لماذا إختفى العالم بتصريحات البرهان؟

محمد الحسن محمد عثمان
تصريح البرهان بانه لن يترشح فى الانتخابات القادمة وبان الجيش سيفارق السياسة بعد نهاية الفترة الانتقالية احتفى به العالم احتفاء لا يستحقه وتناقلته وسائل الاعلام وكادت ان تكرم البرهان فهو تصريح لا يضيف جديداً ولا يقدم ولايؤخر افهم ان يمنح هذا التصريح هذا الزخم اذا صرح به رئيس حزب كبير اما ان يصرح به ضابط فى الجيش فلا قيمة له ومادخل من يعمل فى الجيش بالسياسة فهؤلاء أوجدتهم الظروف فى هذه المواقع فى لحظات تاريخية لم يكن لهم يد فيها وسوار الذهب مثل رفيقه البرهان هؤلاء لم يرفضوا الديكتاتورية ولم يحاولوا الانقلاب ضدها مثل ثورة يوليو المصرية مثلاً اوحتى القذافي هؤلاء كانوا عبيداً للديكتاتوريات سندوها بالسلاح واراقوا الدماء من اجلها وكانوا من بين من دعموها حتى انفاسها الاخيرة وكان ينبغى ان يحاكموا لا ان يكرموا بالمناصب والعالم لا يفهم ان سوار الذهب والبرهان والطغمة التى كانت معهم لم يكن امامهم غير خيارين اما ان يستلموا السلطه لينقذوا انفسهم اولاً ويخففوا على ولى نعمتهم واما دخول السجن مع الديكتاتور ثوراتنا فى اكتوبر والانتفاضة وديسمبر لم تترك خيارًا ثالث لهذه القيادات وهم ماكانوا قادة الثورة وهم كشخصيات اضعف من ان يقودوا مظاهرة دعك عن ثورة هذه الثورات قادها الشعب حتى المدنيون الذين تقدموا صفوف هذه الثورات لم يكونوا صانعيها الدور الاساسى لهذا الشعب العظيم هو صانع هذه الثورات اكتوبر والانتفاضة وديسمبر فقيادات الجيش فى كل هذه الثورات وضعت امام خيارين لا ثالث لهما اما ان تنجو بنفسها او تغرق مع الديكتاتور فاختارت الخيار الأسهل فضحت بالديكتاتور وأنقذت نفسها فهذه القيادات لم تخطط للثورة على الديكتاتور ولم يكن لها تواصل مع الثوار فهى كانت حتى آخر اللحظات تدافع عن الديكتاتور وملوثه بفساد نظامه حتى اذنيها ولا ننكر ان للجيش قيادات فى السابق حاولت الاطاحهدة بالحكام الديكتاتوريين وضحت بنفسها مثل عبد البديع كرار ومحمد نور سعد والكدرو ورفاقه ولكنا لم نسمع بمحاولات انقلابيه لسوار الذهب والبرهان لقد كانوا من اكثر الضباط انبطاحاً لنميرى والبشير وغارقين فى الفساد .
واضيف سبباً آخر لعدم اهمية تصريح البرهان فهناك نص فى الوثيقة الدستورية (التى لا احبها) حسم هذه المسالة وتنص الماده ٢٠ من الوثيقة الدستورية على الاتى :
(لا يحق لرئيس واعضاء مجلس السيادة والوزراء وولاة الولايات او حكام الاقاليم الترشح فى الانتخابات العامه التى تلى الفتره الانتقالية) فالبرهان لم ياتى بجديد وماكان للذى اجرى المقابلة ان يسال هذا السؤال مادام امره محسوم بالوثيقة الدستورية ولكن ابتلينا فى هذا الزمن المكندك بإعلاميين وخبراء استراتيجيين وسياسيين مكندكين ايضاً وهل كان يتوقع المجتمع الدولى ان يقول البرهان انه سيخالف الوثيقة الدستورية ويترشح فى الانتخابات القادمة بالرغم من انه عملياً سيخالفها كصنوه السيسى والذى يتبع البرهان خطواته فهو مثله الاعلى وقد أورد احد مقدمو البرامج فى قناة الشرق فديوهات اثبت فيه بالتسجيلات ان البرهان قد التقط تجربة السيسي وطبقها حرفياً فكل ماقاله السيسى قاله البرهان وبالنص وتبقى ان ينط البرهان من وعده ويستمر فى الحكم بعد المرحلة الانتقالية وهذا اتوقعه فسيخلق البرهان من الزرائع مايمد به الفترة الانتقالية ليستمر فى السلطة اويخلق من المبررات مايجعله يستمر فى الحكم بعد ٢٠٢٣ .
لقد حاولت الكثير من وسائل الاعلام أظاهر البرهان وكانه من قام بالثورة وان هذا تفضل منه ان يتنازل عن السلطة بعد نهاية الفترة الانتقالية وهى مستحقه له ولاحظت ان الغرب يهاب البرهان ويعطيه وزناً اكبر من وزنه فامريكا ومعها الغرب مازالوا يعانون من عقدة عبد الناصر الذى تعاملوا معه كعسكرى ولكن كانت المفاجاه ان عبد الناصر قائد ثورة احدثت تغييرات جذرية وكبيره تجاوزت آثارها خريطة المنطقة العربية وامتدت لآسيا وامريكا اللاتنية وجعل الغرب يندم على عدم منحه حجمه الحقيقى وشتان مابين عبدالناصر والبرهان فعبد الناصر قاد ثورة اما البرهان فسرق ثورة ولا يملك من الفكر والرؤية مايملكه ناصر فالبرهان طالب سلطة وجد سلطة جاهزة فاستولى عليها وهذا هو حجمه وليس قائد ثورة فالثورة صنعها هؤلاء الشباب الذين مازالوا يكافحون من اجل تثبيتها رغم خيانات من اختاروهم ليتقدموا صفوفهم فكانوا أقزاماً ليس فى قامة الثورة وعلى المجتمع الدولى ان يعطى كل بحسب حجمه وان يفهم ان ماحدث فى ديسمبر هو ثورة شعبية وليس انقلاباً عسكرياً واحس ان الامم المتحدة وامريكا والغرب والسيسى والعالم العربى لم يفهموا ماحدث تماماً فهم يصنفون ماحدث بانه انقلاب بطله البرهان وهو الذى احدث التغيير والبرهان نفسه بدأ يعتقد انه هو الذى قام بالتغيير وانه بطل ولكن هؤلاء الشباب سيثبتون للعالم والبرهان انهم واهمون.
يا مولانا محمد الحسن كرجل قانون وقضاء البينة على من ادعى هل هناك اى دليل او مصادر لاحتفاء “العالم” بتصريحات البرهان قد فات علينا ملاحظتها ؟؟؟
منو القال ليك العالم احتفوا بتصريحات انقلابي لا يرعى اتفاق ولا دستور زول هوان ساي منو البسمع ليهو وكمان يصدفو؟؟
الأخبار تقول لا زال العالم متوجسا من تصريحات الوهمان!