منبر طيبة برسحول التعليم في معركة المخدرات يوصي بـ:إعداد كتاب مصاحب للتوعية بمخاطر المخدرات لطلاب المرحلة الثانوية

الخرطوم :محمدعمر الحاج
استضاف المنبر الدوري لمركز طيبة برس «أمس» بالخرطوم ، سلطات ولاية الخرطوم والمجلس القومي لتطوير المناهج والبحث التربوي ، لإستعراض النتائج والتوصيات النهائية لورشة تعزيز قيم ومفاهيم مكافحة المخدرات في التعليم العام ،بحضور الدكتورة ميادة سوار الذهب معتمد شئون الرئاسة بولاية الخرطوم واليسع صديق وزير الشباب والرياضة بالخرطوم والدكتورة إيمان الصادق أحمد من المركز القومي للمناهج ،وسط مشاركة كبيرة من أهل الإعلام والصحافة ،شهدت فعاليات المنبر الذي جاء تحت عنوان «التعليم في معركة المخدرات»الكثير من الأسئلة الساخنة والإتهامات التي قابلها المتحدثون برحابة صدر وعدم التهرب من الأجابة علي أي سؤال ،وجاءت أبرز توصياتها بإعداد كتاب مصاحب للتوعية بمخاطر المخدرات لطلاب المرحلة الثانوية،يتم تطبيقه علي طلاب الصفين «الأول والثاني» بالمرحلة الثانوية بولاية الخرطوم في العام الدراسي المقبل .
التوصيات النهائية:
في مستهل المنبر الذي أداره الأستاذ عبد الرحمن الأمين ،إستعرضت الدكتورة ميادة سوار الذهب التوصيات النهائية لورشة تعزيز قيم ومفاهيم مكافحة المخدرات في التعليم العام ،وأوضحت ميادة أن ملف مكافحة المخدرات لايمكن أن تقوم به جهة واحدة ،ولكنه يحتاج لتضافر الجهود وتكامل الادوار من كل الجهات كوزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم والاجهزة النظامية ،فضلا عن وزارة الشباب والرياضة وأجهزة الإعلام ومنظمات المجتمع المدني ،لذلك رأت حكومة ولاية الخرطوم بداية التعاون مع المركز القومي للمناهج للعمل علي ترسيخ قيم مكافحة المخدرات ورفع الوعي عن مخاطرها وآثارها السلبية علي التنمية ونهضة الشعوب .
وأضافت ميادة أن الورشة المشتركة الأولي بين الولاية ومركز المناهج أوصت بتعزيز قيم ومفاهيم مكافحة المخدرات في التعليم العام ،إدماج المفاهيم والقيم في مصفوفة المدي والتتابع،إعداد كتاب مصاحب للتوعية بمخاطر المخدرات لطلاب الصفين الأول والثاني بالمرحلة الثانوية «يبدأ تطبيقه في العام الدراسي المقبل»،فضلاً عن إعداد دليل للمعلم لإعانته علي تدريس الكتاب ،وحوسبة الكتاب وطرحه إلكترونياً،تدريب المعلمين الذين يتم ترشيحهم لتدريس الكتاب من قبل المركز القومي للتدريب ببخت الرضا،تدريب المختصين في مجال النشاط الطلابي والإختصاصيين النفسيين والصحة المدرسية ،تأسيس موقع إلكتروني لهذا الغرض بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم وولاية الخرطوم لبث أفلام ووسائل وصور متحركة وكليبات مصورة بسيناريوهات محمكة تربوياً .
وشملت التوصيات أيضاً الإفادة من دليل الصحة العالمية والإستفادة من تجارب الدول الأخري ،وإدخال المعايير العالمية لمكافحة المخدرات في محتوي الكتاب .
الترغيب قبل الترهيب:
من جانبه أوضح وزير الشباب والرياضة وممثل والي الخرطوم اليسع صديق أن المنظومة العاملة في مكافحة المخدرات بالبلاد ليست متضاربة ولاتوجد أي صراعات بين أجهزتها المختلفة ،مشدداً بأن الكل يعمل من أجل توجيه طاقات الشباب فيما يفيدهم ،مشيراً بأن منهج الدولة في مكافحة الظواهر والأمراض هو منهج الترغيب وليس الترهيب ، وأضاف بأن القوانين وحدها لاتكفي لحل المشكلة ووؤدها من جذورها ،موضحاً بأن الدولة أعدت العدة لمواجهة الهجمة التي تستهدف الشباب والإنحراف في القيم، مشيراً إلي أن التأصيل الديني أهم مرتكز في مناهج معالجة أمراض العصر بما فيها تعاطي المخدرات بكافة أشكالها ،مضيفاً بأن الترابط الأسري في المجتمع السوداني ساهم كثيراً في علاج الكثير من أمراض العصر.
وأكد اليسع مواصلة جهد الحكومة في معالجة أمراض العصر التي تعمل لتعطيل الإنتاج وتأخير التنمية بالبلاد ،مشدداً بأن الإحصائيات الرسمية تشير إلي إنحسار حجم نشاط المخدرات بولاية الخرطوم، موضحاً أن الورشة تؤسس لتوازن مجتمعي كبير مع الجهود الرسمية في معالجة الظاهرة لأن المجتمع جزء من منظومة تربية الشباب والطلاب.داعياً لتعزيز النشاط اللاصفي في المدارس ومراجعة أنشطة الرياضة في المدارس وتخصيص الميادين الكافية للأنشطة الرياضية وتأهيل المعلم الذي يمثل الأساس في العمل التربوي وتأهيله تقنياً لمواكبة تطلعات الجيال الجديدة.
ودعا الوزير إدارة المناهج بوزارة التربية والتعليم لإعادة التأهيل التربوي ،لأنه ليس أي خريج يصلح أن يكون معلماً،ودعا أيضاً للضغط علي المدارس الخاصة والأجنبية لتضمين الحد الدني من مناهجها بالتربية الوطنية والقيم والموروثات السودانية.
الفكرة ليست جديدة :
من جهتها اوضحت الدكتورة إيمان الصادق أحمد من المركز القومي للمناهج ،أن فكرة إدخال منهج مصاحب للمدارس بالسودان ليست جديدة ،حيث تم تطبيق إضافة منهج لمكافحة الألغام وتدريسه علي بعض الولايات المتأثرة بالحروب ،مشيرة إلي أن الكتاب المصاحب للتوعية بمخاطر المخدرات لطلاب المرحلة الثانوية سيتم تطبيقه علي طلاب الصفين الأول والثاني بولاية الخرطوم في العام الدراسي المقبل ،وبعدها يتم التفكير في تعميم التجربة علي بقية الولايات .
وأضافت إيمان أن المقرر الجديد يهدف لتحقيق أهداف التوعية وبث قيم ومفاهيم محاربة المخدرات وسط الفئة العمرية من»12 ــ 18» سنة.
وأشادت إيمان بالمنهج السوداني الذي يتضمن الكثير من القيم التربوية ،مشيرة إلي أن منهج مرحلة الأساس لوحده يتضمن أكثر من «153» قيمة تربوية،ولكنها عادت بالقول بان المؤثرات الخارجية أصبحت أقوي بكثير،لذلك تعمل السلطات التعليمية لتصحيح ذلك بالإستفادة من الوسائل التقنية الحديثة لمواكبة تطلعات الأجيال الجديدة.
الصحافة.