أخبار السودان

بارك الله فيمن مات وخف

هنادي الصديق

* كثيراً ما سطرنا في هذه المساحة مخاوفنا من تزايد إنتشار مرض السرطان في معظم ولايات السودان، ودق الآف المواطنين ناقوس الخطر خوفاً من إنتشار وتمدد هذا المرض العضال، عسى أن تسمع أذن أو ترى عين ولكن يظل الحال كما هو إن لم يزداد سوء.

* وبالأمس فصَل لنا الزميل مزمل صديق وضع المرضى بمستشفى ودمدني للسرطان، وكيف أن المرضى يشكون من الضغط المتزايد على المستشفى وعلى أجهزته التي بالكاد تفي حاجتهم، خاصة وأن معظم الحالات يتم تحويلها من مستشفى الذرة بالخرطوم الذي توقفت معظم أجهزته ولم تتم صيانتها أو استجلاب أخرى درءاً للكثير من الاشكالات المحتملة جراء هذا الإهمال.

* مستشفى ودمدني يعتبر أقل من مستشفى الذرة المركزي باعتبار أن الأخير يفترض أن يكون قبلة كل الحالات القادمة من الولايات بما فيها الجزيرة نفسها، ولكن العكس يحدث.
* ومن حق المرضى أبودمدني أن يشتكوا ويطالبوا بإنشاء مستشفيات مماثلة بالولايات خاصة وأن مستشفى الذرة بودمدني ظل يستقبل مايتراوح بين (10 إلى 12) حالة إصابة جديدة، بينما التردد على العيادات بمستشفى الذرة بودمدني يتراوح ما بين (60 إلى 80) حالة يومياً إضافة إلى حالات من خارج السودان.

* المتابع يعلم أن حالات ولاية الجزيرة من هذا المرض العضال تمثل (ثلثي) الحالات من الإجمالي العام، ما يعني أن مصدر المرض بات معلوماً للجهات المعنية ولا يحتاج لمسح أو دراسات، فالمشاريع الذراعية والسموم التي يتم دفنها ليتناولها المريض طعاماً يومياً، بجانب معالجات المياه والفحص التي تتم بمعامل الري هي أحد مسببات السرطان والفشل الكلوي، ولكن الجميع يلتزم الصمت القاتل، حفاظاً على الكرسي والراتب والمخصصات، ولا أمل في كشف الأسباب للرأي العام حتى يتبع المواطن سبل الوقاية المطلوبة، وليس لديها النية على ما يبدو في معالجة جذرية لمرض سيؤدي حتماً بحياة ملايين السودانيين مع الوقت.

* وزير الصحة الإتحادي حتى هذه اللحظة لم يعرف له المواطن عملاً إيجابياً واحداً في صالح المواطن، فالمستشفيات والمراكز الصحية بالولايات أصبحت خاوية على عروشها من الكادر الطبي، وينعق فيها البوم، معظم الأجهزة الموجودة خارج الخدمة، مستشفيات في معظمها مجرد لافتات فقط، إنعدام الدواء لم يعد سراً، مجانية العلاج والتأمين الصحي مجرد شعارات سئم منها المواطن وغادر محطتها بلا رجعة.

* وزيرالصحة بولاية الخرطوم هو الآخر مشغول بإستثماراته من المستشفيات والجامعات والصحف ولا مجال أمامه لآداء مهامه التي أدى عليها اليمين، ورغم ذلك يظل في مكانه دون محاسبة أو رقابة، ويظل الوزير الإتحادي في سلحفائيته القاتلة ، وكأن شعار وزارة الصحة، فليمت من يمت وبارك الله فيمن (مات وخف)، ومن كتب له الله طول العمر فهو بلاشك عبء إضافي على الدولة.

* مستشفى الذرة بودمدني ومستشفى الذرة بالخرطوم تستغيث بأبناء السودان بالداخل والخارج، وتنتظر المبادرات على شاكلة نفير وشارع الحوادث، لأن الحكومة لا خير منها يرجى ولا فائدة، ووزارات الصحة الموجودة بجميع الولايات (بوضعها الحالي) وبطاقمها من الوزير لأصغر عامل تعتبر أكبر عبء على الدولة لأنها تأخذ المليارات من مرتبات ومخصصات والناتج وفيات بالجملة، وأمراض فتاكة تنتشر على إمتداد الوطن.
الجريدة

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..