سعيد أبو كمبال .. وتناقض الشدة والمداهنة ..!

كنت في مقال سابق حول سلبية بعض مثقفينا بل و تعاليهم عن واقع المواطن العادي وكأنهم من عجينة مختلفة غير طينة البشر المغلوب على أمرهم و قد ضربت بمواقف الدكتور عبد الله علي إبراهيم مثلا ًمن قبيل عتاب الأحبة لتلك الفئة الإجتماعية التي تغرد خارج سرب المكتوين بنار الأزمة الوطنية والسياسية الذي تطاول في سماء بلادنا المنكوبة ..ولعل حالة الوطن تستدعي أن يكونوا قادة لتحفيز الشارع على تعديل الحال المقلوب بإيقاظ الهمم لتحقيق ذلك الهدف الذي بات الوصول اليه بوابة ومخرجاً للفضاء الواسع للحرية ووضع نهاية لهذا النظام الذي قعد بالبلاد وعقّد العباد !
أمس قرأت للأستاذ سعيد أبو كمبال مقالا محبطاً في فتور عزم هؤلاء المثقفين وقد حمل كل المتناقضات التي تشجب في قسوة من ظل يفلق على رأس السودان بعصا التسلط و الديكتاتورية و العنجهية في الخطاب وغض الطرف عن الفساد وما الى ذلك من مخازي هذا النظام الظالم الفاشل .. ثم تدعوه حروف السيد ابو كمال ليداوي ذات الرأس المفلوقة وقد ألبسه ثياب الحكمة والزعامة و الشرعية وكأنه يقول هو رجل المرحلة في مداهنة جانبها الصواب في كل التبريرات التي إستند اليها في ضرورة الإعتراف بفوز البشير رغم تبخيسه لنسبة الثمانية وثلاثين في المائة من عدد الذين يحق لهم الإنتخاب حسب السجلات المنشورة و التي قال في تناقض واضح أنها في مقابل نسبة الإثنين وستين بالمائة الذين لم يصوتوايعتبر البشير ساقطاً !
ثم يعود في التواء مريع ليقول ولكن لابد من الإعتراف بالنتجية وأحقية حكمه للبلاد لآن إنتخاباته قامت على دستور 2005 الملزم للجميع وقانون الإنتخابات الذي يجب أن يعتد به !
ولكن فات عليه أن البشير هو من دفع برلمانه لترقيع ذلك الدستور بالقدر الذي يبطله من أساسه طالما أنه يكرس لسلطته كفرد .. ولا ينبي أيُ حرف تم تحويره فيه بأن الرجل سيكون قادراً على تلبية كل قائمة الطلبات التي وضعها أمامه السيد أبوكمبال من توفير الحريات و توسيع مواعين الحكم وفك الضوائق المعيشية و محاربة العطالة والإنفتاح على الكل بدلا من الإنغلاق على جماعة بعينها .. وهو لعمري خطل في تقييم مقدرات الرجل الذي لو كان يملك إمكانية تحقيق ذلك بعد أن قال له طوب الأرض يكفي ربع قرن من التجريب والوعود الكاذبة والمراوغة ..لكان ذهب في مشوار الحوار و مخرجاته التي طرحتها المعارضة الى ابعد مدى و قام بتأجيل الإنتخابات التي تذرع بأن تأجيلها سيحدث فراغاً دستوريا وكأنه هو من يقدس الدستور الذي يعبث به مقص الخياطة بدرية في كل مرة ليكون على مقاس الرئيس حتى بات فيه من الخروق ما يجعل عورة الرجل كالشمس في رابعة النهار !
ما هكذا تورد الإبل يا طليعة مجتمعنا المثقفين الأكارم.. فالناس لا ينبغي أن تكتب لمجرد أن تنشر صورتها أعلى أي كلام والسلام .. فالقلم مسئؤلية والحرف أمانه والرأى أخلاق وليس نفاق ..ولعلها قد تكون مجرد كبوة جواد يا أستاذ سعيد.. يا سامحكم الله وهداكم وأيانا !
اخى الاستاذ برقاوى
صباحك نور ان بقى فى صباحاتنا شئ من الانوار. لقد اكملت قراءة مقال الاستاذ ابوكمبال بعد مغالبة شديدة مع النفس وأنا اردد عبارة العياذ بالله التى اشتهر بها الاستاذ شبونة (اعوذ بالله) المقال لا يستحق اضاعة الوقت فى قراءته ولكن يستحق ضمه صاحبه الى قائمة افندية السياسة الذين يتماوجون حسب الظروف والطقس .اقرأ مقالات هذا الرجل القديمة وسوف تجد شخصا آخر . انها المحن السودانية على قول صديقى شوقى بدرى . طيب ياسيد كمبال : سمعنا وعصينا . لن نعترف بفوز البشير ماذا انت فاعل .اللهم اننا لا نسألك رد قضائك فينا ولكننا نسألك اللطف فيه . مشكور ياستاذ برقاوى لقد وفرت على زمنى واعصابى . فقد كنت على وشك الشروع فى كتابة رد قاس على هذا المقال الذى يثير الاشفاق على كاتبه قبل كل شئ. وقد اغنانى تعليقك الثر عما كنت اعد من رد.