كتابات للاحياء

كتابات للاحياء

محمد السوداني
[email][email protected][/email]

ظللت مراقبا ومحتارا ?في الوقت نفسه – على مدى الثلاثين سنة الماضيه من عمري للوضع الذي تعيشه بلادي ومن الكره الذي صار يتاكلها من كل اطرافها ..وكنت اسأل نفسي ..لماذا!! حتى متى!! والى اين!!
سادتي ..انا ولدت ..ووجدت بلادي مقهوره ..فقيرة ..مكبوتة ،،تخشى الانفتاح والتمدد..تخجل ان ترفع رأسها ،،تورث ابناءها وبناتها حياءا اسودا قابعا جاثما..
انا ترعرعت واهلي قانعون بالكفاف والاختباء خلف تصاريف الاقدار والقناعه بان في الغد امل والامل اتي ..ولكم احببت ذلك فيهم ..لأني تعلمت منهم ان ذلك هو الايمان..وان الحياء من الايمان ..والسكوت علامة الرضا..والرضا ان تعيش مستور..
لكن طوال هذه الثلاثين لم يهدأ ترقبي ولم اجد اجابة لتساؤلاتي!!لماذا يتاكل الكره بلادي..واهلها بكل هذه الطيبة..وفيها العلماء والفقهاء والفنانون والمفكرون..فيها النساء..فيها الحياء حد التواري والاختباء.
لكن وااااااه من لاكن هذه…
لكن هل فيها الانتماء..هل فيها الولاء..
عندما وصلت بتفكيري هذه المرحله..جندت كل حواسي ..حيواتي..اوقاتي في حلي وترحالي للبحث عن اجابة هذا التساؤل المحير..بحثت عن ذلك اولا في شخصي ..وجدته باهتا لا يكاد يبين.. خفت من نفسي وعليها ..
يا لهوانك ياوطني.. اجورنا هو مااعتراك !!ام صدك هو ما اضلنا !!
نحن نكبر وانت تصغر..نحن نرفع رأسا فارغا من حبك ..وانت تنحني تستر عيبك..نيلك يثور يفيض يغرق ارضك..وزرعك يغيض يموت و يجف ضرعك.
عندما كنت تئن في الجنوب..اوليناك ظهورنا وذهبنا نصطرع في الشمال،،وغرقنا في ذلك حتى الثمالة..حتى ركعت..نعم ركعت..فلايمكن ان تضرب في رأسك مالم تركع..ثم هل فزعنا اليك قبل ان تقع وتتهاوى..لا والله.. اسكرتنا كؤوس القبلية والجهويه والتحزب والتسلط وبطر البترول الزائل..حتى تمددت على الارض برأس سكتت دماغه في الجنوب ، وقلب لا تنتظم ضرباته في الخرطوم،،ورجلين حافيتين عاريتين في الشمال ويدين مشلولتين في الشرق والغرب وعينان تنظران الى فضاء اسود اوله فتن لاتنتهي واخره كره..ثم قتال.
ثم هل تموت..لا لن تموت..ستتمدد هكذا ..غائبا تنتظر اجيالا جديده تنفض عفن الحياء وغبار التملص والغباء،،تتعلم ان تحبك اولا.. وثانيا ،،تتعلم اننا كلنا ابناؤك.،،وان الاعداء خارج الارض التي تتمدد عليها وليسوا داخلها..تتعلم ان سلطان حبك يقتادها جبرا الى عفة لاتعرف الفساد،،الى قوة لاتـتأتى الا بالاعتصام ،،الى عدل يجعل الخرطوم في كل مدن السودان،،الى اثرة تجعل الثروة لاتعرف اين تذهب..
اجيالا تعرف ان اتخاذ القرار هو عمود السلطة وان توقيته اهم من القرار نفسه وان الخوف الحقيقي من الله هو ان يخشوه فيك ..نعم ..نعم فيموت الشقاق ويذوب النفاق ويرفع الظلم ،،ويضيء اخر الرواق ..
اين نحن ياترى سنكون ساعتها !! تحت التراب!! يبصق الوطن على قبورنا ..ويلعننا بأقبح الالفاظ!!

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..