الإرهاب والكباب

ثمة امور متشابهات لدي الخرطوم ازاء القرارات الامريكية الخاصة بالعقوبات ، بالامس استنكر السودان الورود في قائمة من ست دول مسلمة يحظر دخول مواطنينها الأراضي الأمريكية، وذلك بعد أن وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نسخة جديدة معدلة من مرسومه الخاص بالهجرة الذي أثار جدلا كبيرا في الولايات المتحدة والعالم

وعبرت الخارجية السودانية في بيان عن “استيائها وأسفها البالغ للأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأمريكي، دعونا نقرأ القرار والاستياء والاستنكار في سياق موضوعي بعيدا عن أسف القوم ولغطهم فإستياء الخارجية للقرار الذي نسبته لترامب فيه خطل ودبلوماسية تخصهم كحالة شاذة و يفترض ان تنسبه للحكومة الامريكية، وللخرطوم العزر في قراءاتها الخاطئة وهي التي تحتكم للعقلية الأحادية أو بالأحرى ـ المزاجيةـ بعيداً عن الدولة كمنظومة متعارف عليها بمؤسساتها و صناع قرارها، ومؤسسية لا تغادر كبيرة ولا صغيرة، والفرق هنا ان القرار الامريكي يمر عبر مؤسسات ومستشارين وكونقرس ليخرج الى من يهمه الأمر في تمام ملامحه القانونية واللغوية والدبلوماسية، ولو ان القوم حين هللوا وكبروا لقرار رفع العقوبات الامريكية في حسبانهم بانه مسك ختام اوباما واحتفالا بميلاد حقبة امريكية جديدة يقودها ترامب لاسقط في يدهم و(بقراتهم بحَّرن) وانطبق عليهم ـ ( فراق الطريفي لنوقه) ورب قائل (ديل من يومهم طاشين) لنقول عل الذكرى تنفعهم .. فما الذي يجعل من رفع العقوبات قرار غير منقوص في نظر القوم بينما منتقص هو إعادتهم لمربع الدول الراعية للارهاب .. ويبدو انهم لم يفكوا خط القرارات الدولية كما لم يجروا تفكيكاً لدالة الإرهاب وقد حصروها في ماعون الدين و(الفي بطنو حرقص براهو بيرقص) وهم الراقصون بلا حُرقص أو مُرقص، فالإرهاب لغةً ـ مشتقه من كلمة رهب بمعنى خاف، ورهب الشيء ـ أخافه، وارهب القوم خوَّفهم أما في الإصطلاح فإن هذه الكلمة أصلها لاتينيTERROR اللغتين الإنجليزية إرهاب ـ لم يكن سوى قبل قرنين Terrorism لكن ظهور الإرهاب كتغيير كتغييروممارسة
ويمكن تلخيصه في (كل عنف خطير ضد الحياة أو السلامة الجسدية أو حرية الأشخاص) وبعيدا عن مفهوم القوم قريبا من اللغة والاصطلاح نجد بان معظم ان لم نقل كل سياسات وممارسات النظام القائم فيها ارهاب وقمع للمواطن نجملها في تقييد حركة الناشطين السياسيين وبمنظمات المجتمع المدني وتقييد الحريات بمنع الندوات والمخاطبات الجماهيرية والارهاب الفكري باشكاله والتمييز ضد النساء وحجب الخدمات عن المواطن رغم تحصيل رسومها المستمر.. الى آخر سلسلة الإنتهاكات فمن عجب ان يحصر القوم الإرهاب في ضيق أفقهم او كما عبرت عنه الخارجية على لسان المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية السودانية قريب الله الخضر بأن السودان أظهر خلال الأشهر الماضية قدراً عالياً من الجدية والمصداقية، عبر مداولات خطة المسارات الخمسة، مؤكدا بأن الإرهاب ليس مرتبطاً بدين محدد أو عرق معين وتحتاج محاربته لتعاون الجميع وليس وضع الحواجز والقيود.
، اما ما تواضع عليه القوم بالإرهاب كإصطلاح عالمي في تناميه مع حلول القرن العشرين كان قد تغير من سلطة الإرهاب إلى نظام إرهاب.
أي من وسيلة تعتمد عليها السلطة لتدعيم قواعدها كما هو الحال عند قيام الولايات المتحدة الأمريكية، أو وسيلة لتحقيق أهداف قد تكون نبيلة ، و نجدهم والغون فيه كاصطلاح حديث وما ظهر منه بـ(شقة اركويت) هو قليل من كثير يدثره جبل الجليد، اما ما علق بهم فهم غير مبرأين منه وقد تداعت عليهم فلول الفارين من بطش أنظمتهم العربية و فرار افريقي من حروبات وأوضاع مزرية ببلادهم فرار حٌمرٍ مستنفرة فرَّت من قسورة ، وبما ان العيش كافر بين ظهراني القوم كان خيارا على من إستجار بهم ـ عرب/أفارقة ـ البحث عن سُبل العيش تزويراً أم إرهاباً أو سواه، ببلاد أحالها غياب الدولة الى مقلب كبير لفائض العالم البشري، وهنا مربط القرار الذي يحاكم أو يكافح ـ الجريمةـ كونها ـ إرهاب جملةً ـ غض النظر عن نواياه سياسية كانت أم (حقانية) بإعتبار المسرح / نقطة الإنطلاقة ـ سَيِّد الأدلة ولا يمكن بحال إعفاء الدولة الغائبة من الإيواء أو تخفيف العقوبة، فكلاهما إرهاب وليس ـ كباب ـ وهو ما يبرره القوم ـ غض النظر عن توفر حسن النوايا أو العكس وهوذا القرار الذي أنتم فيه مختلفون
..خارجيتي .. المخرجين.. ساستي.

يقول الخضرـ لسان الخارجية ـ وليس ـ ما ورد في الأثرـ..يقول مضيفا نجدد إلتزام السودان بالمضي في عملية الحوار الثنائي بين البلدين، وصلاً إلى التطبيع الكامل بما يحقق المصالح العليا لشعبيهما?

وفي القول إنبطاحة جلية بينونتها.. فلعل القوم تعلموا الحكمة من رأس الذئب الطائر.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..