قامات ومقامات تندلتي..!

ولأهل تندلتي مسلمات راسخات كالجبال لايزيحون عنها ولا يبقون عنها حولا منها

د. عبد الرحمن طبيب الكل، فكي البشير، عيسي موسي، عيش ازرق، أحمد السنوسني، شجرة المحنة، طعمية صافي النية، فول الضو…. والقائمة تمتد وتمتد.

وتدور دورة الأيام ودولتها لتخلقَ تحولات كبيرة في الثقافة التندلتاوية لكنها سنة الحياة.

رحل دكتور عبد الرحمن وترك جراحات اهل تندلتي تئن، بعدما أفني عمرا كاملا في تطبيب اهلها، ومداواة جراحهم وإصلاح ذات بينهم. فقد كان الراحل مؤسسة اجتماعية يندر أن يجود الزمان بمثلها. له الدعوات الصادقات وهو عند مليك مقتدر.

ومن الأهرمات المقدسة عند أهل تندلتي أيضا مولانا البشير احمد حامد امام المسجد الكبير منذ ان تفتحت عينانا علي الدنيا. كان شيخاً ورعاً، وخطيباً لا يمل حديثه. دعوته كانت بالحسني، ونصحه في السر؛ فخلق لنفسه مكاناً عليا عند أهل تندلتي.

كان دروسه حول السيرة النبوية كل خميس بباحة الجامع الكبير تجذب الصغير والكبير. حتى ظنناه ونحن في صغرنا من الصحابة وعايش رسول الله بسبب سرده الممتع ومعلوماته الغزيرة عن صحابة رسول الله. ترجل مولانا من منبر المسجد لظروف مرضه نتمني له كمال الصحة والعافية.

أيضا عيسى موسى مؤذن المسجد صاحب الصوت الشجي العذب الطروب. صوته لصلاة الصبح من ثوابت أهل تندلتي وجميعهم يحفظون اهازيجه عن ظهر قلب، عندما يصدح برائعة البرعي ياراحلين الي منًى.

عيسى موسى موجود ويتمتع بكامل صحته لكن قد تكون عصفت به التحولات الاخيرة في أمزجة أهل تندلتي.

وهناك أيضا عمنا عبد القادر كباشي الشهير بـ”أزرق”.

فكان من أساطين صناعة الخبز عندما كانت تندلتي تشتهر برغيف خبزها المميز.

أزرق كان يبيعك خبزاً كما الجاتوه في محل توزيعه الشهير غرب الجزارة.

كان رجل مجتهد في عمله صادق يحترمه الجميع، ويحترم الجميع، ويندر ان تجد عنده خبزآ بعد صلاة الظهر.

الآن توقف العم أزرق عن إنتاج الخبز بعدما تغيرت المهنة وانتشرت المخابز وبات يُستخدم بروميد الوتاسيم في صناعة الخبز، وأصبحت الدنيا ممحوقة فالخبز ليس هو ذاك، ولا الناس هم أولئك.

الخامسة هي سيدة مكافحة وطيبة بحي الفويلة هي الخالة صافي النية .فعلا كانت صافية النية.. أطعمتنا اجمل طعمية في حياتنا.. كانت بشوشة كريمة ..

ولا ننسى عمنا الضو حمزة صاحب المطعم الشهير..

وهو الذي اشتهر بجودة فوله وكرمه. كنا نراه يطعم جميع المجانيين بتندلتي مجاناً ومن أطيب أنواع الطعام

ولعل هذا سر نجاحه ومباركة الرب له في رزقه.

عمنا الضو موجود اليوم بمطعمه جوار المسجد لكن نجم فوله لم يعد كالسابق. لعله أصبح تركيزه الان علي اللحوم والفاصوليا البيضاء التي يجيد صنعها أيضاً.

هذة محاولة متواضعة مني للتوثيق لبعض شخصيات تندلتي.

التيار