السودان ومألات الحرب الدائرة

عدلي خميس
بداية أنا أتحدث عن نفسي وأصالة عن كل مواطن يغير على تراب بلده من الفئة الكادحة التي يعيشون على أسمها النخب من السياسيين والأرزقية من المثقفين وليس لي أي انتماء لجهة أو حزب أو خلافه . والحالة التي نحن فيها كسودانيون تدمي القلب وقشعر منها الأبدان ويشيب لها رأس الطفل الرضيع . وها هي الحرب تلعب بنا يمنة ويسره خربت الأخضر واليابس من البشر والزرع والنسل لم يسلم منها لأحجر ولأشجر ولا بشر وتجهير للمواطن وفقدان لممتلكاته وضياع للأمن وتدمير للاقتصاد الوطني والجنرالات لا يهمهم ما يرجي ولا يهز لهم شعرة من إحساسهم من ألألم ومنحن وموت ودمار وتدهور وشتات للوطن والكل يسعى لكسب للسلطة أكبر مكسب سياسي وأعلامي على أشلاء وأجساد وجماجم مواطنيهم الغبش أهل السودان ولا ادري عن ماذا يبحثون عن بلد بلا مواطنين ماذا سيحكمون في حالة نجاح أحدهم على الأخر أرض محروقة عاصمة مدمرة اقتصاد منهار والتاريخ القديم والحديث يشهد أن أي حرب تنتهي بالحلول والجلوس على طاولة المفاوضات حقنا للدماء وتقديرا للمواطن .
وها نحن ندخل شهرنا الخامس ولا يزال الدمار على مستوى الساعة والدقيقة والثانية والانتهاكات والتدمير المتواصل للبنيه التحتية للعاصمة والكل يسعي بكل جهده للانتصار على الأخر غير مبالي ما يعانيه المواطن أوالوطن عبر شتى الوسائل برغم الوساطات والمساعي الحثيثة من الداخل والخارج والدول المحيطة والصديقة وخلافهما على المستوى الدولي ونحن لأنزال في مكانك سير نتقاتل بصورة تندى لها الإنسانية بين رأسي المتحاربون والطرف الثالث من الفلول من النظام البائد بأوجه وقناعات مشهودة ، يزكي نار الحرب بأساليب ليس بغربية على المجتمع السوداني ومن خلفهم تمنيا منهم لأعاده عقارب الساعة للخلف حتى يعودوا لحكم السودان لينتقموا من ذلك الشعب الذي لفظهم في ثورة ديسمبر المجيدة . واظني ومعي كافة الشعب السوداني يعلم لعلم اليقين بانهم هو الضحية لهذه الحرب العبثية . ونحن أذ ننادي باسم المواطنة والوطن وما كان يعرف عننا من الطيبة والعشرة والتسامح التي كانت حتى القريب قبل اندلاع الحرب تميزنا عن الأخرين أصبحنا في قلب الحدث بل العكس خرج علينا تجار الأزمات السياسيون منهم والقانيون والمحللون… في جميع مناحي الحياة وبشتى السبل دون أدنى مراعاة للظروف القاهرة والعصيبة التي يمر بها كل مواطن ووحدة الوطن وترابه وبدون استثناء . علما بان هنالك بالعالم ما من مر عليهم بمثل هذه الحالة للحروب … وكانوا لبعضهم البعض عونا وسندا وداعماً لكي تمر المحنة وتنجلي الأزمة بأقل الخسائر ويبقى صوت الوطن مصون لكرامته وترابه هي المصلحة العليا عوضا عن التشتت والتمزق والتشرذم والفتات لأبنائه .
ومن هنا ننادي بالتفاعل والعمل بالمقولة المشورة تأبى الرياح أذا اجتمعن تكسرًا واذا تفرقت تكسرت آحاده . فلننادي بعضنا البعض ونحاول اصلاح ما افسدته عبثية الحرب المشئمة بالتكاتف وحث بعضنا البعض على تجاوز المحنة التي عصفت بالقواعد الذهبية بالنسيج المجتمعي واصحبنا مشردين ونازحين هائمون على وجوهنا وقتلى وجرحى ومغتصبون وأسرى ومفقودون ولا يفوتني التجاوزات التي ارتكبت بحق المواطنين بدون تميز لفئة دون ألأخرى وكان ضحيتها النساء والفتيات من اغتصابات وانتهاكات يندى لها الجبين تتنافى مع القيم المجتمعية السودانية منذ غابر السنين . ونسال سؤال مباشر وبدون مقدمات ألا يوجد فينا رجل رشيد في الامة السودانية والتي قوامها ((45)) مليون نسمة أو يزيد …حتى يتخذ قرارا أيقاف الحرب ويحقن تلك الأروح والدماء والأعراض والانتهاكات الا إنسانية التي ترتكب بدون استحياء أو خجل في وضح الظهيرة وتعود الخرطوم لسيرتها الأولى أو حتى لو قريب منها وبالطبع بنفس القدر بقية ربوع السودان .
وعليه الواجب الوطني والديني والعرف يحتم علينا للمة الشمل ونكران الحرب بان نقول لا لا للحرب بشتى السبل ونعمل بالمثل باتحادنا وقوتنا تأبى الرماح أذا اجتمعن تكسرًا وإذا تفرقت تكسرت أحادي .
فلنحكم صوت العقل وصحوة الضمير وصلابه الإرادة الوطنية من الحكماء والعقلاء ووجوه المجتمع وعلماء الدين وأطياف المجتمع المدني السوداني الأصيل بمقابلة والتنسيق فيما بيننا لمواجهة المتسببون في هذا الضياع والانحراف الغير مسبوق في تاريخ السودان بتلك الفظائع التي تمت حتى يعودوا الى رشدهم وجادة الصواب لكي نحافظ ما بقى من السودان حتى لا يضيع منا ويتفتت ويصبح أثرا بعد أن كان واقع ملموسًا ويذهب ادراج الرياح بدون رجعة ونبكي بدموع الدم عليه . ونحن أذ نشعر بالدونية عندما يكتب التاريخ وسوف يلموننا أحفادنا لعدم تحركنا بصورة المسئولية المطلوبة ومحاولة لم شملنا والسعي على اصلاح الوضع واعادة الأمن والأمان والاستقرار والعيش تحت بوتقة سودانية واحده تسع الجميع لربوع السودان حتى يعيش المواطن سالما معافى .
والله من وراء القصد وهو المستعان .
مواطن غيور: عدلي خميس
[email protected]