مقالات سياسية

القتل.. بالهوية!

حديث المدينة
عثمان ميرغني

رغم الحزن على رحيل الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم إلا أن الحدث حرَّك البركة الساكنة في بحر السياسة السودانية؛ فازدحم الأثير السوداني بسجال عنيف (عنف قانوني) مقبول لكنه يكشف العورة.. عورة المشهد السوداني السياسي.

في سنوات الحرب الأهلية الدامية في لبنان ظهر مصطلح (القتل بالهوية).. يقف المسلحون في حاجز أمني يتفرسون في بطاقات العابرين.. ومن وحي الاسم والبيانات الشخصية المسجلة في البطاقة يعرفون إلى أي هوية عرقية ينتمي صاحب البطاقة فيصدر فوراً قرار الإعدام رمياً بالرصاص في نفس المكان إذا كان ينتمي إلى هوية أخرى.. أو قرار بالحياة إن كان من هوية أصحاب الحاجز الأمني.

وتحولت لبنان- بلد الجمال- إلى بحيرة من الدماء القانية، التي تراق في حرب عبثية تدار بـ (القتل بالهوية).. وتعمق الانفصام الاجتماعي للدرجة التي لا يستطيع فيها الطبيب معالجة مرضى من غير أصحاب (الهوية) التي يحملها هو.

في أتون (عنف البادية) الأثيري على حواف رحيل الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم.. كشف المشهد السوداني عن (قتل بالهوية).. تخندق الغالبية حول هوياتهم الفكرية.. وانتحت الحكمة جانباً لتصبح (البطاقة) هي من تقرر من يحمل الحكمة ممّن يحمل الفتنة.

هذا المشهد علاوة على عبثيته وفقره المدقع للحكمة والحصافة فهو الذي يورد بلادنا هذا القاع السحيق.. عندما يتحول التناصر إلى مجرد ولاء فكري أعمى لا ينظر ولا يتبصر الحكمة.. فيصبح الساسة نجوماً كاذبة في سماء السودان يهدون إلى التي هي أضل.

الأجدر أن نسقط البطاقة الفكرية- تماماً- في التمايز السياسي.. وندرك أن عالم اليوم تحكمه البرامج لا (الهوية الفكرية).. بل من الأوجب أن لا يقوم أي حزب سياسي على خلفية فكرية، أو مذهبية مهما كانت.. حتى مفردات مثل اليمين واليسار ما باتت تعبِّ عن خلفية فكرية بقدر ما هي مواقف ?سياسية?  حول القضايا المطروحة في الميدان.. للدرجة التي يتأرجح فيها الحزب- أحياناً- بين اليمين واليسار- حسب موقفه من القضية المحددة.. فتارة الحزب يميناً وأخرى يساراً.. بلا ارتباط بـ (الهوية) الفكرية.

تطوير حالة الـ (لا) ارتباط بين الحزب السياسي والهوية الفكرية.. لا يحتاج إلى تشريعات وقانون، بل مثال وأنموذج لحزب جديد تختلط فيه الهويات الفكرية، ويقوم عماده على البرنامج والرؤية الحضارية لمستقبل الوطن والمواطن.

ليتنا نوجد مثل هذا الحزب أو التيار.. الذي لا يعمل بنظام (الهوية) الفكرية- كما هو الحال الآن.

 التيار.

تعليق واحد

  1. دائما ما تنزلق في الحضيض الذي مكانك لولا ان جاءت تلك الكارثة المسماة الانقاذ فجعلت من امثالك صحفيين بلا ضمير ولا حكمة فخيبة الله على الانقاذ ومنتجاتها.
    للقوى الديمقراطية مطلب واحد هو اجتثاث العفن الإخواني من بلادنا.هادن انت رجال السلطة. ودع الشرفاء يحاربونهم بطرقهم ومالك انت وفاطمة فاطمة اكبر من يكتب عنها امثالك

  2. الأجدر أن نسقط البطاقة الفكرية- تماماً- في التمايز السياسي.. وندرك أن عالم اليوم تحكمه البرامج لا (الهوية الفكرية).. بل من
    برضك تسبح في بحور اوهامك ياعثمان
    في تقديرك اذااسقطنا الهوية الفكرية اي هوية تريد من الناس ان يدرعوها في رقابهمللتعامل مع ناس في الاساس والاصل لا هوية لهم لا فكرية ولا بطيخ بل هويتهم كما تري وتتابع وتسمع وتفرا كصحفي واظنك تعترف بذلك هي السلب والنهب والتخويف والتضليل والقتل والدمار والخراب الشئ الذي لحق السودان امات طه ياعقمان
    بهذه الطريقة وبهذا المنطق انت كمن يحاول ان يضع نظرية من غير مؤهلات علمية
    مرة اخري بالله عليك دلنا علي الهوية التي نتوشح بها لمفابلة من هوية لهم لا فكرية ولا غيرها

  3. دائما ما تنزلق في الحضيض الذي مكانك لولا ان جاءت تلك الكارثة المسماة الانقاذ فجعلت من امثالك صحفيين بلا ضمير ولا حكمة فخيبة الله على الانقاذ ومنتجاتها.
    للقوى الديمقراطية مطلب واحد هو اجتثاث العفن الإخواني من بلادنا.هادن انت رجال السلطة. ودع الشرفاء يحاربونهم بطرقهم ومالك انت وفاطمة فاطمة اكبر من يكتب عنها امثالك

  4. الأجدر أن نسقط البطاقة الفكرية- تماماً- في التمايز السياسي.. وندرك أن عالم اليوم تحكمه البرامج لا (الهوية الفكرية).. بل من
    برضك تسبح في بحور اوهامك ياعثمان
    في تقديرك اذااسقطنا الهوية الفكرية اي هوية تريد من الناس ان يدرعوها في رقابهمللتعامل مع ناس في الاساس والاصل لا هوية لهم لا فكرية ولا بطيخ بل هويتهم كما تري وتتابع وتسمع وتفرا كصحفي واظنك تعترف بذلك هي السلب والنهب والتخويف والتضليل والقتل والدمار والخراب الشئ الذي لحق السودان امات طه ياعقمان
    بهذه الطريقة وبهذا المنطق انت كمن يحاول ان يضع نظرية من غير مؤهلات علمية
    مرة اخري بالله عليك دلنا علي الهوية التي نتوشح بها لمفابلة من هوية لهم لا فكرية ولا غيرها

  5. ليتنا نوجد مثل هذا الحزب أو التيار.. الذي لا يعمل بنظام (الهوية) الفكرية- كما هو الحال الآن
    هذا هو المكشن بلا بصل!!!اذا كان هذا تفكير رئيس تحرير فعلى الدنيا السلام . انت يا عثمان لمن انضميت لي خبوب السيل من ما كنت طالب ما كان عندك فكر ولا هوية ؟ والناس القال نافع انه قد درشهم ، كل الدرش ده والمجاهدين الانت هللت لارسالهم للموت كان بدون فكر او هوية ز لقد افرزت الانقاذ الغريب والعجيب . وانت يا عثمان من مخرجات هذه الهوية الفكرية الاجرامية

    0.

  6. ليتنا نوجد مثل هذا الحزب أو التيار.. الذي لا يعمل بنظام (الهوية) الفكرية- كما هو الحال الآن
    هذا هو المكشن بلا بصل!!!اذا كان هذا تفكير رئيس تحرير فعلى الدنيا السلام . انت يا عثمان لمن انضميت لي خبوب السيل من ما كنت طالب ما كان عندك فكر ولا هوية ؟ والناس القال نافع انه قد درشهم ، كل الدرش ده والمجاهدين الانت هللت لارسالهم للموت كان بدون فكر او هوية ز لقد افرزت الانقاذ الغريب والعجيب . وانت يا عثمان من مخرجات هذه الهوية الفكرية الاجرامية

    0.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..