الحفرة

من منكم لايشعر بهذا الإحساس؟ أن البلد منتكسه ووقعت برأسها فى حفرة عميقه والآن أعناق الجميع مرميه الى صدورهم؟ بئر عميقه ومظلمه وضيقه مفروشه بالشوك والحجارة المدببه وخيوط العنكبوت التى تدخل فى آذان الجميع.
مشاريع الحكم الإنقلابيه الشموليه تبدأ كثور هائج ملئ بطاقة التغيير الجذرى والراديكالى وتنتهى إلى حملان منهكه لاتعرف كيف تعود الى مرحاتها التى خرجت منها، نعم لو قابلت الانقاذ الأولى أختها الانقاذ الثانيه مع الثالثه لما تعرفت أحداها على الأخريات، لو قرأت الانقاذ بيانها الأول لضحكت ولضربت الأرض بأرجلها ثم مسحت دموع الضحك وأستغفرت الله على كل هذه المبالغات التى لم يتحقق منها شئ.

المشاريع الحزبيه تحورت وأنطوت على أكبر حالات ضمور سياسي فى التاريخ السودانى، وكأن نطف التكوين الحزبى فى رحم مؤتمر الخريجين كأوعية مواكبه لمارسة وادارة الخلاف والتباين السياسي توقف نموها وتطورها عند تلك الحالة ولم يكتمل نموها.

التاريخ السياسي السودانى عالق فى مكان ما فى شجرة التاريخ ولم يتقدم شبرا ، جربوا هذه الوصفه ، أقضوا ثلاثة أيام فى دار الوثائق السودانيه وأطلعوا على أرشيف الصحف فى الستينات والسبعينات ستكتشفوا اننا محبوسين خلف قضبان أربع عقود من الزمن لم نتحرك قيد أنمله ، الأفكار أصبحت باليه والتكتيكات ممجوجه والخطب السياسيه كنداء سمسار خبيث ينادى على سلعه منتهية الصلاحيه وكاسده وفاسده وشديدة البوار ، المدهش أن صحف الستينات تعج بنصف صور القيادات الحاليه التى تتحكم فى مصائرنا اليوم وتريد ان تتحكم فى مصائرنا للغد والمستقبل القادم
المخيف أكثر من كل ذلك انك تتلفت فتجد شباب الأحزاب اليوم والذين من المفترض أن يتقدموا للأمساك بزمام المبادرة تراضوا فى أذعان غريب ان يكونوا مجرد قودايس فى ساقية مخلخله تعبُ السراب وتكبه فى الفراغ فى فصل عبثى حزائنى غريب، إرتضوا ان يكونوا مجرد مقاعد مسمكرة الى الارض فى مسرح بائس يعيد فيه الممثلون أدوارهم برتابه منذ عقود
يقلقنى هذا السوك الشبابي الذى يراهن على أعواد الثقاب المحروقه فيعيدوا تحريك رؤوسها على حافة الورق فى انتظار ان تشتعل وتضئ لهم ، مخيفة ومربكه هذه السلبيه التى تحيل هؤلاء الشباب الى عربات مربوطه الى قاطرات متوقفه مثقوبة الإطارات مكسورة الفوانيس والقضيب من تحتها شديد التكسير والتحطم ، كم هو مؤسف ان تتثلم هذه السيوف فى معارك تاريخيه ماضويه ذاتيه لاتخوض حربا من أجل المستقبل بل تغوص بكل هذه الطاقات وتصطف فى نزاعات داحس والغبراء ونزاعات كٌليب وجساس
نعم نحن نحتاج لثورة وعى وإحساس وإستشعار بقيمتنا أولاً، نحتاج لإنفجار عنيف فى دواخلنا يعيدنا من هذا الإغتراب الذهنى والنفسي وينتشلنا من هذه الوهدة، نحتاج لإشتعال ديناميتى تحت أقدامنا يفصل بينها وبين الماضويه التى ندس أعناقنا تحت ترابها بإستسلام مريب
أيها الإعزاء الأكارم لا أدرى لماذا ترتضون لأنفسكم أن تكونوا مجرد ربط من الجرجير الناشف ينساها صاحبها حتى أذا إحتاج لتسويقها رش عليها قطرات من ماء الهتاف فتفرهد قليلا ثم تعود للذبول؟ هذا مخيف حقا.

تعليق واحد

  1. حياك اخي ….. مقال في قمة الروعة ما نحتاجه فعلا قائد

    شخص يمتلك هدف

    لا شترط ان يكون حامل شهادات …. ولا نياشين ….. ولكن حامل لاحلام الامة

    شخص يمثل الانسان السوداني في قوته وبساطته وصدقه

    شخص نعتز به من اية بقعة في السودان ومن اية قبيلة لا يهم — مدرس او مهندس لا يهم ضابط شرطة او ضابط جيش لا يهم
    المهم ان لا يكون قمة طموحة شقة او فيلا او مزرعة
    وان لا يكون كذاب او ممثل وان يصدق نفسه اولا حتي يصدقه الاخرون

  2. فعلا وضح مرعب و ليس مخيف فحسب ، و أخشى ما أخشى أن نساق لهذا التغيير المطلوب بالسلاسل بدلا أن نذهب إليه و نفجره بالإحسان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..