المرأة والأمرد

المرأة والأمرد

خالد بابكر ابوعاقلة
[email][email protected][/email]

مازال الشيخ حسن الترابي يدعو لامامة المرأة كأنها قضية محورية في الدين وقضية محورية لحياتها لا يستقيم عود حقوقها الاعوج الا بها ويجعل لها اولوية كفاحية ونضالية كأنها عندما تصبح إماما بفضل مجهوداته التي يغتصبها من كآبة المنقلب والمقلب سيتحول السودان قبل أن يرتد اليك طرفك الى جنة عدل وعدن مساواة وفردوس العالم المفقود وسيتحول الرجل الظالم الطاغي الذي يحاول بعقلية الشرس العضوض الانقلاب عليه ونزع السلطة القيادية منه عبدا طيعا سائغا مذعنا له كما كان اولئك الرجال في طاعته العمياء قبل ان يدجنه ويدجنهم الفساد وعمى السلطة وأكاذيب السجون المزيفة .

قد تجوز إمامة المرأة ولكنها تشبه امامة ذاك الرجل الذي يوجد غيره لينوب محله لأنه مصروع تأتيه النوبات المجندلة قبل ان يصعد الى منبره وقبل ان يقول الله اكبر ولا يفوت شهر واحد دون ان يسقط من علياء نبراته وتهبط منه دماء الفم و الاذنين في احوال سقوطه اثناء صلاته فذا او في جماعة وتشبه امامة المرأة ايضا ذاك الرجل الذي يأتي الى المقتدين محملا باوقار واحمال تظهر على جسده مرة في السنة وتبقى في خلاياه المنتفخة لمدة تسعة اشهر كاملة وربما توعك في هذه الشهور فلزم بيته ولصق بفراشه ويظهر من هذه الاحوال ان ما يضعف امامة المرأة ليس علمها الذي يساوي علوم اعلم الرجال او طبيعة عقلها الذي ينقسم كالرجل الى قسمين ويتميز باختلافه او كمية حفظها للنصوص او صمودها للعلوم ومعمياتها او الفقه و اشكالياته وانما احوالها القيادية واستمراريتها في هذه القيادة وضعفها وقوتها اثناء هذه القيادة لا سيما وان الفقه الاسلامي يجرد المأموم او المقود او التابع من كثير من واجباته وفروضه وارادته .. هذه الارادة تتحد بالامام وتصبح جزءا من المجموع الذي يتزعمه ويتبع اليه حتى وإن كان في الصفوف المعهودة نساء اكثر من الرجال .
الدعاة لامامة المرأة يريدون تحريرها من عبودية ليست واقعة عليها لأن الرجال كلهم ايضا ليسوا أئمة ويريدون ان يعطوها مزية ليست ناقصة عندها وإلا لكان الملايين ممن سواها ناقصين أيضا يطلبون ما نقص منهم مثلها ويريدون ادخالها في قمقم تحطم منذ زمن الف ليلة وليلة ..إمامة المرأة السياسية المتلفعة بالعباءة المرقعة المستلبة من دواليب الفقراء ليست باهم من إمامة المرأة الاجتماعية حيث تقف هذه الامامة حجة عثرة وحارس بوابة عنيد ومتشعب الآراء يأخذ بتلابيب الدعاة الذين يحاولون تجديد عباءاتهم القميئة بعباءة سلطوية جديدة .. فيأتي السؤال المهم من يقود البيت منذ شرق الشمس وحتى غروبها ومعظم الرجال في ( الدهب) او في المهاجر او في الاسواق حتى ( انصاف ) الليل يعالجون شح الركود وشح الزبائن في اسواق تحولت الى لوحة اعلانات سعرية تكشف عن ان الغد في كف عفريت وان كفتي الميزان قد نزعتا من مكانهما من برج العدالة كي تحل محلهما تلك اللوحة الشرسة ؟.
ليست في الامامة افضلية او مزية تقدم في ( لستة ) امتحانات . وليست هي مسابقة بين الرجل والمرأة في عالم اليوم الذي يمنع المسابقة بين الرجل والمرأة ويراها تحد غير متكافئ يشي بشبهات عنصرية حيث تنعدم المساواة الضرورية بين النقيضين والمتنافسين كما تنعدم بين الطفل والرجل البالغ .. فلم نر في حلبات المصارعة من الوزن الثقيل او الوزن الخفيف أو وزن الذبابة مثلا مباراة بين رجل وامراة لتحديد الأقوى والانجح والأكثر خبرة ولم نر مثل ذلك في كل انواع المنافسات والمسابقات الدولية في عالم المساواة والندية فلماذا نصنع هذه المسابقات في عالم الدين وهو جاء من اجل الغاء التناقض والتباغض ولم يميز الناس الا بالتقوى .
يتحدث الفقها ء دائما وينطلقون في افكارهم التفضيلية من تنزيه الامامة وتطهيرها من شوائب الضعف سواء كانت الامامة في مجمع الرجال او النساء . لأنك لا تؤم نفسك بعيوبك قليلة كانت او كثيرة .. فادحة كانت او بسيطة .. انما تؤم عددا من الناس فيهم كل انواع العيوب حينما يجتمعون متفرقة فيهم او مجتمعة في احدهم .. فيختارون العالم على الجاهل والصحيح على المريض والبصير على الاعمى بل بلغ بهم الامر ( كالأحناف مثلا ) ان كرهوا امامة ( الامرد ) الصبيح الوجه وإن كان أعلم القوم إن كان يخشى من امامته الفتنة .
امامة المرأة خاصة في الصلاة تستدعي اعادة رص التشكيلة ( وشك ) ورق الكوتشينة القديمة ليس في المساجد وحسب وانما في الحياة الاجتماعية وتستدعى فقها جديدا للصلاة فكما انك ترى في كل مسجد تلك اللوحة الاعلانية في ركائز الجامع التي تدعوك الى التأكد من اغلاق الموبايل فاننا نحتاج الى من يقول لنا بضرورة تلاحم الصفوف بين الرجال والنساء حذو النعل بالنعل والكتف بالكتف في صفوف مخلوطة ( مشكوكة ) من ذوات السلاسل و ( الغويشات ) وذوي الشوارب و ( الاحجبة ) و ( سكاكين الضراع ) حيث يحس فيها الرجل بان المرأة قريبة منه تتنفس في وجهه فيتنفس انفاسها وضرورة منع اولئك النسوة اللائي حررن من قيود الامامة والتبعية بان يمتنعن تماما من ممارسة العادات الاجتماعية التي تميز امراة من هذا المجتمع من اخرى فيمنعن بعد ان منعن من جرس الموبايلات من ( الدخان ) مثلا الذي ليس بلون على الجسد وليس برائحة على الثياب وانما طقس جنسي يشارك فيه الرجل منذ الازل او منذ طفولته وهو يتنقل ببراءة غير ملحوظة في أركان البيت لأن المرأة التي سمح لها بالامامة لابد ان يسمح لها بالاختلاط في المساجد وبارتيادها في كل صلاة وليس في الصلاة الجامعة ولكن قبل ان يسمح شيخنا الترابي بذلك- وذلك موجود في دين السودان الصوفي وفي نوبات ( المسيد ) في طول البلاد وعرضها _ فلابد لنا اولا ان نسمح في مجتمعاتنا باقامة قاعات عروض الازياء التي اصبحت فنا مقيما مفيدا مرتبطا بالصناعة ومشاريع القطن والغزل والخيوط اكثر من التلوين والنحت ومسابقات عروض الجمال ذات السمعة العالمية لاسيما واننا شعب متهم بالقبح والدمامة والتشوه الوراثي وفساد الذوق واحتقار الفنون لأننا نرفض مزج الآليات السياسية و(التمكين ) بقوانا الطبيعية وبمواردنا التي حبتنا بها العناية الإلهية مثل كل البشر.. عروض الازياء في علام اليوم هي جالبة السواح الخبراء العلماء والمستثمرين المدججين بعلاقات البنوك من كل فج عميق وعلى كل ضامر وسريع وان نفتتح في هذه البلاد الحارة احواض السباحة في كل المدن واشباه المدن ..
ان الصلاة كممارسة جماعية لا يوجد مثلها في ممارسات الثقافة الغربية ولا يوجد دين وضع الناس جميعا ووجه قلوبهم مباشرة الى الله في وقفة واحدة وطلب منهم ان يحسوا انهم امامه وفي حضرته مكانيا وزمانيا واجتماعيا كالاسلام . ان الصلاة تنزيه مقام العبد القاصر امام الخالق المنزه عن كل عيب وهنا ولقصور الانسان الكامل طولب ان يكون امامه على الاقل منزها ونقيا من كل العيوب ما امكن ذلك ..

ادع يا شيخنا اولا للمجتمع المدني اولا ولعقليات القبول عند الناس وللمشاركة في امور يرفض فيها الناس المشاركة والتبادل والمساواة قبل ان تدعوهم للقبول دينيا ? والدين في اخر سلم العداء ولي العنق ? بامامة امرأة لا تشارك الناس في الاسواق كل المشاركة ولا تشاركهم في المهن على قدم المساواة ووسع من قاعدة الفهم المدني للحياة والدين والمجتمع بعيدا عن مناضلة الدين في افكاره ومصارعته بيانا في مضماره بحيث تكون امامة المرأة دينيا اخر ما يطلب من طالبي الامامة مدنيا لأن الامامة مستحيلة بغير المشاركة في حياة مدنية نقية .

تعليق واحد

  1. بالمناسبة انا اعتقد أن من يفتون بجواز إمامة المرأة في الصلاة رجال يلعبون بالنار,فهذه الدعوة من قبيل الاشتراء بآيات الله ثمنا فليلا و هو في هذه الحالة السلطة حيث يعتقد هؤلاء ان مثل هذه الفتاوي تجلب لهم شعبية كبيرة وسط النساء و في أوساط دعاة تحرير المرأة.

    من الناحية الشرعية لا نحتاج الى نغوص في كتب الفقه أو الحديث لنعرف حرمة إمامة المرأة في الصلاة و لا نحتاج ان نقول باننا لم نر ذلك و لم نسمعه في حياتنا الا من بعض الاصوات النشاز مثل الشيخ في علم القانون الدكتور الترابي .
    حيث أنه لو عقل هؤلاء لتذكروا أنه حين يسهو الامام في الصلاة و يريد أحد المصلين تنبيهه فإن الفعل الصجيج هو أن يسبح الرجل و تصفق المرأة لقوله صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: (إِذَا نَابَكُمْ شَيْءٌ فِي صَلاَتِكُمْ فَلْتُسَبِّحِ الرِّجَالُ وَلْتُصَفِّقِ النِّسَاءُ)مُتَّفَقٌ عليهِ مِن حديثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ, و تصفق المرأة ببَطْنِ كَفِّها على ظَهْرِ الأُخْرَى.
    فاذا لم يكن جائزا للمرأة التسبيح بصوت مسموع لتنبيه الامام عند السهو فكيف ستؤم الناس مطلقا و خصوصا في الصلوات الجهرية؟

    من المعلوم أنه حتى الإمامة العظمى “مثل ان تكون رئيسة البلاد” لا تجوز للمرأة عند جمهور العلماء للحديث الذي أخرجه البخاري في (صحيحه في كتاب المغازي باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر.)
    (حدثنا عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن الحسن عن أبي بكرة قال لقد عصمني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام الجمل بعد ماكدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم قال لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال:
    (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..