
احيانا كثيرة يكتب المرء بعضَ الكتابات المليئة بالخارم بارم والتي لا معني لها على الإطلاق.
فهي أشبه بلحم الرأس.
أو أشبه بسمك لبن تمر هندي أو أشبه كذلك بحالنا في السودان و تشابك القضايا.
فقد يحيد الإنسان احيانا كثيرة عن الكتابات الجادة.
وكأنه يريد الانفلات المزاجي او الشخصي للابتعاد عن سيف بعض الاحتكاريين الذين يشبهون إلى حد كبير رجال الكنيسة حين احتكروا الرأي في اوروبا بدرجة انهم حاولوا حرق غالليلو لانه قال بان الارض كروية.
فاختطاف المشهد باسم الدين كان يمارس في العهد البائد كثيرا.
وكأن تكميم الأفواه مشهدا مالوفا.
ولم تكن هذه الحرية المطلقة والتي نشهدها حاليا في الساحة متوفرة.
فكانت بيوت الأشباح وكانت المفرمة وكان جلد النساء فما أجمل الحرية وقد أصبحت واقعا حياتيا وقد حيرت حتى أولئك الجلادين والقتلة وهم يخرجون علينا كل يوم يهددون ويتوعدون.
بالامس علق صديق على ماكتبت عن صراع الهدندوة والبنى عامر وقال إن ما كتبت مجرد اسالة قلم.
لذا احترت اليوم فيما اكتب وقد تشابكت حياتنا وتعقدت في وطن لا يريد النهوض وقد اقعدوه في الظلمة.
والغريب أن تسمعها من رجل مثل حميدتي وهو يحلل الوضع بطريقة مبسطة بأنها ليست مشكلة موارد بل هي مشكلة انسان قد فشل في تحويل هذه الموارد لصالح الوطن.
وصدق حميدتي.
فجدودنا زمان وصونا على الوطن.
على التراب الغالي الما ليهو تمن.
نحن حافظين للوصية
جوه في قلوبنا الوفية
ذكراهم بتلهمنا
وتشجينا بعزيمة قوية
ليك يا بلدنا عاد
صاينين للتراب
وحافظين للوصية
بي سواعدنا القوية
حققنا استقلالنا ورفعنا علم الحرية
بيهوا الشعب احتفل
يوم جمع صفوفو
واتشمر للعمل
بي وحدة نضالو
كم حقق أمل
وما أجملها هذه القصيدة وهي توصف دورنا الذي يجب أن يكون في حق هذا الوطن المعطاء.
وقد قصرنا كثيرا في حقه فرقة واختلافا وكادت ريحنا أن تذهب دويلات.
فالسودان الذي كان مليون ميل مربع لم يعد كذلك والبعض مازال يقتطع منه ما يريد.
فلقد كانت حدوده شمالا حلفا وجنوبا نمولي وشرقا بورسودان وغربا الجنينه والآن أصبحت كوستي جنوبا وخوفي أن تصبح ابو حمد شمالا والقضارف شرقا وكوستي جنوبا و الأبيض غربا.
ولكي لا يكون الامر كذلك علينا ان نتحابب وان لا نتشاحن او نتباغض وان نترابط قبائلا وشعوبا وان لا نفترق كامة.
وان لا يتعالي بعضنا على بعض.
وان تمحي من ذاكرتنا تلك الكلمات البائسة جلابة وغرابة وعرب ورطانه وشريط نيلي.
وان نحافظ على هذا السودان بلدا.
و نحافظ علي الهلال والمريخ ارثا .
وان لا نهتف لأي رئيس وكفاية كسير تلج وتقديس .
وإلا سيهرب الرئيس كما هرب سلفا وعمل الميس.
وحتي لا يخرج علينا من يصرخ قائلا اني اراهم وقد استلوا سيوفهم ليقتطعوا ما يريدون من جسد الوطن.
فما حدث في جوبا من تخصيص امتيازات للبعض قد يغضب آخرين.
وهاهي امامنا حركة انفصالية جديدة في الشمال وقد أعلنت عن نفسها لتطالب بنصيبها في الميراث.
وللاسف الشديد عقول بعضنا في متحجره ولا تقبل التغيير.
فالكل يتهم الكل.
وانت لست بوطني وانت خائن وعميل
وانت لست بكاتب وانت مشجع جميل
وانت لست بصحفي وانت مجنون عديل
وانت مجرم و مذنب وجيبوا السيف لا بديل
فالاحزاب السياسيه في عقولنا امه واتحادي وشيوعي ومؤتمر وطني وفكة.
والرياضه في عقولنا هلال ومريخ ولاعيبة قاعدة في الدكة وكاردينال وشداد.
والصحفيين فلان وفلان.
وجامعة الخرطوم هي اكبر جامعاتنا وان كان ترتيبها العالمي ٢١٢٧ من زمان .
والغناء السوداني هو الأجمل على الاطلاق وان كان سلمه خماسي لا يطيقه الكثيرون.
والطبيب السوداني هو الأذكى في الدنيا وان كان المصريين قد اقاموا في اسوان عيادة لعلاج اخطاء اطباء السودان.
والطيب صالح هو أكبر ادبائنا وبنحبه شديد.
وموسم الهجرة أجمل قصة وبطلها مصطفى سعيد.
رغم أنها الأخيرة في سلسلة ابداعاتنا وكأن حواء بلدي قد توقفت عن الانجاب ولم تأتي بجديد.
والكوميديا السودانيه فضيل وذاكر وجمال حسن سعيد وديل بنحبهم اكتر من عادل امام وطاش ما طاش ودريد لحام .
وكل حياتنا قراصة وحلو مر بعد أن عذبنا الرغيف وويكه وسعوط وجرتك وقيدومه وفي رمضان بنقطع الطريق وأجمل برامجنا الشروق مرت من هنا.
واجمل الاكلات البوش والسخينه.
وجدودنا زمان وصونا علي الوطن ولكنا اضعناه بطيبتنا الزايدة غربه وضياع وتشتت ونهب وسلب وقتل وكذب ونفاق وخداع .
و تركنا تجار الدين و الحفاة العراة يتطاولون في البنيان وزواج خرافي وكافوري وسرقة اراضي .
لذا لابد من وقفة مع النفس ونقول آمين للجنة التمكين
ونسمع هذا المصري الذي يشبه واقعه واقعنا
وكفاية شرب المر
أهو جا خلاص اليوم اللى هنطق وأقول أنا حر
ولا يهمنى حد يحسدنى ولا يهمنى حد يقر
مانا ياما الحزن صابنى وكان من جسمي بيشر
محدش ليه دعوه بيا ويقوللى إعمل ومتعملش
أنا أعمل اللى أنا عاوزه وكمان مقولش
سيبونى براحتى إنشاله لو هاكل مِش
دا المش من إيدى تورتة إنما من إيدكم كاويتش
دلوقتى خدت قرار مبصش لحد غيرى
أنا حر أعمل اللى يعجبنى واللى جاى على هوايا
والحاجة اللى أزهق منها أقول عليها كفاية
والحاجة اللى تريحنى هخليها على طول معايا
ومش هبص على غيرى عشان مخدش على أفايا
مفيش حاجة فى الدنيا تستاهل أعيش مكبوت
ولا أكتم فى قلبى وأحزن لحد ما ييجى الموت
أحسنلى أكبر دماغى وأقول بعلو الصوت
أنا حر ومش هخلى حياتى من السكوت
أنا حر خلاص دلوقتى وكفاية بقى عذاب
والفرح يبعد عنى والحزن يفتحلى الباب
خلاص شغلت دماغى وهاخد بالأسباب
وهعيش حر فرحان وهنسى الإكتئاب
دا مفيش أحلى من الحرية .. بلا قرف ونيله وهباب.
وهنا يجب أن يتوقف قلمي عن الهزيان.
وان كنا في زمان الحرية والسلام والعدالة
وعذرا على هذا الخارم بارم .
محمد حسن شوربجي