أخبار السودان

إشراقة سيد: لست فوضوية وأمارس حقي القانوني والدستوري تحت قبة البرلمان

  • وصفتها الصحافة بالمثيرة للجدل عقب خلافها الحزبي الشهير مع د. أحمد بلال، ومداخلاتها الساخنة في البرلمان، والتي جعلت من رئيس البرلمان يصفها بـ(الفوضوية) .. النائبة البرلمانية ورئيس تيار مشروع الإصلاح والتغيير بالحزب الاتحادي الديمقراطي (المسجل) إشراقة سيد محمود ما بين ممارسة السياسية المثيرة للجدل والفوضية، تضع النقاط علي الحروف على الكثير من الأسئلة المتعلقة بالمشهد السياسي الراهن وكانت باسم الحزب من مكوني الجبهة الوطنية للتغيير

حوار: عيسى جديد

  • رئيس البرلمان وصفك بـ(الفوضوية) كيف تفسرين هذه التهمة التي قيلت لك تحت قبة البرلمان؟

  • أولاً رئيس البرلمان قدم اعتذاراً عقب الجلسة عن هذا الحديث، ونحن قبلنا هذا الاعتذار، وطالما أنه اعتذار واضح أنه قالها في لحظات عدم سيطرة على النفس، ولكن أنا أعتقد أنني مارست حقي القانوني الدستوري والطبيعي، خاصة فى ظل أنني لم يتم منحي فرصة، رغم ان هنالك عدداً كبيراً من أعضاء المجلس الوطني يمنحون فرصة تزيد عن ساعتين في قضية تهم كل البلد، وتم ذكر مدينة عطبرة تحديداً في تقرير لوزير الداخلية، والعرف السائد أن الدائرة التي يرد اسمها في أي تقرير، أن يمنح نائبها فرصة للرد، وهذا ما لم يحدث، لأنه هو الذى يمثل أهل الدائرة ويمثل صوتهم، وهو الأقرب للواقع، واندهشت لأنني لم أمنح فرصة، ولأن إحساسي بأن مدينة عطبرة تحتم علي أن أقف وأصر والتمس الفرصة، وبعدها حدث ما حدث
  • البعض يقول إن إشراقة تترصد الوزير أحمد، وبالتالي تقتنص الفرصة وتلتقط القفاز لتهاجمه، وذلك في إطار المناكفة السياسية وبسبب الخلاف الذى بينكم؟

  • خلافي مع أحمد بلال في الحزب لما يزيد عن الأربع سنوات، وفي هذه الفترة ظل هو وزيراً، وقدم مئات التقارير داخل المجلس الوطني، ولم يحدث أن انتقدته في تقرير، وما حدث هو رد علي تقرير ورد فيه اسم دائرتي، وهو لأحداث كبيرة، وأنا جزء من هذا الشعب وأمثل دائرة، كان من الواجب أن أرد علي ما ورد عنها، وهي أحداث يشارك فيها حزبي.
  • إذاً كيف تفسرين هجوم بعض نائبات المؤتمر الوطني عليك عقب اتلك الجلسة بالبرلمان؟

  • والله هذه سابقة مؤسفة فى تاريخ البرلمان السوداني، لأن أعراف البرلمان أيضاً تحتم احترام الرأي الآخر، وعدم التعرض للنائب داخل البرلمان بعنف لفظي أو إرهاب أو تهديد لمجرد أنك قد قلت رأياً لا يتفق مع الآخرين، وأكرر هذه سابقة مؤسفة ومحزنة للدرجة التي وصلنا إليها، ولكن أنا أعزي ذلك إلى أن الحالة التي وصل لها المؤتمر الوطني إلى الطغيان والتجبر، أوصلت اعضاءها لأن يمارسوا الطغيان والتجبر على نائب برلماني قدم رؤية.
  • إذا ما هي ردة فعلك على هذا الهجوم الذي وصفتيه بالمؤسف من قبل بعض البرلمانيات عليك؟

    أنا قدمت شكوى بما حدث وأودعتها المجلس الوطني، وأبديت فيها دهشتي واستغرابي عن هذا السلوك المؤسف، وتم استلام الشكوى وفي انتظار الرد عليها
  • الجبهة الوطنية للتغيير بعد المؤتمر الصحفي الذي عُقد، وتقديم وثيقة للحل السياسي يظل السؤال ثم ماذا بعد وماهي خطواتكم التالية؟

  • هناك بيان تنسيقي قد صدر مابين نداء السودان بالداخل والجبهة الوطنية للتغيير, ومازال العمل يجري على توحيد كل هذه الجبهات، ونحن فى الجبهة الوطنية للتغيير قدمنا مذكرة، وهي قد اشتملت على كثير من البنود والرؤية للإصلاح السياسي والتغيير، وقد وجدت قبولاً كبيراً من القوى السياسية، ونحن فتحنا الدعوة لكل عضوية الجبهة الوطنية، ولكل الذين يرون فيها أنها تضع خارطة لحل المشكلة السياسية في السودان
  • لكن هناك جدل يدور حول رد تجمع المهنيين على المذكرة، وأنها لا تعنيه في شيء كيف تقرأين هذه التصريحات ؟

  • هذا لا يهم الآن وهو عادة في مثل هذه الأحوال تصدر مثل هذا التصريحات، لكنها غير مهمة، لأن الهدف الأكبر والأسمى هو توحيد وجود الناس حول الثورة السلمية وحراستها من التخريب وحراستها من السرقة الخ ..وليس هناك مجال لأحد ليوزع صكوك الوطنية لأحد، ولذلك نحن لا نقف كثيراً أمام هذا الحديث، خاصة واننا نعرف مشوارنا النضالي (كويس) ونعارف (متين) بديناه وعارفين إلى اين نسير، وخطانا محددة سلفاً.
  • إذا رجعنا إلى المذكرة التي وقعتم عليها هل تم تسليمها؟
    نعم تم تسليمها إلى مكتب رئيس الجمهورية وحتى الآن لم يتم الرد عليها
  • إذا لم يتم الرد نهائياً عليها، فماهي خطواتكم المقبلة؟

  • نحن الآن كحزب لسنا موجودون في الحكومة، نحن موجودين فى الجهاز التشريعي، والوجود فى البرلمان لأنه يمكنك أن تبقى حتى وإن كنت معارضاً وبرلمانات العالم كلها فيها معارضين، ويدخلون البرلمان عندما يفوزون في الانتخابات ..ونحن مستمرون بالبرلمان ونقوي معارضتنا من داخل البرلمان، خاصة وأنني أمثل جماهير انتخبتني من داخل عطبرة، وهذه الجماهير ليست مؤتمر وطني
  • لكن البعض يقولون إن الدائرة التي فزت فيها تم تفريغها لك من قبل المؤتمر الوطني حتى تفوزي؟

    المؤتمر الوطني هرب من دائرة عطبرة، بمعني أنه فرَّغها مجبراً، وأخذنها من الحزب الاتحادي الديمقراطي، وأنا فزت بها بـ( 10400 صوت ) فهل يملك المؤتمر الوطني عشرة آلاف صوتاً فى عطبرة، مستحيل طبعاً، وهم حالوا إسقاطي فى عطبرة ونحن سوف نصدر ملف كامل عن تلك المعركة الانتخابية، ولكن وقوف وصمود جماهير عطبرة معي منعت ذلك، وفزت وهذه معركة معروفه وعندها شهودها وهم موجودون الآن.
  • عقب المؤتمر الصحفي الشهير وإعلانكم للمذكرة التي فأجأت المؤتمر الوطني كانت ردة فعله الفورية اتهامكم بـ(الانتهازيين السياسيين) والقافزون من سفينة الإنقاذ قبل الغرق، فيكف تفسرين هذا الاتهام المباشر؟
  • بالنسبة لنا نحن فى الحزب إذا كانوا يقصدوني شخصياً، فنحن معركتنا مع المؤتمر الوطني منذ أكثر من خمس سنوات، قدمنا فيها الرؤية للإصلاح وكل ما نستطيع كمقاومة بالطرق السلمية، وقبل عام أيضاً قدمت مذكرة إصلاح الدولة، وهي مذكرة ساخنة وخطيرة جداً تحدثت عن الفشل المريع للدولة وانهيار الاقتصاد، وتنبأنا فيها أنه سوف تنطلق أحداث ما لم يتم تدراك الأمر اوفى ذلك الوقت لم تكن هناك سفينة تغرق أو ما شابه ذلك، ثم كانت الخطوة الكبيرة بتجميد الشراكة (فياتو سفينة هربنا منها) ونحن كنا نحاول ان لا تغرق، خاصة ونحن من فبراير الماضي وضعنا آخر خطواتنا عنها وليس الآن كما يزعمون، وحتى عندما كنت وزيرة بالعمل، لدي مواقف ضد التمكين، وخرجت من الوزارة وتم الاستجابة لمطلبي وشرطي وهو أن يتم محاكمة أول موظفين للمؤتمر الوطني، وكل هذه معايير سابقة لمواقفنا، والا القفز من السفينة كيف هو الآن كما قالوا..
  • الوزيرة سابقاً إشراقة قلتِ أن الرئيس البشير هو الضامن الوحيد لمخرجات الحوار الوطني، والآن وفي آخر تصريح لك قلت إن البشير فشل في تنفيذ المخرجات ؟
    طبعاً الحوار نحن جزء منه، وقد كنا ضمن أحزاب أخرى وافقت على أن يكون الرئيس البشير رئيساً للآلية وضامناً للحوار الوطني، ولكن للأسف الرئيس البشير لم يستطع ان يوصل الحوار إلى نتائجه المطلوبة لأن حزب المؤتمر الوطني وقف عائقاً وكعقبة كؤود أمام تنفيذ هذه المخرجات،
  • هذا يحيلنا إلى سؤال النخب السياسية الموجودة .. هناك قطيعة مابين هذه النخب السياسية ومابين الشباب الذين خرجوا في الاحتجاجات فهم ليسوا مع المعارضة ولا الحكومة؟

    هنا فى معلومة لازم أقولها إن الشباب الموجود فى هذه الاحتجاجات شباب حزبنا موجود كمكون أساسي في كل المدن، وهم جزء أساسي، ولدينا شباباً تعرضوا لاعتقالات ثلاثة من عطبرة وواحد في الأبيض، اذاً ليس لدينا قطيعة بالمعني الكبير، بل لدينا تواصل مع كل الشباب
  • الآن المعارضة يصفها البعض بالهشة والمؤتمر الوطني يلعب على مزيد من ضعفها ؟
  • بغض النظر عن المعارضة الهشة أو غيرها الآن المؤتمر الوطني كحزب حاكم الآن هناك أزمة اقتصادية طاحنة والمواطنين خرجوا للتعبير عن ذلك وهؤلاء فيم الكثير من الذين لا ينتمون للمعارضة أو للحزب الحاكم، فعلى الحكومة والرئيس أن يتخذوا قرارات شجاعة وقوية حقناً لدماء الشعب السوداني ومنعاً للفوضى، ونحن كنا قد قدمنا مذكرة للجيش بالأحداث قبل انطلاق الاحتجاجات بعشرة أيام، وطلبنا من السيد الرئيس كقائد أعلى للقوات المسلحة أن ينزل الجيش لحماية المنشآت، وثانيا لضبط الخدمات مثل الخبز والدقيق والوقود الذى كان يسرب إلى خارج المدن، بسبب صراع داخل التنظيم، ونحن كسياسيين قاعدين وعارفين، وتسبب ذلك في أزمة اقتصادية وسياسية وحالات مثل هذه من صراع داخل الحزب الحاكم أوصل البلاد إلى توقف الحياة، بالإضافة إلى تدني وسوء الإدارة وانتشار الفساد، ولم يكن هناك حل من غير تدخل الجيش حتى تكون هنالك حكومة انتقالية من التكنوقراط يحميها الجيش حتى تقوم الانتخابات

اذا نظرنا الى مستقبل الأحزاب السياسية فى المرحلة القادمة هل تتوقعون سيناريو تكرار الحلقة الجهنمية في السياسية السودانية ؟

هذه المرة أعتقد أن ما يحدث سوف يكون مختلف وجذرياً، وعن الوضع السابق فالشعب السوداني تعلم تماماً من تجربة الحكم الشمولي والتجارب الأخرى التي أوصلت البلد إلى هذه المرحلة السيئة وأن المستقبل سيفتح الباب أمام تغيير حقيقي ودستوري دائم ومستقر عن الوضع السابق..!!

آخر لحظة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..