الصاحب في السفر

تلطف السمؤال خلف الله بدعوتي إلى “سيرة” من الفنانين والشعراء أول أمس السبت إلى دار الشاعر الوزير عبد الباسط سبدرات بجبل الأولياء. وكانت السيرة محض زمالة في طريق الابداع الوعر. وتجلت هذه الروح حين غشونا دار الفنان القلع بالكلاكلة نطعم من كرامة في مناسبة مولود حفيدته الأولى. وخرجنا من الديوان من الوليمة إلى البص بأماديح نبوية لصيدحين هما معتز السني و علي البصيري. ولن أنسى الفرح الذي غمر نساء البيت. فأندى المديح المباغت الوجوه، فزغردن، وحملن المولودة للمشهد تصغي إلى الصوت القديم وما يزال طلباً للبركة.
جلست في رحلتيّ البص جاراً للكابتن شيخ الدين محمد عبد الله. وبالطبع عرفته سمعاً وقيض الله لي الاجتماع به في هذا الظرف الإستثنائي. وللرجل حيوية وانشغال لم تخفت بالعمر. وليس غريباً أن يكون التعلق بالسماء مهنته. وعرفت منه لأول مرة كيف صار دعاء السفر سنة في خطوطنا الجوية. وكنت سمعته أول مرة في رحلة بالإيرباص في منتصف السبعينات وبدا لي وكأنه “شغل” علاقات عامة لا حقيقة له في خدمة الطيران ذاتها. فبعد ساعة من الرحلة لم يعد دخول حمامات الطائرة إلا خوضاً. ورايت المضيفات اللائي تلون علينا الدعاء مضربات عن تهوين السفر على الركاب بوقايتهم من “وعثاء السفر وكآبة المنظر”.
ردني كابتن شيخ الدين من تضييق الواسع بحكايته مع دعاء السفر بفصل سحر الدعاء عن كساد الخدمة. فقد كان هو أول من أذاعه على الطائرة السودانية بين استنكار زملائه. ولم يدفعه إلى ذلك كونه إسلامياً إنتمى لتنظيم الأخوان المسلمين في المدرسة الإبتدائية بل عاطفة أخرى. فقال إنه كان يطير بالحجاج وهم مسافرين طارئين على الجو وكبار في السن. ولاحظ أنه متى أزت الطائرة تداعى سائرهم بالدعاء بالسلامة للأولياء: يا ود حسونة، يا أب شره، يا الجعلي، يا المكاشفي رئيس القوم، يا ود بدر وهكذا. فخطر له أن يوحد هذه الولاءات المتضاربة في ولاء السنة الشامل. فاذاع عليهم دعاء السفر: ” الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر . . . “. ولما فرغ منه أسرعت المضيفات إلية يحملن له نبأ السكينة التي أخذت بمجامع قلوب الركاب. فصمتوا وكأن على رؤوسهم الطير للكلم الطيب هونت عليهم سفرهم وطوت بعده. ولما علم الكابتن وقع الدعاء على من هم في ذمته في الكابينة لم يعد يحفل بمعارضة زملائه ممن ظنوا حسب الكابتن أن يقول: كابتن فلان يحييكم . . . سنطير على ارتفاع كذا وسنبلغ كذا في الساعة كذا” هكذا حافة. فنقاده نظروا للمركبة الحديثة المحايدة ثقافياً في أحسن تقدير وغاب عنهم الرَكْبَ بوجدانه العتيق.
وكان دعاء السفر سبباً لعلاقة مهنية شخصية بين الكابتن، الإسلامي المعارض، والرئيس نميري. فقرأ الدعاء مرة بطائرة الرئيس فصار بعدها كابتنه المكلف. وتلك قصة أخرى.

تعليق واحد

  1. صفوف البنزين والغلاء الفاحش ومعاناة البشر
    تسود الوطن
    وانت مع دعاء السفر وسبدرات والقلع
    بؤس المثقف الغافل

  2. جعل الإسلاميون دعاء السفر سنة على الخطوط السودانية وهوت هي الى الحضيض بفعائلهم الدنيئة، يا دكتور عبد الله ما تشكر الأخوان في الخريف بلا شيخ الدين بلا زفت الطين كلهم ملة واحدة أمسكوا بقشور الدين وتركوا مباصرة حاجات الناس حتى صار السودان الى ما صار إليه بغلظتهم وشدتهم على شعب السودان الكريم، نهبوا خيراته مع الأرزقية وحارقي البخور أمثال سبدرات ومن لف لفه.

  3. بروف عبد الله
    خالص تحياتي
    كنت ولازلت وساظل مؤمنا بأن الخروج من المازق السوداني هو بتكثيف الوعي ودفع مراكب الفكر والتفكير المنطقي والسليم لتسير للمبتغى الاسمى زهوو النهوض بامتنا الي حيث نرنو. وحسب راي ان تخليص العقل يكون بالناي عنه بمثل فعل كابتن شيخ الدين من اشباع العقل بنصوص تكرس لا للدين بل لتيار ديني بعينه وانت يا بروف ادرى الناس بهذا.

  4. اهي دي اخرتها ؟
    قعدات مع سبدرات المنحط وونسات مع الكيزان شيخ الدين واكل سماياتهم كمان
    اهي دي اخرتها ؟

  5. إنحدار غريب من مؤتمر الحوار الأول إنتهاء بلمة سماية ومداح! ناس غيرك بدأوا بشيل الأباريق وإنتهوا مساعدي رئيس. في كل عام ترذلون

  6. عندما يحسن احد.. غض النظر عن موقعه الحزبي / الايدلوجي / السياسي / يجب ان نقول له احسنت . انا اختلف مع تنظيم وفكر الكابتن شيخ الدين كل الاختلاف لكنه سن سنة حسنة انا شخصيا سعيد بها غاية السعادة وارجو ان تكون في ميزان حسانته

  7. يا دنيا عليك السلام ?من كنا نعتبرهم من احسن ناس السودان عامة وهم من ادب واخلاق وسيرة وطنية سره? وللأسف ان رجال امثال عبدالله علي ابراهيم والصحفي الاديب محمد خير هم الان رواد دائمون علي موائد اللئام ? ابك يا وطني الحبيب

  8. صفوف البنزين والغلاء الفاحش ومعاناة البشر
    تسود الوطن
    وانت مع دعاء السفر وسبدرات والقلع
    بؤس المثقف الغافل

  9. جعل الإسلاميون دعاء السفر سنة على الخطوط السودانية وهوت هي الى الحضيض بفعائلهم الدنيئة، يا دكتور عبد الله ما تشكر الأخوان في الخريف بلا شيخ الدين بلا زفت الطين كلهم ملة واحدة أمسكوا بقشور الدين وتركوا مباصرة حاجات الناس حتى صار السودان الى ما صار إليه بغلظتهم وشدتهم على شعب السودان الكريم، نهبوا خيراته مع الأرزقية وحارقي البخور أمثال سبدرات ومن لف لفه.

  10. بروف عبد الله
    خالص تحياتي
    كنت ولازلت وساظل مؤمنا بأن الخروج من المازق السوداني هو بتكثيف الوعي ودفع مراكب الفكر والتفكير المنطقي والسليم لتسير للمبتغى الاسمى زهوو النهوض بامتنا الي حيث نرنو. وحسب راي ان تخليص العقل يكون بالناي عنه بمثل فعل كابتن شيخ الدين من اشباع العقل بنصوص تكرس لا للدين بل لتيار ديني بعينه وانت يا بروف ادرى الناس بهذا.

  11. اهي دي اخرتها ؟
    قعدات مع سبدرات المنحط وونسات مع الكيزان شيخ الدين واكل سماياتهم كمان
    اهي دي اخرتها ؟

  12. إنحدار غريب من مؤتمر الحوار الأول إنتهاء بلمة سماية ومداح! ناس غيرك بدأوا بشيل الأباريق وإنتهوا مساعدي رئيس. في كل عام ترذلون

  13. عندما يحسن احد.. غض النظر عن موقعه الحزبي / الايدلوجي / السياسي / يجب ان نقول له احسنت . انا اختلف مع تنظيم وفكر الكابتن شيخ الدين كل الاختلاف لكنه سن سنة حسنة انا شخصيا سعيد بها غاية السعادة وارجو ان تكون في ميزان حسانته

  14. يا دنيا عليك السلام ?من كنا نعتبرهم من احسن ناس السودان عامة وهم من ادب واخلاق وسيرة وطنية سره? وللأسف ان رجال امثال عبدالله علي ابراهيم والصحفي الاديب محمد خير هم الان رواد دائمون علي موائد اللئام ? ابك يا وطني الحبيب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..