أخبار مختارة

نقص الوقود بالسودان .. أزمة مستفحلة وحلول غائبة

الخرطوم _ مهجة أشرف ابو القاسم

أيام وليالي يقضيها السودانيون أمام محطات الخدمة بغرض التزود بالوقود في مشاهد تعكس واقع متردي إثر النقص الحاد في مادتي البانزين والجازولين على حد سوا.

وتثير هذه المعاناة في الحصول على المواد البترولية غضب أصحاب المركبات العامة والخاصة، وسط حالة السخط إزاء ما يصفونه بضعف الرقابة الحكومية على الكميات المتوفرة من الوقود الشي الذي يؤدي لتسربها الى السوق السوداء وتغذية هذه التجارة غير المشروعة.

وثمة من يغضبه أيضا حصول المؤسسات الأمنية والعسكرية على كميات ضخمة من الوقود في ظل هذه الأزمة الطاحنة، وهو ما اعتبره البعض بمثابة استمرار على نهج وسياسات نظام المعزول عمر البشير.

وترجع السلطة الإنتقالية أزمة الوقود المتطاولة الى شح النقد الاجنبي في الخزينة العامة، وهو ما يؤدي الى تأخر تفريغ البواخر النفطية التي ترسو في ميناء بورتسودان شرقي البلاد.

وتجلت أزمة الوقود الخانقة في تكدس السيارات بالصفود أمام محطات الخدمة بالعاصمة الخرطوم ومدن البلاد الأخرى لساعات طويلة، بينما تنشط عمليات بيع وشراء الوقود في السوق السوداء

“الراكوبة” في جولة على عدد من محطات الوقود في الخرطوم وبحري، رصدت غصباً عاماً حول الأزمة.

ويقول أحد المنتظرين في صف وقود في محطة بمدينة بحري- فضل حجب إسمه، إن غياب القانون هو سبب الأزمة المستفحلة، والتي لا تغيب فترة إلا وتعود لتطل برأسها من جديد.

ودعا السلطات إلى احترام الشعب، والقيام بعملها في تنظيم العملية ومحاربة السماسرة والناشطين في السوق السوداء للوقود.

وتابع قائلاً لـ”الراكوبة” : “ماذا يفعلون، نريد أن نعرف المهام التي يقومون بها، ليس لديهم سبب واحد للتفرج على هذه الفوضى وعدم ملاحقة السوق السوداء، التي تحولت من العملات الأجنبية والدولار إلى تجارة الوقود”.

في إتجاه متصل، يقول محمد حسن وهو سائق مركبة، لـ”الراكوبة”، إن الأزمة وصلت ليومها السابع دون حلول تلوح في الأفق ويضيف:” قضيت ليلتي في محطة الوقود هذه، وحالياً كما ترين ننتظر وصول تانكر الوقود”.

ويبدي حسن، كذلك استغرابه على صمت الحكومة بشأن الأزمة، ويؤكد انه بات يقف يوما كاملا في سبيل تعبئة سيارته.

في نفس الإتجاه، ذكر سائق “ركشة”- طلب حجب اسمه، أنهم ينتظرون فترات طويلة بالصفوف، ويلفت إلى أن عملية الانتظار تؤثر بصفة كبيرة على عملهم، ويختتم فرحا أثناء الحديث باقترابه من نيل الحصة.

وطالب أحد المنتظرين أمام محطة وقود في شارع رئيسي بالخرطوم، المكون العسكري بتقديم استقالته وتوضيح من اين تأتي الجهات العسكرية بحصص الوقود.

ويقول لـ”الراكوبة” : “نريد أن نعرف هل يأخذون الوقود من الدولة وعلى حسابنا وكم تبلغ كميتهم ومن يدفع لهم، لديهم شركات هي سبب أزمة السودان، الاقتصاد الموازي الذي يديره العسكر أخطر من الحرب”.

وأضاف “اعتقد ان الأمر يحتاج لتوضيح من الحكومة خاصة وان صرف الوقود للجهات العسكرية عالي جدا ونلاحظ بعض العسكر يقودون سيارات ويقومون بتعبئتها من المحطات و يزاحمون الناس ويفرضون الدخول بحجة أنهم نظاميين ويتخطون الصفوف وهذا فعل غير مقبول لأن في الخدمات يتساوى الجميع “.

بينما يكشف عز الدين أبكر، عن معاناته في سبيل جلب وقود لمولد كهربائي خاص بمنزله، ويذكر لـ”الراكوبة” أنه بحاجة للوقود لتشغيل المولد لمريض معه في المنزل لأن المنطقة التي يقطن بها، تشهد قطوعات متتالية للكهرباء.

ورغم إقراره بتحسن الإمداد خلال الأيام الماضية، بيد أنه يؤكد ضرورة وضع المولد في حالة الاستعداد لمقابلة أي قطوعات، كما ينوه إلى معاناة مستمرة في توفير الوقود الذي وصلت قيمته لملء مولده بنحو 300 جنيهاً، وقيام شرطيين في مرات عديدة بمنعهم وطردهم من المحطة.

في خضم ذلك، اوقفت إدارة إحدى المحطات التي سجلت “الراكوبة” زيارة لها، وعزت الإدارة التوقف لوقوع مشكلة بين أشخاص حول أحقية الترتيب، فيما طلب الأشخاص من “الراكوبة” إيصال رسالة للحكومة مفادها: “هذه حقوقنا وليست منة منكم ويجب عليكم توفيرها فوراً”.

سائق تاكسي، أوضح انه يقضي ثلثي يومه في انتظار وصول تانكر الوقود وفي مرات عديدة لا ينجح في تعبئة سيارته.

ويضيف: “انا كسائق تاكسي لي ٣ يوم بجي بقيف في الطرمبة دي من الصباح لحدي الساعة 3 ما جاء التنكر بمشي، رسالتي بقول الحكومة ارجعوا للنظام الزمان حق نميري ان البنزين يباع بالكرت.. والمواطن زاتو شفقان عايز يجي وفي نفس اللحظه يخلص ياجماعه انتو برضو كمواطنين لازم تكونوا منظمين الحياة، بدون تنظيم ما بتمشي”.

سارة بركات سائقة مركبة طالت الحكومة بتوضيح مصير الناس وما تفعله لهم.

وتقول:”أتيت من الساعة ٤ والآن اغلقوا المحطة بسبب شخص جاء لملء الجركانة بالقوة، وبدلا عن إخراجه من المحطة اغلقوها، نريد نعرف مصيرنا شنو يعني في الصفوف دي وكل يوم نفس الدوامة”.

‫2 تعليقات

  1. ناس الحكوة الانتقالية ما يعملو اتفقايةمع دولة جنوب السودان لمدهم بالبترول ، طالما صار موافقة لحد امضاء اتفاق السلام فى جوبا
    بين جميع المكونات ؟!!!!
    شئى يحير اليس بننا من يفكر زيتنا فى بيتنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..