مجرد ثوار يدرون بالهتاف .. يشعر الصوص بالقلق

مجرد ثوار يدرون بالهتاف .. يشعر الصوص بالقلق
جمال عمر مصطقى
[email][email protected][/email]
فكلام الثورة نورٌ… يقرأ في كل لغات الناس
و عيون الثورة شمس… تمطر في كل الأعراس
و نشيد الثورة لحن … تعرفه كل الأجراس
محمود درويش
مخطئ من يظن أن المظاهرات السابقة وإلإحتجاجات التي عمت أرجاء الوطن في يوليو 2012 م ضاعت ( شمار في مرقه ) بل أدت مفعولها ورصت مداميكها في مسيرة النضال الطويل وتماهت نتائجها سلوكا واضحا في أضابير الحاكمين وأكدت لهم أن هذا الشعب حتما لن يتركهم ليكتبوا السطر الأخير بيدهم في هذه المأساة التي سودوا بها بقاع الوطن الممتدة ولعل تصريحات واحد من اعتي أقطاب النظام المتشددين علنا عن ( انتهاء صلاحية الإنقاذ كدواء ) ومنعته الفجيعة والعزة بالإثم فقط ليتحدث عن الإنقاذ كدواء رغم علمه في قراره ذاته وذمته أنها داء ووباء يبس به الضرع وجف الزرع ولكن لشيئنا في المكابرة وجرح الهزيمة لمشروعهم الفاشل القاتل غلفها بأنها دواء بدلا من الوصف الصحيح بناءا على التجربة والنتائج أنها كانت داء أشر وفتاك .
خواطر ما قبل اكتمال الثورة :-
أولا : شيئا من المقارنة مع حركة شباب من أجل التغير المصرية قبل اكتمال ثورتهم في واحدة من مدوناتهم ولحظة هبوط النضال لمرحلة الصفر 2005 :
(( جربنا التظاهرات التي بها حشود بالآلاف
و جربنا الوقفات و الاحتجاجات
و لكن هل جربنا التفاعل مع الناس و التواصل معهم بنفس طويل هذه المرة .. و ليس بنفس قصير كمن سبقونا من شباب التسعينات و شباب 2001 و 2003 و 2005نحتاج لسياسة النفس الطويل و ان نقتنع جميعا ان التغيير يحتاج لوقت و تعب حقيقي و مجهود و تضحيات (( فجأة أصبحت حركة شباب من أجل التغيير ساحة للصراعات الحزبية و تصفية الحسابات و أصبح كل الشغل الشاغل للشباب المنتمين للأحزاب هو كيف يفوزون بأكبر نصيب من توتة شباب من اجل التغيير.. و أصبح معيار تفوق أي حزب أو تيار هو كم من الشباب أستطاع تجنيدهم لتياره? و يا ليته جنده و تركه يستكمل الحلم.. وإنما يجند ليعزله عن الباقيين و بدا الشباب المستقلين في الانصراف يوما بعد يوم? و أصاب الإحباط الجميع و أصبحنا نرى تيار معين يحشد كل شبابه لكي يستطيعوا إفشال التصويت على قرار معين.. و شباب تيار اخر يأتي بكامله لأول مره لانتخاب أكثر عدد ممكن من أعضائه في اللجنة التنسيق للحرك هو هكذا.. مع استمرار تدخل الكبار العاقلين و تغذيتهم للصراعات ? انتهت حركة شباب من أجل التغيير سريعا بعدما ملأت مصر حراكا و نشاطا
وبالطبع لا نستطيع تجاهل الدور الأمني في توسيع الخلافات باستخدام سلاح العصافير (الغواصات )
و أحبط الكثيرون بعد نزول المنحنى لنقطة الصفر و سافر كثيرون.. و تزوج كثيرون و فضلوا الاستقرار العائلي عن حلم التغيير و لم يتبقى سوى بعض الإفراد يراقبون من بعيد?بعضهم يحاول مع اى حزب أو تيار يسعى.. و بعضهم اكتفى بصالونات المثقفين ثم حلقات التنظير الحنجورى ثم نضال المقاهي.. و أحيانا نضال السراير باسم الحرية و الديمقراطيه . و لكن يبقى السؤال الملح الذي ينبغي أن نسأله لأنفسنا قبل ان نخطأ نفس الأخطاء
أين ذهب الآلاف من الشباب في 2001 و 2003
أين ذهب المئات من الشباب الرافض لمبارك فى 2005 معظمهم يراقبون من بعيد ينتظرون اللحظة.. و بعضهم أرضى ضميره بالنشاط الحقوقي أو الاعلامى? و معظمهم للأسف فقد الأمل و لكننا يجب أن نجيب على بعض الأشياء
من نحن.. و ماذا نفعل هنا.. و كيف؟؟؟؟ ))
كثير من هذه الخواطر التي انتابت شباب مصر قبل اكتمال بدر ثورتهم تشبه تماما حالتنا السودانية الآن مع بعض الاختلافات من حيث الحركات المسلحة التي تنشط في الواقع السوداني .. وكثير من الأسباب التى تجعل الحالة المصرية وثورتها مقارنة بأسباب الثورة في السودان وتراكمات الواقع الأليم الذي يرزح فيه الوطن لقلنا باليقين كله ان حلم شباب الثورة في مصر كان أشبه بمطالب الرفاهية ولو استبدلنا بعض الكلمات والأحداث لأصبح الوصف لحالة الإحباط التي انتابت شباب مصر والناشطين والساعين للثورة في لحظة منحى الهبوط في النضال مشابهة تماما للواقع الذي يمثل أمام شباب الثورة في السودان اليوم وخاصة بعض انتفاضة يوليو التي حتما تركت أثارها القوية في قلوب الإنقاذيين الواجفة وتغيرت لغة الافتراء ولهجة الوعيد إلى خطاب سياسي يقر بواقع التغير كضرورة لابد منها مهما تفننوا في اختيار الكلمات والمواقف بل تسارعت الخطى حتى داخل تنظيمات السلطة الحاكمة في صراع واضح وجلي وكل فصيل منها يعرض بضاعته ووسائله لكيفية التغير جلدا وفكرة ليظفر بمفاتيح المخارج للمآزق الذي أحاطت بالإنقاذيين عموما وما يسمى بالحركة الإسلامية التي أنجبت هذه الإنقاذ التي أبتلى بها الوطن في ليل أغم ، وحتما مازالت مطابخهم تفوح رائحتها ويعم دخانها الأرجاء لطبخة تضمن لهم حد البقاء وبأقل الخسائر الممكنة ، لذا ليس غريبا أن نرى تيارات منهم وتصريحات من بعضهم تناقض بعضها البعض وتنسف كثيرا من بنيانهم الهش .
وبعض الأسئلة والظروف التي أحاطت بالثوار في مصر حتما تطرق بقوة الآن إمام كثير من الشباب الفاعل في السودان المتطلع لفجر الحرية والإنعتاق من ليالي الظلم والهوان ورغم الرصيد الثر لحركة الاحتجاجات السودانية بمختلف أشكالها منذ وقوع هذه الانقلاب المشئوم في يونيو 1989 والتي لم تتوقف يوما وأجبرت هذا النظام للتدحرج كثيرا من جبل غطرسته وسطوته ليفاوض ويراوغ ويسمح بهامش من الحركة والاعتراف بالأخر رغما عن أنفه ، ولكن باليقين الثابت والراسخ وسياسة النفس الطويل في النضال والمثابرة والتفاعل والأيمان بان دولة الظلم زائلة لا محالة وإذا الشعب أراد الحياة حتما سيستجيب له القدر كل ذلك رهبن التماسك والتفاعل بين الناشطين وقطاعات الشعب الأخرى التي تراقب عن قرب أو بعد وفيها فئات كثيرة أسيرة للدعاية والإشاعة الممنهجة التي تبثها الأبواق الحاكمة لتثبيط الهمم ونشر بذور القنوط واليأس بأن لا بديل للحاكمين ولن يكون هناك وطنا غير بقاءهم حاكمين واستعمال القوة الباطشة في ذلك ، فكل هذه الترسانات والجدران بين الفاعلين وكثير من قطاعات الشعب تزول بمزيد من التفاعل والتواصل مع كثير من الصامتين والمترددين بسياسة النفس الطويل وعدم استعجال النتائج قبل استكمال كافة متطلبات الثورة من فعل ووسيلة توصل الثورة لمراميها بدقة مع ضرورة تعزيز ثقة هذه الفئات في نفسها وتقوية شكيمتها فى التصميم وإشعال جذوة المقاومة الكامنة فيها . ( ساعدوا أنفسكم من خلال وقوفكم معا.. امنحوا ضعفاءكم القوة ..توحدوا ونظموا صفوفكم لكي تنتصروا” ) تشارلز ستيوارت بارنا خلال إضراب أيرلندا عن دفع الاجور 1878- 1880.
…ويبقــى الفجر أسير التماسك
جمال عمر مصطفى
مخطئ من يظن أن المظاهرات السابقة وإلإحتجاجات التي عمت أرجاء الوطن في يوليو 2012 م ضاعت ( شمار في مرقه ).
——————-
أوافقك الرأي فيما ذهبت إليه وحسب رأي المتواضع:- لا أريد قول أن ما حدث من مظاهرات وإحتجاجات كان كافياً لكن علي الأقل لم نسمع ( قلة أدب ) من نافع وأسكتت لسانه حتي اللحظة و لم نعد نسمع له حساً ولا خبراً بعد هذه المظاهرات …. ومن نظرة عامة لم يعد النظام يمارس نفس سياسته وإسلوبه المسيء والمتحدي تجاه الشعب قبل هذه المظاهرات والإحتجاجات.