الغيرة السياسية لحزب الانقاذ .. !!

نور الدين عثمان

* الانقاذ عندما قامت بانقﻻبها الذي ادخل البﻻد في نفق مظلم حتى اليوم كان بدافع الغيرة السياسية ، ولوﻻ ذلك الانقﻻب المشئوم لكان السودان اليوم من الديمقراطيات التي يشار اليها بالبنان وذلك لتفرد السودان بصفات كثيرة قل ما توجد في دول المنطقة ، ولكن الانقاذ قطعت طريق التطور الطبيعي وارجعتنا للعصور الوسطى مرة اخرى ، وهذه العودة ﻻ تخدم سوى حزب الانقاذ فكريا وسياسيا .. !!

* كانت الاحزاب قد سلكت طريقا سليما بعد انتفاضة الشعب ضد دكتاتورية نميري ، وهذا الطريق لم يكن سهﻻ ولكن كان هو الطريق الصحيح ، والديمقراطية ﻻ تاتي في يوم وليلة وانما بالممارسة والتجارب والفشل والنجاح ، وحينها وقعت كل الاحزاب على ميثاق الدفاع عن الديمقراطية عدا حزب الانقاذ ، وايضا حينها لم يوقع بدافع الغيرة السياسية ، ولعلمهم ان الديمقراطية ليست في صالحهم ، وحتى اليوم هم على قناعة تامة بانهم لن ياتوا عبر صناديق الاقتراع ولن ياتوا عبر ديمقراطية ، لذلك يصرون على المضي قدما نحو ضرب اي توجه نحو الديمقراطية واستقﻻلية الوطن من حكم الحزب الواحد بالقوة .. !!

* حزب الانقاذ يخشى خروج الجماهير الى الشارع ، لذلك يتعامل مع اي احتجاج او تظاهرة بعنف قاسي وبالرصاص الحي والقتل ، حتى لو كان خروجا من اجل مياه الشرب او مطالبة بتحسين الاوضاع ، فهم يعرفون تماما انهم بﻻ جماهير ، ويعرفون تماما ان حشدهم مدفوع الثمن وعضويتهم عضوية مصالح شخصية والدليل مايحدث اليوم في الدولة من تجاوزات ونهب وسرقات وتوزيع للمناصب ، جميعهم يريد فقط ان يستفيد ﻻ قيم هنا وﻻ اخﻻق ، وهم يعرفون تماما ان جماهير الاحزاب المعارضة هي جماهير اصيلة ، وعددها يفوق بعشرات المرات اعداد عضويتهم ، لذلك يخشون خروج هذه الجماهير للشارع ويتعاملون معها بعنف مبالغ فيه ، وكل هذا بدافع الغيرة المدمرة التي تسيطر على عقول قادة حزب الانقاذ ، وهذا الامر يتجلى في سلوكهم السياسي وتصريحاتهم الساخرة والفاظهم غير الائقة تجاه احزاب المعارضة وجماهيرها ، ونحن على يقين لو قدر وخرجت جماهير حزب معارض واحد فقط للشارع ، ولم يتم قتلهم وضربهم لن تصمد الانقاذ ثﻻثة ايام في الحكم ، وفي حالة محاولتها اخراج جماهير للتاييد قطعا لن تجد من يقف ليؤيدها في الشمس الحارقة ، لذلك تتمسك الانقاذ بالعنف وبالحكم وهي على يقين انها لن تحكم مرة اخرى في حالة تنازلها عن الحكم عبر حوار او اتفاق او حتى ضغط جماهيري ، وستسعى باي وسيلة اخﻻقية او غير اخﻻقية لتبقى في الحكم الى الأبد .. !!

مع كل الود

صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. على الرغم من سوء الانقاذ المنقطع النظير لكن التحجج بانو الشعب خايف يمرق عشان القتل والعنف دى عيبه فى حقنا .. يعنى الدول الحوالينا دى ارجل مننا ؟ .. ما مرقوا وماتوا بالالوف !! ده ماعذر لينا ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..