ايها السياسيون الكسالى لاتكلفوا لجان المقاومة فوق طاقتها

عزيز بشير
ما تقوم به لجان المقاومة السودانية في كل المدن والارياف ساهم بشكل كبير في انزال مفهوم العمل الثوري الشعبي الى ارض الواقع ، محملاً بشعارات التغيير والرفض لحكم النظام العسكري وبالهدف الاسمى وهو اقامة الدولة المدنية المشروع والحلم والواقع الذي كان يقترب شيئًا فشيئا قبل انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ .
قدرة لجان المقاومة على التواصل المستمر مع الجماهير العريضة والحشد ساهم في ترسيخ الوعي عند مجموعات كبيرة جداً من المواطنين بمعنى الدولة المدنية المنشودة لتصبح مسألة الخروج في كل مليونية عمل روتيني ثوري احتفالي بالغاية المرجوة والنصر القادم الذي يزداد يقين السودانيين به مع مرور الوقت.
هذا العمل الكبير الذي تقوم به لجان المقاومة بتفريعاتها المختلفة يستهلك كثيراً من جهدها ووقتها ومن الواضح ان هنالك تنويع واعادة تفكير في اساليب المواجهة مع القوات الامنية التي تستخدم كل اساليب البطش الممكنة، هذا بالاضافة الى مهام العمل القاعدي المعلنة والتي تتنوع بين المخاطبات والندوات وعمليات التوعية داخل الاحياء والمربعات السكنية، هذا مجهود عظيم وكبير ينبغي ان يقابله من الساسة عمل موازي يؤطر لمشروع سياسي واضح يجمع الكل تحت راية واحدة لكن حالة الكسل او قل البطء المزمن عند النخب السودانية يفوت علينا فرصاً كثيرة ويلقي بعبئه على اكتاف الشارع بالاضافة الى ان هناك من السياسيين من يظنون ان سنة الخروج مع التظاهرات ترفع عنهم كلفة البحث عن مخرج للأزمة،مبتدائه الشارع ولكن منتهاه واصله طاولات العمل السياسي،
الاسوأ من ذلك ان يطالب بعض السياسيين الحراك القاعدي بتقديم رؤية سياسية وهو امر يتعارض مع طبيعة وكم المجهود المبذول على مستوى العمل الجماهيري لذا من المهم ان يترك الشارع بلجانه وتنظيماته المختلفة يتحرك افقياً لخلق القاعدة الاعرض التي تؤمن وتعمل من اجل التحول الديمقراطي فيما يجب على السياسيين والنخب التسريع من وتيرة حراكهم لخلق جبهة موازية موحدة تضع لاحلام الشارع اقدام على واقع السياسة السودانية .