احتفالات الجنوب أفريقيين بكأس العالم "هوس لا يمكن السيطرة عليه".. آلاف المشجعين ينعمون بمشاهدة المبارة الافتتاحية لمونديال 2010 على شاطئ ديربان

DPA ©"هوس لا يمكن السيطرة عليه" ، هذا ما استخدمه أحد معلقي التليفزيون لوصف رد فعل الجماهير الجنوب افريقية عندما تقدم منتخب بافانا بافانا بهدف أمام المكسيك امس الجمعة في المباراة الافتتاحية لكأس العالم.
ولكن بعد مرور نصف ساعة فقط عندما سجل الفريق المكسيكي هدف التعادل ، تحولت الأجواء من الرضا والاحتفال إلى التسأول عما قد يحدث.
وقال سينزو ، عامل باستاد بورت اليزابيث ، الذي مثله مثل أغلب مواطنيه ، قام بإلغاء مهامه لمتابعة مباراة منتخب بلاده "اعتقدت قبل المباراة أن النتيجة ستكون على الأرجح الهزيمة ، لذا فأنني سعيد بالتعادل ، حزين لعدم الفوز ، ولكن على أي حال بات من الواضح أن كأس العالم انطلقا دون أي عقبات".
وفي كيب تاون حيث تلتقي فرنسا مع أوروجواي ، خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع للاسمتاع بالأجواء.
وفي مهرجان الجماهير خرج نحو 25 ألف مشجع منذ الصباح الباكر للاحتفال بالطبيعة الخلابة للمدينة وسط سحر جبال "تيبول ماونتين" ، ولكن ذلك لم يمنع الآلاف الأخرين من التدفق أملا في العثور علي الموقع المناسب لمشاهدة أبطالهم على الشاشات العملاقة.
وتهادت أفرع الأشجار الرفيعة تحت ضغط الأوزان الثقيلة لعشرات المشجعين الذي تسلقوا الأشجار لمشاهدة المباريات من أعلى مما شكل تهديدا بإمكانية سقوطهم على رؤوس الراقصين والأخرين الذين أخذوا يعزفون على ألة الفوفوزيلا.
وصعد أحد المشجعين المغامرين إلى سطح محطة الحافلات المجاورة ، فيما صعد ثلاثة من رجال الشرطة على سلم سيارة المطافئ في محاولة لإقناعه للنزول ومشاهدة المباراة من أسفل ولكن انتهى بهم الأمر بمشاهدة المباراة بصحبته من فوق سطح محطة الحافلات.
وهؤلاء الذين تقطعت بهم السبل على أرض الواقع أخذوا العظة من المتسلقين وأخذوا يصيحون ويهتفون بدون أن تكون هناك فكرة واضحة ، ولكن لم يغادر أحد موقعه.
وفي دربان جاء التعادل المكسيكي ليسكب الماء البارد على مهرجان الجماهير ناحية المحيط ، وهو الموقع الذي تم اعتباره اكثر الاماكن دفئا لمشاهدة مباريات كأس العالم ، ولكن ذلك لم يوقف الاحتفال القائم حيث رقصت الجماهير المحتشدة بعيدا بشيء من خيبة الأمل.
وفي مدينة بلومفونتين ، النائمة دائما ، هبت عاصفة برد قارس بمجرد اطلاق الحكم صافرة النهاية ولكن كرات الثلج كبيرة الحجم لم تمنع الجماهير من الخروج والتلويح بالأعلام.
ولكن في مدينة جوهانسبرج التي استضافت المباراة الافتتاحية ظهرت مشاعر خيبة الأمل بين الجماهير الجنوب أفريقية والمكسيكية على حد سواء.
[COLOR=blue]آلاف المشجعين ينعمون بمشاهدة المبارة الافتتاحية لمونديال 2010 على شاطئ ديربان[/COLOR]DPA ©
امتلأ مهرجان المشجعين الذي أقيم على مقربة من شاطئ مدينة ديربان بجنوب إفريقيا اوم الجمعة باحتشاد 25 ألف مشجع لمشاهدة المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم التاسعة عشرة لكرة القدم 2010 بجنوب أفريقيا ، غير أن تعادل منتخبي جنوب إفريقيا والمكسيك (1 1) ولد لديهم شعورا بالفتور.
فقد شاهد هؤلاء المشجعون المباراة على شاشة ضخمة وأقدامهم تغوص في الرمال على مسافة أمتار فقط من المحيط الهندي ، في ظل مناخ تقل فيه السحب وتقارب فيه درجة حرارة العشرين درجة مئوية. ورغم نتيجة المباراة ، فإنهم قد يعدون أنفسهم بين المحظوظين.
وارتدى معظم المشجعين القميص الأصفر لمنتخب جنوب إفريقيا (بافانا بافانا) ، وشجع الكثيرون منهم فريقه باستخدام أبواق "فوفوزيلا" الشهيرة ، وتمتعوا ببيئة لا مثيل لها ، واحتفلوا فيها بهدف منتخبهم ، وأصيبوا بالخوف الشديد عند إحراز منتخب المكسيك هدف التعادل ، ثم شاهدوا في ذهول تصدى القائم لتسديدة من اللاعب كاتليجو مفيلا في الدقيقة الأخيرة من المباراة.
قالت لاورين ، وهي شابة كتبت على وجنتيها (أحب جمهورية جنوب إفريقيا): "أود أن أكون جزءا من تاريخ كأس العالم" ، وذلك لدى افتتاح الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما البطولة.
وقبل المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم ، طغت الموسيقى الصاخبة ، التي جرى بثها على الهواء مباشرة من استاد "سوكر سيتي" بمدينة جوهانسبرج وتم عزفها أيضا على المسرح في ديربان ، على صوت الأمواج وأحيانا صوت أبواق "فوفوزيلا" كذلك. وأخذ المشجعون يرقصون ، وبالطبع صارت الأبواق في هذا الاستاد الخاص أداة مثيرة للرقص يحملها حشد مستجيب لإيقاع الموسيقى.
وانتشرت المظاهر الكلاسيكية المعهودة في مباريات كرة القدم ، مثل الأعلام والشعر المستعار والألوان الوطنية والوجوه المصبوغة ، في الوقت الذي استقبل فيه سكان ديربان أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم تقام على أرض إفريقية.
وثمة القليل من الأجانب يشاركون في احتفالات المدينة بهذا الحدث العالمي الذي يقام في جنوب إفريقيا ، غير أن السكان المحليين أظهروا الكثير من الألوان.
وحمل أحد المشجعين ممن يستخدمون أبواق " فوفوزيلا" صورة موضوعة في برواز للرئيس الجنوب إفريقي الأسبق نيلسون مانديلا ، بينما حمل آخر لافتة يشجع بها منتخب بافانا بافانا كتب عليها "افعلوها من أجل ماديبا".
وتغيب مانديلا عن احتفالات اليوم الجمعة نظرا لوفاة حفيدته قبل بضع ساعات فقط من المباراة الافتتاحية للبطولة.
كان منتخب جنوب إفريقيا على شفا تحقيق معجزة بعد تقدمه على نظيره المكسيكي ، واصطدام كرة مفيلا بالقائم في فرصة واضحة للتقدم مجددا ، غير أن التعادل كان مصير المباراة.
وعلى شاطئ ديربان ، ظل الكثيرون من حشد المشجعين جالسين عقب انتهاء المباراة. كان الظلام قد حل ، وأضيئت أنوار الاحتفالات ، واستؤنف العزف الموسيقي على الهواء مباشرة ، فيما صار الرقص أحد سبل التغلب على الشعور بخيبة الأمل.
ورغم ذلك ، إذا كان منتخب جنوب إفريقيا قد مني بالهزيمة ، لكان الوضع أكثر سوءا. بيد أن استضافة بطولة كأس العالم تبقى سببا جيدا وكافيا للاحتفال ، مهما كانت نتيجة المباراة.
وبينما ولد التعادل مع المكسيك شعورا بالفتور في مدينة ديربان ، التي توصف بأنها "أكثر الأماكن دفئا في عام 2010" ، إلا أنه أبقى على حلم جنوب إفريقيا بالتأهل إلى الدور الثاني