مقالات سياسية

إرفع رأسك أنت طبقة عاملة

سجل الطبقة العاملة السودانية حافل بالنضال،ضد المستعمر في البداية،حتي نالت حقها في التنظيم وتكوين هيئة شؤون العمال،ثم الإتحاد العام لنقابات العمال،وضد الديكتاتوريات بعد الإستقلال،حيث كانت إضرابات العمال ومظاهراتهم هي الحاسمة في أكتوبر 1964،وأبريل 1985.
وجنباً إلي جنب مع النضال السياسي،زلزل العمال الأرض تحت أقدام من حاولوا هضم حقوقهم،وسرقة عرقهم وجهدهم،فانتزعوا مطالبهم المشروعة في الأجور وتحديد ساعات العمل،والإجازات،والتفرغ النقابي،وغيرها من مكاسب ما كان يمكن للنظم الرجعية والبرجوازية التي حكمت بلادنا أن تمنحها لهم لولا نضال العمال المثابر،عبر نقاباتهم الصلبة،التي كان على رأسها مناضلون كتبوا بدمائهم التاريخ المشرف للطبقة العاملة.
وكم دخل قادة العمال السجون،وكم صعدوا للمشانق،وهم يهتفون عاش نضال الطبقة العاملة،وكم امتلأت المعتقلات بالعمال من كل بقاع السودان،لكن الجماهير ظلت دوماً قادرة على خلع أبواب السجون،ثم خلع الديكتاتورية نفسها.
وفي الجانب الآخر،صعد إلي سدة النقابات العمالية في ليالي البطش والقهر العسكري،إنتهازيون ونفعيون،جلبتهم الانظمة الديكتاتورية خصيصاً لكسر شوكة العمال،ففعلوا ما فعلوا لإرضاء أسيادهم،وترقوا في المناصب السياسية والامنية مكافأة لهم،كانوا ذات مرة أعضاء في الإتحاد الإشتراكي،ثم انقلبوا لأعضاء في المؤتمر الوطني،يحترفون تزوير الإنتخابات العمالية،وماهرون في هندسة قوائم الفصل للصالح العام،وأكلوا من الاموال ما أكلوا،وباسم العمال أسسوا البنوك،والشركات،فصاروا من أصحاب الاعمال،وخرجوا من زمرة العمال.
في الوقت الراهن يعلق قانون العمل في رف(السدنة)،وقانون النقابات يوضع في تلاجة ديب فريزر،ويوم العمل صار 12 ساعة بدلاً عن(8)،وعطلة السبت الرسمية،ليست عطلة للعامل بل يوم عمل عادي،والأجور في حد الكفاف،ومن يطالب بالزيادة يفصل،ومن يطالب بالنقابة يفصل،ومن رشحه العمال للنقابة وهو ليس سادن ينقل من مكان عمله او يفصل،ومن يطالب ببدل وجبة يطرد للشارع،ومن كانت وظيفته تتطلب شرب اللبن أثناء العمل،عليه أن يشرب اللبن من غنماية(حبوبته)عندما يفصل.
وكلما زادت الأسعار بنسبة 100%،كلما قال السدنة للعمال انتظروا منحة(الرئيس)،والبالغة 100 جنيه،يسمونها منحة الرئيس وهي مال الشعب،الذي يسطو السدنة والحرامية على 90% منه،ثم يقولون للعامل انتظر الزيادة،ريثما تتحسن الأوضاع المالية للحكومة.
ولسوء حظ الرأسمالية،التي ترتجف خوفاً من العمال،أنها لا تستطيع التخلي عنهم كون أن فائض القيمة لا يأتيها إلا من سواعد العمال،وأن الماكينة الرأسمالية لا يحركها إلا العامل الذي ليس لديه إلا قوة عمله ليبيعها لقاء أجر لا يكفي حتي ضروريات الحياة.
ولأن الحال في بلادنا يمضي على النهج الرأسمالي،فإن زيادة الأجور لا مكان لها من الإعراب في خطط الحكومة الإقتصادية،وتحسين ظروف العمل يبقي حلماً بعيد المنال،والنقابات تبقي إسماً بلا مسمي،واتحاد العمال هو إتحاد أصحاب الأعمال.
ويتوهم السدنة أن الطبقة العاملة السودانية قد قضي عليها،وأنها باتت كالحمل الوديع أمام قطيع الذئاب،إلا أنها ستنطلق كالمارد وهي طليعة التغيير،وستكذب ظنون أتباع الرأسمالية في كل حين،وستنتصر للشعب لأنها الوحيدة المؤهلة لمحو الإستغلال من على وجه الكرة الأرضية.
عاش نضال الطبقة العاملة،عاش نضال أحزابها ومؤيديها في جميع أنحاء العالم،وكل أول مايو وأنتم بخير

كمال كرار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ” عاش نضال الطبقة العاملة،عاش نضال أحزابها ومؤيديها في جميع أنحاء العالم،وكل أول مايو وأنتم بخير”
    و عاش السودان حراً ابياً من غير تجار الدين..

    سلمت يا ابن كرار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..