزب عواجيز) ويلومون قادتهم (المكنكشين) في السلطة وكلهم بلغوا سن الشيخوخة وهي المرحلة العمرية التاسعة في حياة الإنسان، وأصبحوا على أعتاب المرحلة الأخيرة أرذل العمر. وقد جعلوا من الحزب بيوتات أسوأ من بيوتات الأحزاب التاريخية المصابة بنفس الأمراض والتي استغلاها الوطني ليقوم بتفتيتها ونجح في هذا، حتى الشباب الذين نفذوا إلى القيادة داخل الوطني أغلبهم من الفاشلين الذين لا يملكون أية قدرات غير موهبة التقديس والطاعة والتلميع التي يعشقها شيوخ الوطني حتى جعلوا الوطن المزدهر يشيخ معهم. انظروا الآن كم شاباً حول هؤلاء الشيوخ يقدمون لهم فروض الولاء والطاعة لا هدف لهم غير مصالحهم الشخصية. هذه ليست وجهة نظرى أنا وإنما ملخص لوجهات نظر شباب المؤتمر الوطني المهمشون الذين يتنفسون عبر المقالات الاسفيرية، ولا يملك أحدهم الشجاعة ليفعل شيئاً جهراً. قبل يومين تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقالاً طويلاً لشاب من المؤتمر الوطني يتأسف على حال الكثير من الشباب في الحزب الذين ضحوا بشبابهم ولم يجدوا التقدير، وأن الذين جاءوا بالإنقاذ ما زالوا لا يرغبون في إفساح المجال للشباب ويغلقون أمامهم حتى أبواب العشم. كثيرون تمت (زحلقتهم) إلى الشارع بعد أن قضوا سنوات طويلة يقدمون للحزب فروض الولاء والطاعة، وقد وافقه الكثيرون. قناعتي الشخصية أنَّ شباب الوطني هم من فرعنوا هؤلاء الشيوخ بسبب طاعتهم العمياء لهم، فأصبحوا الوسيلة التي تضمن لهم البقاء في السلطة عبر طرق كثيرة وكل الذي يحصلون عليه شعارات زائفة. وهنا تصبح المشكلة في الشباب أكبر من الشيوخ، فقد أثبتوا أنهم عاجزون ولذلك نجدهم دائماً يشكون ويتململون ويكتبون المقالات والمذكرات بأسماء حقيقية أو مزورة، ولكن لا أحد منهم يأتي بتصرف حقيقي ويتمرد على الواقع، كما أنهم لا يتحدون أبداً إلا من أجل الحشد فيما عدا ذلك كل يلهث خلف مصلحته، حتى الصراع الذي يدور داخل الحزب عادة يقوده شيوخ نتيجة لتضارب مصالحهم، ولذلك لا يؤثر على طبيعة المؤتمر الوطني ولا يحدث فيه أي تطور أو تغيير. خلاصة القول هذه الأزمة ليست في حزب المؤتمر الوطني وحده بل في كل الأحزاب السودانية، ولكنها أكثر سوءاً في المؤتمر الوطني، وإن عاش شبابه التهميش والحرمان من المشاركة داخل الحزب والدولة التى استأثر بها حزبهم، فبقية شباب السودان عاشوا التهميش في كل مناحي الحياة بسببهم هم، ولولاهم لما عاش المؤتمر الوطني يوماً واحداً وهو مثقل بكل هذا الفساد، فمتى يفوق شباب المؤتمر الوطني من غيبوبتهم وولائهم، ويتحرروا من أجل تجربة أفضل تنفع الوطن وتنفعهم.
التيار