أخبار السودان

آخر ما نحتاجه إضاعة المزيد من الوقت في تبديل الوجوه

د. خالد التيجاني النور

(1)
أصبح في حكم المؤكد إجراء تعديلات على تشكيل الحكومة الحالية، حسب تصريحات رسمية متطابقة في دوائر حزب المؤتمر الوطني، وتثير هذه الخطوة بغض النظر عن حجم ونوعية التعديلات المنتظرة أو توقيتها الكثيرمن التساؤلات الملّحة، ليس فقط حول دلالات هذا التطور في حد ذاته، بل حول مجمل الأوضاع العصيبة الراهنة التي تواجهها البلاد ومآلاتها على مستقبل البلاد، في ظل غياب أية أفاق جديدة مع الإصرار على تكرار السيناريوهات نفسها التي أفضت للمأزق الراهن.

(2)
ثمة جانب مهم في الإعلان عن الحاجة ماسّة لتعديل وزاري، بيد أن هذه الأهمية لا تتعلق بالتعديل نفسه ومداه، بل بدلالته في هذا التوقيت بالذات، فالدعوة لإعادة تشكيل هذه الحكومة بعد أقل من عشرة أشهر من تشكيلها، وهو ما يجعلها الحكومة الأقصر عمراً في تاريخ الحكومات في حقبة الإنقاذ، يستبطن إقراراً بالغ الأهمية في دوائر السلطة الحاكمة بالفشل الذريع في إدارة دولاب الدولة، وهذه من الحالات النادرة جداً التي تعترف فيها السلطة الحاكمة بأن الأمور وصلت إلى حد لم يعد ممكناً معه التظاهر بأن كل شئ يمضي على ما يرام وأن هناك مشاكل عويصة حقاً أكث خطراً من أن يتم تجاهلها تستلزم وقفة لمعالجة ما.

(3)
وهذه درجة متقدمة عطفاً على ما كان سائداً من ثقافة “الإنكار”، التي تنفي مطلقاً وجود أزمة من أي نوع، وتعزية التفس بالهروب من مواجهة المشاكل بإلقاء اللوم والمسؤولية على فاعل مجهول، صحيح أن هذه الاعتراف لا يزال خطوة صغيرة للغاية في طريق طويل إن كانت هناك إرادة حقيقية للإصلاح، ولكن مجرد الإيحاء بها تكفي في هذه المرحلة، إذا جاءت مقروءة مع نصريحات رسمية آخرى تواترت خلال الفترة القليلة الماضية بعد أن تجلت الأزمة السياسية الخانقة في مأزق اقتصادي ليس سهلاً افكاك منه ببضع إجراءات معزولة من سياقا مشروع إصلاحي شامل.

(4)
ذلك أنها المرة الأولى التي بدأت تظهر فيها تصريحات رسمية تتحدث علانية مكافحة عن الفساد في دوائر السلطة الحاكمة ذاتها، وعن محاربة من وصفوا ب “القطط السمان”، وعن حسم “المتلاعبين بقوت الشعب”، وعن “تفعيل القوانين”في مواجهة الثرء الحرام، وهلم جرا، قد تبدو هذه مجرد تصريحات للاستهلاك السياسي، أو أوراق ضغوط في وجه المنافسين على خلفية الصراعات المحتدمة داخل الطبقة الحاكمة، ولكن ينبغي مع ذلك التعامل معها بما تستحقه من اهتمام على الأقل بدافع التأكيد على أنها المرة الأولى التي تتخلى فيها السلطة عن نفي حدوث فساد من أصله، ومواجهة المطالبين باجتثاثه بألا يطلقوا الاتهامات جزافاً، وأن يثبتوا بالأدلة القاطعة وقوع فساد، مع أن الأمر لا يحتاج إلى هذا وقد أبت الدنانير إلا أن تطل برأسها وتحدَث بنفسها عن نفسها عن استشراء الفساد.

(5)
هذا المشهد برمته مع ما يستحقه من انتباه، دون خوض في ثنايا النيات والدوافع، يبقى مجرد إشارات أولية إلى بداية إحساس بثقل الأزمة، وعمق المأزق الذي تعيشه السلطة الحاكمة ومن ورائها ما تعانيه البلاد والعباد، ويبقى إقراراً محدوداً ومعزولاً لا يحيط بالسياق العام الذي تجري في مسرحه هذه التداعيات الخطيرة التي تضع مصير البلاد والعباد على المحك. فالإقرار جزئياً بوطأة الأوضاع الراهنة ليست حلاً، كما أن محاولة اللجوء إلى حلول إسعافياً هنا أو هناك لن تفلح إلا في أن تزيد الأمور ضغثاً على الإبالة.

(6)
لم تجد السلطات الحاكمة هذه المرة من تلقي عليه اللوم في مجمل هذه الأحوال المختلة خارج دوائرها، ولذلك دارت عجلة التغيير المتسارعة تطال قيادات العديد من مؤسسات الطبقة الحاكمة، ولكن ذلك لا يقدم الأجوبة الكاملة، فالأمر لا يتعلق بالأشخاص فحسب، بل بطبيعة النظام نفسه وسياسات التمكين وتعقيدات علاقاتها ومصالحها المتشابكة التي تجذّرت على مدار العقود الثلاثة الماضية، والافتقار للمؤسسية الحاكمة، وقيم الشفافية والمساءلة والمحاسبة.

(7)
وفي هذه الأجواء الملّبدة بغيوم الصراعات الخفية يأتي الحديث عن تعديلات وشيكة، ليس معروفاً بعد حجمها ومداها، في تشكيلة الحكومة في خطوة أخرى تضع العربة أمام الحصان، فاللجوء هكذا مسارعة إلى إجراء تعديلات في تركيبة حكومة بدواع واهية مما قيل حتى الآن في تبرير الإجراء من قبيل ضعف أداء هذا الوزير أو ذاك، ومع صحة ذلك، فإنه لا يعدو أن يكون هروباً إلى الأمام من مواجهة الاستحقاقات الموجبة للإقدام على ما هو أكثر من إجراء تغييرات شكلية في الوجوه هنا أو هناك، بالعمل على تغيير حقيقي وإصلاحات جذرية في النهج نفسه والممارسة التي تُدار بها شؤون الدولة السودانية، وليس الانشغال بعوارض الفشل الناجمة عن الاختلالات الهيكيلة العميقة في إدارة الشأن العام التي لم يعد ممكناً إخفاء تبعاتها وتداعياتها الخطيرة.

(8)
وينبغي التساؤل هنا بوضوح كيف يتم القفز إلى تغيير شكلي في الحكومة كحل للأزمة الراهنة المستحكمة دون تشخيص دقيق في جذور الأسباب التي أفضت إلى هذه الحالة من الفشل الذريع، وكيف يتم الحديث بهذه البساطة عن ضعف أداء الحكومة وكأنها قامت بتنصيب نفسها من تلقاء نفسها، ويتم تجاوز رصيد الفشل المتراكم بسبب الذهنية المنتجة لهذا الخلل، من المؤكد أن اللجوء إلى الحل السهل الذي لا يكلف شئ بتبديل الوجوه في لعبة كراسي السلطة اللاهية، لن يغير من الواقع المأزوم شيئاً، وذهاب فلان أو مجئ فلان لن يعني أن أحدهم سيحمل عصاً سحرية تبتلع إرث الفشل المركوز والمنتشر في جسد سلطة تكلست على مدار ثلاث عقود جراء فرط العجز الكامل عن تحقيق أي قدر ولو ضئيل من الإصلاح المطلوب.

(9)
ومن الخفة بمكان، لمن يريد الإصلاح حقاً، أن يكتفي بإلهاء الساحة بأحاديث مجالس المدينة وتكهناتها في لعبة خاوية بإمتياز، والفشل الداعي لإجراءات تعديلات على هذه الحكومة ما هو في الواقع إلا إعلان لفشل أعمق، وهو مشروع الحوار الوطني الذي تسمى به الحكومة الحالية وتعتبر مولوده الشرعي، ولم يكن ممكناً لحكومة تولد علي يدي مشروع ميت إلا ان تكون كذلك، فالأصوات العالية التي تحاول عبثاً أن تجعل من الحوار الوطني على النحو المعزول الذي جرت فيه وقائعه، والسيطرة عليه واتخاذه معتبرأ لاستطالة الحالة السياسية والسلطوية الراهنة ما كان لها إلا أن تسفر في وقت وجيز عن خواء الفكرة، وفراغ المشروع، وعبثية اللعبة.

(10)
ومع كل المناورات الضيقة التي رافقت عملية الحوار الوطني، وحولته من مشروع أمل كان من الممكن أن يسهم لو أخذ بحقه وبجدية في رسم خارطة طريق للخروج من مأزق ملهاة الصراع السياسي، والتنافس العبثي على السلطة التذي ابتلع كل موارد وفرص البلاد على مدار عقود الاستقلال الست، لقد تحول ببساطة إلى ملهاة أخرى تدور في الحلقة المفرغة ذاتها، نادياً يؤتى فيه بالمزيد من منكرات السياسة وموبقاتها، لقد انتهى به الأمر إلى مجرد وسيلة لمكافأة الطبقة السياسية المتكالبة على السلطة، توسعاً في المناصب الحكومية وتوزيعا لمغانم السلطة وامتيازاتها، وخارج الشعب السوداني ليس خالي الوفاض فحسب، بل ظل يدفع ثمناً باهظاً جراء تبديد هذه السانحة الذهبية، وأن يجد نفسه مرغماً على دفع فاتورة هذا الترهل السلطوي إرضاءاً لأطماع الطبقة السياسية.

(11)
وفي مثل هذا الوقت قبل عامين بادر عشرات من الشخصيات السودانية المرموقة على امتداد الطيف السياسي والمعرفي المهمومة بشأن مستقبل العباد ومصير البلاد، إلى رفع مذكرة بمبادرة للسلام والإصلاح شخصت فيها بكل مسؤولية أسباب الأزمة، دعت إلى الدخول في مرحلة انتقالية تاريخية، اقترحت فيها على السيد رئيس الجمهورية المبادرة بتشكيل حكومة مهام وطنية من ذوي الكفاءات لإنجاز برنامج من ثمانية أولويات يضع البلاد على أعتاب عملية إصلاح شامل، وتهيئة البلاد لمرحلة جديدة.

(12)
ومع أن المبادرة اعتبرت نفسها داعمة لفكرة الحوار الوطني، والعديد من موقعيها كانوا من الناشطين فيه، إلا انه للأسف الشديد جرى تجاهل هذه المبادرة التي تقدمت بها فئة من المواطنين الحادبين تضم العديدين من ذوي الإسهام الوطني الكبير، وزعم البعض في الطبقة الحاكمة أنها محاولة لقطع الطريق على مسار الحوار الوطني.

(13)
والآن وقد وصلت هذا المسار إلى طريق مسدود، فهل يكفي تغيير بعض الوجوه، أم أن هناك حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى للخروج من ضيق أجندة التشبث بالسلطة إلى ارتياد أفاق وطنية أرحب تعيد بعض الأمل المفقود للسودانيين في إمكانية الخروج من هذه الحلقة المفرغة، قبل يفقد الجميع القدرة والسيطرة على التحكم في ردود الفعل على هذه الأوضاع المزرية، وحينها “ولات ساعة مندم”.
الجريدة

تعليق واحد

  1. سياسات حكومتكم اصبحت كمن يحمل كوزا من الماء ليطفئ حريقا شب فى بيته . سياسة اطفاء الحريق هذه هى الحل الذى تلجؤون اليه يا تجانى بسبب وبدون سبب وقد اصبح لها ضحايا لايتحملها حزبكم الضعيف المتهاوى اصلا .
    اما الفساد وحجم الفساد والذى هو من صنعكم فلا تتحدث عنه ابدا لأنه اصبح قانونيا يتبارى فيه زعماؤكم رغبة فى الثراء قبل ان ياخذهم فيضان التغييرات . بالله عليك حدثنى عن رجل واحد او امرأة واحده من ناس الجبهه لم يغتنى وتظهر عليه علامات الثراء بين عشية وضحاها .
    ان اخلاقكم وتربيتكم لا تتحمل العيش النظيف الطاهر او اداء الواجب بتجرد . لا يبرر ذلك ان البشير واخوانه كلهم فاسدون وبالتالى فلا عيب ان تسرقوا وتكذبوا وتزنوا وتلجؤا للجنجويد لحمايتكم متى شعرتم بالخطر على ضياع مكاسبكم .
    الامثله تعرفها انت ياسيدى اكثر منا جميعا فقد كنت المسئول الاول عن الحركة الطلابيه ، ثم تقهقر وضعك الى مجرد كاتب ومنظر اكاديمى .
    اريحونا يرحمكم الله من الكذب على انفسكم بأن هناك نفقا يمكن ان ينفذ منه الضوء الى كهفكم المعتم يا دكتور … فقد هرمنا فعلا وشبعنا من هذا التنظير .

  2. * يا دكتور الحقيقة واضحة وضوح الشمس :
    ** السودان بعد الحاصل عليه دا كله .. ليس محتاجا .. ولا فقيرا .. الخير موجود
    و النعمة زايدة ..ولكن المشكلة هي .. ان هذه البلد .. دولة كاملة ( ليس فيها
    ضمير ) ..
    *** كيف لدولة .. يتطلع شعبها للنماء و التطور .. و حاكمها يغمض عينيه الاثنين ..
    عن الفساد .. لا بل يحميه بقوة .. بل يطالب بالحصانة للفاسدين .. وهو ما منع
    قيام مفوضيات محاربة الفساد .. بسبب مطالبة الرئيس بالحصانة للدستوريين ….
    و هل يأتي الخراب الا من الدستوريين ؟؟ كما الحاصل الان .. وكم هم اصلا ..
    **** يا سيدي ..السودان يحتاج الى .. رئيس .. امين .. و نظيف .. عشان تكون عينه قوية

  3. دكتور خالد التجانى بحدثنا عن الفساد الذى أستشرى وكأنه وليد اليوم ولم يكن وليد منهج التمكين الذى إنتهجته الجبهه الإسلاميه منذ أول يوم من إنقلابها وتشريد أصحاب الكفاءه ليحل محلهم أصحاب الولاء عديمى الخبره والضمير.. ألم يكن هذا أول أجندة شيخكم الهالك الترابى ؟؟ نسأل الله أن ينتقم لنا منه على ما أذاقنا من ويلات ..
    بعدين مبادرة الإصلاح بتاعة غازى دى ماكانت إلا إلتفافا لإطالة عمر النظام.. لأنه ماممكن غازى الكوز أن يسعى لإعادة ديمقراطيه تحاكم أول من تحاكم غازى وعصابته؟
    ياإسلاميون ماتفترضوا فينا الغباء .. نحن صبورين لكن ما أغبياء وكون إنكم إستوليتم على الحكم بالخديعه والكذب والنفاق لايعنى أنكم أذكى من هذا الشعب الصابر ,,
    نحن على يقين وإيمان تام بأن نظانكم إلى زوال مهما تجبر وإستعان بالقوة .. لأن تلك الأيام نداولها بين الناس قاعدة ربانيه لايمحوها قوة سلطان ولاتجبر إنسان مهما أوتى من قوة ..
    والديمقراطية قادمة ولو كره تحار الدين .. والحساب هنا وهناك لإذن الله
    اللهم إن الترابى وعصابته شقوا علينا فأشقق عليهم

  4. يا دكتور لك الف تحية كل ما ذكرته هو عين الحقيقه والجميع لابد ان يدرك ويعرف ان البلد مرهون لجماعة وتنظيم الاخوان العالمى ولايمكن لهذا التنظيم التفريط فى بلد كالسودان وقع فريسة فى يده وما المشؤولين الان هم بيدهم اى تغيير او تسليم الا باذن من جماعة الاخوان الشياطين وهم قابعين خلف الكواليس الان ويديرون كل ما يحدث من مزارعهم الخاصة التى امتلكوها من قوت الشعب المسكين فلابد من تغيير وسائل المناهضة بما يتساوى بافعال هؤلاء والله خير وكيل

  5. أقتباس (ذلك أنها المرة الأولى التي بدأت تظهر فيها تصريحات رسمية تتحدث علانية مكافحة عن الفساد في دوائر السلطة الحاكمة ذاتها، وعن محاربة من وصفوا ب “القطط السمان”، ))
    يا دكتور خالد الناس كانوا بيقولوا الكلام ده من قولة تيت هسى بعد تلاتين سنة تقريبا النظام جاى تصرح بيها ؟
    يا دتور تيجانى أس البلاء يكمن فى رأس هذا النظام المدعو عمر البشير وفى وجوده لا أمل فى اصلاح البته لأنه الحامى الأول وليس الأخير لكل هذا الكم من الوسخ والقذارة والفساد .عليكم به .

  6. معكم الف حق تغيير الوجوه لن يفيد شى المهم تغيير الاخطاء والاعتراف بها اولا ثم وقفها والا سيستمر الحال من سي الى اسوا

  7. د. خالد ، السلام عليكم

    تجدني أتابع معظم مساهماتك ، و خلاصتها مجتمعة إنها لصالح البلد (الحقيقي) ، و إن كانت تنقصها بعض التفصيلات المهمة ، لكن بمراعاة الواقع و الظروف ، فهي جيدة و تشوبها مسحة من الصدق مع قليل من التحفظ.

    يعجبني في غالب مقالات الأخوان (و التي على هذا المنوال) ، إنها جميعاً لا تميل للسباب و التوصيف الفج ، مما يعني إنها قد تكون مناسبة لعرضها على ذوي القرار ، و أتمنى أن يعي كتابنا هذا و يتبعوه (الكل يعلم الحقائق ، فلا داعي للسباب و التوصيف).

    يا دكتور ، تعلم جيداً أن مشكلتنا الرئيسية هي (هذا النظام) ، و المشكلة الأكبر إنه لم يترك في البلد خميرة خير ليترك لها الدولة!

    و المشكلة الأكبر من ذلك كله ، أن النظام لم يترك الفساد ، و إنه قد خلق البيئة المناسبة له ليستشرى و يزداد:

    * عدم توفر العملة ، إحتياجات ضرورية = صفقة (أوزتك) لتمويل القمح.

    الصفقة فيها إضاعة لمكانة الدولة و إضاعة للمال (سيذهب للجوكية الدوليين و المحليين) ، و المشكلة الأكبر أن الشعب جميعه يعرف تفاصيل ذلك , (و إن كان مقال الأخ عبدالرحمن الأمين قد أوفى بذلك).

    * كل المشاريع الزراعية/سدود و غيرها من المشاريع الممولة من الخارج ، بها مفاسد مالية و بنود مجحفة بحق البلد.

    و دون الأسترسال في المزيد ، تعلم أن الشعب يعلم كل ذلك و ما يحيره أن الحكومة لا زالت تستمر في خلق السيناريوهات المزيفة للتغطية على هذه الصفقات (المشبوهة) ، إلى اللحظة.

    الحل يكون بالآتي:

    نبدأ من النقطة (13) من مقالك الحالي ، و مفاتيح ذلك معروفة ، كما إنه يستدعى إطالة النفس لأبعد حد مع كل الأطراف ، و أعني بها الحكومة و مواليهم X و كل الأطراف الأخرى (معارضة + المعارضة الشعبية الحقيقية).

    و لك خالص الود و التقدير

  8. سياسات حكومتكم اصبحت كمن يحمل كوزا من الماء ليطفئ حريقا شب فى بيته . سياسة اطفاء الحريق هذه هى الحل الذى تلجؤون اليه يا تجانى بسبب وبدون سبب وقد اصبح لها ضحايا لايتحملها حزبكم الضعيف المتهاوى اصلا .
    اما الفساد وحجم الفساد والذى هو من صنعكم فلا تتحدث عنه ابدا لأنه اصبح قانونيا يتبارى فيه زعماؤكم رغبة فى الثراء قبل ان ياخذهم فيضان التغييرات . بالله عليك حدثنى عن رجل واحد او امرأة واحده من ناس الجبهه لم يغتنى وتظهر عليه علامات الثراء بين عشية وضحاها .
    ان اخلاقكم وتربيتكم لا تتحمل العيش النظيف الطاهر او اداء الواجب بتجرد . لا يبرر ذلك ان البشير واخوانه كلهم فاسدون وبالتالى فلا عيب ان تسرقوا وتكذبوا وتزنوا وتلجؤا للجنجويد لحمايتكم متى شعرتم بالخطر على ضياع مكاسبكم .
    الامثله تعرفها انت ياسيدى اكثر منا جميعا فقد كنت المسئول الاول عن الحركة الطلابيه ، ثم تقهقر وضعك الى مجرد كاتب ومنظر اكاديمى .
    اريحونا يرحمكم الله من الكذب على انفسكم بأن هناك نفقا يمكن ان ينفذ منه الضوء الى كهفكم المعتم يا دكتور … فقد هرمنا فعلا وشبعنا من هذا التنظير .

  9. * يا دكتور الحقيقة واضحة وضوح الشمس :
    ** السودان بعد الحاصل عليه دا كله .. ليس محتاجا .. ولا فقيرا .. الخير موجود
    و النعمة زايدة ..ولكن المشكلة هي .. ان هذه البلد .. دولة كاملة ( ليس فيها
    ضمير ) ..
    *** كيف لدولة .. يتطلع شعبها للنماء و التطور .. و حاكمها يغمض عينيه الاثنين ..
    عن الفساد .. لا بل يحميه بقوة .. بل يطالب بالحصانة للفاسدين .. وهو ما منع
    قيام مفوضيات محاربة الفساد .. بسبب مطالبة الرئيس بالحصانة للدستوريين ….
    و هل يأتي الخراب الا من الدستوريين ؟؟ كما الحاصل الان .. وكم هم اصلا ..
    **** يا سيدي ..السودان يحتاج الى .. رئيس .. امين .. و نظيف .. عشان تكون عينه قوية

  10. دكتور خالد التجانى بحدثنا عن الفساد الذى أستشرى وكأنه وليد اليوم ولم يكن وليد منهج التمكين الذى إنتهجته الجبهه الإسلاميه منذ أول يوم من إنقلابها وتشريد أصحاب الكفاءه ليحل محلهم أصحاب الولاء عديمى الخبره والضمير.. ألم يكن هذا أول أجندة شيخكم الهالك الترابى ؟؟ نسأل الله أن ينتقم لنا منه على ما أذاقنا من ويلات ..
    بعدين مبادرة الإصلاح بتاعة غازى دى ماكانت إلا إلتفافا لإطالة عمر النظام.. لأنه ماممكن غازى الكوز أن يسعى لإعادة ديمقراطيه تحاكم أول من تحاكم غازى وعصابته؟
    ياإسلاميون ماتفترضوا فينا الغباء .. نحن صبورين لكن ما أغبياء وكون إنكم إستوليتم على الحكم بالخديعه والكذب والنفاق لايعنى أنكم أذكى من هذا الشعب الصابر ,,
    نحن على يقين وإيمان تام بأن نظانكم إلى زوال مهما تجبر وإستعان بالقوة .. لأن تلك الأيام نداولها بين الناس قاعدة ربانيه لايمحوها قوة سلطان ولاتجبر إنسان مهما أوتى من قوة ..
    والديمقراطية قادمة ولو كره تحار الدين .. والحساب هنا وهناك لإذن الله
    اللهم إن الترابى وعصابته شقوا علينا فأشقق عليهم

  11. يا دكتور لك الف تحية كل ما ذكرته هو عين الحقيقه والجميع لابد ان يدرك ويعرف ان البلد مرهون لجماعة وتنظيم الاخوان العالمى ولايمكن لهذا التنظيم التفريط فى بلد كالسودان وقع فريسة فى يده وما المشؤولين الان هم بيدهم اى تغيير او تسليم الا باذن من جماعة الاخوان الشياطين وهم قابعين خلف الكواليس الان ويديرون كل ما يحدث من مزارعهم الخاصة التى امتلكوها من قوت الشعب المسكين فلابد من تغيير وسائل المناهضة بما يتساوى بافعال هؤلاء والله خير وكيل

  12. أقتباس (ذلك أنها المرة الأولى التي بدأت تظهر فيها تصريحات رسمية تتحدث علانية مكافحة عن الفساد في دوائر السلطة الحاكمة ذاتها، وعن محاربة من وصفوا ب “القطط السمان”، ))
    يا دكتور خالد الناس كانوا بيقولوا الكلام ده من قولة تيت هسى بعد تلاتين سنة تقريبا النظام جاى تصرح بيها ؟
    يا دتور تيجانى أس البلاء يكمن فى رأس هذا النظام المدعو عمر البشير وفى وجوده لا أمل فى اصلاح البته لأنه الحامى الأول وليس الأخير لكل هذا الكم من الوسخ والقذارة والفساد .عليكم به .

  13. معكم الف حق تغيير الوجوه لن يفيد شى المهم تغيير الاخطاء والاعتراف بها اولا ثم وقفها والا سيستمر الحال من سي الى اسوا

  14. د. خالد ، السلام عليكم

    تجدني أتابع معظم مساهماتك ، و خلاصتها مجتمعة إنها لصالح البلد (الحقيقي) ، و إن كانت تنقصها بعض التفصيلات المهمة ، لكن بمراعاة الواقع و الظروف ، فهي جيدة و تشوبها مسحة من الصدق مع قليل من التحفظ.

    يعجبني في غالب مقالات الأخوان (و التي على هذا المنوال) ، إنها جميعاً لا تميل للسباب و التوصيف الفج ، مما يعني إنها قد تكون مناسبة لعرضها على ذوي القرار ، و أتمنى أن يعي كتابنا هذا و يتبعوه (الكل يعلم الحقائق ، فلا داعي للسباب و التوصيف).

    يا دكتور ، تعلم جيداً أن مشكلتنا الرئيسية هي (هذا النظام) ، و المشكلة الأكبر إنه لم يترك في البلد خميرة خير ليترك لها الدولة!

    و المشكلة الأكبر من ذلك كله ، أن النظام لم يترك الفساد ، و إنه قد خلق البيئة المناسبة له ليستشرى و يزداد:

    * عدم توفر العملة ، إحتياجات ضرورية = صفقة (أوزتك) لتمويل القمح.

    الصفقة فيها إضاعة لمكانة الدولة و إضاعة للمال (سيذهب للجوكية الدوليين و المحليين) ، و المشكلة الأكبر أن الشعب جميعه يعرف تفاصيل ذلك , (و إن كان مقال الأخ عبدالرحمن الأمين قد أوفى بذلك).

    * كل المشاريع الزراعية/سدود و غيرها من المشاريع الممولة من الخارج ، بها مفاسد مالية و بنود مجحفة بحق البلد.

    و دون الأسترسال في المزيد ، تعلم أن الشعب يعلم كل ذلك و ما يحيره أن الحكومة لا زالت تستمر في خلق السيناريوهات المزيفة للتغطية على هذه الصفقات (المشبوهة) ، إلى اللحظة.

    الحل يكون بالآتي:

    نبدأ من النقطة (13) من مقالك الحالي ، و مفاتيح ذلك معروفة ، كما إنه يستدعى إطالة النفس لأبعد حد مع كل الأطراف ، و أعني بها الحكومة و مواليهم X و كل الأطراف الأخرى (معارضة + المعارضة الشعبية الحقيقية).

    و لك خالص الود و التقدير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..