العنصرية

ذلك النعت الذي أبغضه. كثير من رمى بسهام ذلك النعت في وجه الآخرين وكأن في ذلك تنفيس لكربِ و إسقاطاً لغبن

ذكرنا سابقا أن هناك تمايز طبقي وتهميش وتحيز عنصري ولكن لا يمكن أن يطلق على ممعظم الشعب ممارسة التعنصر والعنصرية

كثيرُ من من يستعملون هذا المصطلح نجدهم أنفسهم غارقين في ممارسة هذا السلوك المشين
إن القبلية والتعنصر القبلى بالوضع الذي نراه في السودان هو النموذج الأسواء للعنصرية على مدي الأزمان. كيف لا وهاهي تبرز ممارساتها من قتل وإبادة للآخر و إنتقام. ومنها كذلك الإقصاء ومحاولة فرض السيادة والتهجم على الممتلكات والتهكم والتسلط والتجبر على الآخر ومحاولات الإخضاع القسري

هذه الممارسات الشنيعة ومن حيث ما برزت من القبلية او من القبائل التي تناصر الحكومة هي أساس المصائب و الضلال والطريق المظلم الذي لا نور في آخره.

لقد أفصح الكثيرون غيري من الكتاب عن بطش حكومة المركز وجرائمه الشنيعة. إلا أنه تم إغفال جانب القبلية التي أضحت كارثة كبري هي الأخرى تهوي بنا في الأوحال والظلمات

إن التنظيمات القبلية القائمة الآن والمتمددة ومن يعكف على تطورها هي في الواقع عقبة كبيرة تحدُ من أي تقدم. إنها ببساطة ترجعنا للعصور السابقة من الزمن.

إن فك طلاسم متاهة الصراعات القائمة في وطننا الحبيب يبدأ عندما نشرع في تفكك التعنصر القبلي الذي لا يزيد إلا تقوقعا وإنكفاءا ويعيق الإنطلاق والتحرر من القيود والتي تحد من الإندماج مع الآخرين بصورة طبيعية

ضرورة الإنعتاق من المفهوم الجمعي الذي يصوّر الآخر كعدو متربص إلى مفهوم أكثر مرونة في التعايش مع الآخر والتفاعل الإيجابي والمشاركة المتوازنة بالسبل الكفيلة لجلب نفع أكبر.

إن تقدم الدول وتطور المجتمعات رهين بتطور الفكر والأفعال فإن كانت هذه الأفعال تدفع بنا الى الأمام تقدمنا وإن كانت رجعية تسير بنا إلى الوراء تقهقرنا.

إن فشل الحكومة والحكومات السابقة فى التنمية المتوازنة وإهمال التعليم والتهميش للكثير من المناطق لهو تفريضٌ بائن ، ظلمٌ وقصور وإجحاف لا جدال في ذلك.

إن المعالجات للخطأ من الأوضاع تتم عبر توسيع قاعدة المناصرة والمساندة والإنفتاح وكسب الآخرين بتفهمهم لكبرى المعضلات وبهدف تكوين وزيادة الجهات الفاعلة الضاغضة الرافضة لأي ظلم بالشكل السلمي الحضاري خصوصا من داخل الوطن. ولذلك أهمية كبرى لأن الوطن هو من يُخرِج زعماء ومسؤلي المستقبل

أن ذمّ الآخر وإتهامه والتعنصر ضده اوحشد القوى لحربِه إنما هو ضرب من الحمق وترجمة غير رشيدة للإنفعال الناتج من تراكم شحنات الإحساس بالظلم والغبن

إن على كل الأطراف الاكتراث من الآن وصاعدا لمهددات السلم والسلام في المجتمع

ليس بالأمر اليسير التخلي عن مفهوم القبيلة لحماية الأفراد ولكن متطلبات الحكمة والعصر والإندماج والتطور ومنع تجدد الإشتباكات تجعله ضرورة ملحة.

نحن ندعو للعيش كمجتمع واحد فلا يعقل أن أدّعي أنني مع الجماعة وفي وسطهم ولكن في ذات الوقت أبغضهم و أزمهم.. وأتحد مع قبيلتي ضدهم!!!

مرحبا بالقبيلة ودورها الإجتماعي الراقي الهادف الذي يدعواللتواد والتعارف والتسامح ولكن ليس للتحزب العرقي أو العنصري أو السياسي

الآن وفي هذا الزمان فأن قيمة الفرد ليست في قوةَ أو كِبر قبيلته وإنما في حسن صنيعهُ ونفعه لنفسه ومجتمعه قال الله تعالى
(يأ أيها الناسُ إنا خلقناكْم من ذكَرٍ وأنثَى وجَعلناكُم شُعُوبا وقبائل لِتعارفوا إن أكرمَكُم عِند اللهِ أتقاكُم)
صدق الله العظيم

خالد حسن

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مقال جميل وموضوعي وهادف ،، ليتك تطرقت للدور السالب والمدمر الذي تقوم به فرق النكات وأراجيزها

  2. البلد بقت ملك القبيلتين تخطينا مرحلة العنصريه . وممكن شويه يغيرو الاسم بدل السودان يكون شي تاني ..

  3. إن على كل الأطراف الاكتراث من الآن وصاعدا لمهددات السلم والسلام في المجتمع. too late hero. The situation is too bad too bad too deformed to be reformed.
    (يأ أيها الناسُ إنا خلقناكْم من ذكَرٍ وأنثَى وجَعلناكُم شُعُوبا وقبائل لِتعارفوا إن أكرمَكُم عِند اللهِ أتقاكُم). نعم بكلام الله لكن كلام الله فى البلد دى فى وادى و الناس فى وادى آخر . و لا مش كده ياعزيزتى ؟ كونى شجاعه و قولى الحق

  4. وماذا عن العنصرية التي تغذيها عقد النقص ؟؟ عنصرية من يملك كل شئ ضد من لا يملك شيئ لإعتقاد الأول أن الثاني أحط منه عرقاً .. مثلاً عندما تسمع أحد أفراد القبائل التي تعتقد بعروبتها يقول لنوباوي في ايامنا هذه “يا عبد” .. ربما في لحظة غضب .. وعندما تتهمه بالعنصرية ينكر ذلك بإصرار عجيب لا ينم إلا عن عقدة ما .. بل قد يسارع يائساً إلى توجيه تلك التهمة إلى من كان قد وصفه هو لتوه بالعبد ..

    أليس إنكار ممارسة العنصرية من أحد مارسه فعلاً ضد أحدهم هي عنصرية في حد ذاتها ؟؟ ماذا عن إجتهاد بعض السودانيين للإخفاء الوقائع المتعلقة بممارسة الرق من بعض السودانيين إما بالسكوت عنها أو الإجتهاد في الدفع به بعيداً .. أو التحدث تسويفاً بأن ممارسة الرق كان أسوأ عند الرجل الأبيض ؟؟ .. تسويفاً لأن الكلام يدور حول ممارسته هو الرق لا الرجل الأبيض .. والرق في كل الأحوال هو أحد الشرور التي ظل يقترفها الإنسان ضد أخيه الإنسان ضمن وعي حيواني لا يمت إلى الآدمية بصلة..

    المحصلة النهائية هي أن كل قبائل الشعب السوداني خصوصاً من هم في الوسط (أراضي مملكتي علوة والمقرة النوبيتين في العصور الوسطى) تجري في عروقهم الدم الزنجي وخصوصاً دماء النوبة الحاليين في جبال النوبة فضلاً عن دماء أعراق أخرى قد تكون عربية أو تركية ألخ ألخ .. وتعمّد إنكار هذا إما صراحة أو بالسكوت عنه رغبة في إبعاده وتغييب وعيهم ووعي الغير عنه والإصرار على إظهار الجانب العروبي فحسب في سمات هويتهم إنما هو محض هذيان يغذي عقدة النقص المتأصلة في سكان وسط السودان الذين هم موضع النواة من الظاهرة السودانوية التي تجمع ما بين الدماء السودانية ولا تفرق بينها ..

    والعروبة منكورة على عرب السودان من قبل الأقحاح في الجزيرة العربية وفي كل مكان بل ومن وغير الأقحاح حتى!! ولم يتبين هذا لعرب السودان إلا عندما صارت الهجرة إلى أرض الله الواسعة والعيش بين الشعوب الأخرى متاحاً بشكل أوسع منذ سبعينيات القرن الماضي.

    وما يدعو إلى التعجب والإستغراب أن مثقفي السودان سواء من العرب أو غير العرب لا يتكلمون عن هذا أو مسائل كالرق في معرض إنتاجهم العلمي أو الأدبي أو الثقافي المعاصر !! ولو حاولت مسح هذا في كتابات السودانيين لن تحصي أكثر من كتاب أو كتابين جادين .. وحتى في البحوث العلمية لا توجد مصادر حديثة إلا ما كتبه العلماء الأوربيين والأمريكان !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..