البحث عن ضحية

قد أفاجأ هذا العام بحلول عيد الأضحى المبارك.. في محاولة نفسية للهروب من التزاماته العصية.. رغم إيماني المطلق بواقعه كسنة نبوية ومناسبة دينية وروحية عظيمة.. لكن الوقائع تؤكد أن حجم المعاناة فيه كبير وإن كانت كلها لخير بأجر عميم بإذن الله.
كلنا الآن نستعد للمضي في رحلة البحث عن (ضحية).. قد تعرف بالأضحية لغويا وعرفيا وفقهيا.. ولكن الضحية الحقيقية هي المواطن.. هذا المسكين الرازح تحت وطأة مسؤولياته الجسام.. الذي ينام ويصحو على الهموم والكبد.. الذي تستعصي عليه الإجابة حالما سألته أو سأل نفسه: كيف يتمكن من البقاء على قيد الحياة وإبقاء الأفواه المعني بإطعامها على قيد الشبع بهذا الدخل المحدود والحيل المهدود والأسى المقيم والخوف من المجهول؟؟.. وتبقى الإجابة الوحيدة المتفق عليها: (الله كريم).. تلك العبارة التي نبرر بها الحيرة.. ونحرض بها الصبر.. ونستعين بها على التشبث بالأمل.. ونصد بها المتسولين برفق ونحن نكاد نلحقها بعبارة (كلنا في الهوا سوا) و(فايتنكم بس بالصبر)!
لن أتحدث عن مناورات رفع الدعم الذي رفعت أقلامنا عنه.. ولكني أود أن أبحث عن العلاقة المباشرة أو غير المباشرة بينه وبين ارتفاع أسعار الخراف الطردي ككل عام! الدعم الذي رفع عن المحروقات يوما يلقي بظلاله على المأكولات حتى الآن لدواعي النقل والترحيل.. فهل للأمر علاقة مباشرة بالبرسيم؟! ولماذا يمعن تجار الماشية في استغلالنا مجردين من أي رحمة تتناسب وقداسة المناسبة وتفاصيل حكايتها متذرعين بارتفاع سعر الدولار؟ _ أها.. الدولار نزل _ أقول هذا وأعلم أنهم بالضرورة يعانون.. وأن هذا الموسم يعد بالنسبة لهم التوقيت الذي يجنون فيه خراج العام وقد يظلون يقتاتون منه حتى العام المقبل.. ولكني كنت أنتظر منا جميعا أن نتراحم.. أن نترفق ببعضنا كمواطنين من مختلف الفئات طالما عجزت الحكومة عن رحمتنا.. أنتظر أن نقدر أوضاعنا العامة والخاصة وألا نترك أنفسنا لتدور بنا دوائر التضحية فيكون كل منا ضحية للآخر.. سائقو المركبات ضحية أصحاب محطات الوقود.. وأولئك ضحية أصحاب المخابز والتجار.. وجميعنا ضحية الموردين والرأسمالية.. وكلنا نقع تحت مظلة عجز أولي الأمر عن الإصلاح ومنحنا الحد الأدنى من الرفاهية!
إن ضحية هذا العام لن يكون بأي حال هو الخروف.. الضحية الفعلية هو المشتري.. هو المواطن المسلم.. الذي يحيا صراعا بين إمكانياته وإيمانياته وأحيانا الضغوط الاجتماعية والأسرية السالبة التي تمارس ضده!
هذا حتما له وجه مشرق.. فسيشعر بعضنا بشعور سيدنا إسماعيل عليه السلام.. سوى أنه كان عظيم الإيمان والرضا.. ولكنا الآن من الجزع والهلع والجشع بمكان.. والله المستعان..
وتبقى القضية الأبرز.. والسؤال الأهم: حتى متى ستظل كل تفاصيل حياتنا تشكل علينا ضغوطا متتابعة على كافة الأصعدة؟ ويظل الدولار سيدنا المطلق؟.. علما بأن أبناءنا يشكلون علينا ورقة ضغط قوية جدا لا سبيل لمقاومتها أو التحايل عليها في ظل آفاقهم المنفتحة وإلمامهم الواسع ومعرفتهم الدقيقة.. لم يعد بإمكانك التحايل عليهم أو زجرهم وإلا ستعاني الأمرين من نظراتهم وعتابهم الظاهر والخفي وحتى تأنيبهم المغلف مما يشعرك بالعجز والحرج!!
إذاً.. نحن ضحايا هذا العام بكل المقاييس.. وسنظل ضحايا كل عام ما لم نجد حلا جذريا لمشاكلنا الاقتصادية التي ندفع ثمنها في كل شيء من دون أن يشعر بنا أحد أو يفتدينا بكبش أقرن.. وحالما فكرنا في تخفيف حد الأضحية تساءلنا: كيف سنعبر الصراط يومها..؟ فلا خيار سوى ألأضحية.. وليتهم يبتدعون آلية لتوفيرها بما يناسب إمكانياتنا.. ليتهم.
تلويح:
برغم الضغوط الجسام.. أنتم الخير لكل عام.. ولكم العافية وحسن الختام
اليوم التالي
وانت بخير
اقتباس :
((إذاً.. نحن ضحايا هذا العام بكل المقاييس.. وسنظل ضحايا كل عام ما لم نجد حلا جذريا لمشاكلنا الاقتصادية التي ندفع ثمنها في كل شيء من دون أن يشعر بنا أحد أو يفتدينا بكبش أقرن.. وحالما فكرنا في تخفيف حد الأضحية تساءلنا: كيف سنعبر الصراط يومها.))
نحن ضحايا كل عام فعلا .. وحل مشكلتنا الاقتصادية في حل مشكلتنا السياسية اولا ..
وحكومة تنظيمك الذي تنتمين اليه هو من تسبب في كل هذه العذابات ..
اساليهم الرحيل .. ان كنت جادة .
اعوذ بالله من دفن الرؤوس في الرمال ..
بصراحة في بعض الأحيان فإن هذا الشعب لا يستحق حتى الشفقة ناهيك عن أي حاجة أخرى. البلد كلها تبكي وتشكي وتستلف وتسرق علشان خروف العيد. اين المشكلة إذا لم اضحي أين المشكلة وهل من داعي لآستلف فلوس لكي أضحي والله عيب عليكم. كما أن هذا الشعب لا يستحق الشفقة أيضا لأنه جبان يعرف من سرقه وعامل اضان الحامل طرشه.
الضجه الاعلاميه عن خروف الضحيه تبدو كأنها شىء مقصود موجه ليشغل الناس عن كارثه قادمه . زمان عادى تقول لصاحبك اوجارك نحن مامضحين نجى نفطر معاكم وناكل مراره خلى الحاجه تظبط الشربوت . وتمر ايام العيد بيسر وسرور . اما مايجرى فى الاعلام عن خروف الضحيه فعلا شىء محير . يصور الذى لايضحى كأنه خرج من المله. ااالله يستر مان اكون فى حاجه تطبخ تحت تحت عشان تمرر والناس مشغوله ضبحتوا ولا ما ضبحتوا . والدوله تعطى العامل خروف بالاقصاد عشان السنه كلها اكون مديون لجهة عمله كأن الفيه ما كافيه .
يا يحى الكوزنة خشم بيوت يا حبيب ..
الحكومة عجزت عن رحمتنا وكلهم عارفين الحاصل
لكن الانانية وحب النفس ياداليا شخصتى الداء
يا يحى الكوزنة خشم بيوت يا حبيب ..
الحكومة عجزت عن رحمتنا وكلهم عارفين الحاصل
لكن الانانية وحب النفس ياداليا شخصتى الداء