حلاوة الشعب ..تقلق الحكومة ..!

طبعا نحن بحكم إننا شعب متصوف و زاهد في ملذات الأكل والشراب فلا تستهوينا الفواكة مهما كانت رخيصة ..رغم أن حكومتنا توفر لنا كل أنواع النعم بدءا من اللالوب والنبق واللحوم البيضاء والحمراء ولون دمها الخفيف من كافة أنواع المشروبات الغازية وبالحجم العائلي و ليس إنتهاءاً بالتفاح الأمريكي الفاخربعد أن أوقفت ذلك النوع الإيراني الأخضر خشية أن يكون مسموما ..إنتقاما لقطع الوشائج الصفوية الشيعية والإنقاذية السنية .
الآن الإحصائيات الطبية تقول أن إرتفاع نسبة مرضى السكر وسط شعبنا في تنامي مطرد لا يوازيه إلا إرتفاع قيمة جنيهنا مقابل الدولار الحقير ..وذلك أمر يقلق حكومتنا الحنينة التي تخاف أن تصبح في يوم من الأيام ولا تجد شعبا تحكمه غير جماعة الحركة الإسلامية و المؤتمرين إياهما .. فهم على عكس بقية الشعب فاكهتهم ليست السكر ولا يكثرون من إستعماله لآنهم وحسب ثقافة جيوبهم العالية يلجأون للبدائل الأوفر عندهم مثل العنب و الرمان و المنقة في حالة العدم !
لذا فإن الحكومة الآن وجدت فكرة جهنمية صفق لها النوام في صحوتهم المتقطعة .. وهي أن ترفع سعر السكر حتى يحجم الشعب عن شرائه وبالتالي تدراء بصورة مباشرة خطر تزايد مرضى السكر و تحافظ على بقية الشعب الذي يخرج لها دائماً مصفقا ومكبرا وراقصا في مواكب المسئؤلين وهو صحيح البدن والعقل من كل شر لتباهي به حكومتنا بين الدول وتقول أن حلاوته طبيعية مية المية ..ومن ثم ترمي له خلف غبار تلك الزفة بما لذ وطاب من خيرات زمانها الوفيرة !
والحقيقة فإن العتب والحق كله على هذا الشعب الذي يسرف في إستعمال السكر الى درجة أن مصانعه عندنا أكثر من مصانع الدقيق والنسيج مجتمعة لعدم أهمية الأخيرة بعد أن تحقق شعار نأكل مما نزرع و نلبس مما نصنع ..!
طيب الحكومة هل هي التي أمرت شعبها بأن يكيل في كأس الشاي الواحد سبع ملاعق و فنجان الجبنة خمس و ثمان كمشات كبيرة في حلة الكستر و المديدة !
هذا غير إدمان البسبوسة والباسطة لزوم التعبير عن الإنبساط والسعادة التي ستعين لها الرئاسة وزير في تشكيلتها القادمة والرشيقة ضمن المائة وخمسين وزير من إفرازات وإنتاج الحوار الوطني .
طيب من الذي يتحمل الوزر في هذه الحالة الشعب أم مرض السكر المسكين والمفترى عليه .. فليس هو من يتلبس شعبنا وإنما العكس فداء السكر هو المبتلي بنا وله العتبى حتى يرضى !
أما تجار السكر بعد أن يرتفع سعره وتنجح خطة حكومتنا التي قلبها علينا في صرفنا عن معاقرة السكر .. قلنا السُكر بضم السين يا جماعة ما تفهمونا غلط !
فسنقول لهم بالفم المليان ماء .. بلوه في مخازنكم وأشربوه إنتو .. خاصة وأن حكومتنا ستزيد الدعم على الأبري في رمضان ..وكذلك الحلو مر .. لان شعبنا فعلا حلو .. وزمان الإنقاذ بالتأكيد ليس هو المر !
معليش يا سادة ويا أنسات وسيدات يا أنبل قراء وقارئات .. سامحوني أنا اليوم ( ميرود شوية ) ويبدو ان الحمى طلعت في رأس قلمي و صار يخطرف و يهذي .. فليس على المريض حرج !
يا حرمنا المصون .. جيبي فتيل الدواء …لالا مش دا الله يهديك يامرا .. التاني الكبير البخلي الزول ينوم .
جمعة سعيد وعوفيتم إذ عوفي المجد والكرم .

[email][email protected][/email]