حتي يتبين الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ .. نداء السودان… حِوارٌ أم إنتفاضة ؟

جمال إدريس الكنين
بعد إنتفاضة سبتمبر2013 كانت كل قوي المعارضة تتحدث عن ضرورة وحدتها . التواصل والحوار بين قوي الإجماع والجبهة الثورية جارياً للوصول لميثاق مشترك حول رؤية مابعد التغيير والفترة الإنتقالية.. في يناير2014 تقدم رئيس النظام بمبادرة حوار الوثبة. قوي الإجماع لمعرفتها بطبيعة النظام وسلوكه ونواياه أعلنت قبولها المبدأي للحوار كوسيلة للحل السياسي وطرحت حزمة من الشروط لضمان تحقيق الحوار المنتج والمثمر للتغيير. حينها إنضم حزب الأمة والمؤتمر الشعبي للحوار بدون شروط بدعوي طرح الشروط داخل الحوار. لم يتقدم الحوار خطوة بعد الجلسة الإفتتاحية وتكوين آلية الحوار. فقد كانت يومها مبادرة الحوار جزءاً من تكتيكات تيار القصر داخل النظام لتصفية التيار الآخر بدعوي التجديد والتغيير .
وجري ماجري بعدها من إعتقال للسيد الصادق وزُهدَه في حوار الوثبة وسفره للخارج وأعلن موت حوار الداخل ودفنِه في مقابر أحمد شرفي، وتم توقيع إعلان باريس مع الجبهة الثورية، ثم وقعت مجموعة إعلان باريس اتفاقية اديس ابابا مع آلية حوار الوثبة(الأولي) التي مثلها غازي صلاح الدين وأحمد سعد عمر. تواصل سعي السيد الإمام مع الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي لتصميم عملية حوار خارجي لايهيمن عليها أحد ولا تعزل أحد يدعمها المجتمع الدولي ويضغط علي النظام لقبول الحوار .وبعد رحلات بين أديس والمانيا لأمبيكي والسيد الإمام وقيادة الجبهة الثورية. كانت الخطوة المهمة والأساسية التي يُطالِب بها المجتمع الدولي ليدعم الحوار والحل السياسي الشامل،هي وحدة المعارضة السودانية وتحدُثها بلسان واحد وإتفاقها علي خارطة طريق للحوار.
لذلك عندما سافر وفد قوي الإجماع الوطني في نهاية نوفمبر 2014 للقاء الجبهة الثورية لإستكمال النقاش حول الميثاق المشترك وتوقيعه معها. لم تكن الجبهة الثورية ساعتها مشغولة بالميثاق المشترك مع قوي الإجماع بقدرِ ماكانت معنية بأمر قبول وتوقيع وفد قوي الإجماع علي مبادرة نداء السودان التي تم إعدادها لإنجاز الحوار مع النظام، وقد أعلن عبدالواحد محمد نور رفضها لإعتقاده أنها مصممة للحوار والتسوية مع النظام. وقتها إشترط وفد الإجماع توقيع الميثاق مع الجبهة الثورية أولاً ثم النظر بعدها في وثيقة نداء السودان، و بعد تعديل بسيط وإضافة عدة أسطُر عن العمل الجماهيري القاعدي وصولا الي الإنتفاضة الشعبية وإسقاط النظام، تم التوقيع تأكيداً لقناعة كل أطراف قوي الإجماع بأهمية وحدة المعارضة لإنجاز التغيير.
هكذا وُلِد نداء السودان في الثالث من ديسمبر 2014 برؤيتين ومسَارين، أطراف تري في نداء السودان خطوة ومرحلة متقدمة لوحدة قوي المعارضة وتعزيز قدراتها لمواجهة النظام بشتي الوسائل بما فيها الإنتفاضة الشعبية أوالحوار المشروط ، وأطراف أخري وهي التي بادرت بالفكرة وجهزت لها تري في نداء السودان خطوة أساسية ووسيلة لإنجاز الحوار والتسوية مع النظام وهي مهمته الأساسية التي أنشئ لأجلها. لذلك فإن بعض هذه الأطراف لا تقبل أي إعتراض أو تعليق من قوي الإجماع أو أطراف داخلها علي أي خطوة في مسار الحوار، فتكيلُ لها التهم جزافاً بأنها تُعرقل وحدة المعارضة وتعادي نداء السودان وتسعي لتفتيته وترفض التعامل مع أطراف داخله.!؟
بدأ نداء السودان بطريقين وما بينهما هي تكتيكات إن كان في قبول اللقاء التحضيري ورفضه من طرف، أو قبول طريق الإنتفاضة من الطرف الآخر . هذا التناقض الواضح في المسارين حَلّهُ ليس في السير بالتوازي علي المسارين (فمسّاك دربين ضِهّيب) بل الحل في فك الإرتباط المُتَوَهم بين المسارين . لا يمكن السير علي الطريقين في نفس الوقت والنظام لا يُقدِم علي أي خطوة تعضد موقف الداعين للسير في طريق الحوار. فالنظام مرتين رفض اللقاء التحضيري ويواصل حواره الداخلي ولا يعبأ بالخارج ويستمر في انتهاكاته للحقوق والحريات ويرفض وقف العدائيات من أجل الإغاثة ويعلن إنتهاء فترة وقف إطلاق النار ويتوعد بحملته الصيفية للقضاء علي المعارضة المسلحة ويستمر في قصف المدنيين. ولايخشي المجتمع الدولي وهو (مالي إيدو) لِعِلمه أن المجتمع الدولي لايسعي لتغييره إنما يسعي لوقف الحرب وإجراء تسوية وترميمه بإلحاق أطراف أساسية من المعارضة في السلطة. هذا هو موقف المجتمع الدولي لا يؤيد العمل المسلح ولا الإنتفاضة الشعبية لإسقاط النظام ولا يري طريق للحل غير الحوار، لذلك المجتمع الدولي الآن ليس لديه أي اوراق ضغط علي النظام غير الرجاء والتحنيس، ويدعو المعارضة للذهاب الي اللقاء التحضيري بلا شروط وينصحها للإمساك بزمام المبادرة وتحويل إتجاه الحوار بالداخل الي حوار منتج ومثمر (هكذا تحدث المبعوث الأمريكي للمجتمعين في باريس مؤخراً).
إذن لا أمل في المجتمع الدولي ليضغط علي النظام ولا أمل في تقديم النظام لأي خطوة جادة لحوار جاد. والمعارضة لا تملك الآن اي كروت ضغط علي النظام، وميزان القوي في أي حوار يقوم الآن تحت هذه الظروف هو لصالح النظام ولن ينتج الا إستسلام المعارضة وإلحاقها به.
لتستعيد المعارضة زمام المبادرة حقيقةً وتمتلك كروت للضغط، عليها فك إرتباط مساري نداء السودان المتوازيين ووضع حصان الإنتفاضة أمام عربة الحوار بدلاً من وضع العربة أمام الحصان و إلإرباك الحاصل الآن من نهج “الحوار بإستحقاقاته أو الإنتفاضة”. في مواجهة طرف أصم كالحائط لايستجيب علي الإطلاق.. إن قوي نداء السودان إن كانت صادقة وجادة في وضع طريق الإنتفاضة الشعبية كخيار ، عليها أن تُجرِب هذا النهج “طريق الإنتفاضة ثم الحوار” خاصة بعد تأجيل اللقاء التحضيري الي أجل غير مسمي.عليهم ترك الحديث الآن عن الحوار واللغو والصراع حول (سراب بِقيعة الحوار) الملتقي التحضيري، والإنصراف بكلياتهم لتعبئة الشارع وتصعيد العمل الجماهيري في هذه الظروف من مرحلة الأزمة الوطنية وتراكم عجز وفشل النظام المتلاحق حتي مطلع العام الجديد.. فعندما تستطيع المعارضة تغيير ميزان القوي لصالحها بإقناعِها للشعب بالتحرك، حينها ستمتلك اوراق الضغط الكافية لإجبار النظام علي الإستجابة،وعندما يستجيب النظام يمكن لدعاة الحوار الجلوس معه، والقوي التي لا تقنعها إستجابة النظام عليها مواصلة السير في طريق الإنتفاضة، وحتي تأتي هذه اللحظة فالجميع الآن يحتاج لمسار واحد هو طريق العمل المشترك “طريق الإنتفاضة” فكما إستهلكت قوي نداء السودان كل عام 2015 في مسار الحوار عليها إعطاء الفرصة في العام الجديد لتجريب طريق الجماهير وحده الي حين إشعار آخر.
ماذا يُضير إذا أعلنت قوي نداء السودان رفضها الحوار مع النظام إلا بعد تنفيذ شروطه كاملة وفي حزمة واحدة، وتحولت الي حوار الجماهير ودعتها الي طريق الإنتفاضة . من الكاسب ومن الخاسر بعد كل هذا التعنُت من النظام؟ هل سيكون الكسب في هذا الموقف القوي والضاغط علي النظام؟ أم الموقف الآخر؟ الذي يستجدي الحوار مع النظام، كلما رفض اللقاء التحضيري نطالب أمبيكي والمجتمع الدولي البحث عن مسار جديد للحوار.!؟ هذه دوامة ليس لها نهاية مع نظام بهذا السوء وعدم المسئولية.
إن هذا النظام يناور ويراوغ ويضع المعارضة الآن أمام تحديين. أحدهما محاولته الضغط علي المعارضة المسلحة في مفاوضات المنطقتين ودارفور برفضه وقف العدائيات لأسباب إنسانية ، وإصراره علي مرور الإغاثة بالخرطوم وعلي وقف شامل لإطلاق النار مع ترتيبات أمنية وسياسية سعيا منه لإتفاق ثنائي مع الجبهة الثورية أو بعضها. التحدي الثاني إقناع أمبيكي بإستعداد النظام لحضور الإجتماع التحضيري فقط للقاء الجبهة الثورية والسيد الصادق المهدي(أطراف اتفاقية اديس أبابا) ثم الإنتقال لحوار الداخل، ويبدو أنه من شبه المؤكد أن يفعل امبيكي ذلك ويقدم دعوة الإجتماع التحضيري للجبهة الثورية والسيد الصادق وآلية حوار النظام(7+7).أما بقية قوي نداء السودان وأطراف أخري معارضة عليهم الإلتحاق بحوار الداخل. وهذا السيناريو إذا تحقق سيصطاد به النظام عدة عصافير بحجر واحد. ؟؟؟
في هذه الأيام والشعب تطحنه دوامة الأزمات الحياتية ومسئولي النظام يعلنون عجزهم وفشلهم، وبلا حياء يسيئون لهذا الشعب الصابر وهو ينظِر قيادات المعارضة لِتلهِمَهُ عزم الخروج وإرادة التغيير وتعطيه الثقة في البديل الأفضل، علينا بث الأمل وروح التغيير. بدل اليأس والإحباط والتخزيل بالإصرار علي حوار مع طرف فاقد للأهلية وغير صالح لأي شئ غير المزيد من التخريب والفساد. إنهم لم يتعنّتوا ويزدادوا صلفاً وعنجهية فحسب، بل تطاولوا علي الشعب وقلوا أدبهم عليه.
و ايضا لا بد من القيام و الرد بدموية اذا ما قرر النظام تكرار (مجزرة) سبتمبر 2013 . ردنا الدموى سيشمل الاتى :
الا بدء حملة من التفجيرات داخل (((الخرطوم))) و ليس غيرها. منذ اكثر من 20 عام و الموت حربا و ابادة و جوعا و تشريد انهك الولايات ((البعيدة)) عن الخرطوم… و لم يحرك ((احد)) او ((نظام)) اى ساكن؟؟؟؟ انظروا الى تأريخ الجيش الاحمر الايرلندى (الشنفين) عندما كان يفجر (لندن) من حين الى اخر.. و الى غيره من من اراد التغير باستهداف (رأس الحية)
لا (عزه) و لا (حرية) بلا ثمن. الموت لرموز النظام و دوره و مكاتبهم … منازلهم… افراحهم .. مأتمهم… مواكبهم …. شركاتهم و استثماراتهم (داخل و خارج السودان)… اسرهم (لا سيما الزوجات و الابناء مع تحاشى الاطفال ما امكن) و (((رجال دينهم))) و المخبريين لهم داخل الاحياء السكنية (و ان كان جارا) و سفاراتهم فى جميع دول العالم و منظماتهم الوطنية (لا سيما “سند” و “الشهيد” و “دعم الطلاب” و ام المؤمنين” و “الزبير” )
والله العظيم و الله العظيم و الحق اقول… 10 تفجيرات (مدووية) و ذات خسائر بشرية (جامدة) ..لن نرى فى الخرطوم و عموم مدن السودان وجود لما يسمى بالمؤتمر الوطنى كحزب له انصار او سطوة…
منكم من سوف يستهجن هذا الاسلوب الجهادى الفدائى الاستشهادى الوطنى المسؤول… ليقول (القتل حرام و ليس من عاداتنا) بينما النظام يقتلنا و المنطق و العقل و الشرع يأمر بالرد و قتل القتلة… او من يقول (لا نريدها صومالا او سوريا او ليبيا اخرى) اذا فالموت جوعا و مذلة هو المصير
من اجمل ما قرأة فى الراكوبة (مقتطفات):
)من يهن يسهل الهوان عليه .. ما لجرح بميت إيلام) .. إن ماتت الوطنية فينا فلتكن رجالة ساكت بدلا من هذا الخنوع والخضوع .. و نحن الأعلون إن كنا رجالا أو مسلمين حقا ???….
قال الاديب عباس العقاد ( أن شعب يحدث له مثل ما يحدث لنا ولا يثور علي رئيسه ولا يشنقه في مكانه لشعب يستحق ان يحكمه هذا الطاغية ويدوسه بالنعال)…………
الزمن اتغير والمجتمع السوداني اتغير والجيل القادم سيكون اكثر انحطاطاً ما لم ننقذ أنفسنا من مستنقعات الجهل والتخلف وانعدام الاخلاق……………….
يقال ان للثوره ظروف وميقات ومسببات
لكننى لم اجد مسبب لثوره بركانيه تقتلع نظام الاجرام والاباده اكثر من الذى. نحن فيه
قتل بدم بارد وبدون مواربه وسرقة المال العام والخاص بكل قوة عين…………….
وحمل النائب البرلماني عن حزب الأمة الفدرالي، طارق حمد الشيخ، الشعب السوداني مسؤولية تدهور الاقتصاد والمعاناة التي يعيشها نسبة لتراخيه وعدم جديته،…………..
أن البلد قد إنحدر الى الدرك الأسفل الذى لا يفضى إلا لأحتمالين: تمزق كامل أو ثورة تنقذ الأرض و من عليها..أستعدوا للقادم الجديد..أعقدوا العزم على إنجاز المعجزة مرة أخرى..أنشروا ثقافة الأتفاق و الأجماع..تطلعوا للغد بنفوس منش
رحة و قلوب مؤمنة بالخير و بلأنسانية..لآ تعيدوا أخطاء الماضى..أوقدوا شمعة الوطنية و أرتكزوا على مبادىء العدل و الحق..أنبذوا الأطر القديمة التى أورثتنا كل هذا الخراب..وجوه و أسماء و مفاهيم جديدة هو المطلوب..و الله المستعان..
يجب حتما ان نزلزل الارض تحت اقدامهم…
هو دا الكلام الصاح…الانتفاضة اولا ثم الحوار ثانيا…تعال للحوار وانت مكشر عن انيابك…ولاتأتى للحوار بابتسامات الغنج
اعادة نشر مهمة:-
سيذهب الزبد جفاءا
ويبقى ما ينفع الثورة
مخطئ من يظن ان نداء السودان قد وحد المعارضة – فالواقع يقول انه قد شق صفوف المعارضة بدلا من ان يوحدها ، فلقد هدد وحدة تحالفنا وهدد وحدة الجبهة الثورية ، وحتى اقطاب نداء السودان قد اختلفوا في ما بينهم – واصبح جادين ينادي بتفكيك التحالف وابوخالد ينعي قوى الاجماع ، وآخرون يقررون ان وثيقة البديل الديمقراطي قد تخطاها التاريخ .
اما في ما يختص بالصادق المهدي فهو معطل متخصص في تفتيت وحدة المعارضة لحساب النظام ، ولن تكسب المعارضة خيرا ابدا ما لم تعزله وتتخطاه لحساب الثورة واشواق الجماهير العريضة.
نحن لن نتخلى عن تحالف قوى الاجماع الوطني بعد ان اصبح اقرب الى الجماهير بعد الفرز الحتمي الذي حدث فيه بسبب مسألة الحوار مع النظام وارهاصات التسوية والهبوط الناعم.
من كفر بالتحالف فليذهب الى قوت او سودان الغد او حتى الى القصر مع مصفوفة 7+7 الخاسرة غير مأسوف عليه !!
اما نحن فباقون في التحالف وفي خندق الجماهير ومشروعها الاصيل للتغيير بواسطة اسقاط النظام وليس اي آلية أخرى .
يجب التمسك بهذا التحالف لانه هو خط الدفاع الاخير لشعب السودان واذا ذهب فستكون كارثة على المشروع المناوئ لمشروع الاسلام السياسي والراسمالية الطفيلية في السودان بكل مسمياتها ومرجعياتها المختلفة.
وفي النهاية لن يصح الا الصحيح وسيذهب الزبد جفاءا ويبقى ما ينفع الثورة. ولن تستعجل النتائج وسنتحلى بالصبر والمثابرة.
صديق ابوفواز
رئيس حشد الوحدوي
21 مايو 2015
الرياض- السعودية
الجميل أن الأستاذ جمال الكنين يعترف بفشل المعارضة، وضعفها، وتفككها، وعدم إتفاقها فيما بينها، والجميل هو أنه يعترف أن المجتمع الدولي يتعامل مع النظام بسياسة الرجاء والتحنيس، وأن المجتمع الدولي لا يريد إسقاط النظام لا بثورة شعبية ولا خلافه، والجميل هو أنه يعترف أن النظام يملك كل الكروت بينما لا تملك المعارضة أي كروت ضغط، والجميل أنه يعترف أن كل تحركات الصادق المهدي منذ عامين ومنذ خروجه غاضباً من الخرطوم لم تؤتي أكلها بل أضاع علي نفسه وعلي البلاد فرصة تاريخية نادرة للحوار. هذا نقد ذاتي نادر جداً من معارض سوداني وهو بهذا يستحق الإشادة والإحترام.
لكن غير الجميل هو أن يطالب الكاتب المعارضة برفض الحوار جملة وتفصيلاً والتوجه للعمل الجماهيري لإسقاط النظام، فهذه هي الدوامة المستمرة التي أشار إليها الكتاب نفسه في مقاله، لأن البعض يُمنّي نفسه بتلك الأمنيات وهو يعلم أنها من المستحيلات، فهذه الحكومة غير قابلة للإسقاط بالقوة أو العنف أو الثورة أو الإنقلابات، والمجتمع الدولي نفسه يعلم مدي بطشة النظام السوداني وسيطرته علي الأوضاع بقبضة حديدية.
لقد قالت الحكومة منذ أول أيام الحوار قبل عامين أنها تدعوا للحوار من موضع قوة وليس من موضع ضعف، ولكن البعض صدق الأوهام وإفترض أن النظام بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة، فقام المهدي وود الشيخ بإهانة قوات الدعم السريع بهدف إفشال الحوار، وقام بعضهم بالقفز من السفينة مثل دكتور غازي ظناً منه أنها تغرق، ثم مرت سنتين وأتضح للجميع أن حساباتهم كانت خاطئة.
الإنقاذ لن تذهب إلأ عبر وسيلة الإنتخابات.. وهذا لن يحدث مالم تنضح المعارضة الداخلية وتتوحد.. والحوار هو الحل.. ولو كان لابد من شروط فالحكومة هي التي يجب أن تفرض شروطها علي المعارضة وليس العكس، ولكنها برغم ذلك لم ولن تفعل، ومازالت هي تمارس سياسة التحنيس للمعارضين من أجل أن يأتوا للحوار.. فلماذا أنتم تشترطون من مواضع ضعفكم؟!
الجميل أن الأستاذ جمال الكنين يعترف بفشل المعارضة، وضعفها، وتفككها، وعدم إتفاقها فيما بينها، والجميل هو أنه يعترف أن المجتمع الدولي يتعامل مع النظام بسياسة الرجاء والتحنيس، وأن المجتمع الدولي لا يريد إسقاط النظام لا بثورة شعبية ولا خلافه، والجميل هو أنه يعترف أن النظام يملك كل الكروت بينما لا تملك المعارضة أي كروت ضغط، والجميل أنه يعترف أن كل تحركات الصادق المهدي منذ عامين ومنذ خروجه غاضباً من الخرطوم لم تؤتي أكلها بل أضاع علي نفسه وعلي البلاد فرصة تاريخية نادرة للحوار. هذا نقد ذاتي نادر جداً من معارض سوداني وهو بهذا يستحق الإشادة والإحترام.
لكن غير الجميل هو أن يطالب الكاتب المعارضة برفض الحوار جملة وتفصيلاً والتوجه للعمل الجماهيري لإسقاط النظام، فهذه هي الدوامة المستمرة التي أشار إليها الكتاب نفسه في مقاله، لأن البعض يُمنّي نفسه بتلك الأمنيات وهو يعلم أنها من المستحيلات، فهذه الحكومة غير قابلة للإسقاط بالقوة أو العنف أو الثورة أو الإنقلابات، والمجتمع الدولي نفسه يعلم مدي بطشة النظام السوداني وسيطرته علي الأوضاع بقبضة حديدية.
لقد قالت الحكومة منذ أول أيام الحوار قبل عامين أنها تدعوا للحوار من موضع قوة وليس من موضع ضعف، ولكن البعض صدق الأوهام وإفترض أن النظام بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة، فقام المهدي وود الشيخ بإهانة قوات الدعم السريع بهدف إفشال الحوار، وقام بعضهم بالقفز من السفينة مثل دكتور غازي ظناً منه أنها تغرق، ثم مرت سنتين وأتضح للجميع أن حساباتهم كانت خاطئة.
الإنقاذ لن تذهب إلأ عبر وسيلة الإنتخابات.. وهذا لن يحدث مالم تنضح المعارضة الداخلية وتتوحد.. والحوار هو الحل.. ولو كان لابد من شروط فالحكومة هي التي يجب أن تفرض شروطها علي المعارضة وليس العكس، ولكنها برغم ذلك لم ولن تفعل، ومازالت هي تمارس سياسة التحنيس للمعارضين من أجل أن يأتوا للحوار.. فلماذا أنتم تشترطون من مواضع ضعفكم؟!
الحوار المدغمس يتطلب من اأحزاب المتحاورة صراحة و وضوح الروؤية فى وجه من أدمن الأستهبال السياسي خلال الستين سنة الماضية
توضيح مفصل للحقائق، وخارطة طريق واضحة للعمل المعارض تستوعب طروحات نداء السودان وفق رؤية تحرص على أهمية وحدة المعارضة..
عن اي معارضة تتحدث تلك القادرة على تحريك الشارع
معارضة لا تقل عفنا وفسادا عن من شلة العفن الحاكمة
كفى نباحا وغباءا
بكل اسف مثل هذه العقليات هي من تعزز وجود هؤلا على جسد الوطن المحتضر
انتفاضة او القبول بكل الشروط
ابشروا بطول عذاب ايها السودانيون
( إن قوي نداء السودان إن كانت صادقة وجادة في وضع طريق الإنتفاضة الشعبية كخيار ، عليها أن تُجرِب هذا النهج “طريق الإنتفاضة ثم الحوار” …..)
………………………………………………………….
وهو كذلك ……. ولقد آن أوان يتحول مثل هذا الحديث الى عمل جاد ، ولا أخال إلا ان الشارع في انتظار اعلان لحظة الانطلاق … انطلاقاً من دون عودة إلا بعد تنحي النظام او الاستيلاء على السلطة بواسطة الشعب وليس بالقوات المسلحة الحالية التي ليس من المأمل ان يكون لها دور حقيقي في انقاذ البلاد من محن نظام الإنقاذ ….. فهي ـ أي المؤسسة لعسكرية ـ فقد تمّ تديجينها حالها كحال كل مؤسسات الدولة التي تحولت من وطنية الى حزبية …….
الرهان يظل على الشعب السودان لحسم الامر ولا خيار غير ذلك …..