الزول الذى فقد ظله…!!!

لم يستطيع الزول ان يجد توازنا منطقيا لبنى ادميته المتهالكة (المهـــــــدودة) وهو يعلم يقينا أن لا موقع له فى خارطة الحياة المتقلبة التى يتحكم فيها (مزاج حكومة) (تبرطع) قى زريبة الحـــكم فقد استفذ الزول كل ما لديـــه من رصيد (صبر) فى بنك التحمل وضحى بكل ما يملك من سعة البال فكــــل الشيكات الحياتية اصبحت ترتد لعدم وجود رصيد رغم صمته الطويل فقد اثر ان يلتزم الصمت وهو يعلم ان الساكت عن الحق شيطان اخرس…
منذ سنوات خلت كان الزول (المهمش) يعلم ان الطريق الذى تسلكه احلامــه (المبددة )الى مستقبل ما يكاد يكـــون مستحيلا فى ظل دولـــــة متهالكة البنيان صدئة الاركـان ضعيفة السياسة قليلة الكياسة كثيرة الوعود معدومة الوجود.
كعادته تربـــع الزوول مختارا عـــرش الصمت والصبر ينتظر ان تقـــــــــرر الحكــــومة الجاثمة على صدره (بمزاجها) المغادرة يوما ما سدة الحكم طائعة مختارة او ان يعصف بها القـــــدر متى شاء استجابة لدعوات المظلومين من بنى زول…
اعترف الزول ان الوضع الذى يطبق على عنقه الهزيل اصبح لا يترك للهواء منفذا حتى يدخل اوكسجين حرية نقى الى مسامات رئتيه (المختنقة) واعترف لسان حاله ان الفساد الذى تعمق معه (السوس) الحكومى نخر العــــــظم وهو يدرك ايضا ان الحكومة لم تترك له فـــى جسد الوطن بعض لحم…
كان اغرب ما حدث لهذا الزول يوم ان خرج فى وضح النـــهار الى الســــوق يلتمس بعضا من ضرورياته بسيطة تنامت حيرته حين اصطدم جيبه الفارغ جدا الا من(الفلس) بالسوق المستعصى بالاسعــــار (المتكبرة ) جـــــــدا والتى تضاعفت اضعافا كثيرة خلال يوم وليـــلة
ســـــأل عن السبب فقيل له ان الحكومـــة قد رفعت الدعـــــم عن السلع ضحك ضحة (هستيرية ) متى كانت الحكومة اصلا تدعم السلع حتى ترفـــع دعمها المزعوم فالحكومة لا تفقه معنى الدعم للمواطن منذ ان استلبت الحكم واعلنت نفسها الوصى على الوطن
والحق ان بنى الزول لم يكن يوما واحد من اولوياتها فان كانت حالة الضنك والفقر والجوع السابقة مع دعمها كما تدعى هذه المشئومة…. فكـــيف يكون الحال وهى تنفث شؤمها المستمر وتبشر بمزيد من الضغوط .
لم يكن من المفارقات ان يفقد الزول المنطق تماما حين استشعر حجم الكارثة التى استفحلت و لسان حاله يقول انا والغلاء والفقر فى قــــربك بقينا اكترمن قرايب ما بنغيب عن بعض ابدا ذى اعز اتين حبايب
خرج الـــزول مقهورا مذهولا مكسورا من السوق ساخـــطا ناقما وقد تملكه الغضب وإمتلاء قلبه غيظا وحنــقا وكراهية
عزم الزول ان يخرج الى الشارع ويعلنها انتفاضة وثورة جريئة ضد الظلم والغلاء والفساد يعلن ان الحيـــــاة فى ظل هذه الـــدولة اصبحت لاتطاق وان الصمت والصبر اصبحا بمثابة عقاقير مخدرة فاسدة
خرج الزول المقهور الى الشارع وقف وحيدا يهتف باعلى صوت : تسقــــط تسقط يا… تسقط تسقط يا…….وجـــــــد الزول نفسه يقف هناك فى الساحة وحيدا لا احـــد بجانبه دار حوله فلم يجد حتى ظله سأل الزول المغلوب نفسه هل استنفد الانسان السودانى صلاحيته كمواطن الله المستعان.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الزول منتظر خزائن حقول الدهب وهو يعلم انه كذب
    الزول منتظر جناين العنب البتنتج مليار ونصف المليار
    وهو يعلم إنها مثل جمال عبد الله بن عمر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..