أخبار السودان

دكتور الشفيع خطر (2)

حسن وراق

@ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني فتحت علي نفسها ابواب من جهنم  لن توصد ، غضب في كل مكان  و استنكار وحالة من الاحباط اصابت كل قواعد الحزب و اصدقائه  في بقاع السودان  وبدأت القناعات  تتضح  للجميع بأن  هذا الحزب مخترق  من قمته و كما يقول المثل الصيني (السمكة تفسد من رأسها)  والدليل علي ذلك  صدور قرار  بفصل عضو قيادي باللجنة المركزية  كان  مستهدفا  من قبل بالتصفية الجسدية عند قيام الإنقاذ  ودفعت مقابل الارشاد عن مكانه  جوائز ضخمة  وكان  المدعو الطيب سيخة يعرف جيدا  قدرات و امكانيات دكتور الشفيع خضر  الذي  كان هدف  رئيسي للنظام الوليد   ولذا كان سيخة مكلفا  و مهموما بالقبض علي الدكتور الشفيع   وكان التكليف الصادر وقتها عند قيام الانقاذ تصفيته بالطريقة التي تمت للشهيد الدكتور علي فضل بان يدق  مسمار في يافوخه  وهاهي قيادة الحزب  تقوم بفصل دكتور الشفيع في ظروف مريبة جدا تؤكد ضلوع الاجهزة الامنية في هذا التوقيت  بالذات  و تكسب  اللجنة المركزية جائزة الطيب سيخة  وتزرع الفرح وسط قيادات الحركة الاسلامية الشامتة علي ما فعلته قيادة الحزب .
@ البلاد حبلي بالكثير من الاحداث التي (سخنتها) حلقات الترابي واعترافاته حول حادثة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك  تلك الحلقات التي تبثها قناة الجزيرة  وكان تاثيرها بمثابة صدمة  للحركة الاسلامية و فضيحة للنظام الحاكم  لم يفق منها  وفتح ابواب  الاتهامات  علي  اركان الحركة والنظام  وكان لابد من  احتواء  ما يشغل الساحة  بخبر اكثر دوي  من حلقات الجزيرة  ليأتي الفرج  علي  يد اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني التي تركت قضية  الشعب السوداني الجوهرية في اسقاط النظام  لتجتهد في اسقاط عضوية احد القيادات الحزبية  بحيثيات هزيلة  مردود عليها  تضمنها بيان  مرتجف  حشدت له نصف عضوية اللجنة المركزية  التي اجازت قرار الفصل  بأغلبية  13 عضوا  علي رأسهم السكرتير  السياسي  الذي من المفترض ان يتمتع بحكمة وكياسة  القيادة والصبر والتأني في عدم العجلة باتخاذ قرار  يحسب تاريخيا  علي  حزب ثوري عريق  ولكنه كان اكثرهم  استعجالا لضعف خبرته  وتجربته في قيادة حزب عملاق تقزم في عهده كما هو السيناريو المرسوم لقيادة الخطيب الذي جيد به للقيام بهذه المهمة لذا ، حرص علي تنفيذ حكم الفصل مقابل  7 رفضوا القرار وهم يدركون جيدا ان رفضهم يوازي  الموافقة   لن يصدقهم أحد لجهة انهم اقدم قيادات الحزب لهم طموحاتهم   ايضا في القيادة  وكان اشرف لهم مغادرة هذا الاجتماع الكارثي والذي  سيسجل  في تاريخهم  الحزبي الذي  انتهي ولن تغفر لهم عضوية الحزب حتي تلك التي في رحم الغيب .
@ هل كانت مشكلة الشعب السوداني  فصل او الابقاء علي احد اعضاء اللجنة المركزية التي اصبحت لا هم او عمل لديها غير سيرة فصل الدكتور الشفيع خضر . ماذا لو ان نصف عضوية اللجنة المركزية  هذه (20 عضو)  ارجأوا هذا القرار حتي  تكتمل  فضيحة الحركة الاسلامية  وقيادات النظام  وضلوعهم في الارهاب و الاغتيالات التي اعترف بها  شيخهم و اسعدت هذا الشعب ايما سعادة  و اعطته دفعة  قوية  و تعبئة لتعجيل التغيير و الانتفاض سيما وان الحكومة ترتب  لإشعال عوامل ثانوية للتغيير  بزيادة اسعار الكثير من السلع بدأت بالدقيق ويليه الوقود ثم الكهرباء كان علي قيادة الحزب استثمارها ولكن لن يثق الشارع بقيادة فشلت حتي في تحديد الاولويات  . هل هنالك شخص واحد عاقل في عضوية اللجنة المركزية  التي (نفست) الاحتقان الشعبي وأبطلت التعبئة الشعبية  وبثت مزيد من روح الاحباط وسط القوي الثورية التي  يقع عليها عبء التغيير  وكل ذلك  من اساليب اجهزة الامن . قرار فصل الشفيع  وتوقيته في مثل هذه الايام تخطيط امني دقيق  فات علي  قيادة الحزب الشيوعي ولجنته المركزية التي  انجرفت و انساقت  وراء  اصرار غريب  من اسموهم  مثلث الشر (رجلين و إمرأة ) . الآن فقط علي كل الشيوعيين وأصدقاءهم ادراك  أن ما  تم من عملية فصل  عضو قيادي مركزي يفضح ضعف القيادة التي لم تتمهل او تصبر  وان هنالك ابتزاز جعل الصمت  مقابلا  وان الاختراق تجاوز مراحل  تسليم (الفلاشات ) والمستندات  للأجهزة الامنية  الي مرحلة  تنفيذ التعليمات  في هذا التوقيت بالذات  والدليل آلوا لو ..
نواصل 
@يا أيلا .. ادرك  جبايات مدارس الاساس (500 جنيه  عن كل تلميذ  سنة اولي ) انت والي احق بها من أن تذهب لجيوب المفسدين من المدراء و مجالس الآباء !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاحزاب الاربعة
    1- حزي الامة + 2- حزب الاتحادى الدميقراطى
    هذين الحزبين عليهما تعير المتصفح العائلى
    الحوب الشيوعى يحتاج لتحديث حالة وذلك بفرجن جديد
    الجبهة الاسلامية لا يصلح معها اي تجديث و عليهم العودة
    من حيث اتو المجرمون الى السجون
    على السيستم السودانى البحث يجدية وسرعة عن حزب ثالث يخرجهم من العائلية
    و الجهوية ويخرج العسكر من السياسة والمدن

  2. مقال عاطفي وغير موضوعي وفيه تضخيم لدور الشفيع الذي ليس له من تاريخ نضالي معروف…على الأقل السكرتير الحالي سجن اكثر من مرة في زمن محنة الحزب الشيوعي في عهد النميري وفصل من عمله وشارك في تحالف النقابات الذي قاد ثورة الشعب ضد النميري….ما لا تريد ان تفهمه ان الشفيع يدعو لحزب جديد غير الحزب الشيوعي…يريد تغيير الاسم والخط الايدولوجي الماركسي…الماركسيون يريد الإبقاء على الحزب باسمه وخطه الايدولوجي فكيف يتركون من يريد شطب الحزب من الوجود…افهم ان تدعو الشفيع لتكوين حزب جديد باسم جديد وان تلتفوا حوله تحت راية الليبرالية اما ان يحاول الشفيع اقتلاع الحزب من الماركسسين أصحابه لتغيير اسمه وخطه الايدولوجي فأمر عجيب وغريب…كان على الشفيع ان يفعل ما فعله الخاتم عدلان يعقد مؤتمر صحفي ينتقد ماضيه ثم يعلن أفكاره الجديده ويعلن قيام حزبه الجديد اما ان ينازع الماركسسين في حزبهم لإقتلاعه وتغييره فأمر غير حكيم، لان عناك من يؤمن بالماركسية وحتمية انتصارها رغم سقوط المعسكر الاشتراكي…ومن حقهم ان يؤمنوا كما يشاؤون وبما يشاوون وان يكون لهم حزبهم

  3. الاحزاب الاربعة
    1- حزي الامة + 2- حزب الاتحادى الدميقراطى
    هذين الحزبين عليهما تعير المتصفح العائلى
    الحوب الشيوعى يحتاج لتحديث حالة وذلك بفرجن جديد
    الجبهة الاسلامية لا يصلح معها اي تجديث و عليهم العودة
    من حيث اتو المجرمون الى السجون
    على السيستم السودانى البحث يجدية وسرعة عن حزب ثالث يخرجهم من العائلية
    و الجهوية ويخرج العسكر من السياسة والمدن

  4. مقال عاطفي وغير موضوعي وفيه تضخيم لدور الشفيع الذي ليس له من تاريخ نضالي معروف…على الأقل السكرتير الحالي سجن اكثر من مرة في زمن محنة الحزب الشيوعي في عهد النميري وفصل من عمله وشارك في تحالف النقابات الذي قاد ثورة الشعب ضد النميري….ما لا تريد ان تفهمه ان الشفيع يدعو لحزب جديد غير الحزب الشيوعي…يريد تغيير الاسم والخط الايدولوجي الماركسي…الماركسيون يريد الإبقاء على الحزب باسمه وخطه الايدولوجي فكيف يتركون من يريد شطب الحزب من الوجود…افهم ان تدعو الشفيع لتكوين حزب جديد باسم جديد وان تلتفوا حوله تحت راية الليبرالية اما ان يحاول الشفيع اقتلاع الحزب من الماركسسين أصحابه لتغيير اسمه وخطه الايدولوجي فأمر عجيب وغريب…كان على الشفيع ان يفعل ما فعله الخاتم عدلان يعقد مؤتمر صحفي ينتقد ماضيه ثم يعلن أفكاره الجديده ويعلن قيام حزبه الجديد اما ان ينازع الماركسسين في حزبهم لإقتلاعه وتغييره فأمر غير حكيم، لان عناك من يؤمن بالماركسية وحتمية انتصارها رغم سقوط المعسكر الاشتراكي…ومن حقهم ان يؤمنوا كما يشاؤون وبما يشاوون وان يكون لهم حزبهم

  5. حسن وراق
    كان الأجدى أن تعيد قراءة مقالك مرة وإثنتان
    فإن ما أخذته مثالا لإثبات نزاهة ونظافة يد الشفيع يمكن أن يؤخذ ضده، كذكرك : أوامر المؤتمر الوطني بتصفية الشفيع في بداية حكومة الإنقاذ، وضع خط تحت بداية حكم الإنقاذ.
    من هذه النقطة يظهر جيدا ضعف قدراتك في القرايات الأمنيه لنظام المؤتمر الوطني. وخذ هذه معلومه مني مجانا لتفتح بصيرتك لتقييم أفضل مما ذهبت إليه : إن جهاز أمن المؤتمر الوطني جنح إلى إستخدام حيلة أكثر دهاءا في إختراق التنظيمات السياسيه وخصوصا الحزب الشيوعي لنتانة تأمينه، ولقد جنح في ذلك إلى تلمييع أفراد لديهم عضويه في الحزب الشيوعي يمتازوا بالضعف الفكري وآخرون كان قد دسهم للتجنيد لكن لم يحرزوا تقدما في صفوف الحزب الشيوعي. وكان الغرض من التلمييع للدفع بعجلة تصعيدهم إلى مراكز متقدمه في هيكلة الحزب، وهذا غير الآليات الأخرى التي من بينها التصوير والتوريط في تعاملات مناقضه لمبادئ المعارضين.
    وقد كان يتبع في التلمييع : الإعتقالات المتكررة، وتتضخيم صورة بعض العضويه بالنقد وتسليط الميديا والوسائط بمختلفها نحوه حتى يبرق نجمه ويظن البعض أمثالك بأن هذا الكادر صاحب قدرات فكريه عاليه، وتبدأ مرحلة عبادة الأشخاص التي تعمل على تحجيم العقول من التطور تماما كما في التصووف، لكن يبقى الأمر في حقيقته أجوفا لا هناك قدرات ولا حزب إرتقي، فكل الأمر في رمته مجرد دق طار ونفخ للبخور على أعين العامه وأنا أحدهم لكني بمقالك هذا أيقنت أني أرفع بصيرة مما كنت أعتقد.
    وأعلم أن تعبئة الشارع بالجماهيير الهادرة، ومعرفة هذه الجماهيير لطبيعة كنه النظام لا تحتاج إلى إعترافات هذا الهالك شيخهم النتن الترابي، ولا يمكن أن يرتفع مود ثوران الجماهيير من فعل من قبل النظام وحده، وإسلوبك هذا إسلوب العاجز عن إدراك وعي الجماهيير ليختزل صلابة وعيها بفضل عضوٍ في حزب ما وإن كان الشيوعي. فهذا أمر يخص الحزب وتقديراته والخروج للشارع يعتمد على إرادتي في المقام الأول، ومن ثم يأتي دور الأحزاب وضآلتك في سبتمبر 2013 لك عبرة وإتعاظ وبالتأكيد القادم أحلي.
    كان.الأجدر لك أن تتناول موضوع الفصل بعيدا عن تضخيم الشفيع والغوص في مدحه ورفع شأنه فهذا أمر متروك للقارئ فإنا لم نفوت حضور لقاء إسكاي نيوز لنعرف حقيقة كنه الرجل. فإن إئقالك في مدح الرجل بهذا الشكل قد ذكرني بذاك الرجل الذي يحمل حذاء شيوخ المراغنه في مشهد محزن لإنسان ينشد خلاص الوطن.

  6. منقول :
    12/0702016
    بقلم : حمد ابراهبم
    وجود احزاب ذات صلة بالجماهير و لها قدرة تنظيمية عالية مهم لاسقاط النظام متما نضجت الظروف الموضوعية لذلك و يكتسب وجودها اهمية اكبر فى غياب الاجسام الفئوية و النقابات التى تقود الاضراب السياسى و العصيان المدنى. كما ان تنظيم العصيان المدنى يتطلب معرفة بالواقع و صلة عميقة بالجماهير و يستدعى معرفة الجماهير وثقتها بالقيادات التى ستتصدى لتنظيم العصيان و المظاهرات. هذه الثقة لا تتولد بين يوم و ليلة فهى تطلب العمل الدوؤب و الاحتكاك بالجماهير من خلال انشطة اجتماعية و ثقافية و تصدى للقضايا المطلبية و هموم و احتياجات الجماهير اليومية فى الحى او مكان العمل. هذا لا يتاتى بوسائط التواصل الاجتماعى فهى وسائل للتحريض و تبادل المعلومات اكثر منها وسائل لتنظيم الجماهير لذا عندما خرجت الجماهير فى سبتمبر بناء على التحريض و المعلومات المتداولة لم تجد القيادات امامه فى الشارع كما خلقت انطباع كاذب عن التنسيق و التنظيم الموجود. خلال ثورات اكتوبر و ابريل لعب كوادر الحزب الشيوعى دور محورى مستفيدين من الانضباط و القدرات التنظيمية التى يوفرها التنطيم اللينيى للحزب الذى يقوم بشكل اساسى على فرع الحزب المرتبط بجماهير المنطقة و الذى لديه صلات بالجماهير ليست وليدة لحظة التفكير فى تسيير مظاهرات. ليس ذلك فقط لاسقاط الجماهير يجب ان تحمى الثورة بالسلاح فى غياب الانضباط و الالتزام بقواعد التامين و العمل السرى من الصعوبة بمكان تحديد مسار المظاهرات و التصدى لجواسيس النظام. الفيس بك ليس بديل لفرع الحزب و الاجتماعات الحاشدة و الحملات الاعلامية لن تكون بديل الانضبايط و النشاط الدائم للفرع الحزب.
    هذه المقدمة مهمة لاستهلال النقاش حول الصراع الدائر فى الحزب الشيوعى. الصراع فى ظاهره حول اسم الحزب و المرجعية الفكرية للحزب لكن دوافع هذا الصراع تتجاوز محاولات اصباغ الطابع فكرى عليه و تجريده. عموما ليس من اهداف هذا المقال مناقشة طبيعة هذا الصراع لكن سنركز على نتائج/مالات و محصلة هذا الصراع و الجهة المستفيدة منه بشكل اساسى، فالتاثير المباشر لهذا الصراع سينعكس على بنية الحزب الشيوعى كمنظمة الثورية و قدرتها على الفعل الثورى و تنظيم الجماهير للعمل على اسقاط النظام و اجبار قوى اليمين على عدم الاستجابة للضغوط الاجنبية. من اهم افرازات هذا الصراع هو البنية التنطيمىة و اليات العمل و مناهجه، سيتمخض هذا الصراع عن الشكليين الاتيين:
    ? تنظيم مفتوح و حزب ليبرالى واسع تجتمع عضويته متما اقتضت الضرورة كما فى احزاب الامة و الديمقراطى الليبرالى و حزب المؤتمر تصيغ قياداتها خط الحزب وفق رؤها و خلفياتها الطبقية فى ظل غياب كامل لوجود منظم و نظام عمل داخلى و مجلات داخلية او يمكن يكون على نسق حركة المستقليين و المحايدين فى الجامعات او فى نسختها المستحدثة التغيير الان تنظيم يعتمد على الحشود و التحريض من خلال وسائط التواصل الاجتماعى و يوظف وسائل الاتصال الحديثة للتنسيق و تبادل المعلومات رغم المخاطر الامنية المرتبطة بذ لك مع وجود مكاتب متخصصة على نسق ما هو موجود فى الحزب الشيوعى. او تكون بنية و خط تنظيمى هجين على شاكلة حركة حق و مشتقاتها.
    ? شكل الاخر يقوم على فرع الحزب باعتباره الاساس و يتركز السياسى الخاص به حول قضايا الجماهير فى منطقته رغم ان التقاليد و الممارسات التى كانت سائدة قد تضعضعت الا انه يمكن احياءها و العمل على تحديثها. فعالية هذه البنية تعتمد و بشكل اساسى على وضوح الخط السياسى و التنظيمى و التخطيط بعيد المدى مع وجود عناصر ملتزمة و مخلصة. فهى تساعد على التخطيط للفعل الثورى و تقلل من خطر الاختراق.
    اعلام النظام و اجهزته الامنية ليست بعيدة عن الصراع الدائر فى الحزب الشيوعى و لم تخفى سعيها للتاثير على الصراع الدائر و العمل على ترجيح كفة تيار على الاخر فقد ركز اعلام النظام و الصحافيين مرتبطيين به على:
    ? ان ما يدور فى الحزب الشيوعى هو صراع فكرى و ان هذا الصراع امتداد للصراع الذى حدث فى المؤتمر الخامس لكن الواقع يقول غير ذلك فالتيارين او المجموعتين المتصارعيتين فى الخامس اصبحت لديهم اهداف مشتركة و هناك تنسيق لصيق بينهما رغم ان اساس و منطلقات الصراع المعلنة بين التيارين فى المؤتمر الخامس كانت فكرية و عرف الصراع بينهما فى وقته بأنه بين التيار المنفتح و الشاب و الحرس القديم الستالينى. هذا الهدف المشترك دفع المجموعتين للتنسيق فيما بينهما و اعداد استراتيجية و قائمة مشتركة لخوض انتخابات اللجنة المركزية فى المؤتمر السادس فبينما كان سليمان حامد و الشفيع خضر رموز المجموعتين خلال المؤتمر الخامس فقد حدد التيار/المجموعة المتحد هدفه و الشخصية المحورية التى سيتوارى خلفها و يعمل على جرها و حنفشتها لتلعب الدور الذى لعبه الشفيع.
    ? بذر بذور الشك وسط الشيوعيين وفى اهم مسؤولية قياديةـ بدأت المساءلة بالحديث عن فلاش و اخفاء معلومات فى الجلسات الخاصة فى العام 2013 ليتم تدعيم هذا الاتهام بواسطة شيوعيين سابقين انضموا للتغير الان و تم اعتقالهم بعد انتفاضة سبتمبر حيث اكد اكثر من واحد منهم انه تم مواجهته بمعلومات حساسة و احيانا مكتوبة بخط اليد. بعد ذلك كانت هناك خطوة اكثر تحديدا و جراءة عن طريق بلاغ الى قيادة الحزب الشيوعى تم فيه تسمية المسؤول التنظيمى باعتباره عميل للامن ثم قام صلاح بندر و اخرين بنشر هذه المعلومات فى المواقع الالكترونية متزامنة مع نشر واسع للاشاعة بواسطة اعضاء فى الحزب مرتبطيين بالتيار المتحد بالاضافة الى بعض الشيوعيين الذين حردوا بعد المؤتمر الخامس. الواضح ان استهداف م.ت مرتبط بمحاولة سابقة لاحتواءه حتى يتم تمرير مخطط الانقلاب الابيض حيث يتم تفكيك هيئات الحزب و حلقاته السرية كما حدث لهئيات الحزب فى مديرية الخرطوم خلال الاعوام 2006-2010 و يتحول الحزب الى حزب ليبرالى مفتوح بدون تقاليد عمل ثورى دون ان يعرف الشيوعيين بذلك او يلموا بها.
    ? هجوم مركز و استهداف اعضاء معين فى قيادة الحزب و لجنته المركزية مع تسريب نوعى لبعض وثائق و مدوالات ل.م. الملاحظ ان اعلام الجبهة الاسلامية اهتم و سلط الضوء على قرار ل.م بايقاف الشفيع و اخرين و تجاهل قرارات مماثلة مثل الانذار بالفصل لاسماء معروفة بارتباطها بالتيار المتحد (ما سمى مجموعة الشفيع و سليمان حامد اثناء الموتمر الخامس)
    الهم الاساسى للجهاز و من خلفه اجهزة الاستخبارات الاجنبية هو تفكيك الحزب و احلال محله حزب ليبرالى مفتوح محل الحزب الطليعى و على اسوأ الفروض ان ينتخب المؤتمر السادس لجنة مركزية ضعيفة و غير متجانسة تتيح له جمع المعلومات من خلال الثرثرة و تبث التذمر و الضجر وسط العضوية مع عدم الانضباط لذا سيوظف كل امكانياته لجعل ذلك ممكنا و ان فشل فى ذلك سيعمل على منع اكتمال فعاليات المؤتمر السادس و خلق فراغ دستورى بعد حل ل.م.
    الواقع الحالى ربما يخدم هذه الاستراتيجية فبينما قامت استراتيجية اللجنة المركزية على استخدام اللوائح لتحجيم التكتل و ضمان ان تاتى لجنة مركزية موحدة تعكس رؤية العضوية الفاعلة فى الحزب و ان لم يتم الالتزام بها فى اختيار المناديب للمؤتمر السادس فى ولاية الخرطوم. فأن التيار المتحد يراهن على ايصال اكبر عدد من العناصر الموالية او التى يمكن ان استمالتها الى عضوية اللجنة المركزية من خلال:
    ? التخطيط و العمل على ادخال اكبر عدد من المناديب موالين للتيار المتحد حتى يضمن سيطرته على ل.م و من ثمة تمرير اجندته.
    ? ترشيح اسماء لامعة و مشهورة لعضوية ل.م غض النظر عن اداءها و انضباطها و قدراتها الفكرية و التنظيمية، تكون قد برزت خلال الاعلام كنشيطيين، اكاديميين، قيادات جهوية و اقليمية.
    ? الاستفادة من تشتيت الاصوات الناتج عن ترشيح اعداد كبيرة لعضوية اللجنة المركزية فقد تجاوزت الترشيحات لعضوية ل.م فى مديرية الخرطوم اكثر من 300 مرشح. وجود عدد كبير من المرشحين يتيح لمجموعة منظمة و متكتلة ان تستحوذ على اكبر عدد من مواقع ل.م. اذا كان ادنى عدد من الاصوات تحصل عليه الفائزين فى المؤتمر الخامس 100 صوت فمن المتوقع ان ينخفض هذا العدد الى 40 فى المؤتمر اذا بقى عدد المرشحين للجنة المركزية كما هو.
    لقد عانى الحزب الشيوعى و منذ المؤتمر الخامس من انقسام غير معلن حافظ العشرات من المنقسمين على وجودهم فى الحزب دون ان يكون لهم وجود فعلى داخل الحزب بينما نشطوا فى منظمات و اجسام موازية للحزب فى الوقت الذى عملوا فيه على تشويه صورة الحزب و الهجوم على قيادته. المنقسميين يسعوا على الاستيلاء على تراث الحزب الشيوعى و بناء حزب من الصعوبة بمكان تسميته اشتراكى ديمقراطى على انقاضه خلسةهذا التكتيك مهم و ضرورى حتى لا يكون مصير هؤلاء الانقساميين مصير من سبقوهم من الانقساميين (عوض عبد الرازق، الخاتم عدلان و غيره).
    خلاصة:
    الموتمر السادس اما ان يقود الى ل.م متماسكة تحافظ على ارث الحزب و تعمل على تثويره و توظيف امكانيات كادره فى اسقاط النظام او ل.م ضعيفة غير موحدة تبث روح الاحباط وسط عضويته او لجنة مركزية تعمل على خلسة على تحويل الحزب الشيوعى الى مؤسسة ليبرالية عاجزة عن الحفاظ على كينونتها و مرتع للانقسامات ناهيك عن اسقاط النظام.

  7. رد على مقال الأستاذ حسن وراق “دكتور الشفيع خطر” وكل من كتب مستنداً على نفس الحيثيات
    الراكوبه :15-07-2016
    نجاة طلحة
    ارجو أن أنوه لأن ما يلي هو فقط سرد للحقائق بسند منطقي وعلى القراء ان يحكموا. الزملاء في قيادة الحزب، وعلى ما أعتقد، لم يشاؤوا الرد على اللقط المثار في الاعلام حول قرارفصل الزميل الشفيع خضر بإعتبار ان هذه مسألة داخلية إتخذت فيها اللجنة المركزية قراراً لائحياً. أما القواعد والتي أيدت ورحبت بالقرار فإن اللائحة تمنعها من مناقشة هذه المسائل الداخلية في الإعلام إذ أن الرد يتطلب سرد تفاصيل هي ليست بالأسرار، لكنها نشاط داخلي يخص الحزب. هذا الوضع ترك فراغاً إمتلأ بقلق الحادبين على مصلحة الحزب، وهجوم الأعداء الذين لا يفوتون مثل هذه الفرصة للهجوم وبث سمومهم.
    منذ أن بدأت قضية الزميل دكتور الشفيع خضر تظهر في الإعلام درج المبطنون للنوايا السيئة بالحزب الشيوعي السوداني يسربون المعلومات عن إجتماعات اللجنة المركزية ويخرجوها عن سياقها مبتورة لتعكس فهماً مغلوطاً للحقيقة، ونحن والتزاماً باللوائح لا نستطيع تبيان الحقائق للناس لإرتباطها بعمل ونشاط داخلي. لكني وقد يكون لأول مرة في تاريخ عضويتي في الحزب التي إمتدت لعقود بل أجيال (أعمار ناس كما يقول المثل السودان) فاني أجد نفسي خارج اللوائح لأن إيراد الحقائق هو وحده ما يلجم كل الأصوات التي إتخدت من هذا الموضوع زريعة للهجوم على الحزب ونعتت قيادته بالتأمر والديكتاتورية.
    لم تتخذ اللجنة المركزية قرارها فقط بناء على التداول خلال عدة إجتماعات ناقشت هذه المسألة فقد وسعت اللجنة المركزية المناقشة، وإن إتخذت هذا القرار منفردة كان سيكون من صميم واجباتها ومسئولياتها. لكن رجعت اللجنة المركزية للقواعد وعقدت الإجتماعات الموسعة مع كوادر الحزب وإن لم تكن محتاجة لكل هذه الممارسة المغالية في الديمقراطية فالموضوع كان واضحا. كل قواعد الحزب كانت على قلب رفاقي واحد وقد أجمعت على رفض النهج الذي إتبعه الزميل الشفيع خضر (طبعاً من المؤكد أن هنالك قلة لا تتفق مع هذا الطرح لكنها قلة قليلة جداً ولكني أضيف هذه الملاحظة للدقة فقط). أعلم تماماً إني بهذا أخرق اللوائح وأزيع معلومة داخلية وأنا مستعدة للمحاسبة ومسئولة عن كل كلمة وردت في هذه الإفادة. ليعلم الجميع أن الحزب هو الذي إتخذ القرار وليس اللجنة المركزية وحدها وإن كان من حقها أن تفعل.
    دعونا نحتكم لمبدأ الديمقراطية وهي القضية التي بنى عليها كل مهاجمو قرار اللجنة المركزية موقفهم ووصفوا القرار بانه تآمري. يقول البيان عن دكتور الشفيع خضر:
    “الاصرار على السير في طريق مخالف لخط الحزب السياسي والفكري الذي اجازه المؤتمر الخامس وعدم الالتزام برأي الاغلبية في القضايا الخلافية ، مما يخالف نص الدستور ومناهج عمل الحزب، رغم كل المساعدات التي قدمت له والمناقشات التي جرت لسنوات طويلة من الحزب واصدقائه والحادبين على الحزب، مما يعني ان الزميل الشفيع وضع نفسه عمليا خارج صفوف الحزب طوعا واختيارا”.
    الجلي تماماً هو أن دكتور الشفيع خضر لم يلتزم بما وصل اليه رأي الإغلبية في المؤتمر العام وضرب بمبدأ الديمقراطية عرض الحائط. كل من يدافع عن موقف دكتور الشفيع خضر بناء على الدفاع عن الديمقراطية يجب أن يكون له تفسيرٌ آخر لهذا المبدأ. وأحيلك لفقرة أوردتها في مقالك وهي “جاء الدكتور في ذيل قائمة عضوية اللجنة المركزية”. هل تعتقد أن دكتور الشفيع خضر بكل تاريخه النضالي ومساهماته كان سيأتي في ذيل القائمة، أي ما يعتبر شبه إجماع على رفض دخوله اللجنة المركزية. بالتأكيد فإن الحزب ممثل في مؤتمره العام يدرك تماماً ماقدمه دكتور الشفيع خضر للحزب وللبلد، لكن ترتيبه في ذيل القائمة كما أوردت قد كان رفضاً كاملاً لطرحه الذي سقط تماما وأجمع الحزب، وأكرر ممثلاً في مؤتمره العام، على السير في طريقه الثوري مسترشداً بالماركسية. ما اقصد تأكيده بالتركيز على هذه النقطة ليس قدحا في شخص دكتور الشفيع خضر لكني أعتبره رداً شافيا لكل الإصوات التي تقول أن اللجنة المركزية قد أقدمت على إتخاذ قرار الفصل ومن قبله الإيقاف خوفاً من أن طرح دكتور الشفيع خضر سيلقى إستجابة من المؤتمر السادس. اريد أن أقول أن رفض القواعد لطرح دكتور الشفيع خضر كان قوياً لدرجة أن كفة الرفض هذه كانت أثقل من كفة كل تاريخ دكتور الشفيع خضر، لتأتي هذه النتيجة في التصويت لدخول اللجنة المركزية، وفي تقديري أن هذه النتيجة هي وحدها كافية لإسكات هذه الأصوات، إلا من أبى وكان له دوافع وأغراض أخرى. الا يرى الإستاذ وراق أن وصفه لما تم في المؤتمر فيه الكثير من الإجحاف. هل يقصد أن الحزب كله قد تكتل ضد دكتور الشفيع خضر ليأتي في ذيل القائمة، وهل في هذه الحالة يسمى هذا تكتلاً؟
    كتب الأستاذ وراق “وبدأت الاتهامات تأخذ منحي آخر وكأن الشفيع هو من يقود اتجاه فكري لتصفية الحزب والخروج من الماركسية وتاييده لتغيير اسم الحزب” أما هذه الفقرة فقد حيرتني تماماً ولا أدري هل هي حقا تحمل معناها الواضح أم أن الإستاذ وراق قد خانه التعبير. هل هذا إتهاما أم أن هذا هو لب القضية بل القضية كلها.
    الزملاء في قيادة الحزب قد مارسوا تقديراً عملياً لتاريخ دكتور الشفيع خضر النضالي، لأنه وتنظيمياً كان يجب على دكتور الشفيع خضر الإلتزام بمخرجات المؤتمر، فخروجه ليعلن عن ما هو مخالف بل ما يعتبر خروجاً كاملاً على قرارات أعلى سلطة في الحزب(المؤتمر العام) هو إنتهاك لدستور الحزب.الخروج عن قرار حزبي أياً كانت درجة أو أهمية هذا القرار توجب محسابة الزملاء في حينه، وليس الإنتظار حتى تأخذ المسالة شكل التكتل، وكل هذه المهادنة في عملنا الداخلي، والتي لا تقل ضرراً عن المهادنة تجاه الأعداء الطبقيون، ولها نفس الدرجة من المآلات والخطر، قد مارستها قيادة الحزب بوضع إعتبار خاص لدور ومساهمات دكتور الشفيع خضر. مهادنة كان فيها تجاهل لهذا التكسير السافر لقرار أعلى سلطة في الحزب (المؤتمر العام) لكن في تقديري إن مساهمات دكتور الشفيع خضر تستحق هذا الإعتبار، لكن كان يجب على الدكتور الشفيع خضر تقدير هذا التاريخ المشرق والممهور بتسديد كافة ضرائب النضال من سجون وتضحيات، والمحافظة عليه، بإحترام رأي الإغلبية لأنه لا يمكننا أن نستمر في عقد المؤتمرات لمناقشة نفس القضية التي تم حسمها في مؤتمر عام، فهذا يجافي أي منطق. هذا بالتأكيد لا يلغي حق الزميل في الإحتفاط برأيه حتى وإن إختلفت معه الأغلبية، لكن في هذه الحالة تحديداً الإحتفاظ بالرأي وهو التصفية الكاملة لمشروعنا الثوري، يحمل معنى وحيد وهو أن الزميل هو في الحقيقة موجود في حزب غير الذي يريد.
    كما ورد في قرار اللجنة المركزية فإن قرار الفصل وحيثياته سترفع للمؤتمر ومن حق الزميل أن يستأنف للمؤتمر. أرجو أن يخالف الزميل الشفيع خضر كل التوقعات ويكون ما يرفعه للمؤتمر نقداً ذاتياً وإستعادة عضوية ليرجع لصفوف الحزب وينصف ذلك المناضل الذي عرفناه، فقد تجنى عليه كثيراً.
    ملحوظة هامة: وأنا أختم هذا المقال طالعت مقال للأستاذ وراق، جزء ثاني للمقال الأول وردت فيه عبارة “اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني فتحت علي نفسها ابواب من جهنم* لن توصد ، غضب في كل مكان* و استنكار وحالة من الاحباط اصابت كل قواعد الحزب و اصدقائه* في بقاع السودان” عن أي قواعد يتحدث الأستاذ وراق هذه المعلومة مجافية تماماً للحقيقة وقد اوردت سلفا في هذا المقال حقيقة هامة وهي أن اللجنة المركزية هي في الحقيقة قد رجعت للقواعد قبل إتخاذ هذا القرار فكان هذا القرار هو قرار أغلبية قواعد الحزب.

  8. هذا القرار والان وقبل المؤتمر فرصه ل د. الشفيع لو باقي علي الحزب الشيوعي بأسمه ومنهجه الفكري أمامه الان فرصة الاستئناف للمؤتمر السادس وحتى لو لم يستأنف فللمؤتمر الحق في الموافقة أو عدمه.. أما أن لم يفعل يكون قطع قول كل خطيب بـأنه أبتعد عن الفكره التي ناضل من أجلها طوال مايقارب الخمسه وأربعون عام .. وهنالك فرق بين أنك تطور الماركسيه بأخذ متفيرات العصر الحالي وهذا هو الطبيعي للشيوعي الحقيقي .. وبين أن تأتي بمنهج أخر يحل مكان الماركسيه .. وكم أتمني بأن د. الشفيع يستأنف ويقوم بنقد ذاتي منذ تردده في حسم أفكار الراحل الخاتم وصولا الي الان .. وخالص أحترامي لتاريخ د. الشفيع ولاننسي هو كما غيره من مناضلين شيوعيين يعملون في صمت ودون ضجيج لهم كل الاحترام والتقدير ..

  9. محاولة تقزيم قدرات سكرتير الحزب الشيوعي (الخطيب) هكذا دون وجه حق امر غريب وعجيب! فليعلم الكاتب سكرتير الحزب وشقيقه عضو اللجنة المركزية سيد احمد مختار الخطيب وشقيقهم الاصغر المرحوم صلاح مختار الخطيب قد دفعوا اثمان نضال… وقد مرت فترة كان فيها ثلاثتهم في سجون الانقاذ في وقت واحد.. ف بالله ارحمونا من الكتابة الساكت…

  10. يقول الدكتور فؤاد ايوب فى تصديره للطبعه العربية من المادية والمذهب النقدى التجريبي : (كلما اجتازت الحركة الثوريه في بلد ما مرحلة من الجذر والانحسار على الصعيد النضالي والسياسي قام فى الميدان الايدولوجي اناس استولى عليهم الياس والقنوط والشك يعملون على اعادة النظر فى النظريه وتنقيحها وتحسينها وتنقيتها فى ما يزعمون لان الاخفاق الذي منيت به الحركه على الصعيد السياسي يثبت عدم صلاحية النظريه الثوريه وعدم كفايتها وضرورة مراجعتها . وهذا ما حدث بعد فشل ثورة 1905فى روسيا القيصريه اذ قام بعض المثقفين الحزبيين يريدون تحت ستار الماركسية بالضبط والدفاع عن المواقع الماركسيه ان ينسفوا اسسها النظريه كليا وكانت تلك طريقه مرائية وبالغة الخطوره اذ كان يمكن ان تضلل عدا من المناضلين الحزبين فى القاعده بينما هي تتحالف مع الحملة التي تشنها الرجعية باثرها ضد الحزب وضد الثوره )
    وهو موقف يتجدد الى يومنا هذا عقب كل منعطف تاريخى حاد وان كان بصور واشكال متتعدده بعضها سافر واخر خفي وان كانت تتفق جميعها على ان التاريخ قد توقف عن الحركه وان الراسمالية قد انتصرت ووصلت البشرية الى نهايتها المنشوده وحان موسم العبور الى الضفه الاخرى. ولاشك بانه وبعد الانهيار الداوي للاتحاد السوفيتي قد برزت عدة اسئله تحتاج لاجابات قاطعة بعض هذه الاسئله وضعت التجربه السوفيتيه فى سياقها التاريخي المحدد باعتبار الراسماليه قد كسبت معركة ولكنها لم تكسب الحرب. فالاشتركية كمطلب انساني سبقت قيام الاتحاد السوفيتي ووجدت حتى قبل ان يوجد ماركس نفسه وظل توق الانسان للحريه والاشتراكيه والعداله يقود خطى البشريه منذ ثورة اسبارتاك عام 71قبل الميلاد مرورا بثورات مزدك فى الامبراطوريه الفارسيه __ والذى دعا الى تقسيم المال بين الناس صحاحاـ وثورة الزنج والقرامطه وصولا لكومونة باريس وثورة اكتوبر الاشتراكيه .فكل هزيمه لقوى الثوره تشكل خميرة لثوره قادمه على مستوى نوعي جديد بعد التخلص من اخفاقات التجارب الماضيه .
    وراح البعض الاخر يصب اللعنات على راس الماركسيه ميمما وجهه صوب اليمين بعد ان ابدت الراسماليه مفاتنها . فهل تجاوز التاريخ الفكر الماركسي وغدت الماركسيه احدى موضوعات متحف التاريخ كما يدعى البعض ام ما زال لدى الماركسيه ما تقدمه لفائدة الجنس البشري ؟؟.
    لم تكن النظريه الماركسيه نتاج عقل فيلسوف عبقري في لحظات تجلي تاريخي صاغ رغباته الذاتيه في قالب نظري متماسك ولكنها كانت تعبير نظري عن خط سير التاريخ ترسم خطاهو منذ فجر انبلاجه واكتشاف لمفتاح حركته الذاتيه بدراسة علاقات الانتاج والتي تمثل التشكيلات الاقتصاديه الاجتماعيه من مشاعية بدائيه مرورا بصورها المتعاقبه المعروفه أي اعتبار العامل الاقتصادي محرك التاريخ البشري وقاطرته (فهو اول اقتصادي من اقتصادي الصف الاول يرى ويعلم على نحو منهجي كيف يمكن للنظريه الاقتصاديه ا ن تتحول الى تحليل تاريخي وكيف يمكن للسرد التاريخي ان يتحول الى تفكير تاريخي ) كما يقول الاقتصادى النمساوي جوزيف شومبيتر. ويستحيل الى يومنا هذا فهم تاريخ الجنس البشري وحركته وتطوره بدون مفهوم الطبقات وبدون الفهم المادي للتاريخ واصبحت المفاهيم الجديده التي عبر عنها منتشره في صميم كل العلوم النظريه ومستخدمه حتى من قبل خصومه الفكريين واحيانا دون الاشاره الى صاحبها واصبحت اعماله مصدر الهام لالاف الفلاسفه والعلماء والادباء والشعراء والمفكرين وقامت عليها مئات المدارس الفكريه على امتداد العالم .
    استغرق وضع مؤلف ماركس الاساسي راس المال اكثر من عشرين عاما كتب هذا السفر في ظل اوضاع ماساويه من الفقر والفاقه والحرمان والمطارده البوليسيه عبر القاره الاروبيه بكاملها وظروف النفي والمرض وهي ظروف قالت عنها جيني ماركس (لايمكن ان يكون هنالك سوى قليل من الكتب التي كتبت في ظروف اصعب ولو كان لدى العمال ادنى فكره عن التضحيات التى كانت ضروريه لكي يكتمل هذا العمل الذي لم يكتب الا لهم ومن اجلهم لربما ابدوا قدرا من الاهتمام اكبر بقليل) وقد اضطر ماركس وهو يكمل الصفحات الاخيره من المجلد الاول من راس المال وهو واقفا الى مكتبه لان طفحا من البثور فى وركيه كان قد جعل الجلوس مؤلما وكان يردد ساخرا اامل ان البرجوازيه لن تنسى دماملي الى الممات. .
    (فى عام 1976وضع البروفيسر براور كتابا من 450 صفحه مكرسا باكمله لمقتبسات ماركس الادبيه ففي المجلد الاول من راس المال نجد مقتبسات من الكتاب المقدس وشكسبير وغوته وميلتون وفولتير وهوميروس وبلزك ودانتي وشيللر وسوفو كليس وافلاطون وزينوفون وديفو وسيرفانتس ودرايدن وجاينه وفيرجيل وجوفينال وغوراس وتوماس مور و…الخ ) . وقد وصف ارنست باكس راس المال بانه الكتاب الذي يجسد اشتغال مذهب فى الاقتصاد تمكن مقارنته من حيث طابعه الثوري ومدى اهميته الواسعه بالنظام الكوبر نيكي فى علم الفلك او قانون الجاذبيه في الميكانيك اما شو فقال انه حقق اعظم ماثره لكتاب يمكن ان يحققها وهى تغير عقول من يقراؤنه.
    لا نرمي من وراء هذه المقدمه المطوله الى اضفاء أي قداسه على اعمال ماركس باعتبارها منجز مكتمل فنحن ندرك تماما بانه جهد بشري قابل للنقد والتحليل وحتى الدحض شانها شان أي نظريه علميه فالنظريه رماديه والواقع اخضر ومتجدد ومتغير وماركس نفسه لم يدعي بانه قدم نص منجز ومكتمل يجب على اتباعه حفظ ما فيه والاكتفاء بترتيله لذلك اشار الى البيان الشيوعي ولم تمضي 10 سنوات على صدوره بانه قد شاخ فى بعض اجزائه وكان يمكن كتابته الان بصوره افضل وانه احتفظ ببعض فقراته كما هي باعتبارها وثيقه تاريخيه ليس الا . فى ايار 1894اشتكى انجلز لزورغة المهاجر الالماني فى نيويورك قائلا (الاتحاد الديمقراطي الاحتماعي هنا يشاطر اشتراكييكم الالمان الامريكيين ميزة انهما الحزبان الوحيدان اللذان تدبرا امر اختزال النظريه الماركسيه فى التطور الى ارثوذكسيه صارمه وبات على هذه النظريه ان تقحم فى حلاقيم العمال دفعه واحده ومن غير تطوير كانها بنود ايمان .بدلا من رفع العمال انفسهم الى مستواها انطلاقا من غريزتهم الطبقيه الخاصه . وهذا السبب في ان هذين الحزبين يبقيان مجرد طائفتين ويطلعان من لاشئ كما يقول هيغل عبر لاشئ الى لاشئ ). وهذا ماكان يردده ماركس فى وجه رفاقه: لقد اقمت علما وليس طائفه .
    ومن المؤكد بان جهد علمى على هذا القدر من الصرامه والجديه والمعرفه لايمكن ان يدحض فى مقال صحفي هذيل او لقاء صحفى عابر باستخدام ثلاث كلمات فقط لقد تجاوز التاريخ الماركسيه . دون ان يوضح المنظرين الجدد ما الذي قد تجاوزه التاريخ من الماركسيه بالتحديد ماديتها التاريخيه ام ماديتهاالجدليه ام اقتصادها السياسي وكيف تم التجاوز؟ وان كان التاريخ قد تجاوز الماركسيه فما هي المرتكزات البديله المقترحه ؟ لانه حتى التجاوز لايعني رمي الماركسيه فلى سله المهملات ومن ثم البدء من نقطة الصفر لامن التراكم فاي نظريه تحتوي على جوانب ايجابيه يمكن البناء عليها وجوانب سلبية تعيق حركة التطور يتوجب التخلص منها وجوانب حية قابلة للحياة والتطور . اما النفي العدمى لنظريه كامله فى سطر واحد فهذا محض هراء ساذج ومجاني ان لم يكن مغرض . فمؤكد بان عمل في ضخامة نقد مشروع متكامل كالماركسيه ليس نزهه ممتعه ولكنها مهمة عسيره تحتاج لجهد نظري وفكري شاق وعدة نقديه تماثل تلك التى استخدمها ماركس فى بناء مشروعه ولا اعتقد بان هذه الادوات النقديه متوفره لاي من المتصدين لهذه المهمه فلم نقرا لاي منهم ولو بحث واحد جاد ومحكم فى اي ضرب من ضروب الفكر ولا كتاب يتيم فى اي فرع من فروع المعرفه الا اذا كانوا يريدون تدشين باكورة اعمالهم الفكرية بمهام جسيمه .
    نحن ندرك تماما بان الراسمالية اليوم ليست راسمالية القرن التاسع عشر فهناك تغيرات كبيره قد طرات على مجمل النظام الراسمالي ولكن نعتقد بان اليات عمل النظام الراسمالي كما فضحها ماركس مازالت كما هي فطبيعة النظام الراسمالى قائمة على امتصاص القيمة الزائده والربح الاحتكاري بعد ظهور المؤسسات الاحتكاريه ومازالت قوانين المزاحمة وفوضى الانتاج كما هي ومازالت قوانين فيض السكان النسبي (البطاله)تعمل لتكوين جيش العمل الاحتياطي لخدمة راس المال. ومازالت الازمات الدوريه تعصف بالنظام الراسمالي وقد اضطرت كثير من الدول للتدخل على عكس نظرية التوازن لانقاذ اقتصادها من الانهيار ابان الازمة الاخيره مضحية بصنم حرية السوق المقدس. ومازال التبادل اللامتكافئ بين دول العالم الاول والثالث يعمل وبشكل نشط في تعميق الفوارق بين العالم الاول والثالث ومازال مقص الاسعار ومصيدة الديون تعمل وبكفاءة فى نهب دول العالم الثالث .
    ومازالت تنظيرات ماركس حول الاغتراب والتشيوء وصنمية البضاعة صالحة لتفسير ضياعات انسان القرن الواحد وعشرين ( ومازال راس المال ياتي الى العالم ملوثا من راسه حتى اخمص قدميه بالدماء التي تنز من جميع مسامه) مما يعني ان البشريه مازال امامها مشوار طويل ينبقي عليها قطعه للوصول الى مجتمعات اكثر انسانية وعدالة ومساواه.
    فان كنا قد قرأنا عن جرائم الراسماليه ابان نشاتها الاولى فان هذه الجرائم الان قد اكتست لحم ودم واصبحت تسعى بيننا فى الاسواق والطرقات سافره دون أي براقع وضحاياها يقذفون الى الشوارع حيث الجوع والفقر والمرض و معسكرات اللجوء. بل حتى المفاهيم التى وضعها ماركس والتى بدا ان العالم قد تجاوزها مثل تمديد ساعات العمل جراء تقييدها مازالت تعمل وان كان باشكال اخرى فالعامل الذي يعمل فى مصنع ثمانية ساعات ويضطر للعمل ثماني ساعات اضافيه خارج المصنع لتجديد قوة عمله فان يوم العمل بالنسبه له مكون من 16ساعه لا8ساعات فبعد ان كان الراسمالي مطلع فجر الراسماليه يوفر للعامل الاجر الكافي لتجديد قوة عمله وضمان استمرار نسله لتوفير كتلة من المادة البشرية قابلة للاستغلال على الدوام لتابيد سيطرته اصبح حفيده العصري يوفر نصف او ربع حوجة العامل لتجديد قوة عمله ليضطر لتوفير النصف الاخر من عمل اضافي حتى يستطيع ان يبيع قوة عمله لمخدمه الاصلي مجددا وهي تراجيديا سوداء لم تخطر على بال ماركس حتى في اشد كوابيسه قتامه .
    وندرك تماما بان الطيقه العامله هي الاخرى قد طرأ عليها كثير من المتغيرات نتاج دخول الاتمته مجال العمل لكن العامل لايكف عن كونه عامل اذا امتلك جهاز تبريد اوحتى سياره فواقع الاستغلال مايزال قائم وكل قرش يدخل جيب الراسمالي يتم امتصاصه عبر فائض القيمه فكل بروج الراسماليه المشاده هى نتاج ساعات العمل المضاعه .وبعد ظهور الشركات العابره للقارات لم يعد امتصاص القيمه الزائده قاصر على العما ل وحدهم بل طال شعوب وامم باكملها عبر امتصاص الربح الاحتكاري (فلا عقلانية النظام الراسمالي هي في اسس هذا النظام ولايمكن استبدالها عن طريق الاصلاح براسمال اكثر عدالة واكثر عقلانيه) كما تقول روزا لوكسمبورغ .
    مؤكد بان الراسماليه قد طورت بشكل غير مسبوق ادوات الانتاج ولكن هذا التطور الكاسح لادوات الانتاج لم يصب فى مصلحة رفاهية العامه بل اصبح حكر لبعض الطغم الماليه ووبال على الجماهير(مما يعني بان شروط الراسماليه هى اضيق من ان تستوعب الثروة التي خلقتها هي ذاتها ) .
    واخيرا لننظر الى وجهة نظر دكتور الشفيع خضر عضو اللجنة المركزيه للحزب الشيوعي السوداني ووجهة نظر جورج ساورس المضارب البليونيرـ سبب النكبات التى حلت ببعض الاقتصاديات الاسيويه والروسيه -حول الماركسيه يقول ساورس )لايبدي النظام الراسمالي فى حد ذاته أي ميل الى التوازن فمالكو راس المال يسعون الى تعظيم اربحاهم الى اقصى حد واذا ما تركوا وشانهم فسوف يواصلون مراكمة راس المال الى ان يغدوا الوضع غير متوازن . وقد قدم ماركس وانجلز قبل 150عام تحليلا جيدا جدا للنظام الراسمالي وهو تحليل ينبغي القول انه الافضل في بعض النواحي من نظرية التوازن التى قدمها الاقتصاد الكلاسيكي . والسبب الاساسي الذي حال دون تحقق نبؤاءتهما هو ضروب التدخل السياسي المضاد فى البلدان الديمقراطية والمؤسف اننا نواجه مره اخرى خطر التوصل الى استنتاجات خاطئه من دروس التاريخ ولكن الخطر لاياتي هذه المره من الشيوعيه بل من اصولية السوق ).
    اما الشفيع خضر فيقول (لقد تجاوزالتاريخ الماركسيه والاشتراكيه). هكذا مره واحده والى الابد . انبه ليس هنالك اى خلط فى نسبة الاقوال الى اصحابها.
    انتهى
    مراجع اساسيه :
    1كارل ماركس او فكر العالم . جاك اتاري ترجمة محمد صبحى
    2ماركس وانجلز فى ذكريات معاصريهما ترجمة سليم توما
    3راس المال لكارل ماركس فرانسيس وين ترجمة ثائر ديب

  11. الايحاء بان الحكومة لها ضلع في ذلك مجرد عبث وان فصل الشفيع هدية للحكومة لتغطية مايثار عن محاولة اغتيال مبارك هو وهم واصلا الشعب السوداني لايهمه لا الشفيع يفصل ولا علي عثمان متهم او ماذا قال عراب الحركة الاسلامية كلها مجرد امور تافه لاتشغل بال الشعب السوداني

  12. د الشفيع عضو في حزب اسمه” الحزب الشيوعي السوداني” و ليس الحزب الليبرالي أو التقدمى او الديمقراطي او او. او……. إذا كان يؤمن بأن الماركسيه قد عفا عليها الزمن ( و هذا حقه) فلماذا لا ينشئ حزبا او ينضم لحزب ليست عقيدته الاساسيه هي الماركسيه؟؟؟؟!!

  13. جاة طلحة
    رد كافى يا وراق من نجاة طلحه…فافضل وافيد ان تتابع مشاكل مشروع الجزيره

    ارجو أن أنوه لأن ما يلي هو فقط سرد للحقائق بسند منطقي وعلى القراء ان يحكموا. الزملاء في قيادة الحزب، وعلى ما أعتقد، لم يشاؤوا الرد على اللقط المثار في الاعلام حول قرارفصل الزميل الشفيع خضر بإعتبار ان هذه مسألة داخلية إتخذت فيها اللجنة المركزية قراراً لائحياً. أما القواعد والتي أيدت ورحبت بالقرار فإن اللائحة تمنعها من مناقشة هذه المسائل الداخلية في الإعلام إذ أن الرد يتطلب سرد تفاصيل هي ليست بالأسرار، لكنها نشاط داخلي يخص الحزب. هذا الوضع ترك فراغاً إمتلأ بقلق الحادبين على مصلحة الحزب، وهجوم الأعداء الذين لا يفوتون مثل هذه الفرصة للهجوم وبث سمومهم.

    منذ أن بدأت قضية الزميل دكتور الشفيع خضر تظهر في الإعلام درج المبطنون للنوايا السيئة بالحزب الشيوعي السوداني يسربون المعلومات عن إجتماعات اللجنة المركزية ويخرجوها عن سياقها مبتورة لتعكس فهماً مغلوطاً للحقيقة، ونحن والتزاماً باللوائح لا نستطيع تبيان الحقائق للناس لإرتباطها بعمل ونشاط داخلي. لكني وقد يكون لأول مرة في تاريخ عضويتي في الحزب التي إمتدت لعقود بل أجيال (أعمار ناس كما يقول المثل السودان) فاني أجد نفسي خارج اللوائح لأن إيراد الحقائق هو وحده ما يلجم كل الأصوات التي إتخدت من هذا الموضوع زريعة للهجوم على الحزب ونعتت قيادته بالتأمر والديكتاتورية.

    لم تتخذ اللجنة المركزية قرارها فقط بناء على التداول خلال عدة إجتماعات ناقشت هذه المسألة فقد وسعت اللجنة المركزية المناقشة، وإن إتخذت هذا القرار منفردة كان سيكون من صميم واجباتها ومسئولياتها. لكن رجعت اللجنة المركزية للقواعد وعقدت الإجتماعات الموسعة مع كوادر الحزب وإن لم تكن محتاجة لكل هذه الممارسة المغالية في الديمقراطية فالموضوع كان واضحا. كل قواعد الحزب كانت على قلب رفاقي واحد وقد أجمعت على رفض النهج الذي إتبعه الزميل الشفيع خضر (طبعاً من المؤكد أن هنالك قلة لا تتفق مع هذا الطرح لكنها قلة قليلة جداً ولكني أضيف هذه الملاحظة للدقة فقط). أعلم تماماً إني بهذا أخرق اللوائح وأزيع معلومة داخلية وأنا مستعدة للمحاسبة ومسئولة عن كل كلمة وردت في هذه الإفادة. ليعلم الجميع أن الحزب هو الذي إتخذ القرار وليس اللجنة المركزية وحدها وإن كان من حقها أن تفعل.

    دعونا نحتكم لمبدأ الديمقراطية وهي القضية التي بنى عليها كل مهاجمو قرار اللجنة المركزية موقفهم ووصفوا القرار بانه تآمري. يقول البيان عن دكتور الشفيع خضر:
    “الاصرار على السير في طريق مخالف لخط الحزب السياسي والفكري الذي اجازه المؤتمر الخامس وعدم الالتزام برأي الاغلبية في القضايا الخلافية ، مما يخالف نص الدستور ومناهج عمل الحزب، رغم كل المساعدات التي قدمت له والمناقشات التي جرت لسنوات طويلة من الحزب واصدقائه والحادبين على الحزب، مما يعني ان الزميل الشفيع وضع نفسه عمليا خارج صفوف الحزب طوعا واختيارا”.

    الجلي تماماً هو أن دكتور الشفيع خضر لم يلتزم بما وصل اليه رأي الإغلبية في المؤتمر العام وضرب بمبدأ الديمقراطية عرض الحائط. كل من يدافع عن موقف دكتور الشفيع خضر بناء على الدفاع عن الديمقراطية يجب أن يكون له تفسيرٌ آخر لهذا المبدأ. وأحيلك لفقرة أوردتها في مقالك وهي “جاء الدكتور في ذيل قائمة عضوية اللجنة المركزية”. هل تعتقد أن دكتور الشفيع خضر بكل تاريخه النضالي ومساهماته كان سيأتي في ذيل القائمة، أي ما يعتبر شبه إجماع على رفض دخوله اللجنة المركزية. بالتأكيد فإن الحزب ممثل في مؤتمره العام يدرك تماماً ماقدمه دكتور الشفيع خضر للحزب وللبلد، لكن ترتيبه في ذيل القائمة كما أوردت قد كان رفضاً كاملاً لطرحه الذي سقط تماما وأجمع الحزب، وأكرر ممثلاً في مؤتمره العام، على السير في طريقه الثوري مسترشداً بالماركسية. ما اقصد تأكيده بالتركيز على هذه النقطة ليس قدحا في شخص دكتور الشفيع خضر لكني أعتبره رداً شافيا لكل الإصوات التي تقول أن اللجنة المركزية قد أقدمت على إتخاذ قرار الفصل ومن قبله الإيقاف خوفاً من أن طرح دكتور الشفيع خضر سيلقى إستجابة من المؤتمر السادس. اريد أن أقول أن رفض القواعد لطرح دكتور الشفيع خضر كان قوياً لدرجة أن كفة الرفض هذه كانت أثقل من كفة كل تاريخ دكتور الشفيع خضر، لتأتي هذه النتيجة في التصويت لدخول اللجنة المركزية، وفي تقديري أن هذه النتيجة هي وحدها كافية لإسكات هذه الأصوات، إلا من أبى وكان له دوافع وأغراض أخرى. الا يرى الإستاذ وراق أن وصفه لما تم في المؤتمر فيه الكثير من الإجحاف. هل يقصد أن الحزب كله قد تكتل ضد دكتور الشفيع خضر ليأتي في ذيل القائمة، وهل في هذه الحالة يسمى هذا تكتلاً؟

    كتب الأستاذ وراق “وبدأت الاتهامات تأخذ منحي آخر وكأن الشفيع هو من يقود اتجاه فكري لتصفية الحزب والخروج من الماركسية وتاييده لتغيير اسم الحزب” أما هذه الفقرة فقد حيرتني تماماً ولا أدري هل هي حقا تحمل معناها الواضح أم أن الإستاذ وراق قد خانه التعبير. هل هذا إتهاما أم أن هذا هو لب القضية بل القضية كلها.

    الزملاء في قيادة الحزب قد مارسوا تقديراً عملياً لتاريخ دكتور الشفيع خضر النضالي، لأنه وتنظيمياً كان يجب على دكتور الشفيع خضر الإلتزام بمخرجات المؤتمر، فخروجه ليعلن عن ما هو مخالف بل ما يعتبر خروجاً كاملاً على قرارات أعلى سلطة في الحزب(المؤتمر العام) هو إنتهاك لدستور الحزب.الخروج عن قرار حزبي أياً كانت درجة أو أهمية هذا القرار توجب محسابة الزملاء في حينه، وليس الإنتظار حتى تأخذ المسالة شكل التكتل، وكل هذه المهادنة في عملنا الداخلي، والتي لا تقل ضرراً عن المهادنة تجاه الأعداء الطبقيون، ولها نفس الدرجة من المآلات والخطر، قد مارستها قيادة الحزب بوضع إعتبار خاص لدور ومساهمات دكتور الشفيع خضر. مهادنة كان فيها تجاهل لهذا التكسير السافر لقرار أعلى سلطة في الحزب (المؤتمر العام) لكن في تقديري إن مساهمات دكتور الشفيع خضر تستحق هذا الإعتبار، لكن كان يجب على الدكتور الشفيع خضر تقدير هذا التاريخ المشرق والممهور بتسديد كافة ضرائب النضال من سجون وتضحيات، والمحافظة عليه، بإحترام رأي الإغلبية لأنه لا يمكننا أن نستمر في عقد المؤتمرات لمناقشة نفس القضية التي تم حسمها في مؤتمر عام، فهذا يجافي أي منطق. هذا بالتأكيد لا يلغي حق الزميل في الإحتفاط برأيه حتى وإن إختلفت معه الأغلبية، لكن في هذه الحالة تحديداً الإحتفاظ بالرأي وهو التصفية الكاملة لمشروعنا الثوري، يحمل معنى وحيد وهو أن الزميل هو في الحقيقة موجود في حزب غير الذي يريد.

    كما ورد في قرار اللجنة المركزية فإن قرار الفصل وحيثياته سترفع للمؤتمر ومن حق الزميل أن يستأنف للمؤتمر. أرجو أن يخالف الزميل الشفيع خضر كل التوقعات ويكون ما يرفعه للمؤتمر نقداً ذاتياً وإستعادة عضوية ليرجع لصفوف الحزب وينصف ذلك المناضل الذي عرفناه، فقد تجنى عليه كثيراً.

    ملحوظة هامة: وأنا أختم هذا المقال طالعت مقال للأستاذ وراق، جزء ثاني للمقال الأول وردت فيه عبارة “اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني فتحت علي نفسها ابواب من جهنم* لن توصد ، غضب في كل مكان* و استنكار وحالة من الاحباط اصابت كل قواعد الحزب و اصدقائه* في بقاع السودان” عن أي قواعد يتحدث الأستاذ وراق هذه المعلومة مجافية تماماً للحقيقة وقد اوردت سلفا في هذا المقال حقيقة هامة وهي أن اللجنة المركزية هي في الحقيقة قد رجعت للقواعد قبل إتخاذ هذا القرار فكان هذا القرار هو قرار أغلبية قواعد الحزب.

    [email protected]

  14. تصفية الحزب الشيوعي في هذه الظروف بتغيير اسمه وخطه الايدولوجي سيكون اكبر انتصار للكيزان ونظامهم الاستبدادي الفاشي…طوال الخمسين سنة الماضية كان شغل الكيزان محاولة محو الحزب الشيوعي من الوجود بعد ان تمكنوا من حله في أواخر سنة 1965 م …الشفيع كان بقصد او بغير قصد يحقق للكيزان اهدافهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..