الحركة الإسلامية السودانية.. هل (تسلخ) جلدها؟

  تقرير:محمد داؤود  
ظلت القوى السياسية وعلى وجه الخصوص التيارات الإسلامية، تتساءل قبيل رفع العقوبات الاقتصادية وبعدها، عن الثمن الذي دفع مقابلاً للقرار الأمريكي، ويخشى الكثير من الإسلاميين أن يكون هناك تحول أيديولوجي وانجراف يعتري المشروع الذي تنشده الحركة الإسلامية منذ سنين خلت، بعيد التقارب السوداني الأمريكي، وذلك ما ذهب إليه الأمين العام للمؤتمر الشعبي في تصريحات سابقة، عبّر خلالها عن تخوفه من الثمن الذي دفعته الخرطوم لواشنطن حيال رفع العقوبات. 
  وأمس أوردت الزميلة التيار خبراً مفاده أن هناك اتجاهاً لإلغاء أو تأجيل المؤتمر العام للحركة الإسلامية (جناح المؤتمر الوطني)، المزمع قيامه في نوفمبر القادم، وإيقاف تمويل الحركة الإسلامية، وذلك تحت تبرير الإعداد والتنظيم لمرحلة ما بعد رفع العقوبات، وتبعاتها السياسية والاقتصادية.   مراقبون من دوائر الإسلاميين ربطوا بين تأجيل رفع مؤتمر الحركة الإسلامية و(الشروط) غير المعلنة لقرار رفع العقوبات الأمريكية، حتى أن منهم من اعتبرها منتجاً منتهي الصلاحية، لكن منتمين للحركة رأوا أن (نظرية المؤامرة) هي ما يوحي بهكذا زعم، كل ما طرح أمر يخص الحركة الإسلامية.                                                                     
منتهية الصلاحيةالقيادي بالمؤتمر الشعبي الأستاذ أبوبكر عبدالرازق مضى في ذات الطريق الذي استنه الأمين العام لحزبه، ومضى أبعد من ذلك بالقول بأن الحركة الإسلامية عبارة عن لافتة، وأن لها مهاماً معينة رسمت لها منذ العام 2000م، بهدف تنفيذ أجندة معينة وقد انتهت تلك المهام وأن ما بعد رفع العقوبات يتطلب تضحيات قد تصيب (عضم) الحركة الإسلامية.وأوضح عبدالرازق أن الحركة الإسلامية أصبحت (منتج منتهي الصلاحية)، مشيراً إلى انتهاء المهام التي من أجلها أنشئت الحركة الإسلامية.      
   وقال أبوبكر في تصرحي لـ(آخر لحظة)، إن قيام الحركة الإسلامية كان لمواجهة الدكتور الترابي وخوفاً من أن يسمي الترابي حزبه باسمها، وخوفاً من تقبل الشعب السوداني للترابي وأفكاره، مشيراً إلى أن تأجيل مؤتمر الحركة الإسلامية يدل على خطوة لإنهاء الحركة وتصفيتها بعد أن انتهت مهمتها كسند للمؤتمر الوطني، قائلاً (الحركة الإسلامية ماتت ورفع العزاء بانتهاء مراسم الدفن)احتمالاتوعلى النقيض من حديث أبوبكر فإن المحلل السياسي الأستاذ النور الوسيلة، يذهب بالقول بأن الحركة الإسلامية لا يمكن أن يتم حلها بشكل نهائي، مشيراً إلى أن هناك تغييرات كبيرة ستطرأ على تكوين الحركة الإسلامية، وجرحاً وتعديلاً في مشروعها ليواكب التغييرات والمستجدات المحلية والإقليمية والعالمية، منبهاً خلال حديثه لـ(آخر لحظة)، إلى وجود تأثير كبير من قبل القوى العالمية على الجماعات الإسلامية عموماً، لافتاً إلى أن ذلك لن يكون بأي حال من الأحوال، باعثاً لتصفية الحركة الإسلامية.وعن تأجيل المؤتمر العام للحركة الإسلامية فإن النور يرى أن التأجيل أمر طبيعي لمقتضيات جلها خفي وبعضها معلوم، من بينها انشغال الحركة بعدد من الملفات المهمة التي تمثل تحديات المرحلة المقبلة لضمان الاستمرارية في ظل تصاعد معطيات الساحة السياسية والفكرية، وكيفية استيعاب الرؤى المخالفة التي تضمنها مشروع الحوار الوطني.وقال النور إن رفع العقوبات الأمريكية عن السودان بلا شك، له مقابل لا أحد يعلم به سوى الأطراف التي قادت التفاوض مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الثمن ظاهره نجاح الخرطوم في امتحان واشنطن في المسارات الخمسة، والمصالح الثنائية التي تربط الدولتين، متخوفاً من ثمن فكري تدفعه الخرطوم لواشنطن.وأوضح النور أن زوال الحركة الإسلامية أمر مستبعد، قبل أن يعود بالقول باحتمالية تفكيك مصطلح الحركة الإسلامية عبر برنامج المنظومة الخالفة، وأرجع ذلك لارتباط الكيانات المقرونة باسم إسلامي بخلفية الإرهاب لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذي عده النور مدخلاً لحداثوية الحركة الإسلامية وفقاً لمتطبات المجتمع الدولي في المرحلة المقبلة، خاتماً حديثه بالقول إن الحركة الإسلامية تراجع نفسها بعد سقوط الإخوان المسلمين في مصر وإعدام قياداتهم التاريخية.    
آخر لحظة.

تعليق واحد

  1. من صالح الجميع نشر مثل هذه المقالات لخداع الاعداء و من يتربص بالدولة الاسلامية الخدراء و حركتها .
    فتهرع القروض و المنح المجانية الدولية للسودان و تكسب الحركة الاسلامية الغبشاء جولة اخرى للمعركة كما خدعتهم ابان انقلابها ثم المفاصلة و الحوار الوطنى و غيره .

  2. من صالح الجميع نشر مثل هذه المقالات لخداع الاعداء و من يتربص بالدولة الاسلامية الخدراء و حركتها .
    فتهرع القروض و المنح المجانية الدولية للسودان و تكسب الحركة الاسلامية الغبشاء جولة اخرى للمعركة كما خدعتهم ابان انقلابها ثم المفاصلة و الحوار الوطنى و غيره .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..