مقالات سياسية

(المحرش ما بكاتل)

يبدو أن جارتنا الشقيقة مصر باتت فريسة الإعلام السطحي الطفولي.. غالبية الصحف المصرية والقنوات الفضائية تحتشد بأخبار تظاهرات دعت لها جماعة الإخوان المسلمين وجماعات إسلامية متضامنة معهم.. التظاهرات التي ترفع المصاحف تحدد لها يوم الجمعة بعد غدٍ..
من السهل جداً فهم دعوة التظاهرات هذه في إطار الحرب النفسية.. لأن الوضع في مصر تحرك في اتجاه لم يعد يقبل بعودة الأخوان المسلمين إلى واجهة العمل السياسي على الأقل في المرحلة الحالية.. وكان ممكناً للإعلام المصري تجاهل هذه التظاهرات تماماً.. والتركيز على التبشير بدولة الاستقرار السياسي والاقتصادي التي بدأت تظهر خلال الفترة القليلة منذ أن تولى المشير السيسي الحكم.. لكن بدلاً من ذلك.. بات الإعلام المصري كله في خضم معركة افتراضية.. وأشبع الشارع المصري بالمخاوف والترهيب حتى قبل أن يطل الموعد المضروب للتظاهرات..
مثل هذا الإعلام ينطبق عليه المثل الشهير (عدو عاقل خير من صديق جاهل..) فهو يهدم أكثر ممّا يبني.. وبالتحديد يهدم جهود حكومة السيسي التي تحاول الخروج من العزلة الدولية واستعادة موقع مصر الرائد في الإقليم والعالم.
في الماضي كان الإعلام المصري الأنموذج الذي يحاول العالم العربي بل وحتى الأفريقي الاقتداء به… وكانت مصر منارة إعلامية تجذب إليها نجوم العرب في كل المجالات.. والصحافة المصرية يقتات منها العقل العربي، وتحتكر أرقام التوزيع الأعلى في غالبية الدول العربية.. لكن الآن يبدو أن الإعلام المصري تاه في خضم الأجندات السياسية المتناقضة.. ولم يعد يتحدث بروح المهنة أو الحرفية التي تعلمها منه في الماضي بقية العرب… وسائط الإعلام المصرية صارت مجرد أبواق رنانة ضاجة في مولد كبير (مولد وصاحبو غايب)- على رأي المثل الشعبي..
والمتضرر الأول هو شعب مصر.. الذي تطلع إلى دولة مستقرة قوية مفتاحية في القارة والعالم العربي.. فإذا به يواجه بإعلام يصور له حرباً في الخيال.. أوهام تطرد الاستثمار، وترفع حواجز الخوف من المستقبل، وتكبت أي تقدم نحو النهضة..
في مصر الآن مشروعات عملاقة.. على رأسها قناة السويس الجديدة.. مشروع يضاعف عدة مرات الموارد التي تدرها قناة السويس ويزيد من قوة مصر وثقلها الدولي بزيادة التجارة العابرة والمصالح الدولية (بما فيها العسكرية) التي تعبر قناة السويس بين ضفتي العالم الشرقي والغربي..
بدلاً من لفت الأنظار إلى مثل هذه المشروعات.. وامتصاص نزوات التوتر والخوف في الشارع المصري.. طفق الإعلام المصري يقرع طبول حرب لم تعد موجودة إلا في خيال من يربطون مصالحهم الخاصة باستمرارها.
مصر الآن مختطفة بإعلام غير راشد.. تغيب عنه بصيرة النظرة الإستراتيجية للمستقبل.. ويغرق في يوميات التكتيك السياسي..

التيار

تعليق واحد

  1. يا سلام عليك خليت السودان وذهبت الي مصر جرحي الاليم من السيسي الذي ضرب بالاخوان عرض الحائط وجنوبا قريبا ب سيسي سوداني ودا المخوفك يا كوز يا عامل فيها ذكي بل راسك ساعة الصفر قريبه اتخارج من السودان لانه قريبا بدون كيزان.

  2. طفق الإعلام المصري يقرع طبول حرب لم تعد موجودة إلا في خيال من يربطون مصالحهم الخاصة باستمرارها.
    ___________________-

    مقالك يا شيخ عثمان .. نصنفه فى باب الرفاهية الإعلامية، حديث الذى يعيش فى دولة تقيم جميع اركان الديمقراطية وتعيش رفاه اجتماعى واعلامى ، هل سمعت بفاقد الشىء؟ كيف يتمكن من العطاء واسداء النصيحة وهو أصلا لا يملك تلك المقومات حتى يعطى منها …

    القول أعلاه ينطبق على جماعة المؤتمر الوطنى، يعلمون لو حدث استقرار ونشأت لدينا ديمقراطية حقيقية ستتوحد القوى السياسية ضدهم وتضعف صوتهم فاستمرار هذا الكدر السياسى فيه مصلحة لهم، وصفائه يضعف وجودهم …

  3. إن دول الاقليم التي تعول على قيادة مصر سواء للشأن الأفريقي أو العربي في المحافل الدولية دول هي نفسها فاشلة ولاتعرف المقادير،،، يمكن للدول الشرق آسيوية مثلا أن تختار اليابان او الصين أو الهند لقيادتها في تحالف آسيوي،،، ويمكن للدول الاوربية أن تختار المانيا او بريطانيا أو فرنسا لقياة تحالف اوربي،، فهذه دول مصنعة ومنتجة ومكتفية ومسلحة تقنيا وإنسانيا وعلميا،، بالله شوف التعب والمال الذي انفقته السعودية حتى تعيد التوازن في المنطقة ودفعته لمصر التي تعتبر نفسها الزعيمة العربية الرائدة للمنطقة استراتيجيا واقتصاديا وعسكريا،، هل يعقل ان يظل العقل الاقليمي يعيش على اكذوبة الخمسينات والستينات بريادة دولة لاقليم يضم دولاً أغنى منها والدولة الرائدة تحتاج للدعم والعون والمعونة في الرغيف،،، اتدرون لماذا نحن متخلفون خاصة في السودان حيث نعطي هذه الدولة اكبر من حجمها مقارنة بحجمنا الجغرافي والاقتصادي والقيمي،، دولة رائدة لاقليم يشكل ثلث العالم وهذا حالها، لذا لا تبكي على حال تابعيها،،، إننا نؤمن بأن هذا السودان حباه الله بأن يكون هو الرائد في المنطقة بارضه وابناءه وخيراته ولكن أبت مجموعة من ابناءه الاغبياء الا أن يهبطوا مصرا ليأكلوا من فومها وعدسها وبصلها مستبدلين الذي هو أدنى بالذي هو خير من تعدد اثني ومناخي وزراعي ومزاجي،،، أضعنا رجلين كانا سيضعان السودان في مساره الصحيح ليكون الدولة رقم واحد في افريقيا (( الاستاذ محمود محمد طه،، والدكتور جون جارانج)) ،، السودان الان يعيش آخر فرصة من عمره اما ينتهزها أو يكون وضيعا ضعيفا كما تريده هذه التي تكتبون عنها ،،، أصحوا يا ناس أصحوأ خلو الغيرة والحسد والتباغض وخلونا نضع هدف نطلق عليه (( الحلم السودانوي)) وبعداك لكل حادثة حديث،،،

  4. عثمان ميرغنى المستلب مصريا يقيم لنا اليوم الاعلام المصرى وينك حينما قال لنا روحوا اشربوا مريسة وحينما رسموا رئيسك رمز سيادتنا عارى المؤخرة قبيل ساعات من زيارتهم باللة عليك هل يوما قيم المصريين الاعلام السودانى عارف لية لانهم يدركوا انكم اقل من النظر اليكم وعلى الاقل اصابوا بهذة

  5. إذا كانت مصر مُختطفة بإعلام غير راشد ، فإن السودان ــ الهارب أنت دوماُ من تناول قضاياه المصيرية ــ مخطوف بواسطة عصابة فاسدة وإعلام أكثر فساداً منها .. مصر فيها حريةوديمقراطية وتنتهج المؤسسية أياً كان منْ يحكمخا اليوم .. تقفز من مآسي الوطن للتحدث عن تظاهرة دعت لها منظمتكم المُتأخونة العالمية ومقرر لها غداً الجمعة يرفعوا فيها المصاحف في تجارة أنتم بارعون فيها لدرجة (قف تأمل) ، لماذا لاتكتب عن شعب الوطن المُتطلع لمسيرة سلمية (واحدة) يكشف عبرها أن نظامك الفاسد لا يسنده ولا يشد من أزره إلاّ حفنة قليلة من الطفيلية همّها وغايتها المُحافظة على مصالحها الشخصية؟ .. هل نضبت أجندة التناول السوداني فلم تجد خلاف بند الهموم الأجنبية؟ .. الكلمة هي شرف الرب وضمير عبده الصالح ، فمتى تكون صالحاً أيهاالميرغني؟!.

  6. عثمان ميرغنى كلما حاول الإفلات من الطبيعه الشموليه لعقليته و تفكيره يكتشف المرء ان هذه العقليه في حصن حصين بعيد عن منال اي توهمات او تخريفات ادعاء الإنتصار لقيم الحريه و الديمقراطيه و الطبع يغلب التطبع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..